في سبيل الله نمضى .....نبتغى رفع الاخوة (الحزء الثانى)
تقليص
X
-
-
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الخطبة الإذاعية "51"
التاريخ 21/ 04/ 2000
الموضوع : خ1 : أثر الإيمان في حياة الفرد ـ خ2 : تفسير الآية 37 مِن سورة الرحمن .
تفريغ : عماد علان .
التدقيق : السيد أحمد مالك .
التنقيح النهائي : المهندس غسان السراقبي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، يا ربّ أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم عبده ورسوله بلّغ الرّسالة وأدّى الأمانة ، ونصح الأمّة ، وكشف الغمّة ، وجاهد في الله حقّ الجهاد ، وهدى العباد إلى سبيل الرشاد ، اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا ، وعنهم يا ربّ العالمين ، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ، وأحثّكم على طاعته ، وأستفتح بالذي هو خير .
أيها الإخوة المؤمنون في دنيا العروبة والإسلام ، إنّ قضيّة الإيمان قضيّة مصيريّة بالنسبة للإنسان ، إنّها سعادة الأبد ، أو شقْوَة الأبد ، إنّها الجنّة أبدًا ، أو النار أبدًا .
أيها الإخوة ، الإيمان ليس مجرّد إعلان المرء بلِسانه أنّه مؤمن ، وليس مجرّد قيام الإنسان بأعمال وشعائر ، اعْتداد أن يقوم بها المؤمنون ، وليس مجرّد معرفة ذهنيّة بِحقائق الإيمان ، وبكلمةٍ مختصرة ليس الإيمان مجرّد عملٍ لِساني ، ولا عملٍ بدني ، ولا عملٍ ذهني ، إنّما هو عملٌ نفسي ، يبلغُ أغوار النفس ، ويحيطُ بِجَوانبها كلّها ؛ من إدراك ، وإرادةٍ ، ووجْدان .
أيها الإخوة ، لابدّ من إدراكٍ ذهنيّ تنكشفُ به حقائق الوُجود على ما هي عليه ، وهذا الانكشاف لا يتمّ إلا عن طريق الوحي الإلهي المعصوم حصْرًا ولابدّ من أن يبلغ هذا الإدراك العقلي حدّ اليقين الذي يُزَلْزلهُ شكّ ، ولا ارْتِياب ، ولابدّ من أن يصْحبَ هذه المعرفة الجازمة إذعانٌ قلبي ، وانقيادٌ إراديّ ، يتمثَّلُ في الخضوع والطاعة ، ولابدّ من أن يتْبعَ تلك المعرفة حرارةٌ وجدانيّة مُسعدة ، مضمون هذا الإيمان هو وُجود الله تعالى ، ووحْدانيّته وكمالهُ ، والإيمان بالنبوّة والرسالة ، وبِوَحدة الدّين عند الله ، والإيمان بِمُثُلٍ عليا إنسانيّة واقعيّة ، وقُدواتٍ بشريّة ممتازة ، اسْتطاعَتْ أن تجعل من مكارم الأخلاق ، وصالح الأعمال وتضاؤل النفوس حقائق واقعة وشُخوصًا مرئيّة للناس ، لا مجرّد أفكارٍ في بعض الرؤوس ، أو أماني في بعض النفوس ، أو نظريات في الكتب والقراطيس .
أيها الإخوة الكرام ، كيف يقبلُ العقل الحرّ ، أو ترضى الفطرة السليمة أن تنتهي الحياة وقد طغى فيها من طغى ؟ وبغى فيها من بغى ؟ وقتلَ فيها من قتَل ؟ وقُتِلَ فيها من قُتِل ؟ وتجبَّر فيها من تجبَّر ؟ ولم يأخذ أحدٌ من هؤلاء عقابه ؟ بل تستّر واختفى ، أخلف ونجا ، وفي الجانب الآخر ، كم استقام من استقام ؟ وأحسن من أحسن ؟ وضحّى من ضحّى ؟ وجاهدَ مَن جاهد ؟ وقدّم مَن قدّم ؟ ولمْ يَنَلْ جزاء ما قدَّم ، ألا يحِقّ للعقل أن يؤمن إيمانًا جازمًا أنّه لابدّ من أن توجدَ دارٌ أخرى تُسوَّى فيها الحسابات ، ويُجزى فيها المحسِنُ بإحسانه ، والمُسيء بإساءته .
أيها الإخوة الكرام ، هذه بعضُ حقائق الإيمان ، فما هي آثار الإيمان في نفس الإنسان ؟ الله جلّ جلاله يقول : ]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [ .
[سورة الإسراء : الآية 70]
إنّ الإنسان أيّها الإخوة الأحباب مخلوقٌ كريمٌ عند الله تعالى ، خلقهُ في أحسن تقويم ، وكرَّمه أعظم تكريم ، وصوّرهُ فأحسنَ صورته ، خلقهُ بيده ، ونفخَ فيه من روحه ، وأسْجَدَ له ملائكته ، وميّزه بالعلم والإرادة ، وجعله خليفته في الأرض ، وسخّر له ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه ، وأسبغ عليه نعمهُ ظاهرةً وباطنه ، فكلّ ما في الكون له ، ولخِدْمته ، أما هو فجعله تعالى لنفسه ، لذلك يشعر المؤمن بذاته ، ويُغالي بقيمة نفسه ، لأنّه يعْتزّ بانتسابه إلى الله تعالى ، وارْتباطه بكلّ ما في الوُجود ، ويحيى عزيز النفس عاليَ الرأس ، أبيًّا للضّيْم ، عصِيًّا على الذلّ ، بعيدًا عن الشّعور بالتفاهة ، والضّياع والصّغار والفراغ ، لله درّ القائل مخاطبًا الإنسان :
دواؤُك فيك وما تبصـره وداؤُك منك وما تشعـرهُ
***
وتحسبُ أنّك جِرْمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
***
أمَّا الإنسان يا أيّها الإخوة في نظر الماديّين لا يزيد ثمنه على مائة من العملات الرخيصة ، لأنّ فيه من الدّهن ما يكفي لصُنع سبع قطعٍ من الصابون ، وفيه من الفحم ما يكفي لصُنع سبعة أقلام من الرصاص ، وفيه من الفوسفور ما يكفي لِصُنع مائة وعشرين عود ثقاب ، وفيه من ملح المَغنيزيوم ما يصلحُ جرعةً واحدة لأحد المسهّلات ، وفيه من الحديد ما يساوي مسمارًا متوسّط الحجم ، وفيه من الكلس ما يكفي لطلاء بيت دجاج وفيه من الكبريت ما يكفي لتطهير جلد كلبٍ واحد ، وفيه من الماء ما يزيد عن ثلاثين لترًا ؛ وهذا هو الإنسان في نظر الماديّين .
أيها الإخوة الأكارم ، السلامة والسعادة مطلبان ثابتان لكلّ إنسان كائنًا من كان ، وفي كلّ زمانٍ ومكان ، من الفيلسوف في قمّة تفكيره ، إلى العاميّ في قاع سذاجته ، ومن الملِكِ في قصره المشيد ، إلى الصعلوك في كوخه الحقير ، ومن المتْرف في ملذّاته ، إلى الفقير في ويْلاتِهِ ، ولكنّ السؤال الذي حيَّر الإنسان عبْر العصور والأجيال ؛ أين السعادة ؟ ولماذا الشقاء ؟ والجواب : لقد طلبَها أكثر الناسِ في غير موْضِعها ، فعادوا كما يعود طالب اللّؤلؤ في الصّحراء ، صفْر اليدين ، مجهود البدَن كثير النّفْس ، خائبَ الرّجاء ، لقد توهّموها ، في ألوانٍ من المُتَعِ الماديّة ، وفي أصنافٍ من الشّهوات الحسيّة ، فما وجدوها تحقّق السعادة أبدًا ، وربّما زادتْهم مع كلّ جديد منها همًّا جديدًا ، خُذْ من الدّنيا ما شئْت ، وخُذْ بقدرها همًّا ، ومن أخذ من الدّنيا فوق ما يكفيه ، أخذ من حتفهِ ، وهو لا يشعر ، ولابدّ من التفريق بين السعادة واللّذّة ، فاللّذة أيها الإخوة طبيعتها حِسِيَّة ، مرتبطة بالجسد الفاني ، تأتي من خارج الإنسان ، فهو يلهثُ وراءها ، متعبةٌ في تحصيلها ، متناقصةٌ في تأثيرها ، تتْبعها كآبةٌ مدمِّرة ، تنقطع بالموت ، فإن كانتْ مبنيّة على الظنّ والعدوان اسْتحقّ صاحبها جهنّم إلى أبد الآبدين ، بينما السعادة طبيعتها نفسيّة مرتبطةٌ بذات الإنسان الخالدة ، تنبعُ من داخل الإنسان ، سهلةٌ في تحصيلها ، متناميَةٌ في تأثيرها ، يشفى الإنسان بِفَقْدها ولو ملكَ كلّ شيء ، ويسْعد بها ولو فقدَ كلّ شيء ، تقفز إلى ملايين الأضعاف بعد الموت ، ويستحقّ صاحبها جنّة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عينٌ رأتْ ، ولا أُذنٌ سمعتْ ، ولا خطر على قلب بشر ، وفيها نظرٌ إلى وجه الله الكريم ، ورضوانٌ من الله أكبر .
أيها الإخوة ، واللّذّة تحتاجُ إلى عناصر ثلاثة ؛ وقتٌ وصحّةٌ ومال ، والإنسان يفتقد أحد هذه العناصر في كلّ طورٍ من أطوار حياته ، ففي الطّور الأوّل من حياته يتوافر له الوقت والصحّة ، ويفتقد المال ، وفي الطور الثاني من حياته يتوافر المال والصحّة ، ويفتقد الوقت ، وفي الطور الثالث من حياته يتوافر الوقت والمال ، ويفتقد الصحّة ، بينما السعادة تحتاج إلى عناصر ثلاثة ؛ إيمان بالله إيمانًا حقيقيًّا ، واستقامةُ على أمره وعملٌ صالح اتّجاه خلقه ، وهذه متوافرةٌ في كلّ زمان ومكان ، وفي كلّ طورٍ من حياة الإنسان .
غاضبَ زوجٌ زوجته ، فقال لها متوعِّدًا : لأُشْقِيَنَّكِ ! فقالتْ الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تُشقيَني ، ولا تملك أن تُسعدني ، فقال الزوج في حمق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالتْ الزوجة في ثقة : لو كانتْ السعادة في مال وكنت تملكهُ لقطعْتهُ عنّي ، ولو كانت السعادة في الحليّ لحرمْتني منها ، ولكنّها في شيءٍ لا تملكهُ أنت ، ولا الناس جميعًا ، فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إنّي أجدُ سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحدٍ عليه غير ربّي .
أيها الإخوة الكرام ، هذه هي السعادة الحقيقية التي لا يملك بشرٌ أن يُعطِيَها ، ولا يملكُ أحدٌ أن ينتزعها ممّن أوتِيَها ، ولكن بِنَظْرةٍ واقعيّة لا ننْكرُ أنّ للجانب الماديّ مكانًا محدودًا في تحقيق السعادة ، فقد قال عليه الصلاة : من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والمركب الهنيء ، ولكن ليس لهذا الجانب المكان الأوّل ، ولا المكان الفسيح ، والمدار فيه على الكَيْف لا على الكمّ ، فحسْبُ الإنسان أن يسْلم من المنغِّصات الماديّة التي يضيقُ بها الصّدْر من مثل المرأة السوء ، والمسكن السوء ، والجار السوء ، والمركب السوء ، وأن يُمنحَ الأمْن والعافيَة ، وأن يتيسّر له القوت من غير حرجٍ ولا إعنات ، وما أرْوَع وأصدق الحديث النبوي الشريف : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)) .
[رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ (2346)]
أيها السادة المستمعون ، أيتها السيّدات المستمعات ، يقول عليه الصلاة والسلام : ((وَإِنَّ اللهَ بِحِكْمَتِهِ وَجَلاَلِهِ جَعَلَ الرُّوحَ وَالْفَرَحَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ فِي الشَّكِّ والسُّخْطِ)) .
[رواه الطبراني في المعجم الكبير (10/215) ، والبيهقي في الشُّعَب (1/221)]
يكشف هذا الحديث الشريف عن حقيقة نفسيّة باهرة ، فكما أنّ سنّة الله قد ربطَتْ الشِّبَع والريّ بالطعام والشراب في عالم المادّة ، فإنّ سنّته تعالى في عالم النفْس قد ربطَتْ الفرحَ والرَّوْح أي السرور وراحة النفس بالرضا واليقين ، فبرِضا الإنسان عن نفسه ، وعن ربّه ، يطمئنّ إلى يومه وحاضره ، وبيقينه بالله تعالى ، وبالجزاء في اليوم الآخر يطمئنّ إلى غدِهِ ومستقبله ، فما ربَطَتْ سنّة الله الغمَّ والحزنَ بالسّخط والشكّ ، فالساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعمًا ، إنّ حياتهم كلّها سوادٌ ممتَدّ ، وظلامٌ متّصل ، وليلٌ حالك ، لا يعقبهُ نهار ، أما حزن المؤمن فلغيره أكثر من حزنه لنفسه ، وإذا حزِنَ لنفسه فلآخرته قبل دنياه ، وإذا حزن لدُنياه فهو حزنٌ عارضٌ موقوف كغمام الصّيف ، سرعان ما ينقشع إذا هبَّتْ عليه رياح الإيمان .
أيها الإخوة الكرام ، إليكم هذه القصّة ، قدمَ على النبي صلى الله عليه وسلّم وفد من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلاً ، ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم ، فسُرَّ النبي عليه الصلاة والسلام بهم ، وأكرم منزلهم ، وقالوا يا رسول الله سُقنا إليك حقّ الله في أموالنا ، فقال عليه الصلاة والسلام : رُدّوها على فقرائكم ، فقالوا : يا رسول الله ، ما قدمنا عليك إلا بما فضَل عن فقرائنا ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، ما وفدَ من العرب بمثل ما وفد به هذا الحي من اليمن ، فقال عليه الصلاة والسلام : إنّ الهدى بيد الله عز وجل فمن أراد به خيرًا شرح صدره للإيمان ، وسألوا النبي عليه الصلاة والسلام أشياء فكتبَ لهم بها ، فجعلوا يسألونه عن القرآن والسّنن ، فازداد النبي عليه الصلاة والسلام بهم رغبةً ، وأمر بلالاً أن يُحسن ضيافتهم ، فأقاموا أيّامًا ولم يُطيلوا المكث ، فقيل لهم : ما يُعجّلكم ؟ فقالوا : نرجع إلى من وراءنا فنُخبرهم برُؤيتنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكلامنا إيّاه ، وما ردّ علينا ، ثمّ جاؤوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام يودِّعونه ، فأرسل إليهم بلالاً ، فأجازهم بأرفع ما كان يُجيز به الوُفود ، قال : هل بقي منكم أحد ؟ فقالوا : نعم ، غلامٌ خلَّفْناه على رِحالنا ، هو أحدثُنا سِنًّا ، فقال عليه الصلاة والسلام : أرسلوه إليّ ، فلمّا رجعوا إلى رحالهم ، قالوا إلى الغلام : انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فاقْضِ حاجتك منه ، فإنّا قد قضيْنا حوائجنا منه وودَّعْناه ، فأقبلَ الغلام حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : يا رسول الله ، إنِّي امرؤٌ من بني أبذى ، يقول : من الرّهط الذين أتَوْك آنفًا ، فقد قضَيْتَ حوائجهم ، فاقْض حاجتي يا رسول الله ؟ فقال : وما حاجتك ؟ قال : إنّ حاجتي ليْسَت كحاجة أصحابي ، وإن كانوا قد قدموا راغبين في الإسلام وساقوا ما ساقوا من صدقاتهم ، وإنّي والله يا رسول الله ما أقدمني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني ، وأن يجعل غِنَايَ في قلبي ، فقال عليه الصلاة والسلام وقد أقبل على الغلام : اللهمّ اغفر له وارحمهُ ، واجعل غِناه في قلبه ، ثمّ أمرَ له بمثل ما أمر لرجلٍ من أصحابه ، فانطلقوا راجعين إلى أهلهم ، ثمّ وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الموسم بمِنى سنة عشرٍ ، فقالوا : نحن بنو أبذى يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما فعل الغلام الذي أتاني معكم ؟ قالوا : ما رأينا مثلهُ قطّ ، ولا سمعنا بأقْنَعَ منه بما رزقه الله تعالى ، لو أنّ الناس اقْتسَموا الدنيا ما نظر نحوها ، وما التفت إليها ، فقال عليه الصلاة والسلام : إنِّي لأرجو أن يموت جميعًا ، فقال أحدهم : يا رسول الله ، أوَ لَيس يموت الرجل جميعًا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : تتشعّب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا ، فلعلّ أجلهُ يدركه في بعض تلك الأودية فلا يُبالي الله عز وجل في أيّ أوديتها هلكَ ، قالوا : فعاش ذلك الغلام فينا على أفضل حال ، وأزهده في الدنيا ، وأقنعه بما رُزق ، فلمّا توفّي النبي عليه الصلاة والسلام ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام ، قام في قومه فذكّرهم بالله وبالإسلام فلم يرجع منهم أحد ، وجعل أبو بكر رضي الله عنه يذكرهُ ويسأل عنه حتى بلغهُ حاله ، وما قام به ، فكتب إلى زياد بن لبيب يوصيه به خيرًا .
هذه هي القناعة عند المؤمن ، فالناس أيّها يموتون على ما عاشوا عليه ، فمن عاش جميعًا مات جميعًا ، ومن عاش أوزاعًا شتّى ، وأجزاءً متنافرة مات كم عاش ، وقليلٌ من الناس ، بل أقلّ من القليل ، ذلك الذي يعيشُ لغايةٍ واحدة ، ويجمع همومه في همّ واحد ، يحيى له ، ويموت له ، ذلك المؤمن البصير الذي غايته الفرار إلى الله ، وسبيله اتّباع ما شرع الله تعالى ، كلّ شيءٍ في حياته لله ، وبالله ، وحالهُ تنطق به هذه الآية : ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ .
[سورة الأنعام : الآية 162]
أيها الإخوة الأحباب حُضورًا ومستمعين ، قال تعالى : ]الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[ .
[سورة الأنعام : الآية 82]
إن الناس يخافون من أشياء كثيرة ، وأمورٍ شتّى ، ولكنّ المؤمن سدّ أبواب الخوف كلّها ، فلا يخاف إلا من الله وحده ، يخاف أن يكون فرَّط في حقّه أو اعتدى على خلقه ، أما الناس فلا يخافهم لأنّهم لا يملكون له ضرًّا ، ولا نفعًا ، ولا موتًا ، ولا حياةً ، ولا نشورًا ، والمؤمن آمنٌ على رزقه أن يفوته ، فإنّ الأرزاق في ضمان الله تعالى ، الذي لا يخلف وعده ، ولا يضيّع عبده ، وهو الذي يُطعم الطّير في وكناتها ، والسّباع في الفلوات ، والأسماك في البحار ، والدّيدان في الصّخور ، وهو الذي يسمع دبيب النملة السمراء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، لقد كان المؤمن يذهب إلى ميدان الجهاد حاملاً رأسه على كفّه ، متَمَنِّيًا الموت في سبيل عقيدته ، ومن خلفه ذريّة ضعاف ، وأفراغٌ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ، ولكنّه يوقن أنّه يتْركهم في رعاية ربٍّ كريم هو أبرّ بهم ، وأحمى عليهم ، وتقول الزوجة عن زوجها ، وهو ذاهبٌ في سبيل الله تعالى إنِّي عرفتهُ أكالاً وما عرفته رزّاقًا ، ولئن ذهب الأكّال لقد بقي الرزاق ، هو آمنٌ على أجله ، فإنّ الله قدّر له ميقاتًا مسمّى ، أيّامًا معدودة ، وأنفاسًا محدودة ، ولا تملكُ قوّة في الأرض أنْ تنقص من هذا المقدار ، أو تزيد فيه ، هدَّد الحجاج سعيدَ بنَ جبير التابعيَّ الجليلَ بالقتل ، فقال له سعيد بن جبير : لو علمْتُ أنّ الموتَ والحياة في يدك ما عبدتُ غيرك .
أيها الإخوة الكرام حضورًا ومستمعين ، إنّ الإيمان والأمَل متلازمان ، فالمؤمن أوْسع الناس أملاً ، وأكثرهم تفاؤُلاً واستفسارًا ، وأبعدهم عن التشاؤم والتبرّم والضّجر ، الإيمان معناه الاعتقاد بقُوّة عليا تدبّر هذا الكون لا يخفى عليها شيءٌ ، ولا تعجزُ عن شيءٍ ، وبيدها كلّ شيء ، المؤمن يعتصم بهذا الإله العظيم ، البرّ الرحيم ، العزيز الكريم ، الغفور الودود ، ذو العرش المجيد ، الفعال لما يريد ، يُجيب المضطرّ إذا دعاه ، ويكشف السوء ، ويقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيّئات ، أرحم بعباده من الأم بولدها ، وأبرّ بالخلق من أنفسهم ، المؤمن إذا حاربَ كان واثقًا بالنّصر لأنّه مع الله تعالى ، فالله معه ، ولأنّه لله ، فالله له ، قال تعالى : ]إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[ .
[سورة الصافات : الآية 172-173]
وهذا درسٌ بليغ لنا في معركتنا مع أعدائنا ، والمؤمن إذا مرض لم ينقطع أمله من العافية ، وإذا مرضتُ فهو يشفين ، والمؤمن إذا اقترف ذنبًا لم ييْأس من المغفرة ، قال تعالى : ]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[ .
[سورة الزمر : الآية 53]
وهو إذا أعسر لم يزل يؤمّل اليُسْر ، قال تعالى : ]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[ .
[سورة الشرح : الآية 5-6]
وإذا انتابتهُ كارثةٌ من الكوارث كان على رجاءٍ من الله أن يأجرهُ في مصيبته ، وأن يخلفه خيرًا منها ، وإذا رأى الباطل يقوم في غفلة الحق يصول ويجول ، أيقن أنّ الباطل إلى زوال ، وإلى أنّ الحق إلى ظهور وانتصار ، وإذا أدركتهُ الشيخوخة واشتعل رأسهُ شيبًا لا ينفكّ يرجو حياةً أخرى ، شبابٌ بلا هرم ، وحياة بلا موت ، وسعادةٌ بلا شقاء .
أيها الإخوة الكرام في دنيا العروبة والإسلام ، المؤمنون هم أصبر الناس على البلاء ، وأثبتهم في الشدائد ، وأرضاهم نفسًا في المُلِمّات ، عرفوا أنّ هذه الدنيا دار التواء ، لا دار استواء
، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح ، وأنّ من عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببًا ، وعطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا ، فيأخذ ليُعطي ، ويبتلي ليجزي ، وعرفوا أنّ ما ينزل من مصائب ليس ضربات عجماء ، ولا خبط عشواء ، ولكنّه وفْق قدرٍ معلوم ، وقضاء مرسوم ، وحكمة إلهيّة ، فآمنوا بأنّ ما أصابهم لمْ يكن ليُخطئهم ، وما أخطأهم لم يكن ليُصيبهم ، وعرفوا أنّ الله يقدّر ويلْطف ، ويبتلي ويخفّف ، ومن ظنّ انفكاك نفسه عن قدره فذلك لقُصور نظره ، وعرفوا أنّ لكلّ شِدّة شَدَّة ، وأنّ وراء كلّ محْنةٍ مِنْحةً منه .
أيها الإخوة المؤمنون ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطّى غيرنا إلينا فلْنَتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبعَ نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنّ سيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوتي المؤمنين ، أعزائي المستمعين ؛ إلى الموضوع العلمي ، يوقن الباحث في العلم ، ويشعر المتأمّل في الكون ، حينما يقرأ آيات القرآن المتعلّقة بخلْق الأكوان والإنسان ، يوقن ويشعر بكلّ خليّة في جسمه ، وبكلّ قطرةٍ في دمه ، أنّ هذا القرآن كلام الله ، المنزّل على نبيّه محمّد رسول الله ، وأنّه مستحيلٌ ، وألف ألف مستحيل أن يأتيَ به بشرٌ فرادى أو مجتمعين ، فمن خلال المؤتمرات العالميّة التي عُقِدَت في عواصم متعدّدة في أنحاء العالم حول الإعجاز العلمي في الكتاب والسنّة ، يتَّضِحُ أنّ أبحاثًا علميّة جادّة ورصينة ، قام بها علماء ليسوا مسلمين ، ولا تعنيهم آيات القرآن الكريم ، استغرقَتْ عشر سنوات ، وكلَّفتْ ملايين الدولارات ، تأتي نتائجُ بحوثهم مطابِقة مطابَقةً عفوِيَّة وتامّة من دون تكلّف ، ولا تعنّت ، ومن دون تأويلٍ بعيد عن الآية أو تعديلٍ مفتعلٍ لحقيقة ، تأتي نتائج بحوثهم تلك مطابقة لآية أو لكلمة في آية ، بل لحرفٍ واحدٍ في آية ، وهذا مصداق قوله تعالى : ]سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[ .
[سورة فصلت : الآية 53]
ففي الواحد والثلاثين من تشرين الأوّل من عام ألفٍ وتسعمائة وتسعين عرضَت إحدى أقوى وكالات الفضاء في العالم من خلال مرصَدٍ عملاق عبر موقعها المعلوماتي صورةً لا يشكّ الناظر إليها لحظةً أنّها وردة جوريّة ، ذات أوراق حمراء قانية ، مُحاطةٌ بِوُرَيقاتٍ خضراء زاهية ، وفي الوسط كأس أزرق اللّون ، أما حقيقة هذه الصورة ، فهي صورة لانفجار نجمٍ عملاق اسمه عين القِطّ ، يبعدُ عنّا ثلاثة آلاف سنة ضوئيّة ، وفي هذا الموقع المعلوماتي آلاف الصّوَر الملوّنة التي رفضتها المراصد العملاقة لِعَجائب الفضاء ، ولكن ما علاقة هذه الصورة بإعجاز القرآن ؟
في القرآن الكريم أيّها الإخوة آيةٌ في سورة الرحمن ، وهي قوله تعالى : ]فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ[ .
[سورة الرحمن : الآية 37]
لو تتبَّعْت أيها المستمع الكريم تفسير هذه الآية في معظم التفاسير قبل نشْر الصورة ، ما تجدُ فيها ما يُشفي غليلك ، ذلك لأنّ في القرآن آياتٌ لمّا تفسَّر بعدُ ، كما قال الإمام عليّ كرّم وجهه ، إنّ انشقاق هذا النّجم يُشبه ورْدةً متألّقة ، بل إنّ صورة هذا النجم عند انفجاره هو تفسير هذه الآية ، بشكلٍ أو بآخر ، هذا لونٌ من ألوان الإعجاز ، ولونٌ آخر ؛ بعض النجوم تبعد عنّا عشرين مليار من السنوات الضوئيّة أي أنّ ضوءها بقيَ يسير في الفضاء الكوني عشرين مليار سنةٍ حتى وصل إلينا ، علمًا أنّ الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاث مائة ألف كيلو متر ، فكم يقطع في السّنة ؟ وكم يقطعه في عشرين مليار سنة ؟! فهذا النّجم الذي وصل إلينا ضوؤُه بعد عشرين مليار سنة أين هو الآن ؟ إنّه يسير بسُرعةٍ تقتربُ من سرعة الضّوء لذلك جاءتْ الآية الكريم : ]فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 75-76]
إنّ كلمة مواقع في هذه الآية هي سرّ إعجازها ، فالموقع لا يعني أنّ صاحب الموقع موجود فيه ، فالله جلّ جلاله لم يقسم بالمسافات التي بين النجوم ، ولكنّه أقْسَم بالمسافات التي بين مواقع النجوم ، ذلك لأنّ النجوم متحرّكة وليْسَت ثابتة ، ولو قرأ عالم الفلك هذه الآية لخرَّ ساجدًا لله عز وجل ، فقد قال الله عز وجل : ]وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 76]
أي أنّ العلماء وحدهم يقدّرون عظمة هذه الآية ، قال تعالى : ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[ .
[سورة فاطر : الآية 28]
اللّهم لنا فيما أعْطيت ، وقنا واصْرف عنَّا شرّ ما قضَيْت فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنَّه لا يذلّ من واليْت ، ولا يعزّ من عادَيْت ، تباركْت ربّنا وتعاليْت ، ولك الحمد على ما قضيْت نستغفرك اللهمّ ونتوب إليك ، اللهمّ هب لنا عملاً صالحًا يقرّبنا إليك ، اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارضَ عنَّا ، وأصْلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ ، مولانا ربّ العالمين ، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمَّن سواك ، اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك ، ولا تهتِك عنَّا سترَك ، ولا تنسنا ذكرك ، يا رب العالمين ، اللهمّ إنَّا نعوذ بك من عُضال الداء ومن شماتة العداء ، ومن السَّلْب بعد العطاء ، يا أكرم الأكرمين ، نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الذلّ إلا لك ، ومن الفقر إلا إليك ، اللهمّ بفضلك ورحمتك أعلي كلمة الحقّ والدِّين وانصر الإسلام وأعزّ المسلمين ، وخُذ بيَدِ وُلاتهم إلى ما تحبّ وترضى ، إنَّه على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .
والحمد لله رب العالمين
تعليق
-
تلخيصى للدرس الأول
*العبادة:طاعة طوعية تمتزج بمحبة قلبية ويجب أن تبنى على المعرفة اليقينية وبذلك نصل الى السعادة الأبدية.
...
**العبادات التعاملية هى التى تصل بنا الى صحة العبادات الشعائرية.
...
***الكون قرآن صامت والقرآن كون ناطق ورسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قرآن يمشى.
....
****يجب أن نتدبر كل آيه من آيات القرآن ونفكر أيضا فى آيات الكون من حولنا.
....
****الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد
(يجب أن نستوعبها جيدا وندرك معناها ونقبله وبذلك نرضى بقضاء الله وقدره)
....
* ألا بذكر الله تطمئن القلوب*
كلما تضيق بى الدنيا أو يصيبنى هم لأمر من أمور الدنيا أو أخاف من شيء أذكر الله ويظل لسانى يردد الدعاء والذكر ..
والله يا اخواتى يطمئن قلبى بامر الله ويتبدل حالى الى الأفضل والحمد لله
.......
أتمنى تكون مشاركتى البسيطة عجبتكم وأكون قدرت أوصل لكم ما فهمته من الدرس
.................................................. ..تعليق
-
صلاة الاستخارة
قال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلي الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه
رواه ابن السني والديلمى عن أنس رضي الله عنه
باب قول الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
حدثنا إسحاق بن نصر قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن عطاء قال سمعت بن عباس قال : (لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال هذه القبلة).
رواه البخاري
الشرح
المراد بهذا الحديث أن الذي أمرتم باستقباله ليس هو الحرم كله ولا مكة ولا المسجد الذي حول الكعبة بل الكعبة نفسها
ومقابلة الكعبة الشريفة بوجهها للصلاة
أنها من أكثر القصص التي أثرت في نفسي
قصت جعلت الدموع تنهمر من عينيمـاشطـة بنـت فــرعون
لم يحفظ التاريخ اسمها، لكنه حفظ فعلها....
امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل ملك فرعون.
وجها مقرب منه.. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون، منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله، ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون.. وتنفق على أولادها الخمسة.. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها..
فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً.. إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك، فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك.. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره
فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك اللهفأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلاوأوقفها أمام القدر.. فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة.. تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون.
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي.. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها.. وألقمته ثديها، فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود.. ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار.. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه.. وأمه تنظر إليه.. وتودّعه.
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني، فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها، ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه، والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت.
فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه.. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين.. وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة.. وهم لا يرحمونه.. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي.
وغاب الجسد
وانقطع الصوت
وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها، تنظر الأم إلى عظامه.. وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه، طالما ضمته إلى صدرها.. وأرضعته من ثديها، طالما سهرت لسهره.. وبكت لبكائه، كم ليلة بات في حجرها.. ولعب بشعرها
كم قربت منه ألعابه.. وألبسته ثيابه
جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك.. فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها.. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها.. وكان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده وقال لها:يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته.. ألقي في الزيت.. وفي فمه بقايا من حليبها، وفي يده شعرة من شعرها، وعلى أثوابه بقية من دمعها، وذهب الأولاد الخمسة.. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت.
تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرةعظام من؟
إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا.
إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها.. الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها.. طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها.. وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها.. ومسحت دموعهم بأصابعها، ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها... ويُقتلون أمام ناظريها..
وتركوها وحيدة وتولوا عنها.. و عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.
ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر.. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت.. نظرت إلى عظام أولادها.. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة.. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر... واحترق جسدها.. وطفت عظامها
لله درّها..
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها..
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها
الله أكبــر
تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..
مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا
ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات
فاتعبي اليوم وتصبَّري.. لترتاحي غداً
فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ
صدق الله العظيم
يا بني أدم
لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي ،إنما طرد الله ابليس من رحمته لانه لم يسجد لك ، فالعجب كل العجب كيف صالحت عدوك و هجرت حبيبك
يا بني أدم
أعرف قدرك
خلق الله كل الاكوان من أجلك
فكم من ملك في السماوات يسبح الله له مرتبة
تتجافي جنوبهم
ولكن هذا الملك لا يعرف طعم
يحبهم و يحبوهم
فأذكروني أذكركم
فسبحان من أختارك علي الكل و جادل عنك قبل وجودك بقوله إني أعلم ما لا تعلمون
و سبحان من خلق سبعة أبحر و يحب منك مجرد دمعة
أنظر الي نفسك فان كانت عزيزة فلا تزلها و ان كانت ذليلة فلا تزدها علي زلها زلا
______
يا أهل الذنوب و الخطايا الكم صبر علي العقوبة ......كلا انها لظي
هل تشتري لذة ساعة بعذاب سنين
اذا أردت النجاة فتب توبة نصوحا
فلو نطق الموتي لندموا وقالو أف لشهوة ساعة أورثتنا الندامة الي قيام الساعة
فيا هذا .....هذا مصيرك فتأهب
فبالامس رحل فلان و غدا سيقول قائل رحلت انت
هذه دعوة لكسب مزيد من الحسنات ... نعم فلنكن تجار نوايا كما كان يفعل الصحابة فهم كانوا اذا هم احدهم بفعل اى شىء كان يعدد النوايا ويستحضرها فى نفسه حتى يأخذ اكثر من اجر على العمل الواحد حيث كما ورد في الحديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى. وعندما تتعدد النيات على العمل الواحد يتضاعف الأجر فتكسب أجرا على كل نيه تنويها على نفس العمل الذي تؤديه مرة واحدة.. وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
نية الذهاب الى المسجد :
1- تعمير المساجد لله ( انما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر
2- نية الاعتكاف
3- الابتسام فى وجه اخيك صدقة
4- افشاء السلام
5- شهود صلاة الجماعة
6- تكثير سواد المسلمين
7- الدعوة الى الله
8- الافتخار بأن الله يذكر اسمك
9- انتظار لحظة نزول السكينة ليخشعالقلب
10- حضور مجلسالعلم(لكى تحفك الملائكة)
11- انتظار نزول الرحمة
12-التقرب الى الله بالفرائض والنوافل للحصول على حب الله
نية قراءة القرآنوحفظه :
1- الحصول على حسنة بكل حرف
2- النظر فى المصحفعبادة
3- ذكر الدار الآخرة
4- التدبر فى آياتالقرآن
5- الحصول على شفاعة القرآن
6- التقربالى الله بكلام الله
7- العمل بما فى القرآن
8- رفع درجتى فى الجنة بحفظ آياته
3- نية الأكل والشرب :
1- للاعانة على الطاعة
2- التفكر فى نعمالله ( فلينظر الانسان الى طعامه )
3- شكر الله على هذه النعمة
4- اعداد البدن للجهاد فى سبيل الله ( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة )
5- ذكرالله ( أذكار ما قبل و بعد الأكل)
6- تطبيق السنة فى الجلوس والأكل
4- نية زيارة الأقارب :
1- صلة الرحم
2- الايمان بالله واليوم الآخر (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه )
3- ادخال البسمة على وجه مسلم
4- التكافل الاجتماعى ( وتعاونوا على البر والتقوى )
5- الدعوة الىالله )
6- ذكرالله
5- نية الذهاب لطلب العلم :
1- الدعوة الى الله
2- ان الله فى عونالعبد ما دام العبد فى عون اخيه
3- قضاء حوائج المؤمنين
4- طلب العلم الدنيوى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)
5- افشاء السلام لله
6- ذكر الله
6- نية المذاكرة :
1 الدعوة الى الله
2- وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة
3- للعمل وكسب المال وانفاقه فى سبيل الله
4- المؤمن القوى خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف
5- دراسة العلم للتفكر فى خلق الله
6- الابتعاد عن الغش ( من غشنا فليس منا
7- نية طاعةالوالدين :
1- برالوالدين
2- الدعوة الى الله
3- من أجل قبول الدعاء
4- طاعةالله
5- الجنة تحت أقدام الأمهات
6- الفوز برضاالله
8- نية النوم :
1- للقدرة على طاعة الله
2- ان لبدنك عليك حق
3- الراحة من أجلالقدرة على قيام الليل
4- الراحة من أجل القدرة على الاستيقاظ
لتأدية صلاة الفجر
5- ذكر الله ( أذكار النوم)
6- اتباع السنة فى طريقة النوم والاضجاع
9- نية الملبس :
1- ذكر الله ( أذكار الملبس
2- ان الله جميليحب الجمال
3- شكر نعمة الله
4- احياء سنة النبى فى طريقة اللبس
10- نية استخدام الانترنت :
1- الدعوة الى الله
2- حضور مجلسذكر
3- نشر الاسلام
4- المؤمن القوىخير واحب الى الله منالمؤمن الضعيف
5- طلب العلم
11- نية زيارةالمريض :
1- من حق المسلم على أخيه عيادة المريض
2- ( أماتعلم أنك لو عدته لوجدتنى عنده ) جزء من حديث قدسى
3- شكر الله على المعافاة مما ابتلى به غيره
4- سؤال المريضالدعاء ( لقربه من الله)
12- نية صوم التطوع :
1- التقرب الى الله بأحب الأعمال اليه
2- أن يبعدالله وجهى عن النار سبعين خريفا
3- مجاهدة النفس وترويضها على الطاعة
4- كسر الشهوة( طلب العفة )
5- اتباع سنة الرسول( الاثنين والخميس و13-14-15)
6- الفوز بلحظةقبول دعاء الصائم
7- الاحساس بالفقراء والمساكين
8- للدخول من باب الريان
9- من أعطش نفسه لله فى يوم حار سقاه الله يوم الظمأالأكبر
13- نية التصدق بالمال :
1- من يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له
2- الاتقاء منالنار ولو بشق تمرة
3- التكافل الاجتماعى
4- داوا مرضاكم بالصدقات
5- لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
6- الصدقة تطفى غضب الله
14- نية الطهارة - الوضوء والغسل :
1- النظافة من الايمان
2- مغفرة الذنوبمع كل قطرة ماء ( بالنسبة للوضوء
3- لنكون يوم القيامة من الغر المحجلين
4- الفوز بفتح أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة ( لمن يقول بعد الوضوء أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله )
5- ان الله جميل يحبالجمال
6- لأكون نظيفا حتى لا تتأذى من الملائكة
7- صلاة ركعتين بعد الوضوء مثل سيدنا بلال بن رباح
16- نية الزواج :
1- انجاب ذرية صالحة لطاعة الله و تكثير سواد المسلمين
2- من أجل العفة
3- التعاون على البر والتقوى والطاعة انا وزوجتى
4- ستر عورات المسلمين
5- لنكون من الذاكرين والذاكرات
6- غض البصر
تعليق
-
فى سبيل الله نمضى نبغى رفع الاخوة
نقدر نسمى الموضوع دا بانه مشروع
مشروع الهدف منه هو الربح المستمر دووووووووووووون ادنى نسبة لاى خسارة
بل بالعكس مشروعنا كله مكسب ومكسب صافى
الهدف:
1- رضــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الله ومعرفة الاجابة يوم يسالنا ماذا فعلنا لديننا
2-الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــة
3- الافاقة من الغفلة ومحاربة الشيطان وتجميع الاخوات تحت مظلة طاعة الله حتى نكون عصبة قوية وكل اخت تاخد بايد اختها لو حست انها هترجع للغفلة تانى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)ولمزيد من التفصيل ارجع للصفحة الاولى
السيناريو او الية عمل المشروع
-فى البداية فكرت اننا نمشى فى محورين رئيسين بالتوازى
-المحور الاول محور العبادات اليومية والصلة اليومية بالخالق سبحانه وتعالىوذلك عن طريق جدول افرضته بالتفصيل فى الصفحة الاولى يحتوى كل انواع العبادات الحسية تقريبا من صلاة وقران كريم وتسبيح واستغفار وعمل خير تجمع الاخوات وذكر علاقة كل واحدة مع ربنا فى يومها ايه واخبار واجبتها ايه اليومية ويكون مجال للتنافس
(وفى ذلك فليتنافس التنافسون)عن طريق تنزيل دروس اسبوعية ويومية وتقسمها على اجزاء وسلاسل ومزاكرتها عن طريق تفاعل العضوات ومدى تاثر كل واحدة بالدرس التى قراته
-المحور التانى حلقة دراسة وعلم
الرد الجاى يحتوى على اللى تمتعليق
-
اسمحيلى يا بيرووووو أضم موضوعى معاكم صحيح من خرج من داره
يا ريت كل واحد يجيب ورقة وقلم بسرررررررررررررررررررررررعة
اختر الإجابة الصحيحة: 5 درجات لكل سؤال
السؤال الأول: أقضي أول يوم من رمضان:
نايم، راسي يؤلمني ما اتحمل الصوم ...
أجلس جنب باب المطبخ...
أتابع أي مسلسل أو دعاية...تصبيرة لما اذان المغرب...
أمور أخرى...أذكرها في ردك...
السؤال الثاني:أقضي صباح ثاني يوم من رمضان:
أحكي في الدوام عن كل مسلسل تابعته أمس..أبدي رأئي فيه...
أتحسر لأني فاتني السحور...راحت علي نومة...
اقلب في التلفزيون ...لو أنه كله برامج دينية و مسلسلات تاريخية الصبح ، شو أسوي شبعان نوم و ما في شغل
أنام ، لأني كنت سهران امس في الخيمة الرمضانية...
نايم من أمس و لا حد صحاني..قلت أكمل نومتي لماالفطور...
أمور أخرى...أذكرها في ردك...
السؤال الثالث: طوال يوم رمضان تفكيري في:
الجيلي و الفيمتو و السمبوسة، و يا ريت يكونون طابخين محمر اليوم ...
ما أدري...الفنانه ا لفلانية بتكتشف أنه زوجها متزوج عليها و لا لأ ...
غداً عندي اختبار و أخاف يفوتني(خيمة رمضان)..محتار أي واحد أختار...
نايم في سابع نومة...مريح راسي على الأخير...
السؤال الرابع: ليل رمضان ، كيف تقضيه:
اسكتوا خلونا نتابع، يقولون مسلسل هذاالعام أقوى من مسلسل دنيا القوي
أتابع إعادة مسلسل الحور العين ..لانه وقته يتعارض مع مسلسل ثاني في دبي
ألعب كرة طائرة...العام انغلبنا و مستحيل ننغلب السنة هذه...
أجلس مع الجيران نتكلم عن فلانة وعلانة ليس (غيبة)بنية الذكرفقط..وحاشاء لله أن تكون غيبة
عيوني مدفونة من كثر النوم...بس سبحان الله، على كثر ما تنام بدها تنام بعد
أمور أخرى...عارفين وين تكتبونها..شطار، في الرد
السؤال الخامس: العشر الأواخر من رمضان:
أدور في هالأسواق ...ما بقى شي عالعيد
اعصابي تعبانة، زوج الفنانة الفلانية يخونها و هي إلى الان ما تعرف أنه يخونها
اتصل في أم هاني و أم فؤاد لعشان يجهزون لي صحون الحلويات و كعك العيد
راحين عدن او القرية، ما انعرف انعيد إلا هناك...
أتخاصم مع الخياط، إلى أن ما خلص عمامتي((عبايتي))
أعوذ بالله منك يا ابليس، قلناكم نايم نايم، انزل اعلان بالجرايد يعني
أمور أخرى....
خلص الوقت...رجاءا نزلوا الأقلام و إللي وراء يسلم يلي امامة
السؤال الأخير: كيف تجهيزاتك لرمضان...اكتب اجابتك في الرد
من اليوم باقي شهر على شهر الخير...اللهم بلغنا رمضان
أنصح بالاستماع لمحاضرة: كيف نستقبل رمضان / الاستاذعمرو خالد
الموجود في الوصلة التالية
http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia532.html
عندما سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكة الحاره فقال قولته المشهورة : "مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
هذا الموضوع عملي أكثر منه نظري ولا تقطف ثمرته إلا بالعمل والعزم والإرادة
شروط نجاح البرنامج :
* الشعور بالحاجة إلى هذا البرنامج
* الإخلاص ( إذا أردت الإخلاص فاسأل نفسك : لماذا عملت هذا العمل أليس طلباً للجنة وفراراً من النار ـ ومما يعين على الإخلاص القراءة في صفة الجنة والنار ـ ومعرفة الله حق المعرفة بمعرفة أسمائه وصفاته ـ وأن تعلم أن الناس لا ينفعون ولا يضرون وأن النفع والضر بيد الله جل وعلا .
* الصبر والمجاهدة . قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وقال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .
* الاحتساب . وهو أن تعمل العمل لا ترجو به شيء من عرض الدنيا الزائل بل ترجو الثواب من الله وحده
* الدعاء .
البرنامج العملي للذة العبادة :
هذا البرنامج هو أدنى الكمال وكلما زدت من العمل والعدد كان أفضل .
1) صيام ثلاثة أيام من كل شهر مع المحافظة على الصيام الموسمي ( الست من شوال ، وعرفة ، وعاشوراء )
2) ختم القرآن كل شهر ، طريقة قراءة القرآن قبل كل صلاة أربع صفحات (أوجه) فيقرأ كل يوم جزء فيختم القرآن كل شهر .
3) التبكير إلى الصلوات .
ضابط التبكير ( إذا سمعت المؤذن يقول حي على الصلاة خرجت إلى المسجد لم يخرجك إلا الصلاة فأنت مبكر .
ثمرات التبكير إلى الصلوات :
* إدراك تكبيرة الإحرام تكتب براءتان في حديث : ( من أدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين يوماً كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار ).
* إدراك دعاء الملك واستغفاره لك .
* لا تفوتك صلاة جماعة أبداً .
* سبب لتعلق القلب في المساجد .
* أنه يكتب لك الأجر منذ جلوسك حتى خروجك .
4) المحافظة على السنن الرواتب (2- قبل الفجر 4- قبل الظهر 2- بعد الظهر 2- بعد المغرب 2- بعد العشاء ) من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله اثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة بنى الله له بيتاً في الجنة )
5) المحافظة على ركعتي الضحى وتسمى صلاة الأوابين ( الرجّاعين من الذنوب) وفي حديث كل سلامي ( وهي المفاصل ) من الناس عليه صدقة .....) ويجزئ عنها ركعتي الضحى كما ذكر في آخر الحديث ، وقال ابن رجب أن في الإنسان (360) مفصل وذكر ابن دقيق العيد في شرح الأربعين أنها وردت في رواية عند مسلم . والعجيب أن الطب الحديث اكتشف ذلك .
· وتبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال ( قبل الظهر بثلث ساعة ، وبعد الإشراق بـربع ساعة ).
6) احرص على أن تكون على طهارة غالب اليوم ، ولماذا ؟
ج/ لأنه معين على العمل الصالح ومطردة للكسل والشيطان .
7) حافظ على ركعتي الوضوء ، ويبين فضلها حديث بلال عندما قال له صلى الله عليه وسلم : إني سمعت قرع نعليك في الجنة ، فبين له أن سبب ذلك هو أنه لم يتوضأ إلا صلى لله ما كتب له .
س/ هل ركعتي الوضوء تصلى في وقت النهي ؟
ج/ إذا كان من المحافظين عليها فإنها تدخل من ذوات الأسباب .
8) المحافظة على أذكار الاستغفار وخاصة ( أذكار الصباح والمساء ، والنوم ، والدخول والخروج من المسجد ومن المنزل ومن الخلاء وغيرها ) وأعظم الذكر هو كتاب الله جل وعلا .
9) حافظ على ركعتين قبل النوم بنية أنها من صلاة الليل .
10) طلب العلم ، كأن تحفظ كتاب الله عز وجل وتحضر الدروس وتقرأ من كتاب ، وطريقة مجربة ، اقرأ في اليوم مالا يقل عن ربع ساعة واجعل بجانبك دفتر فتسجل فيه ماستفدت فيه من القراءة .
11) الشفع والوتر.
12) الصدقة يومياً ( أو أسبوعياً ) ولو بريال ، لأنك لو تصدقت يومياً لدعا لك يومياً ملك ، وفي مداومة على عمل صالح وهو مما يورث لذة العبادة .
13) المحاسبة قبل النوم ، كيف تكون المحاسبة ؟
ج/ تكون المحاسبة في : هل ازددت علماً ، وكيف كانت عبادتك ، ومحاسبة النفس في الدعوة إلى الله عز وجل ، محاسبة النفس في الدعوة إلى الله عز وجل ، والمحاسبة في التفريط في الطاعة وفي عمل المعاصي ، واجعله في كتاب لا ينظر فيه غيرك .
14) تجديد التوبة ، يقول صلى الله عليه وسلم ( إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
15) التفكر .... ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلفت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) .
16) سلامة القلب من الأمراض ( الحقد – الحسد – الخ.....)
17) الدعوة إلى الله .
18) ترك المعصية لأجل الله .
19) بر الوالدين .
20) صلة الرحم .
باختصار
هذه الايام سنعمل على التذكرة برمضان لإعطاء النفس دفعةً قويةً للاستمرار.
- احرص على إنهاء الأيام التي لم تصمها في رمضان الماضي.
- ابدأ بصوم أيام الإثنين والخميس.
- ابدأ في قراءة وسماع القرآن بكثرة خلال الأيام القادمة.
- ابدأ بتعلم التجويد واقرأ بصوت مسموع.
- حاول أن تقرأ جزءًا يوميًّا لتختم القرآن قبل رمضان.
أسبوع الفجر والأذكار والصدقة : من 3 إلي 10 شعبان
- احرص على صلاة الفجر في وقته وركعتي السنة قبل الصلاة.
- احرص على إخراج زكاة مالك.
- تعلم فقه الزكاة حتى تخرجها في المكان الصحيح.
- أكثِر من الصدقات.
- تعلم أنواع الصدقات غير المال (الابتسامة، الكلمة الطيبة، قضاء حوائج المسلمين، ...).
أسبوع صلاة الليل والسنن : من 10 إلي 17 شعبان
- ابدأ بقيام الليل 3 مرات في الأسبوع.
- ابدأ بركعتين بعد العشاء (قبل النوم).
- ثم جاهد نفسك في القيام قبل الفجر بنصف ساعة في الليلة الثالثة.
- يمكنك القراءة من المصحف أثناء الصلاة.
- ابدأ بالمحافظة على السنن الراتبة (2 قبل الفجر، 4 قبل الظهر، 2 بعد الظهر، 2 بعد المغرب، 2 بعد العشاء، صلاة الضحى بين الشروق والظهر، صلاة الوتر بعد العشاء إلى الفجر).
- حاول الحفاظ على قراءة الورد القرآني بعد الفجر حتى الشروق، وصلِّ ركعتي الضحى، فثواب هذا الأمر يعدل حجةً وعمرةً.. حاول أن تفعلها مرةً في الأسبوع (يوم الإجازة مثلاً) كبداية.
- حاول أن تنظم برنامجك الغذائي ليكون صحيًّا لا لتأكل كثيرًا؛ ليكون رمضان كما أراده الله شهرًا له لا شهرَ طعام ولعب.
أسبوع صلة الأرحام والأصدقاء : من 17 إلي 24 شعبان
استمر على نشاطات الأسابيع الماضية..
- ابدأ خلال هذا الأسبوع بصلة الرحم، وأعطها كل تركيزك (زيارة، تليفون، e-mail).
- حاول أن تكون الهدايا مفيدةً، وكفانا هدايا الطعام.
- ابحث عن أصدقائك واتصل بهم.
- اجعل حديثك مع الجميع حول رمضان والاستعداد له.
أسبوع الدعاء والتوبة- ليلة رمضان عشاء جماعي للأسرة : من 24 إلي 30 شعبان
استمر على نشاطات الأسابيع الماضية..
- في هذا الأسبوع سنقوم بالاستعدادات النهائية.
- أكثِر من الذكر والاستغفار والدعاء أن يبلغَك الله رمضان ويعينَك على الطاعة فيه وأن تقبله منك.
- تُب عن جميع ما فات لتبدأ صفحةً جديدةً مع الله.
- حاول أن تختم القرآن في هذا الأسبوع.
- جهز (شنطة رمضان) أو ساهم في تجهيز إفطارات للعائلات الفقيرة.
- في ليلة الرؤيا.. اجمع عائلتك أو أصدقاءك على عشاء وانتظِروا ظهور الرؤيا معًا.
-اجتهد أن تستفيد من رمضان أقصى استفادة ممكنة لزيادة الأجر والثواب.
بلَّغَنا اللهُ وإياكم رمضانَ، وأعانَنا على صيامه وقيامه، وتقبَّلَه منا..واللهم أرزقنا صلاة ليلة القدر اللهم آمين
اتمنى ان تعم الفائده للجميع
تعليق
-
الاربعون حديثا النووية :
نبذة عنها ولم سميت بهذا الاسم ؟؟
الإمام الحافظ النووي من أصحاب الشافعي الذين تعتبر أقوالهم ،
ومن أشد الشافعية في الحرص على التأليف ،
وأَلَّفَ في فنونٍ شتى ، في الحديث ومتعلقاته وفي اللغة كما في ( تهذيب الأسماء واللغات ) ،
وهو في الحقيقة من أعلم الناس ،
والظاهر والله أعلم أنه من أخلص الناس في التأليف ،
لأن تأليفاته رحمه الله انتشرت في العالم الإسلامي ،
وقد ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها هذا الكتاب ( الأربعين النووية ) ،
وهي ليست أربعين بل اثنان وأربعون ،
الحديث الاول:
عن عمر رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"انما الاعمال بالنيات وانما لكل امريء مانوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ماهاجر اليه" رواه البخاري ومسلم
الشــــــــــــــرح
وفي قوله : ( سمعت ) : دليلٌ على أنه أخذ من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلا واسطة ،
والعجب أن هذا الحديث لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر مع أهميته ،
لكن له شواهد في القرآن والسنة :
ففي القرآن : { وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } هذه نية ،
{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } وهذه نية ،
يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) :
( الأعمال ) : جمع عمل ،
ويشمل : الأعمال القلبية والأعمال النطقية والأعمال الجوارحية ،
يشمل : الأعمال كلها القلبية والنطقية والجوارحية ،
الأعمال القلبية : ما في القلب من الأعمال .
كالتوكل على الله والإنابة إليه والخشية منه وما أشبه ذلك ،
هذه أعمال قلبية ،
الأعمال النطقية : أعمال اللسان .
النيات : جمع نية ، وهي : القصد ، ومحلها : القلب ،
فهي عمل قلب وتعلق للجوارح بها
: والمقصود من هذه النية تمييز العادات عن العبادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض ،
تمييز العادات عن العبادات :
مثاله:: الرجل يسبح بالماء تبرداً والثاني يسبح بالماء للغسل من الجنابة ،
الأول عادة والثاني عبادة ،
ولهذا لو كان على الإنسان جنابة ثم انغمس في الماء للتبرد ثم صلى ،
هل يجزؤه ذلك أو لا ؟
لا يجزؤه ،
لا بد من النية وهو لم ينو التعبد وإنما نوى التبرد ،
ولهذا قال بعض أهل العلم : عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات ،
النية محلها القلب لا ينطق بها إطلاقاً ،
لأن تتعبد لمن { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } ،
لست تعمل لإنسان حتى تقول : عملت هذا لك ،
تعمل لله عز وجل ،
ولهذا لم ينطق النبي صلى الله عليه وسلم بالنية أبداً ،
والنطق بها بدعة ينهى عنه ، لا سراً ولا جهراً ،
إذا قال قائل : قول الملبي : لبيك اللهم عمرةً ولبيك اللهم حجاًّ ولبيك الله عمرةً وحجاًّ ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟
فالجواب : لا ، هذا إظهاراً للشعيرة ،
ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة ،
يعني إذا لم تلبِّ ما انعقد إحرامك كما أن تكبيرة الإحرام لو لم تكبر ما انعقدت صلاتك ،
إذن قول الملبي : لبيك عمرةً أو حجاًّ أو عمرةً وحجاًّ ، ليس إلا لإظهار هذه الشعيرة فقط ،
ولهذا ليس من السنة أن نقول ما قاله الفقهاء رحمهم الله : اللهم إني أريد نسك العمرة فيسرها لي وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني ،
لا تقل هكذا ،
لأن هذا ذكر يحتاج إلى دليل ولا دليل ،
إذن النية لغةً : القصد ،
واصطلاحاً : نية العمل ،
ومحلها القلب ، والنطق بها بدعة ،
إذن أُنْكِرُ على من نطق بها أم لا ؟
أنكر عليه ، ولكن بهدوء ،
أقول : يا أخي هذه ما قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه فدعها ،
فإذا قال : قالها فلان في كتابه الفلاني ،
قل : القول ما قاله الله ورسوله ،
انتهى الجزء الاول طولت في شرحه شوية لتسهيل المعنى (ونقلت نقل مختصر من شرح الشيخ بن عثيمين للاربعين النووية )
انتظرونى قليلا مع بقية شرح الحديث الاول باذن اللهتعليق
-
ملخص الخطبة:
*الايمان ليس بالقول فقط أو مجرد القيام بالعبادات والشعائر وليس مجرد معرفة ذهنية بحقائق الايمان.
*الايمان عمل نفسى يشتمل على ادراك وارادة ووجدان.
*خلق الله الانسان فى أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم وسخر ما فى الكون لخدمته.
*السلامة والسعادة مطلبان ثابتان لكل انسان فى كل وقت وكل زمان.
*هناك فرق بين اللذة والسعادة:
اللذة: مرتبطة بالجسد الفانى ومتعبة فى تحصيلها ومتناقصة فى تأثيرها وتنقطع بالموت.
السعادة:مرتبطة بذات الانسان الخالدة وتنبع من داخل الانسان ويسعد بها حتى لو فقد كل شيء ويستحق صاحبها الجنة وما فيها.
* اللذة تحتاج الى ثلاث عناصر عادة لاتجتمع فى وقت واحد( الوقت والصحة والمال).
*السعادة تحتاج الى الايمان بالله ايمانا حقيقيا والاستقامه على أمره والعمل الصالح تجاه خلقه.( وهى متوفرة فى كل زمان ومكان)
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ان الهدى بيد الله عزوجل فمن اراد به خيرا شرح صدره للايمان.
* الخوف لا يكون الا من الله وحده لا شريك له.
*المؤمنون أصبر الناس عند البلاء..وأنّ من عرف الدنيا لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببًا ، وعطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا ، فيأخذ ليُعطي ، ويبتلي ليجزي .
*قوله تعالى : ]سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[ .
[سورة فصلت : الآية 53]
نرى الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم والذى نحن موقنين به تماما..من خلال المؤتمرات العالميّة ويثبتها علماء ليسوا مسلمين ، ولا تعنيهم آيات القرآن الكريم .
* في القرآن آياتٌ لمّا تفسَّر بعدُ ، كما قال الإمام عليّ كرّم وجهه .
*قوله تعالى : ]فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ[ .
[سورة الرحمن : الآية 37]
إنّ انشقاق النّجم يُشبه ورْدةً متألّقة ، بل إنّ صورة هذا النجم عند انفجاره هو تفسير هذه الآية ، بشكلٍ أو بآخر ، هذا لونٌ من ألوان الإعجاز .
*]فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 75-76]
كلمة مواقع في هذه الآية هي سرّ إعجازها ، فالموقع لا يعني أنّ صاحب
الموقع موجود فيه ، فالله جلّ جلاله لم يقسم بالمسافات التي بين النجوم ، ولكنّه أقْسَم بالمسافات التي بين مواقع النجوم ، ذلك لأنّ النجوم متحرّكة وليْسَت ثابتة ، ولو قرأ عالم الفلك هذه الآية لخرَّ ساجدًا لله عز وجل
، فقد قال الله عز وجل : ]وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 76]
أي أنّ العلماء وحدهم يقدّرون عظمة هذه الآية ، قال تعالى : ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[ .
[سورة فاطر : الآية 28]
........
تمت بحمد الله وتوفيقه
...
تسميع الحديث الأول
عن عبد الله بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى.. من كانت هجرته الى الله ورسوله .فهجرته الى الله ورسوله...
ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو أمرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه.
رواه البخارى ومسلمتعليق
-
-
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أسماء الله الحسنى : الملك ، وإن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة قال تعالى :
(سورة الحشر)
وقال تعالى :
(سورة الفاتحة)
وعند السادة الشافعية يجب أن تقرأ في الركعة الأولى : مالك يوم الدين ، وفي الركعة الثانية: ملك يوم
تعريف الملك :
القدرة على التصرف إذاً هو من أسماء الذات ، وهو من أسماء الأفعال، فيمكن أن يكون من أسماء الذات ومعناه : القدرة على التصرف ، ويمكن أن يكون من أسماء الأفعال ومعناه المتصرف .
حديث قدسي : "أنا ملك الملوك ، ومالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإنِ العبادُ عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، وادعوا لهم بالصلاح ، فإنّ صلاحهم بصلاحكم" .
الله : ملك بل مالك الملوك ومعنى هذا أن أي شيء يُملَّك مالكه الله سبحانه وتعالى ، وقال بعض العلماء : الملك هو الذي يحكم ولا يملك، والمالك هو الذي يملك ولا يحكم ، والله سبحانه وتعالى مالك وملك .
أحياناً يملك الإنسان الشيء ولا ينتفع به وليس من حقه أن يتصرف فيه، وأحياناً ينتفع فيه ويتصرف فيه ولا يملكه ، وأحياناً يملك الشيء وينتفع به ويتصرف فيه وليس المصير له ، مثال بيت يملكه ملكاً حراً شرعياً يسكنه ، فإن صدر قرار استملاك يصبح مصيره ليس له ، إذاً إذا قلنا إن الله سبحانه وتعالى هو مالك الملك : يملك الشيء ويتصرف به ومصيره إليه ، فتكون أعلى درجات الملكية هي ملكية الله سبحانه وتعالى .
سئل أعرابي يملك قطيعاً من الغنم ، لمن هذه ؟ قال : لله في يدي ، فالمؤمن الصادق : بيته ومتجره ، سيارته ، خبرته ، مكانته ، شهاداته ، يراها بملك الله عز وجل . مثال : أعلى طبيب في اختصاصه، إذا تجمدت خثرة في دماغه ، يفقد ذاكرته فمصيره إلى مستشفى المجانين، إذاً مَن مالك الملك ؟ الله سبحانه وتعالى .
هذه العين التي ترى بها ، من مالكها ؟ الله سبحانه وتعالى ، هذه الأذن، هذا اللسان ، هذه الحركة ، هذه القوة ، أيْ مِن لوازم الأيمان : أن ترى أن كل شيء بحوزتك هو ملك لله عز وجل سمح لك أن تتصرف به . لمن هذا القطيع يا فلان ؟ لله في يدي ، وبيتك لله في يدك ، ومتجرك لله في يدك ، وسمعتك ومؤلفاتك وعقلك وذكاؤك لله في يدك .
الآن إذا قلنا : فلان ملك ، نقصد بها حقيقةً أم مجازاً ، العلماء قالوا : لا يمكن أن يملك حقيقةً إلا الله ، وأيُّ وصف للملكية لغير الله فهو وصف مجازي وعلى سبيل المجاز فقط ، لأن الملك هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ، فهل من ملك يستغني في ذاته عن كل موجود ؟ ألا يشرب ، ألا يستنشق الهواء ، ألا يأكل ، ألا يشعر بحاجة إلى النوم ، ألا يخاف ، ألا يحزن ، ألا يتمنى أن يكون له أعوان كثر ، إذاً أي إنسان مفتقر في وجوده وفي صفاته إلى إنسان آخر ، لا يمكن أن يكون ملكاً حقيقياً ، الملك الحقيقي هو الله عز وجل ، وإذا سمينا فلاناً ملكاً فهو من باب المجاز .
الملك الحقيقي الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاجه كل موجود ، بل لا يستغني عنه شيء في شيء لا في ذاته ولا في صفاته ، فهو ملك في ذاته ، في وجوده ، في صفاته ، مستغنياً عن كل شيء ، بحاجة إليه كل شيء ، هذا هو الوصف الدقيق للملك ولا ينطبق إلا على الله عز وجل
الله سبحانه وتعالى : مالك مُمَلِّك ، الشخص الذي لا يستطيع أن يملكك فليس ملكاً ، فمن لوازم هذا الاسم أن الله مالك مملك ، والدليل قال تعالى:
(سورة آل عمران)
والملك الحقيقي الذي يملك هواه ولا يملكه هواه ، والذي أُعتِق من أَسْرِ نفسه وليس ملكاً لنفسه ، قال تعالى :
(سورة يوسف)
هذه الآية دقيقة جداً : سيدنا يوسف يصف بأنَّ الله قد آتاه الملك : أيُّ مُلْكٍ آتاه ! لعلكم ظننتم أنه كان أميناً على خزائن الأرض ، أغلب علماء التفسير قالوا : لا ، بل آتاه الملك الحقيقي فهذا الملك الذي يؤتيه الله لمن يشاء ملك زائل ، وليس فضيلة يفتخر بها ، فما هو الملك الحقيقي ؟ هو أنه ملك نفسه ، لمجرد أن قال: معاذ الله حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال، حينما قالت هيت لك قال معاذ الله ، قال علماء التفسير : هذا هو الملك الحقيقي ، الملك الذي لا يزول ، الملك الذي تسعد به إلى الأبد، أن تملك نفسك ولا تملكك ، أن ينقاد لك هواك ولا تنقاد له ، إذا انقاد لك هواك وسيطرت عليه فأنت ملك ، إذا سيطرت على نفسك فأنت ملك ، إذا ملكت زمام نفسك فأنت ملك ، إذا سيطرت على شهواتك فأنت ملك ، إذا قدت نفسك إلى طريق الخير والسعادة فأنت ملك أما إذا قادتك نفسك إلى الضلال والشهوات والمعاصي والأثام أنت مملوك ، إذا قادك عقلك أنت ملك، إذا قادك هواك فأنت مملوك ، وشتان بين أن تكون ملكاً وبين أن تكون مملوكاً .
أحد أكبر زعماء أوروبا في الحقبة السابقة والذي حقق انتصاراً ساحقاً في الحرب العالمية الثانية له كلمة لا أنساها ، قال : ملكنا العالم ولم نملك أنفسنا ، نحن ضعاف أمام أنفسنا . شخصية كبيرة تغريه امرأة تعمل معه ، تنهار نفسه أمام فتنتها . إذاً أنت مملوك ، كل أهل الدنيا عندهم نقطتا ضعف مدمرتان : المال والنساء ، أي يملك أشياء كثيرة وله اطلاع واسع ، له قدرات عجيبة ، ومع ذلك المرأة والدرهم والدينار تمتلكه ، إذاً هو مملوك. لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...*
(سنن ابن ماجة )
الحقيقة أن الإنسان منذ أن عرف الله عز وجل ، أو منذ أن بدأ في معرفة الله ، دخل في دوَّامة الحب ، أصبح مشغولاً ، أصبح عظيماً بعد أن كان تافهاً ، يعني أن المؤمن قلق لا ينزاح عنه قلقه حتى يلقى الله عز وجل ، هل اللهُ راض عني ؟ هل عملي وفق ما يرضي الله ؟ هل الله يحبني ؟ هل في عملي إخلاص ؟ هل في عملي زيغ ؟ هل هناك ما أرجوه غير الله عز وجل ؟
ومَلَكَ قلوبَ العارفين فأحرقها ، المَلِكُ مَنْ إذا شاءَ مَلَّك ومن إذا شاء أهلك :
إذا أعطى أدهش ، وإذا حاسب فتّش ، أعطانا قبل سنوات أمطاراً غزيرة دهشنا بها سبعين ضعفاً عن إنتاج السنوات السابقة من القمح وإذا انحبست أمطار السماء ، فَمَنْ في الأرض كلها يستطيع أن يصدر قراراً بإنزال المطر ! ولو اجتمعت الأمم كلها ، المجالس كلها ، والقيادات كلها، وإذا انحبست الأمطار مات الزرع وتبعه الضرع وتبعه الإنسان .
فنحن عبيد لأننا مفتقرون لماء السماء
اللهُ سبحانه وتعالى . المَلِكُ من إذا شاء ملّك وإن شاء أهلك ، الملك الحق من لا ينازعه معارض ، لا خصومات لا معارضون لا مُشَوشون منتقدون ، ولا يمانعه ناقد فهو في تقديره منفرد ، وبتدبيرهُ متوحِّد ، ليس لأمره مرد ولا لحكمه رد، والمَلِكُ من دار بحكمه الفلك .
ذكر الله تعالى في آية واحدة خمسة بنود للملكية ، قال تعالى :
(سورة آل عمران)
تؤتي الملك من تشاء : تؤتي الهداية من شاءها ، وتنزع الملك ممن تشاء: رفض الدين ، رفض رحمة رب العالمين ، رفض وعده العظيم ، أراد الدنيا، أراد شهواتها ، ينصرف الإنسان إلى الملاهي ، إلى شهواته، إلى دور اللهو ، إلى معاصيه ، إلى انحرافاته .
بالمناسبة مُلْك الدنيا : يؤتيه الله لمن يحب ولمن لا يحب ، وأما مُلك الآخرة فلا يأتيه إلا لمن يحب.
المعنى الثاني : ملك الدنيا ، الله سبحانه وتعالى يقول :
(سورة الأنعام : من الآية 165)
مَن مَلَّكَكَ هذا البيت ؟ الله سبحانه وتعالى ، لمن كان هذا البيت ؟ لفلان ، كيف باعه ؟ ضاقت به الأمور فباعه ، من الذي جعلك خليفة له في هذا البيت ؟ الله سبحانه وتعالى ، هذا العمل من ولاّك إِياه ؟ الله سبحانه وتعالى، لماذا عُزِل فلان ؟ بحكمة الله وتقديره ، إذاً المعنى الآخر : تؤتي الملك مَنْ تشاء ، المعنى الدنيوي ، الله سبحانه وتعالى يقول : " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض " ما الحكمة ؟ لماذا أعطى فلاناً ومنع فلاناً ؟ ومَلَّكَ فلاناً ونزع من فلان ؟ لماذا رفع فلاناً وخفض فلاناً ؟ الجواب : " ليبلوكم أَيُّكم أحسنُ عملاً " يمتحنك بالغنى وبالفقر ، بالصحة وبالمرض ، بالقوة وبالضعف ، قال فإذا كان هذا العبد متمرداً فما الجواب ، قال : " إن ربك سريع العقاب " قال فإذا كان طائعاً فما الجواب ؟
(سورة طه : الآية 82).
" وتعز من تشاء وتذل من تشاء " دخلنا في باب العز والذل ، هنالك شيء دقيق جداً : إذا أعزك الله سخر لك أعداءك ، وإذا أراد الله أن يذل عبداً ما ، أذله أقرب الناس إليه ، " ومَنْ يُهِنِ اللهُ فما له مِنْ مُكرم "
إذاً من لوازم أن الله مَلِك أنه هو الذي يعز وهو الذي يذل ، فكن مع العزيز ،
بيدك الخير ، إذاً فالذلُّ خير ، ونزع المُلكِ خير ، ولكن يسمى شراً من وجهة نظر الإنسان.
تولج الليل في النهار ، تصريف الكون ، تسيير الكون ، الأرض تدور حول الشمس بمدار اهليلجي بيضوي ، مَن يجعلها على مسارها تماماً؟ هل في الكون كله قوة تستطيع أن تجعلها على مسارها لو خرجت ؟ إنها إن خرجت انتهت وجذبتها كواكب أخرى !!
(سورة فاطر )
يمسكها على مسارها ، إذا خرج القطار عن سِكَّته ، طفل رضيع أو نملة صغيرة أو ذبابة حقيرة هل بإمكانها أن تعيده إلى السكة ؟ ولئن زالتا إن أمسكهما من أَحد مِن بعده ، مَن جعل الأرض تسير في الثانية 30 كم ؟ مَن جعلها تدور في الساعة 1600 كم ؟ مَن جعلها بهذا الحجم ومن جعل بعدها عن الشمس بهذه المسافة ؟ هذا من اسم الله : الملك .
إذاً مِن معاني الملك أنه يقلب النهار، ويخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن معاني أنه يخرج الميت من الحي والحي من الميت : أن الكافر قد يلد مؤمناً وأن المؤمن قد يلد كافراً
آخر بند في المُلْكية : " وترزق من تشاء بغير حساب " ، قد يرزق الإنسان الضعيف ، وقد يفقر القوي الذكي ، لذلك التجار يقولون ليس عند الله تاجر ذكي ، ومن دعاء المؤمنين على الكافرين " اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم " فالكافرُ يدبر فإذا هو يدمر نفسه . ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
إذا كان النبي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، أفيملك النفع والضر للآخرين ؟ الجواب لا . مِن باب أولى ، إذا كنتُ عاجزاً عن هداية ابني ! فهل بإمكاني أن أهدي ابنك ؟ مستحيل! فلذلك فالكلام القطعي والثابت أن الله سبحانه وتعالى هو المَلِك الحقيقي وأن الإنسان إذا ملك فملكيَّةُ مجازية فمثلاً قد يقول لك مستخدم في وزارة الخارجية : والله عينا فلاناً سفيراً ! هذا كلام مجازي ، إنَّ الذي عين فعلاً ، ليس المستخدم بل الوزير. أَّما في الحقيقة المطلقة: الذي مُلَّكَ هذا الإنسان هذا المنصب ، هو الله سبحانه وتعالى .
العبد مثلاً متى يكون مسافراً ؟ إذا سافر سيده ، متى يكون مقيماً ؟ إذا أقام سيده ، هل للعبد استقلال في حركته عن سيده ؟ لا ، إذاً كلام قطعي: يجب أن تشعر وأنت تملك أوراق الملكية للبيت أن هذا البيت ملك الله عز وجل . في أية لحظة يمكن أن تبيعه ، قد يتعطل جهاز بالجسم ، فيقال لك : هذه العملية تكلفتها 800 ألف ليرة ومصاريف سفر وإقامة ، وبالعملة الصعبة ، والنتيجة بيتك ثمن للعملية ، فتعرضه للبيع ، فسبحان مالك الملك ومثل آخر : كُلْيِة تكلفة زراعتها 1000000 ليرة ، وكل شيء تملكه ثمن لهذه العملية، صمام القلب كلفته 500 ألف ليرة ، فالإنسان إذا عافاه الله فهو غني وغني بالمعنى الحقيقي .
فتبصَّر يا أخي المؤمن ، الأمر دائماً بيد الله فكيف نفسر قوله تعالى
(سورة الانفطار)
الآن ، الأمر لله وفي آية أخرى : لله الأمر من قبل ومن بعد
إما أن ترى الحق في الوقت المناسب قبل أن يفاجئك الموت أو لابد أن تراه يوم القيامة فيكون حسرة أية حسرة إذاً البطولة لا أن تنتظر إلى أن ترى مع الآخرين الحقائق ، البطولة أن ترى الحقيقة في الوقت المناسب كي تستفيد منها .
هناك شيء آخر : لماذا لا يكون العبد مالكاً مطلقاً ؟ قيل : لأنه لا يستغني عن كل شيء : فلو فرضنا أنّ ملكاً عظيماً يستغني عن كل أفراد رعيته ، فهل يستغني عن الهواء أو عن الماء أو عن الطعام أو عن الزواج؟ لذلك حين طلب هارون الرشيد الخليفة العباسي الذي ترامت أطراف دولته إلى أقاصي الدنيا . كأس ماء قال له وزيره وكان ذكياً يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس لو منع عنك ، قال : بنصف ملكي ، قال : فإذا منع إخراجه ، قال : بنصف ملكي الآخر ، قال إذاً ملكك يساوي كأس ماء .
في بعض متاحف القاهرة ملك من فراعنة مصر الكبار اسمه توت عنخ آمون كشفت مقبرته بأكملها ، كما دفن معه طبعاً من الذهب والحلي والأغراض مالا سبيل لوصفه ، ولكن وقفت عند نقطة واحدة : أن هذا الملك مات شاباً في الثامنة عشرة من عمره ، حيث إِنّ التابوت قصير جداً والجثة قصيرة جداً ، قلت وقتها سبحان الله ! مهما كان الإنسان مالكاً ولديه من الثروات ما لديه تبقى الحياة بيد الله عز وجل ، فمصر كلها كانت بيده ، مقدرات مصر كلها بيده ، ومع ذلك توفاه الله في الثامنة عشرة من عمره ، فالمقبرة عامرة بالذهب وبشتى أنواع الحلي وبشيء تحار به العيون ومع ذلك مات في سن مبكرة فما أغنى مالُه ولا رَدَّ الموت ملكه . إنه مُلك، ولكنّه عارية .
الملك الحقيقي عندما تطيع الله عز وجل .
سيدنا يوسف لما مر بالقصر كان عبداً في القصر ثم صار ملكاً ، جارية تعرفه عبداً ورأته في موكب الملك ، فقالت سبحان الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته وسبحان الذي جعل الملوك عبيداً بمعصيته، فالحقيقة هي : مَن تحقق مِن ملك سيده كأنه ملك كل ملك سيده .
حُكي عن شفيق البلخي أنه قال : كان ابتداء توبتي أن رأيت غلاماً في سنِة قحطٍ يمزح زهواً والناس تعلوهم كآبة ، فقلت له : يا هذا ما هذا المرح ؟ ألا تستحي ؟ أما ترى ما فيه الناس من المحن ؟ فقال لا يحق لي أن أحزن ولسيدي قرية مملوكة أدخر فيها كل ما أحتاج ، فقلت في نفسي: إن هذا العبد لمخلوق ولا يستوحش لأن لسيده قرية مملوكة، فكيف يصح أن أستوحش أنا وسيدي مالك الملوك فانتبهت وتبت - الغلام لقنه درساً في التوبة - إذاً بعضهم يقول دبِّر أو لا تدبر ، فالمدبر هو الله سبحانه
ولرُبّ نازلةٍ يضيق بها الغنى ذرعاً
نزلت وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرجت وكنت أظنها لا تُفرجُ
من آداب الإيمان بأن الله هو الملك ، أن يكون العبد بما في يَدَيِ الله أوثق منه مما في يديه إذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يديِ الله أوثق منك مما في يديك ، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، إذا أردت أن تكون أكرم الناس منزلةً فاتق الله .
سئل حسن البصري : بمَ نلت هذا المقام ، قال : باستغنائي عن دنيا الناس وحاجتهم إلى علمي .
قال سفيان بن عيينة : بينما أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلاً وقع في قلبي أنه من عباد الله الصالحين ، فدنوت منه فقلت : هل تقول شيئاً ينفعني الله به ، فلم يرد عليّ جواباً ، ومضى في طوافه فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين ، ثم دخل الحجر فجلس فجلست إليه، فقلت يا سيدي هل تقول لي شيئاً ينفعني الله به ، فقال هل تدري ماذا قال الله عز وجلُ : وقد سمع نداء الحضرة الإلهية : أنا الحي الذي لا أموت هلمّوا إليّ أطيعوني أجعلكم أحياء لا تموتون - عند ربهم يرزقون - .
الإنسان أول ليلة في قبره يقول الله عز وجل له : " عبدي رجعوا وتركوك وفي التراب دفنوك ولو بقوا معك ما نفعوك ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت " قال ألم تسمع ربك يقول : أنا الحي الذي لا أموت فإن أطعتموني جعلتكم أحياء لا تموتون في جنة عرضها السموات والأرض ، أنا الملك الذي لا أزول هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكاً لا تزولون ملوك الدار الآخرة أنا الملك الذي إذا أردت شيئاً قلت له كن فيكون، هلموا أطيعوني أجعلكم كذلك أي كلما دعوتموني أجبكم ، كلما سألتموني أعطيتكم أنا عند ظنكم:" ولئن سألني أحدكم لأعطينه ولئن دعاني لأجيبنه" .
هذه بعض التعريفات والآداب والحدود في شأن اسم الله الملك .
والحمد لله رب العالمين .
تعليق
-
الدرس التانى يا جماعة فى اسماء الله الحسنى فى الرد السابق كان بعد الاختصار
ودا رابط للدرس كامل للى عايز يتزيد
http://www.up-00.com/dldRRK96360.rar.htmlتعليق
-
-
-
أنتوا فين يا بنات
فين الهمة؟؟؟؟
فين تمام الواجبات؟؟؟
فين ورد القرآن والآيات المؤثرة؟؟؟؟
أنا فى انتظار اجابة تريحنى؟؟؟؟؟
تعليق
تعليق