مرحبا بك في منتديات لكِ النسائية. إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى، فيمكنك الإطلاع على الأسئلة المتكررة بالضغط على الزر اعلاه. قد تحتاج للتسجيل من هنا
قبل أن تتمكن من كتابة مواضيع جديدة.
السلام عليكم شيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا
كيف نعرف وسوسة النفس الأماره بالسوء من وسوسة الشيطان الرجيم وأمراض القلوب
وكيف السبيل إلى تزكية كل منهم ؟؟
وكيف نصل إلى الطمأنينه والسعاده بالعباده والثبات والإستقامه ؟؟؟
هناك حديث بما معناه تعرض الفتن على القلب عودا عودا فهناك قلوب تشرب الفتنه والعياذ بالله كيف نزكي القلب إذا دخلته الفتنه ؟؟
وكيف نحمي أنفسنا وقلوبنا من الفتنه وتصبح قلوبنا منكره للفتن
نسأل الله ان يحفظنا ويعافينا وجميع المسلمين والمسلمات من الفتن ما ظهر منها وما بطن
آآآمييييييييييين
وأعتذر إن كان في أسئلتي خارج عن الموضوع
جزاك الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان قُرَناء ، يُقابلها واعِظ الله في قلب المؤمن والنفس اللوامة والعقل السليم الواعي .
قال ابن القيم رحمه الله : ألْقَى الله سبحانه العداوة بين الشيطان وبين الْمَلَك ، والعداوة بين العقل وبين الهوى ، والعداوة بين النفس الأمارة وبين القلب ، وابتلى العبد بذلك ، وجَمَع له بين هؤلاء ، وأمَدّ كل حِزب بجنود وأعوان ، فلا تزال الحرب سِجالا ودُولاً بين الفريقين إلى أن يستولى أحدهما عليى الآخر ، ويكون الآخر مقهورا معه .
فإذا كانت النوبَة للقلب والعقل والْمَلَك فهنالك السرور والنعيم ، واللذة والبهجة ، والفرح وقُرّة العين ، وطيب الحياة وانشراح الصدر ، والفوز بالغنائم .
وإذا كانت النوبة للنفس والهوى والشيطان فهنالك الغموم والهموم ، والأحزان وأنواع الْمَكَارِه ، وضيق الصدر وحَبس الملك .
وقال رحمه الله : وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصْلُه بتوفيق الله للعبد ، وكل شر فأصله خذلانه لعبده . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك ، وأن الخذلان أن يُخَلّي بينك وبين نفسك .
وقال أيضا : ما ضُرِبَ عَبْدٌ بِعقوبة أعظم من قسوةِ القلب والبُعدِ عن الله . اهـ .
فالعاقل الحصِيف من يَكون عونا للنفس الأمارة وتكون عونا له ، ويجعل من قلبه دليلا ، إذ الخير والْبِرّ ما تطمئنّ إليه الـنَّفْس ، والشرّ ريبة ، وهو ما يَحيك في الصدر ، ويَكره صاحبه أن يطّلع عليه الناس ، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
والعاقل أيضا من يجعل لِنفسه على نفسه رقيبا .
والعاقل يُحاسِب نفسه على خَطراته وعلى فِكَرِه .
قال ميمون بن مهران : الْمُتِّقِي أشد محاسبة لنفسه مِن الشريك الشحيح لشريكه .
وأما رِفعة النفس البشرية وتزكيتها فسيأتي خطوات عملية – إن شاء الله –
ولكن لا بُدّ أن يُعلَم أن تزكية النفس وتذوّق حلاوة الطاعة لا يأتي بين عشيّة وضُحاها ، وإنما لا بُدّ لها مِن مُجاهدة وصبر ، كما جاء عن السلف .
وأما ما يتعلق بالفِتن فالأصل أن المسلم يَجعل قلبه كالمرآة لامعة صَقِيلة لا يضرّها شيء ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .
قال ابن القيم رحمه الله : وقال لي شيخ الإسلام - رضى الله عنه - وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَة ، فيتشرّبها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمرّ الشبهات بظاهرها ، ولا تستقرُّ فيها ، فيراها بصفائه ويدفعُها بصلابته ، وإلا فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كلَّ شبهة تمرُّ عليها صار مقَرّاً للشبهات . أو كما قال ، فما أعلم أنى انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
كما أن الأصل أن المسلم ينأ بِنفسه ويبتعد عن مواطن الفِتن ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع ، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
كما أن المؤمن لا يتطلّع إلى الفتن ، ولا يستشرِف لها .
قال عليه الصلاة والسلام : ستكون فِتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن يشرف لها تستشرفه ، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي موسى : قالوا فما تأمرنا ؟ قال : كُونوا أحْلاس بُيوتكم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال ابن الأثير : كونوا أحلاس بيوتكم : أي : الْزَمُوها .
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
قعلا احيانا نجد اناس يدعون الكمال و الصلاح
و لا يدرون ان مجرد ادعائهم هدا يحبط ما يعملون
بل ان البعض يترفع و يحتقر كل من يعمل معصية لا يقوم هو بها
و كانه خال من المعاصي
او و كان ما يقوم به من معاصي مهما كان يعتبر بسيطا
امام ما يعمله الاخرين
و هدا من اسباب التهاون و الغرور بما لا يجب
لكن الانسان لا يعرف كيف يتصرف معهم حقيقة
الجواب :
هذه تزكية من طَرف خفِيّ ، وذلك أن الإنسان قد يحتقر الناس لأجل ما عندهم من معاصي ، لأنه يرى أنه قد ترفّع عنهم !
وكنت أشرت إلى أن السلف كانوا يحتقرون أنفسهم ، ويَرون عِظَم خطاياهم .
والمؤمن يهضِم نفسه .
ولذلك لَمَّا تولّى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة قال : إني قَد وُلِّيتُ عَليكم ولَسْتُ بِخَيْرِكُم . قال الْحَسَن البصري : هو والله خَيْرُهم غَير مُدَافَع ، ولكن الْمُؤمِن يَهْضِم نَفْسَـه .
قال مالك بن دينار : إذا ذُكِر الصالحون فأفّ لي وأفّ !
وقال أيوب السختياني : إذا ذُكِر الصالحون كنت منهم بِمَعْزَل !
وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول في هذا الصدد :
أحب الصالحين ولستُ منهم = لعلّي أن أنال بهم شفاعة
وأكره مَن تجارته المعاصي = ولو كُنا سَواء في البضاعة
فإن لم يكن أمثال أولئك الأخيار من الصالحين ، فمن هُم الصالحون ؟!
بل كان من السلف من ينظر إلى الناس في يوم عرفة ويقول عن نفسه : لولا أني فيهم لرجوت أن يغفر لهم !
قال عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني : أفَضْت مع أَبِي من عَرفة قال : فقال لي : يا بني لولا أني فيهم لرجوت أن يغفر لهم . رواه البيهقي في شُعب الإيمان .
قال الإمام الذهبي : قلت : كذلك ينبغي للعبد أن يُزري على نفسه ويَهضِمها .
وقال شعيب بن حرب : بينا أنا أطوف إذ لَكَزني رَجل بِمِرفقه ، فالتفت فإذا أنا بالفضيل بن عياض ، فقال : يا أبا صالح ، فقلت : لبيك يا أبا علي ، قال : إن كنت تظن أنه قد شَهِد الْموسم شَرّ مِني ومنك فبئس ما ظننت !
وسُئل ابن المبارك : ما الكبر ؟ قال : أن تزدري الناس . قيل : ما العُجْب ، قال : أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك . قال : ولا أعلم في الْمُصَلِّين شيئا شَرًّا مِن العُجْب .
والعُجب قد اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من الذَّنْب ، فقال : لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك : العُجْب العُجْب . رواه البيهقي في الشعب ، وقال الألباني : حَسَن .
قال الديريني : وإنما كان العُجب أشد لأن العاصي مُعْتَرِف بِنَقْصه ، فَيُرْجَى له العَفو به ، والْمُعْجَب مَغرور بِعَمَلِه ، فنوبته بعيدة . ذَكَره السخاوي .
اننا في زمن ... حتى من يحاول ويجتهد في تزكية نفسه ... نجد هناك من يقف له بالمرصاد .. ويجمل له بعض المعاصي
على انها .. صغائر لا بأس في عملها ... فما العمل ... ان كان ذلك الشخص .. هو انسان تربطه به صلة قرابه
يا شيخي الجليل .. أبسط مثال على ذلك .. في رمضان .. حين يجتهد المؤمن في العبادات بشكل مضاعف ويبتعد عن
كل ما يمكن ان يلهيه عن عبادة الله .. وفي خلال اجتماعات العائله .. يصبح هناك تنافس على مشاهدة المسلسلات
وغيرها من الفتن على التلفاز .. فأين نذهب من كل هذا .. وحين نبتعد عن المكان يقال .. لا يوجد ضرر في الترفيه عن نفسك
قليلا .. وهنا يكون نوع من الجهاد في تزكية النفس ... سبحان الله .. أدعوا من الله تعالى أن يقدرنا على عبادته وطاعته
بارك الله فيك شيخي الكريم
بارك الله فيك شيخنا
اللهم اجعلنا من الذين قال فيهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إذا سَرّتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن؛واذا حاك في نفسك شيء فَدَعْه.)
أمى : كل الذين بكيتهم قبلك زرفت عليهم ادمعى .. وحدك حين بكيتك نزف عليك دمى ... ربما ليقينى ا ن لا حاجة لى بعدك....بدمى
تعليق