مرحبا بك في منتديات لكِ النسائية. إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى، فيمكنك الإطلاع على الأسئلة المتكررة بالضغط على الزر اعلاه. قد تحتاج للتسجيل من هنا
قبل أن تتمكن من كتابة مواضيع جديدة.
مشكل في التحميل، سأتأخر قليلا في انزال الجزء الخاص بي.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
مشرفتنا الغالية الغدير ، الحمد لله لقد أكملت التلخيص و أكملت كتابته في word ، لكني أواجه مشكلة في التحميل و لم استطع ان أحمل العمل لأنقله على صفحات المنتدى و زلك لتعزر الاتصال بالشبكة.انتظريني سأحاول أن أحمل الملخص على قرص مضغوط و اقوم بادراجه في المنتدى عن طريق حاسوب آخر.سأتأخر قليلا فاعزروني أخواتي.
السلام عليكم، الحمد لله ها هو الجزء الخاص بي : غزوة أحد
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
غزوةأحد
استعداد قريش لمعركة ناقمة
على اثر الهزيمة الساحقة التي منيت بها في معركة بدر و التي قتل فيها الصناديد و الأشراف، اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظها و تروي غلة حقدها، و أخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة. و كان عكرمة بن أبي جهل ، و صفوان بن أمية و أبو سفيان بن حرب و عبد الله بن أبي ربيعة أكثر زعماء قريش نشاطا و تحمسا لخوض المعركة و أول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها أبو سفيان، و التي كانت سببا لمعركة بدر، و قالوا للذين كانت فيها أموالهم : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم ( ظلمكم) و قتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أم ندرك منه ثأرا، فأجابوا لذلك، فباعوها و كانت ألف بعير ، و المال خمسين ألف دينار ، و في ذلك أنزل الله تعالى: ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون). ثم فتحوا باب التطوع لكل من أحب المساهمة في غزو المسلمين.
قوام جيش قريش و قيادته:
لما استدارت السنة، كانت مكة قد استكملت عدتها و اجتمع إليها من المشركين ثلاثة آلاف مقاتل من قريش و الأحابيش، إضافة إلى النساء اللواتي بلغ عددهن خمسة عشر امرأة. و كان سلاح النقليات في هذا الجيش ثلاثة آلاف بعير ، و من سلاح الفرسان مائتا فرس ، جنبوها طول الطريق، و كان سلاح الوقاية سبعمائة درع. و كانت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب ، و قيادة الفرسان إلى خالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل.أما اللواء فكان إلى بني عبد الدار.
جيش مكة يتحرك:
تحرك الجيش المكي بعد هذا الإعداد التام نحو المدينة، و كانت الثارات القديمة و الغيظ الكامن يشعل البغضاء في القلوب، و يشف عما سوف يقع من قتال مرير.
الاستخبارات النبوية تكشف حركة العدو:
أسرع العباس بن عبد المطلب الذي كان يرقب حركات قريش و استعداداتها العسكرية بإرسال رسول الى النبي صلى الله عليه و سلم ، بعد تحرك جيش قريش، ضمنها جميع تفاصيل الجيش. قرأ الرسالة على النبي صلى الله عليه و سلم، و هو في مسجد قباء، أبي بن كعب، فأمره بالكتمان ، و عاد مسرعا الى المدينة ليتبادل الرأي مع قادة المهاجرين و الأنصار.
استعداد المسلمين للطوارى:
ظلت المدينة في حالة استنفار عام لا يفارق رجالها السلاح حتى و هم في الصلاة، استعدادا للطوارى. و قام الصحابة بحراسة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قامت على مداخل المدينة و أنقابها حراسة مشددة خوفا من أن يؤخذوا على غرة، كما قامت دوريات من المسلمين برصد تحركات العدو.
الجيش المكي الى أسوار المدينة:
و تابع جيش مكة سيره على الطريق الغربية الرئيسية المعتادة. ثم واصل سيره حتى اقترب من من المدينة، فسلك وادي العقيق، ثم انحرف منه الى ذات اليمين حتى نزل قريبا بجبل أحد، في مكان يقال له: عينين، في بطن السبخة من قناة على شفير الوادي-الذي يقع شمالي المدينة بجنب أحد، فعسكر هناك يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة.
المجلس الاستشاري لأخذ خطة الدفاع:
نقلت استخبارات المدينة أخبار جيش مكة خبرا بعد خبر حتى الخبر الأخير عن معسكره، و حينئذ عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا استشاريا عسكريا أعلى، تبادل فيه الرأي لاختبار الموقف، و أخبرهم عن رؤيا رآها، قال: " إني قد رأيت و الله خيرا، رأيت بقرا يذبح، و رأيت في ذباب سيفي ثلما، و رأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة"، و تأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون، و تأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، و تأول الدرع بالمدينة. ثم قدم رأيه الى صحابته ألا يخرجوا من الكدينة و أن يتحصنوا بها، فان أقام المشركون بمعسكرهم أقاموا بشر مقام و بغير جدوى، و أن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة، و النساء من فوق البيوت، و كان هذا هو الرأي. ووافقه على هذا الرأي عبد الله بن أبي بن سلول- رأس المنافقين- و كان قد حضر المجلس بصفته أحد زعماء الخزرج. غير أن جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاتهم الخروج يوم بدر و غيرهم أشاروا على الرسول صلى الله عليه و سلم بالخروج و كان في مقدمتهم عمه حمزة بن عبد المطلب. و أمام حماسة الصحابة و الحاحهم ، نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عند رغبتهم و استقر الرأي على الخروج من المدينة و اللقاء في الميدان السافر.
تكتيب الجيش الاسلامي و خروجه الى ساحة القتال:
صلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة، فوعظهم و أمرهم بالجد و الاجتهاد، و أخبر أن لهم النصر بما صبروا، و أمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ففرح الناس بذلك. و قسم النبي صلى الله عليه و سلم جيشه الى ثلاث كتائب: كتيبة المهاجرين، و أعطى لواءها مصعب بن عمير العبدري كتيبة الأوس من الأنصار، أعطى لواءها أسيد بن حضير. كتيبة الخزرج من الأنصار ، و أعطى لواءها الحباب بن المنذر.
و كان الجيش متألفا من ألف مقاتل فيهم مائة دارع، و لم يكن فيهم من الفرسان أحد.
استعراض الجيش:
عندما وصل الى مقام يقال له: " الشيخان" استعرض رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشه، فرد من استصغره و لم يره مطيقا للقتال و كان منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب و أسامة بن زيد و غيرهم.
المبيت بين أحد و المدينة:
و في هذا المكان أدركهم المساء، فصلى المهرب و العشاء ، و بات هنالك، و اختار خمسين رجلا لحراسة المعسكر يتجولون حوله، و كان قائدهم محمد بن مسلمة الأنصاري ، بطل سرية كعب بن الأشر ف، و تولى ذكوان بن عبد قيس حراسة النبي صلى الله عليه و سلم خاصة.
تمرد عبد الله بن أبي و أصحابه:
قبل طلوع الفجر بقليل أدلج، حتى إذا كان بالشوط صلى الفجر، و كان بمقربة جدا من العدو ، فقد كان يراهم و يرونه، و هناك تمرد عبد الله بن أبي المنافق، فانسحب بنحو ثلث العسكر- ثلاثمائة مقاتل- قائلا: ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟ و متظاهرا بالاحتجاج بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك رأيه و أطاع غيره. و لكن هدفه من وراء ما فعل هو إحداث البلبلة و الاضطراب في جيش المسلمين، في ذلك الظرف الدقيق، على مسمع و مرأى عدوهم، حتى ينحاز عامة الجيش عن النبي صلى الله عليه و سلم، و تنهار معنويات من يبقى معه و بذلك يتشجع العدو. و كاد المنافق أن ينجح في تحقيق بعض ما كان يهدف إليه، فقد همت طائفتان- بنو حارثة من الأوس، و بنو سلمة من الخزرج- أن تفشلا ، و لكن الله تولاهما، فثبتتا، و عنهما يقول الله عز و جل: ( إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا و الله وليهما و على الله فليتوكل المؤمنون 122) آل عمران.
بقية الجيش الإسلامي الى أحد:
بعد هذا التمرد و الانسحاب، قام النبي صلى الله عليه و سلم ببقية الجيش- و هم سبعمائة مقاتل- ليواصل سيره نحو العدو، و كان معسكر المشركين يحول بينه و بين أحد في مناطق كثيرة، فقال: " من رجل يخرج بنا على القوم من كثب من طريق لا يمر بنا عليهم". فقال أبو خثيمة: أنا يا رسول الله، ثم اختار طريقا قصيرا الى أحد يمر بحرة بني حارثة و بمزارعهم، تاركا جيش المشركين الى الغرب. و نفذ رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل الشعب من جبل أحد في عدوة الوادي، فعسكر بجيشه مستقبلا المدينة، و جاعلا ظهره الى هضاب جبل أحد، و على هذا صار جيش العدو فاصلا بين المسلمين و بين المدينة.
خطة الدفاع:
عبأ رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشه، و هيأهم صفوفا للقتال، فاختار منهم فصيلة من الرماة الماهرين ، قوامها خمسون مقاتلا، و أعطى قيادتها لعبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري الأوسي البدري، و أمرهم بالتمركز على جبل يقع على الضفة الشمالية من وادي قناة- و عرف فيما بعد بجبل الرماة- جنوب شرق معسكر المسلمين، على بعد حوالي مائة و خمسين مترا من مقر الجيش الإسلامي. و الهدف من ذلك هو ما أبداه رسول الله صلى الله عليه و سلم في كلماته التي ألقاها الى هؤلاء الرماة، فقد قال لقائدهم:" انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك" و قال للرماة: " احموا ظهورنا، فان رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، و إن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا"، و في رواية البخاري أنه قال: " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، و إن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم".. أما بقية الجيش فجعل على الميمنة المنذر بن عمرو، و جعل على الميسرة الزبير بن العوام، يسانده المقداد بن الأسود، و كان الى الزبير مهمة الصمود في وجه فرسان خالد بن الوليد، و جعل في مقدمة الصفوف نخبة ممتازة من شجعان المسلمين و رجالاتهم المشهورين بالنجدة و البسالة، الذين يوزنون بالآلاف.تتجلى عبقرية قيادة الرسول صلى الله عليه و سلم العسكرية في هاته الخطة الحكيمة و الدقيقة جدا التي وضعها. و لا يمكن لأي قائد مهما تقدمت كفاءته أن يضع خطة أدق و أحكم من هذه. و هكذا تمت تعبئة الجيش النبوي صباح يوم السبت السابع من شهر شوال سنة ثلاثة هجرية.
الرسول ينفث روح البسالة في الجيش:
نهى الرسول صلى الله عليه و سلم الناس عن الأخذ في القتال حتى يأمرهم، و ظاهر بين درعين ( أي لبس درعين)، و حرض أصحابه على القتال و حضهم على المصابرة و الجلاد عند اللقاء، و أخذ ينفث روح الحماسة و البسالة في أصحابه.
تعبئة الجيش المكي:
أما المشركون فعبأوا جيشهم حسب نظام الصفوف، فكانت القيادة العامة الى أبي سفيان صخر بن حرب الذي تمركز في قلب الجيش، و جعل على الميمنة خالد بن الوليد- و كان إذ ذاك مشركا- و على الميسرة عكرمة بن أبي جهل، و على المشاة صفوان بن أمية، و على رماة النبل عبد الله بن أبي ربيعة.أما اللواء فكان الى مفرزة من بني عبد الدار.
مناورات سياسية من قبل قريش:
حاولت قريش قبيل نشوب المعركة إيقاع الفرقة و النزاع داخل صفوف المسلمين. فقد أرسل أبو سفيان الى الأنصار يقول لهم: خلوا بيننا و بين أبن عمنا فننصرف عنكم، فلا حاجة لنا الى قتالكم.و لكن أين هذه المحاولة أمام الإيمان الذي لا تقوم له الجبال، فقد رد عليه الأنصار ردا عنيفا، و أسمعوه ما يكره. و اقتربت ساعة الصفر،/ و تدانت الفئتان، فقامت قريش بمحاولة أخرى لنفس الغرض عن طريق عميل خائن يسمى أبا عامر الفاسق- و اسمه عبد عمرو بن صيفي، و كان يسمى الراهب، فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم الفاسق، و كان على رأس الأوس في الجاهلية، خرج الى الأنصار لينفث سمه و يحضهم على أن ينفضوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لكن إيمانهم القوي حال دون وصول هذا الخائن الى غرضه. و هكذا باءت كل محاولات قريش الرامية الى إحداث الفرقة بين المسلمين بالفشل.
جهود نسوة قريش في التحميس:
قامت نسوة قريش بنصيبهن من المشاركة في المعركة، تقودهن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، فكن يتجولن في الصفوف، و يضربن بالدفوف، يستنهضن الرجال و يحرضن على القتال، و يثرن حفائظ الأبطال، و يحركن مشاعر أهل الطعان و الضراب و النضال، فتارة يخاطبن أهل اللواء فيقلن:
وبها بني عبد الدار وبها حماة الأدبار ضربا بكل بتار
و تارة يأززن قومهن على القتال و ينشدن:
إن تقبلوا نعانق و نفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق.
أول وقود المعركة:
تقارب الجمعان و تدانت الفئتان، و آنت مرحلة القتال، و كان أول وقود المعركة حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري، و كان من أشجع فرسان قريش، يسميه المسلمون كبش الكتيبة. خرج و هو راكب على جمل يدعو الى المبارزة، فأحجم عنه الناس لفرط شجاعته، و لكن تقدم إليه الزبير و لم يمهله ، بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه و ذبحه بسيفه. و رأى النبي صلى الله عليه و سلم هذا الصراع الرائع فكبر، و كبر المسلمون و أثنى على الزبير، و قال في حقه:" إن لكل نبي حواريا، و حواري الزبير".
ثقل المعركة حول اللواء و ابادة حملته:
ثم اندلعت نيران المعركة، و اشتد القتال بين الفريقين في كل نقطة من نقاط الميدان، و كان ثقل المعركة يدور حول لواء المشركين، فقد تعاقب بنو عبد الدار لحمل اللواء بعد قتل قائدهم طلحة بن أبي طلحة. و بعد ابادة عشرة من بني عبد الدار ممن تعاقبوا على حمل اللواء، تقدم غلام لهم حبشي- اسمه صؤاب- فحمل اللواء و قاتل ببسالة فاق بها مواليه حتى تقطعت يداه فبرك على اللواء بصدره حتى قتل و هو يقول: اللهم هل أعززت؟ يعني هل أعذرت؟ و بعد قتل هذا الغلام، سقط اللواء على الأرض و لم يحمله أحد.
القتال في بقية النقاط:
و بينما كان ثقل المعركة يدور حول لواء المشركين، كان القتال المرير يجري في سائر نقاط المعركة، و كانت روح الإيمان قد سادت صفوف المسلمين ، فانطلقوا خلال جنود الشرك انطلاق الفيضان تتقطع أمامه السدود، و هم يقولون: "أمت، أمت" كان ذلك شعارا لهم يوم أحد. أقبل أبو دجانة معلما بعصابته الحمراء، آخذا بسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم، مصمما على أداء حقه، فقاتل حتى أمعن في الناس، و جعل لا يلقى مشركا إلا قتله، و أخذ يهد صفوف المشركين هدا. و قاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الليوث المهتاجة، فبالإضافة الى مشاركته الفعالة في ابادة حاملي لواء المشركين، فعل الأفاعيل بأبطالهم الآخرين، حتى صرع و هو في مقدمة المبرزين، و لكن لا كما تصرع الأبطال و جها لوجه في ميدان القتال، و إنما كما يغتال الكرام في حلك الظلام.
مصرع أسد الله حمزة بن عبد المطلب:
يقول قاتل حمزة وحشي بن حرب: كنت غلاما لجبير بن مطعم، و كان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش الى أحد قال لي جبير: انك ان قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس – و كنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما أخطى بها شيئا- فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة و أتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهد الناس هدا ما يقوم له شيء. فو الله إني لأتهيأ له أريده، فأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني اذ تقدمني إليه سباع بن عبد العرى فلما رآه حمزة قال له: هلم إلي يا بن مقطعة البظور- و كانت أمه ختانة- قال فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه. قال و هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه، فوقعت في ثنته- أحشائه- حتى خرجت من بين رجليه، و ذهب لينوء نحوي فغلب، و تركته و إياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى العسكر فقعدت فيه، و لم يكن لي بغيره حاجة، و إنما قتلته لأعتق، فلما قدمت مكة عتقت.
السيطرة على الموقف:
برغم هذه الخسارة الفادحة التي لحقت المسلمين بقتل أسد الله و أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب، ظل المسلمون مسيطرين على الوقف كله. فقد قاتل الأبطال من الصحابة أمثال أبو بكر و عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب و غيرهم قتالا فل عزائم المشركين ، و فت في اعضادهم.
من أحضان المرأة الى مقارعة السيوف و الدرقة:
و كان من الأبطال المغامرين يومئذ حنظلة الغسيل- و هو حنظلة بن أبي عامر، و أبو عامر هو الراهب الذي سمي بالفاسق، و الذي مضى ذكره قريبا- كان حنظلة حديث عهد بالعرس، فلما سمع هواتف الحرب و هو على امرأته انخلع من أحضانها، و قام من فوره إلى الجهاد، فلما التقى بجيش المشركين في ساحة القتال أخذ يشق الصفوف حتى خلص إلى قائد المشركين أبي سفيان، و كاد يقضي عليه لولا أن أتاح الله له الشهادة، فقد شد على أبي سفيان ، فلما استعلاه و تمكن منه رآه شداد بن الأسود فضربه حتى قتله.
نصيب فصيل الرماة في المعركة:
و كانت للفصيلة التي عينها الرسول صلى الله عليه و سلم على جبل الرماة يد بيضاء في إدارة دفة القتال لصالح الجيش الاسلامي، فقد هجم فرسان مكة بقيادة خالد بن الوليد يسانده أبو عامر الفاسق ثلاث مرات ليحطموا جناح الجيش الإسلامي الأيسر، حتى يتسربوا إلى ظهور المسلمين فيحدثوا البلبلة و الارتباك في صفوفهم و ينزلوا عليهم هزيمة ساحقة، و لكن هؤلاء الرماة رشقوهم بالنبل حتى فشلت هجماتهم الثلاث.
الهزيمة تنزل بالمشركين:
هكذا دارت رحى الحرب الزبون، و ظل الجيش الإسلامي الصغير مسيطرا على الموقف كله حتى خارت عزائم المشركين، و أخذت صفوفهم تتبدد عن اليمين و الشمال و الأمام و الخلف، كأن ثلاثة آلاف مشرك يواجهون ثلاثين ألف مسلم لا بضع مئات قلائل، و ظهر المسلمون في أعلى صور الشجاعة و اليقين. و أخذت قريش في الانسحاب، و لجأت إلى الفرار و نسيت ما كانت تتحدث به في نفسها من أخذ الثأر و الوتر و الانتقام، و إعادة العز و المجد و الوقار.
غلطة الرماة الفظيعة:
بينما كان الجيش الإسلامي الصغير يسجل مرة أخرى نصرا ساحقا على أهل مكة لم يكن اقل روعة من نصر بدر، و قعت من أغلبية فصيلة الرماة غلطة فظيعة قلبت الوضع تماما ، و أدت إلى خسائر فادحة في ، و كادت تكون سببا في مقتل النبي صلى الله عليه و سلم. فعلى الرغم من الأوامر التي وجهها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى هاته الفرقة، لما رأى هؤلاء الرماة أن المسلمين ينتهبون غنائم العدو غلبت عليهم أثارة من حب الدنيا، فقال بعضهم لبعض: الغنيمة الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟ أما قائدهم عبد الله بن جبير، فقد ذكرهم بأوامر الرسول صلى الله عليه و سلم، و قال: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ و لكن الأغلبية الساحقة لم تلق لهذا التذكير بالا، و قالت: و الله لتأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. ثم غادر أربعون رجلا أو أكثر من هؤلاء الرماة مواقعهم من الجبل، و التحقوا بسواد الجيش ليشاركوه في جمع الغنائم. و هكذا خلت ظهر المسلمين، و لم يبق فيها الا ابن جبير و تسعة أو أقل من أصحابه و التزموا مواقفهم مصممين على البقاء حتى يؤذن لهم أو يبادوا.
خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي:
انتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة الذهبية، فكر بسرعة إلى جبل الرماة ليدور من خلفه إلى مؤخرة الجيش الإسلامي ، فلم يلبث أن أباد عبد الله بن جبير و أصحابه إلا البعض الذين لحقوا بالمسلمين، ثم انقض على المسلمين من الخلف، وصاح فرسانه صيحة عرف بها المشركون المنهزمون بالتطور الجديد فانقلبوا على المسلمين، و أسرعت امرأة منهم و هي عمرة بنت علقمة الحارثية- فرفعت لواء المشركين المطروح على التراب، فالتف حوله المشركون و لاثوا به، و تنادى بعضهم بعضا، حتى اجتمعوا على المسلمين، و ثبتوا للقتال، و أحيط المسلمون من الأمام و الخلف، ووقعوا بين شقي الرحى.
موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حينئذ في مفرزة صغيرة- تسعة نفر من أصحابه- في مؤخرة المسلمين، كان يراقب المسلمين و مطاردتهم المشركين، إذ بوغت بفرسان خالد بن الوليد مباغتة كاملة، فكان أمامه طريقان: إما أن ينجو- بالسرعة- بنفسه و بأصحابه التسعة إلى ملجأ مأمون، و يترك جيشه المطوق إلى مصيره المقدور، و إما أن يخاطر بنفسه فيدعو أصحابه ليجمعهم حوله، و يتخذ بهم جبهة قوية يشق بها الطريق لجيشه المطوق إلى هضاب أحد. و هناك تجلت عبقرية رسول الله صلى الله عليه و سلم و شجاعته المنقطعة النظير، فقد رفع صوتهينادي أصحابه: "إلي عباد الله " ، و هو يعرف أن المشركين سوف يسمعون صوته قبل أن يسمعه المسلمون، و لكنه ناداهم و دعاهم مخاطرا بنفسه في هذا الظرف الدقيق. و فعلا فقد علم المشركون فخلصوا إليه، قبل أن يصل إليه المسلمون.
تبدد المسلمون في الموقف:
أما المسلمون فلما وقعوا في التطويق طار صواب طائفة منهم، فلم تكن تهمها إلا أنفسها، فقد أخذت طريق الفرار، و تركت ساحة القتال، و هي لا تدري ماذا وراءها؟ وفر من هذه الطائفة بعضهم إلى المدينة حتى دخلها، و انطلق بعضهم إلى ما فوق الجبل. و رجعت طائفة أخرى فاختلطت بالمشركين، و التبس العسكران فلم يتميزا، فوقع القتل في المسلمين بعضهم من بعض. و بينما الناس في هاته الفوضى و الارتباك، إذ سمعوا صائحا يصيح : إن محمدا قد قتل، فطارت بقية صوابهم، و انهارت الروح المعنوية أو كادت تنهار في نفوس كثير من الأفراد، فتوقف من توقف منهم عن القتال، و ألقى بأسلحته مستكينا، و فكر آخرون بالاتصال بعبد الله بن أبي- رأس المنافقين- ليأخذ لهم الأمان من أبي سفيان. و مر بهؤلاء أنس بن النضر، و قد ألقوا ما بأيديهم فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم..(بقية الحديث في صحيح البخاري). و بمثل هذا الاستبسال و التشجيع عادت إلى جنود المسلمين روحهم المعنوية، و رجع إليهم رشدهم و صوابهم، فعدوا عن فكرة الاستسلام أو الاتصال بابن أبي.
احتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه و سلم:
و بينما كانت تلك الطوائف تتلقى أواصر التطويق، و تطحن بين شقي رحى المشركين، كان العراك محتدما حول رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد ذكرنا أن المشركين لما بدأوا عمل التطويق لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا تسعة نفر، فلما نادى المسلمين:" هلموا إلي، أنا رسول الله" ، سمع صوته المشركون فعرفوه ، فكروا إليه و هاجموه، و مالوا عليه بثقلهم قبل أن يرجع اليه أحد من المسلمين، فجرى بين المشركين و بين النفر التسعة من الصحابة عرك عنيف ظهرت فيه نوادر الحب و التفاني و البسالة.
نسأل الله أن يتقبل منا ان شاء الله و أن يجمعنا مع الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم.
اختى ريان الجنه انا دورى فى التلخيص السبت القادم ولكن لا اعرف الخطوات الاساسيه بعد كتابه الموضوع فى الورد كيف احمله للموقع يا ريت تفيدنى وكل الاخوات اللى ممكن يساعدونى فى انتظار ردكم
أثابكم المولى أخواتي العزيزات على متابعتكم الطيبة..
بارك الله فيكِ أختي ريان الجنة على التلخيص الجميل..
أختي يقين..بعد كتابة الموضوع في الوورد حددي كل الكلام وانسخيه..وبعد ذلك افتحي هذا الموضوع وضغطي (أضف ردا) ستفتح لكِ نافذة الصقي فيها الكلام الذي نسختيه ويمكنك تعديل الكلام وإعادة تنسيقه كما تشائين..ثم تضغطين على زر (أضف ردا) تجديها في أسفل تلك النافذة..بعدها ستجدي ردك موجود في الموضوع مثل أي رد من ردودك..
بالتوفيق..
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
لما بدأ المشركين بالتطويق لم يكن مع الرسول الا تسعه نفرفلما نادى المسلمين سمع صوته المشركون فهاجموه قبل ان يرجع اليه احد من من جيش المسلمين فجرى بينخم عراك عنيف ظهرت فيه نوادر الحب والبساله.
لم يبق مع الرسول غير طلحه ابن عبيد الله وسعد بن ابى الوقاص كانت احرج ساعه للرسول وفرصه ذهبيه للمشركين للقضاء على الرسول ورماه عتبه بن ابى وقاص بالحجاره فوقع لشقه واصيبت رباعيته اليمنى ،وضربه عبد الله بن قمئهعلى عاتقه بالسيف ثم ضرب على وجنتيه صلى الله عليه وسلم ضربه اخرى عنيفه وهنا ظهرت بطوله وبساله طلحه بن عبيد الله الذى تقطعت اصابعه .
وفى هذاالظرف الحرج انزل الله نصره بالغيب . عن سعد قال رايت رسول الله يوم احد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأسد القتال وما رأيتهما من قبل يعنى جبريل وميكائيل.
*بدايه تجمع الصحابه حول الرسول
لم يكادوا المسلمون الذين كانوا فى الصفوف الاولى يرون تغير الموقف او يسمعوا صوت الرسول حتى اسرعوا اليه لئلا يصل النبى مكروها الا انهم وصلوا وقد لقى الرسول ما لقى من جراحات .فأقاموا حوله سياجا من اجسادهم وسلاحهم وبالغوا فى وقايته من ضربات العدو وكان اول من رجع اليه ابو بكر الصديق.
تضاعف ضغط المشركين بتضاعف عددهم وبالطبع قد اشتدت حملاتهم على المسلمين
*قام المسلمون ببطولات نادره وتضحيات رائعه ومنها كان ابو طلحه يسور نفسه بين يدى الرسول ليقيه من سهام العدو ،وام عماره التى قاتلت بن قمئه وضربته عده ضربات بسيفهاوقاتل مصعب بن عمير بضراوه بالغه فكان اللواء بيده فضربه ابن قمئه فقطع يده اليمنى فأخذ اللواء بيده اليسرى فقطع يده اليسرى وقتله فظنه ابن قمئه رسول الله لما بينهما من شبه فانصرف الى المشركين وصاح أن محمد قتل وعندما شاع الخبر خارت عزائم الكثير من الصحابه.
*اشاعه مقتل رسول الله ادى الى انهيار معنويات المسلمين وارتباك صفوفهم الا ان هذا الخبر خفف من هجمات المشركين الذين اشتغلوا بتمثيل قتلى المسلمين
*الرسول يواصل المعركه وينقذ الموقف
قامت الصحابه ببطولات نادره وحينئذ استطاع الرسول ان يشق طريقه الى جيشه المطوق فعرفه كعب بن مالك فنادى ابشروا هذا رسول الله فأشار اليه ان اصمت حتى لا يعرف موضعه المشركين وتجمع حوله المسلمون ثم اخذ الرسول فى الانسحاب المنظم الى شعب الجبل وهو يشق طريقه بين المشركين الذين اشتد هجماتهم لعرقله الانسحاب الا ان عبقؤيه خالد فشلت امام عبقريه الرسول.
*مقتل ابى بن خلف
ادرك ابى بن خلف رسول الله فى الشعب وهو يقول اين محمد؟ لانجوت ان نجا فلما دنا منه تناول الرسول حربه وابصر ترقوته فطعنه طعنه فى عنقه فلما رجع الى قريش وقد احتقن الدم قال قتلنى محمد قالوا له والله ان بك بأٍ قال ان محمد بمكه قال (انا اقتلك) فوالله لو بصق على لقتلنى فمات عدو الله.
*كان اخر هجوم للمشركين بقياده ابوسفيان وخالد بن الوليد للنيل من المسلمين فقال الرسول (اللهم ينبغى لهم ان يعلونا) فقاتل عمر بن الخطاب و رهط من المهاجرين حتى اهبطوهم من الجبل .
*رجع المشركون الى مقرهم بعد ان كانوا على شبه اليقين من مقتل الرسول واشتغلوا بتمثيل المسلمين فبقرت هند بنت عتبه كبد حمزه فلاكتها واتخذت من الاذان والانوف خلاخيل.
*كان ابو دجانه يضرب الكافر ضربه تبلغ وركه وتفرقه فرقتين وهذا يدل على مدى استعداد المسلمين للقتال حتى نهايه المعركه وكذلك موقف السيده عائشه حيث جاءت ومعها نسوة من المومنين لتسقى المسلمين
* لما استقر رسول الله فى مقره من الشعب خرج على بن ابى طالب حتى ملا درقته ماء من المهراس فجاء به الى الرسول ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه وغسل من وجهه الدم فلما رأت فاطمه ان الدم يزيد اخذت من الحصير فأحرقتها فألصقتها فأستمسك الدم وجاء محمد بن سلمه بماء عذب فشرب منه الرسول وصلى الظهر قاعدا وصلى خلفه المسلمون قعود.
*لما تهيأ المشركين للانصراف اشرف ابى سفيان على الجبل ليشتم المسلمين فأجابه عمر قائلا قتلانا فى الجنه وقتلاكم فى النار.
*كان موعد التلاقى فى بدر فى العام التالى بعد ان امتطوا المشركين الابل متوجهين الى مكه وبعده فرغ المسلموين لتفقد القتلى والجرحى وقد بعت رسول الله زيد بن ثلبت يطلب سعد بن الربيع فوجده وهو بأخر رمق وبلغه ان الرسول يسلم عليه وبلغه سعد ان يقول للرسول انه يجد ريح الجنه. وكذلك الاصيرم وهو فى رمقه الاخير بعد ان اصيب وكان آمن وقاتل فى أحد فقال رسول الله هو من اهل الجنه قال ابو هريره ولم يصل لله صلاه قط. ووجدوا فى الجرحى فزمان ولما اشتد به الجرح نحر نفسه فقال رسول اللله هو من اهل النار وعلى العكس رجل من يهود بن ثعلبه قاتل لنصرة الرسول فقتل فقال الرسول محيرق خير يهود.
*جمع الشهداء ودفنهم
اشرف الرسول على الشهداء فقال ( أنا شهيد على هؤلاء انه ما من جريح يجرح فى الله الا والله يبعثه يوم القيامه يدمى جرحه, اللون لون الدم والريح ريح المسك ) . امر الرسول الصاحابه ان ردوا قتلاهم بعد ان نقلوهم الى المدينه فيدفنوهم فى مضجعهم وآلا يغسلوا ويدفنوا بثيابهم وكان يدفن الاثنين والثلاثه فى قبر واحد ودفن عبدالله بن عمر و عمرو بن الجموح فى قبر واحد لما كان بينهم من المحبه. ووجدوا نعش حنظله فوق الارض يقطر منه الماء فأخبرهم الرسول أن اللملائكه تغسله. اشتد حزن الرسول لما رآى ما بعمه واخيه فى الرضاعه حمزه وجاءت عمته صفيه تريد ان تنظر اخاها حمزه فأمر الرسول ابنها الزبير ان يصرفها ولكنها قالت لاحتسبن وأصبرن ان شاء الله . وقال ابن مسعود ما رايت الرسول باكيا قط أشد من بكائه على حمزه وضعه فى البله ثم وقف على جنازته وانتحب حتى شهق من البكاء. ولم يوجد لحمزه كفن وكذلك مصعب بن عمير الا برده ملحاه تغطى الرأس وعلى الاقدام الاّذخر فكان منظر الشهداء مريعا يفتت الاكباد. *الرسول يثنى على ربه عز وجل ويدعوه
روي الإمام أحمد: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استووا حتى أثني على ربي عز وجل).
فقال ( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضب ،ولا هادى لمن اضللت ، ولا مضل لمن هديت ، و معطى لما منعت ولا مانع لما عطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لمل قربت اللهم ابسط علينا بركاتك ورجمتك وفضلك ورزقك ).
*الرجوع الى المدينه ونوادر الحب والتفانى
من احدى هذه النوادر لقيته فى الطريق خمته بنت جحش منعى اليها أخاها عبدالله بن جحش فأستغفرت له ثم نعى خالها حمزه بن عبد المطلب فأستغفرت له ثم نعى زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولوت . فقال رسول الله: أن زوج المرآه منها لبمكان.
*الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينه
انتهى رسول الله مساء يوم السبت السابع منة شوال سنه 3 هجريه الى المدينه وناول سيفه ابنته فاطمه فقال ( أغسلى عن هذا دمه ،فوالله قد صدقنى) وناولها على بن ابى طالب سيفه فقال هذا ايضا فأغسلى عنه دمه والله لقد صدقنى اليوم فقال رسول الله (لئن صدقت القتال لقد صدقه معك سهل بن حنيف وابو دجانه).
* قتلى الفريقين
قتلى المسلمين كانوا 70 والغالبيه من الانصار فقتل منهم 65 و41 من الخزرج و24 منالاوس وقتل رجل من اليهود اما شهداء المهاجرين فكانوا اربعه. اما قتلى المشركين ذكر ابن اسحاق انهم 22 قتيلا ولكن تلاحصاء الدقيق يقيد ان عددهم 37 والله اعلم.
*حاله الطوارى فى المدينه
بات البمسلمون فى المدينه ليله الاحد 8 من شوال سنه 3 من الهجره بعد الرجوع من المعركه فى حاله طوارى وقد انهكهم التعب يحرسون انقاب المدينه ومداخلها ويحرسون قائدهم رسول الله.
* غزوة حمراء الاسد
بات الرسول يفكر فى الموقف وخاف ان المشركين أن فكروا فى أنهم لم يستفيدوا من النصر الذى كسبوه فى ساحه القتال يرجعوا من الطريق لغزو المدينه فصمم على ان يقوم بعمليه مطاردة الجيش المكى فناد رسول الله الناس الى لقاء العدو وقال ( لا يخرج معنا الا من شهد القتال ) فساروا المسلمون حتى بلغوا حمراء الاسد وعسكروا هناك فقدم هناك معبد بن معبد الخزاعى فأسلم ويقال أنه كان على شرك ولكنه كان ناصحا لرسول الله فقال يا محمد والله قد عز علينا ما اصابك فى اصحابك فآمره رسول الله ان يلحق بأبى سفيان فيخذله . وقبل ان يتحرك اى سفيان بجيشه لحقه معبد ابن ابى معبد الخزاعى وقد شن عليه حرب اعصاب دعائيه عنيفه واخبره ان محمد قد خرج فى اصحابه يطلبكم فى جمع لم ارى مثله قط وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه فى يومكم وحينئذ انهارت عزائم الجيش المكى وأخذه الرعب فلم ير العافيه الا فى مواصله الانسحاب بيد ان أن ابى سفيان قام بحرب اعصاب دعائيه ضد جيش المسلمين فقد مر به زكب من عبد القيس يريد المدينه فقال ابلغو محمد أنا قد جمعنا الكره لنستأصله واصحابه فمر الركب على الرسول واخبروه بما قال فقال المسلمون ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله وفضل ولم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) أل عمران .
اقام الرسول اربعه ايام بحمراء الاسد ثم رجع الى المدينه وقد أخذ أبا غزه الجمحى الذى عذر وحرض الناس بشعره بعد ان من عليه الرسول بفقره وكثره بناته فآمر الزبير او عاصم بن ثابت فضرب عنقه وكذلك معاويه ابن المغيره الجاسوس آمر رسول الله زيد بن حارثه وعمار بن ياسر فتعقباه فقتلاه . وتعتبر غزوة حمرة الاسد جزء من غزوة أحد وتتمه لها .
تلك هى غزوة أحد التفوق العسكرى كان للمشركين وخسارة الارواح كانت فى جانب المسلمين . ولكنالجيش المكى لم يستطيع احتلال معسكر المسلمين الذين قاوموا ببساله ولم يقع احدهم فى آسر المشركين .
كل ذلك يؤكد ان المشركين نجحوا فى الحاق الخسائر بالمسلمين مع الفشل فى هدفهم وهو ابادة جيش المسلمين بعد عمل التطويق بل يؤكد تعجيل ابى سفيان فى الانسحاب انه خاف على جيشه فى غزوة حمراء الاسد. فالفريقين متماثلين كل غير غالب .
* القرآن يتحدث حول موضوع المعركه
صرح القرآن بلاسباب التى ادت الى الخساره وابدى النواحى الضعيفه التى لم تزل موجوده فى طوائف اهل الايمان بالنسبه لواجبهم. وتحدث ايضا عن موقف المنافقين وما كان فى باطنهم من العداوة والدس والمؤامره هم واخوانهم اليهود. قال تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله وأن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم )
*الحكم والغايات المحمودة فى هذه الغزوة
1- تعريف المسلمين سوء عاقبه المعصيه وشؤم ارتكاب النهى وذلك لما ترك الرماه موقفهم الذى آمرهم الرسول الا يبرحوا منه.
2- عادة الرسل الابتلاء وتكون لهم العاقبه والحكمه ، انهم لو انتصروا لدخل فى المؤمنين من ليس منهم ولم يتميز الصادق من المنافق فعرف المسلمين ان لهم عدوا فتحرزوا منهم
3-ان الله هيأ لعباده المؤمنين منازل فى دار كرامته لا تبلغها اعمالهم ، ومحق الكافرين بطغيانهم.
احتسب اجرى على الله وادعوه ان يشفى ابنى اللهم آمين فدعواتكم له بالشفاء
اخواتى استسمحكم عذرا على هذا التأخير ولكن عندى ظرف طارى كنت اتمنى ان تجدوا التلخيص فى صباح اليوم وليس مساءه وايضا ضعف التلخيص والكتابه فمنذ اكثرمن 8 سنوات وانا لم اسطر او اقرأ كتاب .
تعليق