مرحبا بك في منتديات لكِ النسائية. إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى، فيمكنك الإطلاع على الأسئلة المتكررة بالضغط على الزر اعلاه. قد تحتاج للتسجيل من هنا
قبل أن تتمكن من كتابة مواضيع جديدة.
في ردي القادم سأضع تلخيص غزوة بدر كاملة وقد قامت بتلخيصها أختنا نجمة المساء جزاها الله خيرا..
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
لم يطل العهد بالعير العظيمة التي خرج لها (صلى الله علية وسلم ) ولم يدركها ويترقب رجوعها مرسلا طلائع الاستكشاف كلا من طلحه بن عبيد الله وسعيد بن زيد حتى جاءه خبر رجوعها فندب إليها أصحابه قائلا:هذه عير قريش فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفكموها . لم يرغم رسول الله أحدا على الخروج حتى لم ينتظر من كان ظهره غائبا. لذلك لم يعتب أو يلوم أحدا على تخلفه . كان عدد المجاهدين 313والانصار 240 والباقي من المهاجرين . وليس معهم سوى فرسين احدهما للمقداد والأخر للزبير بن العوام .و70من البعير تعاقبوها وقد استخلف رسول الله على المدينة أبا لبابه بن المنذر . قسم رسول الله الجيش إلى كتيبة المهاجرين ورايتها مع علي وكتيبة الأنصار ورايتها مع سعد بن معاذ أما حامل اللواء فهو مصعب من عمير وقائد الميمنة الزبير والميسرة المقداد أما القيادة العامة فبقيت مع الرسول صلى الله عليه وسلم انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بئر روما ثم أرسل ليعرف أخبار العير التي كان أبو سفيان قائدها وهو احد دهاه العرب الأربعة فكان يتحسس أخبار الرسول صلى الله علية وسلم حتى عرف انه عزم أن يوقع بالعير أرسل النذير إلى مكة .
أهل مكة : تجهز أهل مكة جميعا ما تخلف إلا أبا لهب أرسل بدلا منه رجلا.بلغ الجيش المكي 1000 مقاتل معهم 100 من الفرس و700 من البعير . قاد الجيش أبو جهل وقد تحالف مع قبائل بني بكر وقد تبدى إبليس لهم بصورة (سراقه بن مالك ) سيد بني هنانه وقال : إنا جار لكم فخرجوا مطمئنين يملاهم الحقد والرياء على سيد الخلق . أما أبو سفيان فقد كان حزرا فغير الطريق وأرسل إلى مكة انه أصبح آمنا فارجعوا فأبى المشركين وأصروا على الحرب حتى تسمع العرب فلا يزالون يهابوهم أبدا . أما بني زهرة فانسحبت وعادوا إلى مكة. حال المسلمين : كان المسلمين في ضيق وحرج فهم خرجوا من اجل العير ولم يكونوا قد استعدوا لمعركة كبرى فاستجار الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش فقام أبو بكر وعمر وأحسنوا ثم المقداد ولكن رسول الله كان ينتظر رأي الأنصار فساندة سعد بن معاذ قائدهم وحامل لوائهم قائلا : (( والله لان استعرضت بنا هذا البحر فخضته فخضناه معا )) فاطمئن رسول الله فما أروع هكذا لحمة بين القائد وشعبة وسار حتى نزل قريبا من بدر وأرسل العيون للاستطلاع. ليلة المعركة : في تلك الليلة نزل المطر فشرب منه المسلمون واغتسلوا ورست الأرض تحت أقدامهم فكانت رحمة من الله عليهم وابلا على المشركين فقد أوحلت الأرض حتى لم يعودوا يقدرون على الارتحال إنها نعمة من الله يؤيد بها عباده المؤمنين في كل زمان ومكان فاصدق مع الله يكن الله معك .
تحرك الرسول ليسبق المشركين إلى أدنى ماء بدر ولكن الحباب بن منذر أشار إليه ان يتقدموا الى امام البئر ليكون لهم افضليه المكان فوافق الرسول ولم يكن عنيدا متشبثا برأيه ثم أشار علية سعد بن معاذ أن يبنوا له عريشا ليشرف على المعركة ويديرها فكان له ما اراد . في ليلتها نام المسلمين مطمئنين واثقين بالله مؤمنين وذلك في 17\رمضان 2هـ .
أما قريش فقضت ليلتها في معسكرها بالعداوة القسوى وهم في نزاع بين راغب في المعركة وزاهدا فيها ولكن بإصرار ابو جهل كان له ما اراد.
في الصباح ترى الجمعان واقبل رسول الله على تسوية الصفوف الدعاء راجيا من الله التوفيق حاثا المسلمين على الصبر قائلا إن الصبر في مواطن إلباس مما يفرج الله به الهم وينجي من الغم.
استفتح القتال ثلاث من سادات قريش مع حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فقتل المشركين وأصيب عبيدة فلما رأت قريش ذلك هبوا جميعا وكرو كرة رجل واحد فصد المسلمون الهجوم .
ثم حمل رسول الله حفنة من الرمل ونفخ في وجوههم وقال: (شاهت الوجوه فما بقي من المشركين احد إلا اصاب عينيه ووجهه وكانت معجزة من الله لرسوله وفي هذه الاثناء ايد الله عبادة المؤمنين بجند من الملائكة لتثبت من عزيمتهم وتشد من أزرهم ولما راى ابليس الملائكة وكان على شكل سراقة بن مالك نكص على عقيبة فتشبس به الحارث قائلا الى اين فوكزة ابليس وألقاه وقال إني أرى مالا ترون و القى بنفسه إلى اليم .
ثم أمر المسلمون بالهجوم بعد إن فتر عزم المشركين وامتص المسلمون حماستهم فاخذوا يأسرون ويقتلون حتى تمت على المشركين الهزيمة كان نشاطهم مذهلا وخاصتا ان رسول الله كان اقربهم الى المشركين فرفع ذلك من همتهم فما اجمل من القائد عندما يكون قريبا من رعيته!
اما الطاغية أبو جهل حاول أن يصد ويشد أزر الكفار ولكن هيهات هيهات فقط تصدعت صفوفهم وأراد الله أن يتم النصر للمسلمين والهزيمة للمشركين وجعل مصرع ابي جهل على يد غلامين من الانصار واجهز علية ابن مسعود ولو يعلم طغاة اليوم نهاية طغاة الامس فما نهاية الجبارين الا الهوان!
من روائع الايمان في هذة المعركة : حيث التقى الآباء بالأبناء والأخوة بالأخوة , خالفت بينهم المبادئ ففصلت بينهم السيوف وقد ظهرت في المعركة روائع من الوفاء فقد نهى رسول الله (صلى الله علية وسلم ) عن قتل أبي البختري لمعروف كان قد صنعه يوما. ولم ينساه رسول الله حتى بعد سنوات فأين نحن من هذا الوفاء؟ ومن الروائع ايضا تمكن بلابل بن رباح من امية بن خلف الذي عزبة مرارا وتكرارا بكة فكان جزاء صبرة ان رفع الله بلالا ومكنة من ثارة ولو بعد حين فما جزاء الصبر الا فرج من الله (اللهم فرج عن امة حبيبك محمد انك على كل شيئ قدير)
قتلى الفريقين : قتل من المسلمين 22 رجلا أما المشركين فقد قتل 70 واسر 70 واغلب زعمائهم وصناديلهم وبعد المعركة امر رسول الله بدفنهم وخاطبهم قائلا : (لقد وجدنا ماوعدنا الله حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ) قال عمر بن الخطاب مستغربا: (اتكلم امواتا يا رسول الله) فاجابة (ما انتم باسمع منهم ولكن لايجيبون ) فارحمنا اللهم حين مايوارينا الثراء حيث لاينفع مالا ولابنون إلا من اتى الله بقلب سليم .
مع تحياتي :نجمة المساء 33
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اعتذر اليك اختى فىالله فقد شغلنى عنك ولدى الاوسط لتعثره الدراسى
وغيرته الشديدة من اخيه الاكبر واخته الصغرى
ادعو الله معى ان يهديه وينير له بصيرته ولابناء المسلمين اجمعين اميييييييييين
ان شاء الله تعالى انا معكم مع الرحيق المختوم اذا تفضلتم
ولكم خالص الدعاء
أختي أم بدر..حياكِ الله سعداء لانضمامك لنا ..تم قبولك.. أرجو فقط تأكيد المشاركة بالرد هنا في الموضوع لكي أعطيكِ الجزء الخاص بكِ..
سلمكِ الله أختي قلم وورق..
عذرك مقبول أختي فاطمة..كان الله في عونك..ولكن عتابي عليكِ أنكِ لم ترسلي لي باعتذارك قبل موعدك كما اتفقنا سابقا..أليس كذلك؟ وأرجو من باقي الأخوات الالتزام بهذا الاتفاق..أي أخت تشعر أنها لن تستطيع المشاركة في موعدها ترسل لي رسالة لكي أستطيع تدبر الأمر فلا يؤدي ذلك إلى خلل في طرح الأجزاء..بارك الله فيكم..
أختي bellerose..حياكِ الله أختي سعداء لانضمامك لنا..بإذن الله إذا اعتذرت أي أخت عن موعدها سأبلغك بذلك..تابعي معنا الموضوع وربنا ييسر لكِ المشاركة..
وفيكِ بارك الله أختي اديم السماء..
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
اشتملت غزوة بدر على دروس وعظات وأحكام كثيرة يصعب جمعها في هذا الموضع, ونشير إلى أهمها فيما يلي:
1. جواز النكاية بالأعداء المحاربين بقتل رجالهم وأخذ أموالهم وحصارهم في الطرق التي يسلكونها..إضعافاً لمعنوياتهم واقتصادهم. 2. إرادة الله تبارك وتعالى للمسلمين نصرا مؤزرا أعظم مما كان يطمح إليه المسلمون من إرادة القافلة, كما قال سبحانه وتعالى: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين).
3. الشورى مبدأ إسلامي أصيل وقد حصلت الشورى في الغزوة في أربع مواضع:
عند الخروج لطلب القافلة.
مشورة الحباب بن المنذر في نزول الجيش عند أقرب العيون.
مشورة سعد ببناء العريش للنبي صلى الله عليه وسلم.
4. حكم الاستعانة بأهل الشرك على أهل الشرك جائزٌ عند جمهور العلماء, وهو ما ذهب إليه أحمد والشافعي؛ بشرط أن يكون من يُستعان به حسن الرأي في المسلمين, فإن كان غير مأمون عليهم لم يجز الاستعانة به.
واستدل جمهور العلماء باستعانة النبي بصفوان بن أمية قبل إسلامه, وباستعانته بعبد الله بن أريقط في الهجرة, أما الاستعانة بالمشرك على المسلم فغير جائزة.
5. التنظيم والتعبئة العسكرية في الحرب, وتزويد الجيش بالأوامر القتالية ومنها أوامر استخدام السلاح. وكانت أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة للمسلمين: (إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم).. والمعنى: أي استخدموا سلاح النبل أولا وذلك عن بُعد..وعند اقتراب المشركين من صفوف المسلمين استخدموا سلاح السيوف..
6. ينصر الله الفئة المؤمنة وإن قلّت, على الفئة الكافرة وإن كثرت..(كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين). ================================
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
إن معركة بدر كانت أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين، وكانت معركة فاصلة أكسبت المسلمين نصراً حاسماً شهد له العرب قاطبة. والذين كانوا أشد استياء لنتائج هذه المعركة هم أولئك الذين منوا بخسائر فادحة مباشرة؛ وهم: المشركون، و اليهود{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [المائدة:82]، وكانت في المدينة بطانة للفريقين دخلوا في الإسلام حين لم يبق مجال لعزهم إلا في الإسلام، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه، ولم تكن هذه الفرقة الثالثة أقل غيظاً من الأوليين.
وكانت هناك فرقة رابعة، وهم البدو الضاربون حول المدينة، حيث خافوا أن تقوم في المدينة دولة قوية تحول بينهم وبين اكتساب قوتهم عن طريق السلب والنهب، فجعلوا يحقدون على المسلمين وصاروا لهم أعداء.
وبينما كانت المدينة وما حولها تظاهر بالإسلام، وتأخذ في طريق المؤامرات والدسائس الخفية كانت فرقة من اليهود تعلن بالعداوة، وتكاشف عن الحقد والغيظ، وكانت مكة تهدد بالضرب القاصم، وتعلن بأخذ الثأر والنقمة، وتهتم بالتعبئة العامة جهاراً.
وقد لعب المسلمون دوراً هاماً للقضاء على هذه الأخطار، تظهر فيه عبقرية قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه من غاية التيقظ حول هذه الأخطار، وما كان عليه من حسن التخطيط للقضاء عليها، ونذكر في السطور الآتية صورة مصغرة منها: 1. غزوة بني سُلَيم بالكُدْر
الزمان: شوال سنة 2 هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، أوفي المحرم للنصف منه.
المكان: (الكُدر) وهو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطريق التجارية الشرقية بين مكة والشام.. السبب: وصول الاستخبارات إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة.
الوقائع: باغتهم النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب في عقر دراهم، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له: الكُدْر. ففر بنو سليم.
الغنائم: خمسمائة بعير استولي عليها جيش المدينة، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، وأصاب غلاما يقال له: (يسار) فأعتقه.
واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَة. وقيل: ابن أم مكتوم.
2. مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضباً، وجعلت مكة تغلي كالمِرْجَل ضد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
انطلق عمير بن وهب الجمحي حتى قدم المدينة، فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب ـ وهو في نفر من المسلمين يتحدثون ما أكرمهم الله به يوم بدر ـ فقال عمر: هذا الكلب عدو الله عمير ما جاء إلا لشر. ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه، قال: (فأدخله علي)، فأقبل إلى عمير فلَبَّبَهُ بحَمَالة سيفه، وقال لرجال من الأنصار: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ـ قال: (أرسله يا عمر، ادن يا عمير)، فدنا وقال: أنْعِمُوا صباحاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة). ثم قال: (ما جاء بك يا عمير ؟) قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، فأحسنوا فيه. قال: (فما بال السيف في عنقك؟) قال:قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً ؟ قال: (اصدقني، ما الذي جئت له ؟) قال: ما جئت إلا لذلك. قال: (بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية في الحِجْر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائل بينك وبين ذلك). قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم تشهد شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره). وأما صفوان فكان يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر. وكان يسأل الركبان عن عمير، حتى أخبره راكب عن إسلامه فحلف صفوان ألا يكلمه أبدًا، ولا ينفعه بنفع أبدا.
ورجع عمير إلى مكة وأقام بها يدعو إلى الإسلام، فأسلم على يديه ناس كثير.
3. نموذج من مكيدة اليهود
قدمنا بنود المعاهدة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود، وقد كان حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء في هذه المعاهدة، وفعلاً لم يأت من المسلمين ما يخالف حرفاً واحداً من نصوصها. ولكن اليهود الذين ملأوا تاريخهم بالغدر والخيانة ونكث العهود، لم يلبثوا أن تمشوا مع طبائعهم القديمة، وأخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب في صفوف المسلمين. وهاك مثلاً من ذلك: قال ابن إسحاق: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً [يهودياً] قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة: الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها [وكادت تنشب الحرب].
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال: (يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم) فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.
هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن في المسلمين، وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية، وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل. فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار، ثم يكفرون آخره؛ ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء.
وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مإلى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونـه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون: إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل.
كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصبرون على كل ذلك؛ حرصاً على رشدهم، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة. 4. بنو قَينُقَاع ينقضون العهد لكنهم لما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدان بدر، وأنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة في قلوب القاصي والداني. تميزت قدر غيظهم، وكاشفوا بالشر والعداوة، وجاهروا بالبغي والأذي.
وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم، جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدي، وحـذرهم مغـبة البغـي والـعدوان، ولكنهم ازدادوا في شرهم وغطرستهم.
روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع. فقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً). قالوا:يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ} [آل عمران 12، 13].
كان في معني ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر عن الحرب، ولكن كظم النبي صلى الله عليه وسلم غيظه، وصبر المسلمون، وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليإلى والأيام.
وازداد اليهود ـ من بني قينقاع ـ جراءة، فقلما لبثوا أن أثاروا في المدينة قلقاً واضطراباً، وسعوا إلى حتفهم بظلفهم، وسدوا على أنفسهم أبواب الحياة.
سبب الغزوة: روي ابن هشام عن أبي عون: أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.
الوقائع: وحينئذ نفذ صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستخلف على المدينة أبا لُبَابة بن عبد المنذر، وأعطي لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار
وقذف الله في قلوبهم الرعب ـ فهو إذا أرادوا خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم وقذفه في قلوبهم ـ فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا.
وحينئذ قام عبد الله بن أبي بن سلول بدور نفاقه، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو، ولم يزل يلح على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم. الغنائم: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أموالهم، فأخذ منها ثلاث قِسِي ودرعين وثلاثة أسياف وثلاثة رماح، وخمس غنائمهم، وكان الذي تولي جمع الغنائم محمد بن مسلمة. الزمان: كان ذلك يوم السبت للنصف من شوال سنة 2 هـ، ودام الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة.
5. غزوة السَّوِيق السبب: كان أبو سفيان يفكر في عمل قليل المغارم ظاهر الأثر، يتعجل به؛ ليحفظ مكانة قومه، ويبرز ما لديهم من قوة، وكان قد نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً، فخرج في مائتي راكب ليبِرَّ يمينه.
الوقائع: سار حتى نزل بصدْر قَناة إلى جبل يقال له: ثَيبٌ، من المدينة على بَرِيد أو نحوه، ولكنه لم يجرؤ على مهاجمة المدينة جهاراً، فقام بعمل هو أشبه بأعمال القرصنة، فإنه دخل في ضواحي المدينة في الليل مستخفياً تحت جنح الظلام، فأتي حيي بن أخطب، فاستفتح بابه، فأبي وخاف، فانصرف إلى سَلاَّم بن مِشْكَم سيد بنِي النضير، وصاحب كنزهم إذ ذاك، فاستأذن عليه فأذن، فَقَرَاه وسقاه الخمر، وبَطَن له من خبر الناس، ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتي أصحابه، فبعث مفرزة منهم، فأغارت على ناحية من المدينة يقال لها: [العُرَيض]، فقطعوا وأحرقوا هناك أصْْوَارًا من النخل، ووجدوا رجلاً من الأنصار وحليفاً له في حرث لهما فقتلوهما، وفروا راجعين إلى مكة.
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فسارع لمطاردة أبي سفيان وأصحابه، ولكنهم فروا ببالغ السرعة، وطرحوا سويقاً كثيراً، يتخففون به، فتمكنوا من الإفلات، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قَرْقَرَةِِ الكُدْر، ثم انصرف راجعاً.
الغنائم:حمل المسلمون ما طرحه الكفار من سويقهم من أزوادهم وتمويناتهم ، وسموا هذه المناوشة بغزوة السويق.
الزمان: وقعت في ذي الحجة سنة 2 هـ بعد بدر بشهرين، واستعمل على المدينة في هذه الغزوة أبا لبابة بن عبد المنذر.
6. غزوة ذي أمر
وهي أكبر حملة عسكرية قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد.
زماننها: قادها في المحرم سنة 3 هـ. وسببها: أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة.
الوقائع: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان.
وفي أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له: جُبَار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو.
وتفرق الأعداء في رءوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة. أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي [بذي أمر] فأقام هناك صفراً كله ـ من سنة 3 هـ ـ أو قريباً من ذلك، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، ويستولي عليهم الرعب والرهبة، ثم رجح إلى المدينة.
7. قتل كعب بن الأشرف كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقاً على الإسلام والمسلمين، وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتظاهرا بالدعـوة إلى حربه.
كان من قبيلة طيئ ـ من بني نَبْهان ـ وأمه من بني النضير، وكان غنياً مترفاً معروفاً بجماله في العرب، شاعراً من شعرائها. وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف ديار بني النضير.
ولما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين، وقتل صناديد قريش في بدر قال: أحق هذا ؟ هؤلاء أشراف العرب، وملوك الناس، والله إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.
ولما تأكد لديه الخبر، انبعث عدو الله يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ويمدح عدوهم ويحرضهم عليهم، ولم يرض بهذا القدر حتى ركب إلى قريش، فنزل على المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي، وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القَلِيب من قتلى المشركين، يثير بذلك حفائظهم، ويذكي حقدهم على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعوهم إلى حربه.
وعندما كان بمكة سأله أبو سفيان والمشركون: أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأي الفريقين أهدي سبيلاً؟ فقال: أنتم أهدي منهم سبيلا، وأفضل، وفي ذلك أنزل الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} [ النساء: 51].
ثم رجع كعب إلى المدينة على تلك الحال، وأخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابة، ويؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء. وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله)، فانتدب له محمد بن مسلمة، وعَبَّاد بن بشر، وأبو نائلة ـ واسمه سِلْكَان بن سلامة، وهو أخو كعب من الرضاعة ـ والحارث بن أوس، وأبو عَبْس بن جبر، وكان قائد هذه المفرزة محمد بن مسلمة.
وقد اتفق هؤلاء الأبطال على خطة حتى يخرجوه من حصنه وهو مطمئنٌ لهم..
وفي ليلة مُقْمِرَة ـ ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 3 هـ ـ اجتمعت هذه المفرزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشيعهم إلى بَقِيع الغَرْقَد، ثم وجههم قائلاً: (انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم)، ثم رجع إلى بيته، وطفق يصلى ويناجي ربه.
وانتهت المفرزة إلى حصن كعب بن الأشرف، فهتف به أبو نائلة، فقام لينزل إليهم، فقالت له امرأته ـ وكان حديث العهد بها: أين تخرج هذه الساعة ؟ أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم.
قال كعب: إنما هو أخي محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة أجاب، ثم خرج إليهم وهو متطيب ينفح رأسه.
وقد كان أبو نائلة قال لأصحـابـه: إذا ما جاء فإني آخذ بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، فلما نزل كعب إليهم تحدث معهم ساعة، ثم قال أبو نائلة: هل لك يا بن الاشرف أن نتماشى إلى شِعْب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا ؟ قال: إن شئتم، فخرجوا يتماشون، فقال أبو نائلة وهو في الطريق : ما رأيت كالليلة طيباً أعطر ، وزهي كعب بما سمع ، فقال: عندي أعطر نساء العرب ، قال أبو نائلة : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟ قال: نعم ، فأدخل يده في رأسه فشمه وأشم أصحابه .
ثم مشى ساعـة ثم قال : أعود ؟ قال كعب: نعم ، فعاد لمثلها . حتى اطمأن .
ثم مشى ساعة ثم قال: أعود ؟ قال: نعم ، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال: دونكم عدو الله ، فاختلفت عليه أسيافهم، لكنها لم تغن شيئاً، فأخذ محمد بن مسلمة مِغْوَلاً فوضعه في ثُنَّتِهِ، ثم تحامل عليه حتي بلغ عانته، فوقع عدو الله قتيلاً، وكان قد صاح صيحة شديدة أفزعت من حوله، فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه النيران.
ورجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس بذُبَاب بعض سيوف أصحابه فجرح ونزف الدم، فلما بلغت المفرزة حَرَّة العُرَيْض رأت أن الحارث ليس معهم، فوقفت ساعة حتي أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه، حتي إذا بلغوا بَقِيع الغَرْقَد كبروا، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرهم، فعرف أنهم قد قتلوه، فكبر، فلما انتهوا إليه قال: (أفلحت الوجوه)، قالوا: ووجهك يا رسول الله، ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله، وتفل علي جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده.
ولما علمت اليهود بمصرع طاغيتها كعب بن الأشرف دب الرعب في قلوبهم العنيدة، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يتوانى في استخدام القوة حين يري أن النصح لا يجدي نفعاً لمن يريد العبث بالأمن وإثارة الاضطرابات وعدم احترام المواثيق، فلم يحركوا ساكناً لقتل طاغيتهم، بل لزموا الهدوء، وتظاهروا بإيفاء العهود، واستكانوا، وأسرعت الأفاعي إلى جحورها تختبئ فيها .
وهكذا تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم ـ إلي حين ـ لمواجهة الأخطار التي كان يتوقع حدوثها من خارج المدينة، وأصبح المسلمون وقد تخفف عنهم كثير من المتاعب الداخلية التي كانوا يتوجسونها، ويشمون رائحتها بين آونة وأخري .
8. غزوة بُحْران
وهي دورية قتال كبيرة، قوامها ثلاثمائة مقاتل، قادها الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الآخر سنة 3 هـ إلى أرض يقال لها: بحران ـ وهي مَعْدِن بالحجاز من ناحية الفُرْع ـ فأقام بها شهر ربيع الآخر ثم جمادى الأولى ـ من السنة الثالثة من الهجرة ـ ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق حرباً.
9. سرية زيد بن حارثة وهي آخر وأنجح دورية للقتال قام بها المسلمون قبل أحد.
الزمان: وقعت في جمادي الآخرة سنة 3 هـ.
وتفصيلها: أن قريشاً بقيت بعد بدر يساورها القلق والاضطراب، وجاء الصيف، واقترب موسم رحلتها إلى الشام، فأخذها هَمٌّ آخر.
ودارت المناقشة حول هذا الموضوع، فقال الأسود بن عبد المطلب لصفوان لقريش ـ وهو الذي نخبته قريش في هذا العام لقيادة تجارتها إلى الشام : تنكب الطريق على الساحل وخذ طريق العراق ـ وهي طريق طويلة جداً تخترق نجداً إلى الشام، وتمر في شرقي المدينة على بعد كبير منها، وكانت قريش تجهل هذه الطريق كل الجهل ـ فأشار الأسود بن عبد المطلب على صفوان أن يتخذ فُرَات بن حَيَّان ـ من بني بكر بن وائل ـ دليلاً له، ويكون رائده في هذه الرحلة.
وخرجت عير قريش يقودها صفوان بن أمية، آخذة الطريق الجديدة، إلا أن أنباء هذه القافلة وخطة سيرها طارت إلى المدينة.
وجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لوقته حملة قوامها مائة راكب في قيادة زيد بن حارثة الكلبي، وأسرع زيد حتى دهم القافلة بغتة ـ على حين غرة ـ وهي تنزل على ماء في أرض نجد يقال له: قَرْدَة ـ بالفتح فالسكون ـ فاستولي عليها كلها، ولم يكن من صفوان ومن معه من حرس القافلة إلا الفرار بدون أي مقاومة.
الغنائم: أسر المسلمون دليل القافلة ـ فرات بن حيان، وقيل: ورجلين غيره ـ وحملوا غنيمة كبيرة من الأواني والفضة كانت تحملها القافلة، قدرت قيمتها بمائة ألف، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الغنيمة على أفراد السرية بعد أخذ الخمس، وأسلم فرات بن حيان على يديه صلى الله عليه وسلم.
وكانت مأساة شديدة ونكبة كبيرة أصابت قريشاً بعد بدر، اشتد لها قلق قريش وزادتها هما وحزناً. ولم يبق أمامها إلا طريقان،إما أن تمتنع عن غطرستها وكبريائها، وتأخذ طريق الموادعة والمصالحة مع المسلمين، أو تقوم بحرب شاملة تعيد لها مجدها التليد، وعزها القديم، وتقضي على قوات المسلمين بحيث لا يبقي لهم سيطرة على هذا ولا ذاك، وقد اختارت مكة الطريق الثانية، فازداد إصرارها على المطالبة بالثأر، والتهيؤ للقاء المسلمين في تعبئة كاملة، وتصميمها على الغزو في ديارهم، فكان ذلك وما سبق من أحداث التمهيد القوي لمعركة أحد.
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
لو سمحت مشرفتنا الغاية الغدير، متى يكون دوري حول تلخيص غزوة أحد، ذلك لأني لاحظت أن الأخت التي قبلي لم تنزل موضوعها بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل انزل الموضوع يوم الأربعاء أو يوم السبت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ علما أنني لم أنتهي بعد من التلخيص.
جزاك الله خيرا أختي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي ريان أنا قمت بإنزال الجزء الخاص بالأخت rawdah بدلا عنها..لأنها اختفت دون اعتذار وأرجو ألا يتكرر ذلك من باقي الأخوات..
أما بالنسبة لكِ فموعدك كما هو يوم الأربعاء بإذن الله..وما زال معكِ وقت كافي لانهائه..
راجعي القائمة لمعرفة المطلوب منكِ بالتحديد فهو ليس غزوة أحد كاملة..
كل مايهم المرأة المسلمة من مواضيع ومقالات إسلامية عامة أو تخص مناسبات:رمضان,الاعياد,الحج,عرفة,عاشوراء
بالتوفيق..
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
تعليق