¤•°•¤ دعـوة لقـراءة كتــاب: "البـاقيــات الصـالحــات"..شــاركونـــا ¤•°•¤

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ..الغدير..
    كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
    • Aug 2005
    • 13195

    #31

    التهليل والتكبير وما يتضمنه كلاهما

    فـ"التهليل" يتضمن: اختصاصه بالإلهية وما يستلزم الإله فهذا لا يكون لغيره، بل هو مختص به.
    و"التكبير" يتضمن: أنه أكبر من كل شيء.


    - فما يحصل لغيره من نوع صفات الكمال، فإن المخلوق متصف بأنه موجود، وأنه حي وأنه عليم، قدير، سميع بصير، إلى غير ذلك.

    فهو سبحانه أكبر من كل شيء، فلا يساويه شيء في شيء من صفات الكمال، بل هي نوعان: نوع يختص به ويمتنع ثبوته لغيره، مثل كونه رب العالمين، وإله الخلق أجمعين، الأول الآخر الظاهر الباطن، القديم الأزلي، الرحمن الرحيم مالك الملك، عالم الغيب والشهادة.

    - فهذا كله هو مختص به، وهو مستلزم اختصاصه بالإلهية فلا إله إلا هو، ولا يجوز أن يعبد إلا هو، ولا يتوكل إلا عليه ولا يرغب إلا إليه، ولا يخشى إلا هو.

    - فهذا كله من تحقيق لا إله إلا الله.

    - وأما "الله أكبر" فكل اسم يتضمن تفضيله على غيره.
    - مثل قوله: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (العلق:3) .

    - وقوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون: من الآية14) .
    - وقوله: {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (لأعراف: من الآية151) .

    - {وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (لأعراف: من الآية155) .

    التهليل تخصيص والتكبير تفضيل

    - وأما التهليل: فيتضمن تخصيصه بالإلهية ليس هناك أحد يتصف بها حتى يقال إنه أكبر منه فيها، بل لا إله إلا الله.
    - وهذه تضمنت نفي الإلهية عما سواه وإثباتها له، وتلك تضمنت أنه أكبر مطلقا، فهذه تخصيص، وهذه تفضيل لما تضمنه التسبيح والتحميد من النفي والإثبات، فإن كل ذلك إما أن يكون مختصا به أو ليس كمثله أحد فيه.

    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





    تعليق

    • ..الغدير..
      كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
      • Aug 2005
      • 13195

      #32
      التــوحيد والشــرك

      التوحيد والشرك
      - الله لا اله غيره، وهو أكبر من كل شيء.
      - وهو المستحق للتحميد والتنزيه.
      وهو متصف بذلك كله في نفس الأمر.
      - فالعباد لا يثبتون له بكلامهم شيئا لم يكن ثابتا له، بل المقصود بكلامهم تحقيق ذلك في أنفسهم، فإنهم يسعدون السعادة التامة إذا صار أحدهم ليس في نفسه لا إله إلا الله خلص من المشركين.
      - فإن أكثر بني آدم، كما قال تعالى:
      {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (يوسف:106) .
      فهم يقرون أنه رب العالمين لا رب غيره، ومع هذا يشركون به في الحب أو التوكل أو الخوف أو غير ذلك من أنواع الشرك.
      - وأما التوحيد: أن يكون الله أحب إليه من كل ما سواه. فلا يحب شيئا مثل ما يحب الله.
      ولا يخافه كما يخاف الله.
      ولا يرجوه كما يرجوه. ولا يجله ويكرمه مثل ما يجل الله ويكرمه.
      - ومن سوّى بينه وبين غيره في أمر من الأمور فهو مشرك، إذ كان المشركون لا يسوون بينه وبين غيره في كل[ أمر] فإن هذا لم يقله أحد من بني آدم، وهو ممتنع لذاته امتناعا معلوما لبني آدم، لكن منهم من جحده وفضّل عليه غيره في العبادة والطاعة، لكن مع هذا لم يثبت ويسوي بينه وبين غيره في كل الأشياء. فمن سوّى بينه وبين غيره في أمر من الأمور فهو مشرك.

      - قال الله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (الأنعام:1) .
      أي: يعدلون به غيره. يقال: عدل به أي جعله عديلا لكذا ومثلا له.

      - وقال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} (البقرة: من الآية165).
      - فلا إله إلا هو سبحانه، وما سواه ليس بإله، لكن المشركون عبدوا معه آلهة، وهي أسماء سموها هم وآبائهم ما أنزل الله بها من سلطان، كما يسمى الإنسان- للجاهل عالما وللكاذب صادقا- ويكون ذلك عنده لا في نفس الأمر، وهؤلاء آلهة في نفوس المشركين بهم ليسوا آلهة في نفس الأمر، ولهذا كان ما في نفوسهم من الشرك هو إفكا.
      قال الله تعالى عن إبراهيم:{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} (الصافات:85،86) .
      - والموحد صادق في قوله لا إله إلا الله، وكلما كرر ذلك تحقق قلبه بالتوحيد والإخلاص.
      المحبة المأمور بها والمنهي عنها
      - وهذا داخل في التوحيد لا إله إلا الله، فلا يكون في قلبه لمخلوق شيء من التأله، لا قليل ولا كثير، بل التأله كله لله ولكن للمخلوق عنده نوع من القدر والمنزلة والمحبة، وليست كقدر الخالق، والمحبة المأمور بها هي الحب لله كحب الأنبياء والصالحين، فهو يحبهم، لأن الله أمر بحبهم، فهذا هو الحب لله، فأما من أحبهم مع الله فهذا مشرك.
      - كما قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}(البقرة: من الآية165).
      الحب في الله من إيمان والحب مع الله شرك
      - فالحب في الله إيمان، والحب مع الله شرك.
      - وكذلك إذا قال:"سبحان الله والحمد لله" فقد نزه الرب فنزه قلبه أن يصف الرب بما لا ينبغي له، فكلما سبح الرب تنزهت نفسه عن أن يصف الرب بشيء من السوء.
      - كما قال سبحانه:
      {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الصافات:180) .
      - وقال:
      {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً} (الإسراء:43) .

      "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
      الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





      تعليق

      • ..الغدير..
        كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
        • Aug 2005
        • 13195

        #33
        معنى الله أكبر:


        معنى الله أكبر

        أما رابع الكلمات -يا رعاكم الله- فهي كلمة التكبير (الله أكبر) التي هي رأس التكبير وعماده، وهي أول ما كلف به الرسول صلى الله عليه وسلم حين أمر بالإنذار فقال الله له: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )[المدثر:1-3] إنها كلمة عظيمة، تحيي موات الأرض الهامدة، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم أو هي أشد وقعاً.

        التكبير على الصفا والمروة وعند ركوب الدابة وفي الأعياد

        على الصفا والمروة
        ودليل ذلك حديث جابر الطويل الذي رواه مسلم في صفة حجه صلى الله عليه وسلم وفيه: "ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات.." الحديث.

        وكذلك إذا ركب دابة
        مسلم (1324) (425) عن ابن عمر رضي الله عنهما علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذ1ا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل " وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون".

        وكذلك في الأعياد
        من ذلك: ما رواه ابن أبي شيبة والمحاملي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى وحتى يقضي الصلاة فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. راجع "الصحيحة" (170)
        وكان ابن مسعود يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر والله أكبر ولله الحمد رواه الدار قطني وابن أبي شيبة "الإرواء" (650).

        وكان ابن عباس يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا. رواه البيهقي (3/315).

        مشروعية التكبير في الأماكن العالية

        - والتكبير مشروع في الأماكن العالية، والتسبيح عند الانخفاض- كما في "السنن" عن جابر قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا علونا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا".

        - والمصلي في ركوعه وسجوده يسبح، ويكبر في الخفض والرفع؛ كما جاءت الأحاديث الصحيحة بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.


        "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
        الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





        تعليق

        • ..الغدير..
          كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
          • Aug 2005
          • 13195

          #34

          غلط من قال: إن أكبر بمعنى التكبير

          - وأما قول بعض النحاة إن أكبر بمعنى كبير، فهذا غلط مخالف لنص الرسول صلى الله عليه وسلم ولمعنى الاسم المنقول بالتواتر.
          - وكذلك قول بعض الناس أنه أكبر مما يعلم أو يوصف. ويقال: جعلوا معنى "أكبر" أنه أكبر مما في القلوب والألسنة من معرفته ونعته، أي هو فوق معرفة العارفين! وهذا المعنى صحيح لكن ليس بطائل، فإن الأنبياء والرسل والملائكة والرسل والجنة والنار، وما شاء الله من مخلوقاته هي أكبر مما يعرفه الناس.
          - قال الله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17) .
          - وقال تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"(رواه البخاري).
          - فبعض مخلوقاته هي أكبر في معرفة الخلق من البعض بخلاف ما إذا قيل إنه أكبر من كل شيء، فهذا لا يشركه فيه غيره.

          تفسير قولة "الله أكبر"

          - وبذلك فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة في مخاطبته لعدي بن حاتم حيث قال: "أيفرك أن يقال: الله أكبر، فهل من شيء أكبر من الله".
          - وعلى هذا، فعلمه أكبر من كل علم، وقدرته أكبر من كل قدرة، وهكذا سائر صفاته.
          - كما قال تعالى:
          {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} (الأنعام: من الآية19) فشهادته أكبر الشهادات.
          - فهذه الكلمة تقتضي تفضيله على كل شيء مما توصف به الأشياء من أمور الكمالات التي جعلها هو سبحانه لها.

          مشروعية التكبير عند مشاهدة ما له نوع من العظمة في المخلوقات
          - ولهذا كان التكبير مشروعا على مشاهدة ما له نوع من العظمة في المخلوقات كالأماكن العالية.
          - والشياطين تهرب عند سماع الأذان.

          - والحريق يطفأ بالتكبير، فإن مردة الإنس والجن يستكبرون عن عبادته ويعلون عليه ويحادونه..
          كما قال عن موسى: { وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (الدخان:17- 19)

          - فالنفوس المتكبرة تذل عند تكبيره سبحانه، والتهليل يمنع أن يعبد غيره، أو يرجى، أو يخاف، أو يدعى، وذلك يتضمن أنه أكبر من كل شيء، وأنه مستحق لصفات الكمال التي لا يستحقها غيره.

          كل ما يخطر بنفس العباد من التعظيم فالله أكبر منه
          - وكذلك قوله:"الله أكبر"، فإنه تعالى كل ما يخطر بنفس العباد من التعظيم فهو أكبر منه، الملائكة والجن والإنس، فإنه أي شيء قدر في الأنفس من التعظيم كان دون الذي هو متصف به.
          - كما أنه سبحانه فوق ما يثني عليه العباد، كما قال أعلم الناس به:"
          لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

          - فكلما قال العبد "الله أكبر" تحقق قلبه بأن يكون الله في قلبه أكبر من كل شيء، فلا يبقى لمخلوق على القلب ربانية تساوي ربانية الرب فضلا عن أن تكون مثلها.



          "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
          الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





          تعليق

          • همسة قلم
            عضو نشيط
            • May 2005
            • 390

            #35
            كتاب جميل

            وإبداع في طريقة الكتابة تُحبب القراءة

            جزاك المولى خير الجزاء أختي في الله غديـــر

            تعليق

            • ..الغدير..
              كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
              • Aug 2005
              • 13195

              #36
              وأنتِ من أهل الجزاء أختي همسة قلم..

              "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
              الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





              تعليق

              • ..الغدير..
                كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
                • Aug 2005
                • 13195

                #37
                التكبيـر والتـهليــل && التحميـد والتوحـيد:

                اقتران التكبير بالتهليل في الآذان وإذا علا شرفا
                - وأما "التكبير" فهو مقرون بـ "التهليل":
                (1) في الأذان؛ فإن المؤذن يكبر ويهلل.
                (2) وفي تكبير الإشراف؛ وقال:
                "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". وهو في "الصحيحين".

                التكبير والتهليل والتسبيح مقدمة التحميد
                - فالمؤذن يقول: "الله أكبر الله أكبر". ثم يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله".
                ويختم الأذان بقوله: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله".
                - وكذلك: تكبيرات الإشراف والأعياد تفتتح بالتكبير وتختم بالتوحيد، فالتكبير بساط.
                - وكذلك: "التسبيح" مع "التحميد": "سبحان الله وبحمده{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} (طـه: من الآية130) ؛ لأن التسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب، والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يحمد عليها.
                نوعان من الدعاء من دعا بهما فقد دعا الله باسمه الأعظم
                - وفي "السنن" نوعان من الدعاء، يقال في كل منهما لمن دعا به الله بسمه الأعظم: أحدهما: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، أنت الله المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام".
                والآخر: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
                - والأول: سؤال بأنه المحمود والثاني: سؤال بأنه الأحد بذاك سؤالا بكونه محمودا وهذا سؤالا بوحدانيته المقتضية توحدا، وهو في نفسه محمود يستحق الحمد معبود يستحق العبادة.
                - والنصف الأول من الفاتحة – الذي هو نصف الرب – أوله تحميد وآخره تعبيد.
                "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" و"كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء".
                - و"الحمد" مقرون بـ"التسبيح"، و"لا إله إلا الله" مقرون بـ"التكبير"، فذاك تحميده، وهذا توحيده.
                - قال تعالى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: من الآية65) .
                - ففي أحدهما: إثبات المحامد له، وذلك يتضمن جميع صفات الكمال ومنع النقائص.
                وفي الآخر: إثبات وحدانيته في ذلك وأنه ليس له كفؤ في ذلك.
                - وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذين الأصلين يجمعان جميع أنواع التنزيه.
                إثبات المحامد يستلزم نفي النقائص
                - فإثبات المحامد المتضمنة لصفات الكمال تستلزم نفي النقص وإثبات وحدانيته، وأنه ليس له كفؤ في ذلك يقتضي أنه لا مثل له في شيء من صفات الكمال.
                - كما دل على هذين الأصلين قوله تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص:1-4) .
                - واسمه "الله" تضمن جميع المحامد.
                - فإذا قيل: "لا إله إلا الله"؛ تضمنت هذه الكلمة إثبات جميع المحامد، وأنه ليس له فيها نظير؛ إذ هو إله، لا إله إلا هو، والشرك كله: إثبات نظير لله عز وجل.
                - ولهذا يسبح نفسه ويعاليها عن الشرك في مثل قوله: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (المؤمنون:91،92).
                - وقال تعالى: { أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الأنبياء:21، 22) .
                - فإن الشرك قول: هو وصف، وعمل: هو قصد، فنزه نفسه عما يصفون بالقول والاعتقاد، وعن أن يعبد معه غيره.

                - وأعظم آية في القرآن: آية الكرسي:
                أولها: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: من الآية255) .
                فقوله: { اللَّهُ } هو اسمه المتضمن لجميع المحامد وصفات الكمال.
                وقوله { لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } نفي للنظراء والأمثال.
                - وكذلك أول الكلمات العشر التي في التوراة: "يا إسرائيل أنا الله لا إله إلا أنا" جمع بين الإثبات ونفي الشريك.
                - فالإثبات لرد التعطيل، والتوحيد لنفي الشرك.
                الفرق بين التحميد والتوحيد وما يتضمنه كلا منهما
                - وهكذا "التحميد" و"التوحيد":
                فـ"التحميد" يتضمن: إثبات ما يستحقه من المحامد المتضمنة لصفات الكمال، وهو رد التعطيل.
                و"التوحيد": رد الشرك.
                - و"التوحيد" يتضمن: إثبات أسمائه الحسنى، وكلها محامد له، وهو يتضمن ذكر آياته وآلائه، فإنه محمود على آلائه كلها، وآياته كلها من آلائه كما قد بسط في مواضع.
                - فهو محمود على كل ما خلق، له الحمد ملئ السموات وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شاء من شيء بعد ذلك، فله الحمد حمدا يملأ جميع ما خلقه ويملأ ما شاء خلقه بعد ذلك، إذا كان كل مخلوق هو محمود عليه، بل هو مسبح بحمده.
                - كما قال تعالى: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} (الإسراء: من الآية44) .
                - والتوحيد يقتضي نفي كل ند ومثيل ونظير، وهو كمال التحميد وتحقيقه، ذاك إثباته بغاية الكمال ونفي النقص، وهذا نفي أن يكون له مثل أو ند.
                انتهى
                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
                الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





                تعليق

                يعمل...