

اسم الذات المختص به جل شأنه، لا يتسمى به غيره
، فهو علم على المعبود بحق، الذي تعنو له السموات والأرض وما بينها،
ونحن نرفض إطلاق أي اسم على الذات الأقدس غير لفظ "الله" وحده هو العلم الحقيقي

من أسماء الله الحسنى، ومعنى الرحمة معروف،
والاسم الأول مختص كذلك بالله سبحانه فلا يوصف به غيره "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن" (الإسراء: 110).
وهذه الصيغة في اللغة تعني بلوغ الصفة تمامها أما الرحيم فالصيغة تعني فيضان الوصف ليشمل الآخرين
فالذات العليا ممتلئة بالرحمة، وهذه الرحمة تعم الغير، وتشمل كل شيء

إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا" (مريم: 93).
"ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرها" - الرعد: 15)

المطهر من كل عيب، المنزه عن كل نقص، ومحور التسبيح يدور على هذا المعنى، سبحانه وتعالى

الذي لا يجيئ من قبله عدوان، بل يرتقب الخير والرضا

الذي يذهب القلق والخوف ويمنح الطمأنينه والأمان "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" - قريش: 4

الذي لا يغيب عن سلطانه شيء، فهو يرقب ملكوته كله رقابة استيعاب وشهود

الغالب فلا يغلب، والذي يجير ولا يجار عليه، "من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا" - فاطر: 10

العلي فوق الخلائق كلها، وفارض قضائه وقدره على كل شيء "ألا له الخلق والأمر" - الاعراف: 54

المتعالي على صفات الخلق لا يتنزل إليها، والتاء في هذه الصيغة للانفراد والتخصص
لا للتكلف، من الكبرياء بمعنى العظمة التي هي حق الله، ومن نازعه هذا الحق من جبابرة الأرض قصمه

الخالق ويغلب أن تستعمل الكلمة في إيجاد الأحياء، فيقال: بارئ النسم أي الأرواح

منشئ الخلق على صور شتى "هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء" (آل عمران:6).
وقلما تتفق ملامح الوجوه، مع كثرة الناس، ويكاد يستحيل اتفاق بصمات الأصابع، وهو سبحانه مصور خطوطهما

موجد الكون من عدم، ولا يقدر أحد على الإيجاد من عدم "أفمن يخلق كم لا يخلق" - النحل: 17)

الذي يتجدد غفرانه لعباده مع تجدد عصيانهم له، وأصل الغفر الستر والتغطية ثم العفو

الذي تنفذ إرادته دون اعتراض! فيستحيل أن يردها بشر ولا ملك
وهو معطي الكواكب أحجامها ومعطي الرسل أقدارها ومكانتها
وإذا منح أو منع لم يجرؤ على رد مشيئته أحد "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو
وأن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير، وهو القاهر فوق عباده

صاحب العطايا الجزيلة، تفضلاً منه على من شاء "وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم" - آل عمران: 73

الذي يطعم ولا يطعم، ويسوق لكل حي ما يفتقر إليه، ويفعل ذلك عن سعة واقتدار "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" - الذاريات: 5

الذي يفتح أبواب الخير المادي والأدبي من رزق أو علم "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده" - فاطر:2

هذه الصفات المتقابلة تشير إلى أفعال الله بين الناس حسب حكمته وإرادته
"الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم" (العنكبوت: 62
وليس هناك من يقترح أو يتدخل أو يعترض أو يعقب بل الله هو القابض الباسط وفق ما يعلم من خلقه ويشاء لهم.
ومثل ذلك "الخافض الرافع" و "المعز المذل" وآثار هذه الأسماء بين الناس لا تحتاج إلى إيضاح،
إن المرء بفطرته يكره الذل والخف، ويحب العزة والرفعة، فإذا اشتهى ما يحب فعلى باب الله يجب أن يقف داعيًا
وإذا استعاذ مما يكره فعلى باب الله يجب أن يقف لاجئًا مستعيذا
وهو سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير، ما يستعير شيئًا من أحد!، وهل معه أحد؟؟
لكن الكثيرين من الناس لا يعرفون ما العز؟ وما الذل؟ إن ملوك الآخرة عاشوا سوقة في الدنيا ما يأبه بهم أحد
، وإن حطب جهنم ربما عاشوا في الدنيا فراعنة يستعرضون الجيوش، ويسيرون المواكب
حتى تجيئ الآخرة فتصحح الأوضاع المقلوبة "إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة" (الواقعة: 1-3)
وفي الحديث "رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" ! وفي الحديث كذلك "رب أشعث أغبر ذي طمرين لو اقسم على الله لأبره"
فإذا ذكرت هذه الأسماء الحسنى وما شابهها ففي ضوء هذه المعاني ينبغي أن تفهم
إن الله إذا أعز فلا ذل أبدًا، وإذا ذل فلا عز أبدًا "إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وأن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟" - آل عمران: 160

وكل صوت تهمس به في أذن صاحبك فالله سامعه! وكل حركة فوق الثرى فالله رائيها!. وعندما شعر موسى بالخوف لما بعث هو وأخوه إلى فرعون،
وقالا: "ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ؛ قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" - طه: 45،46

محي الموتى ليوم النشور

الذي لا يغيب عنه شيء "فلنقصن عليهم بعلم، وما كنا غائبين" (الأعراف:7) "الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيدا" - البروج:9

الوجود الألهي واقع لا يزول ولا يحول، وكل كائن يأخذ وجوده من الله عارية تسترد يومًا -ألا كل شيء ما خلال الله باطل

الذي نفوض إليه أمورنا فيقوم بها عنا، وله القدرة على كفالة أرزاقنا، وإنجاح سعينا، ومن ثم يجب التوكل عليه
تعليق