اللغَة: { ٱلأَنْفَالِ } الغنائم جمع نفل بالفتح وهو الزيادة وسميت الغنائم به لأنها زيادة على القيام بحماية الدين والأوطان، وتسمى صلاة التطوع نفلاً، وولد الولد نافلة لهذا المعنى { وَجِلَتْ } الوجل: الخوف والفزع.
سَبَبُ النّزول: أ - عن ابن عباس قال: " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا، فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان فتسارعوا الى القتل والغنائم فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإِننا كنا لكم ردءاً ولو كان منكم شيء للجأتم إِلينا فأبوا واختصموا إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } الآية فقسَّم صلى الله عليه وسلم الغنائم بينهم بالسوية ".
التفسِير: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } أي يسألك أصحابك يا محمد عن الغنائم التي غنمتها من بدر لمن هي؟ وكيف تقسم؟ { قُلِ ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } أي قل لهم: الحكم فيها لله والرسول لا لكم { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي اتقوا الله بطاعته واجتناب معاصيه { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } أي أصلحوا الحال التي بينكم بالائتلاف وعدم الاختلاف { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي أطيعوا أمر الله وأمر رسوله في الحكم في الغنائم قال عبادة بن الصامت: نزلت فينا أصحاب بدر حين اختلفنا وساءت أخلاقنا، فنزع الله الأنفال من أيدينا وجعلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها على السواء فكان في ذلك تقوى الله، وطاعة رسوله، وإِصلاح ذات البين { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } شرط حذف جوابه أي إِن كنتم حقاً مؤمنين كاملين في الإِيمان فأطيعوا الله ورسوله { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي إِنما الكاملون في الإِيمان المخلصون فيه { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي إِذا ذكر اسم الله فزعت قلوبهم لمجرد ذكره، استعظاماً لشأنه، وتهيباً منه جلَّ وعلا { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } أي إِذا تليت عليهم آيات القرآن ازداد تصديقهم ويقينهم بالله { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي لا يرجون غير الله ولا يرهبون سواه قال في البحر: أخبر عنهم باسم الموصول بثلاث مقامات عظيمة وهي: مقام الخوف، ومقام الزيادة في الإِيمان، ومقام التوكل على الرحمن { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } أي يؤدون الصلاة على الوجه الأكمل بخشوعها وفروضها وآدابها { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي وينفقون في طاعة الله مما أعطاهم الله، وهو عام في الزكاة ونوافل الصدقات { أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } أي المتصفون بما ذكر من الصفات الحميدة هم المؤمنون إِيماناً حقاً لأنهم جمعوا بين الإِيمان وصالح الأعمال { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ } أي لهم منازل رفيعة في الجنة { وَمَغْفِرَةٌ } أي تكفير لما فرط منهم من الذنوب { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي رزق دائم مستمر مقرون بالإِكرام والتعظيم
سَبَبُ النّزول: أ - عن ابن عباس قال: " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا، فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان فتسارعوا الى القتل والغنائم فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإِننا كنا لكم ردءاً ولو كان منكم شيء للجأتم إِلينا فأبوا واختصموا إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } الآية فقسَّم صلى الله عليه وسلم الغنائم بينهم بالسوية ".
التفسِير: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } أي يسألك أصحابك يا محمد عن الغنائم التي غنمتها من بدر لمن هي؟ وكيف تقسم؟ { قُلِ ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } أي قل لهم: الحكم فيها لله والرسول لا لكم { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي اتقوا الله بطاعته واجتناب معاصيه { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } أي أصلحوا الحال التي بينكم بالائتلاف وعدم الاختلاف { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي أطيعوا أمر الله وأمر رسوله في الحكم في الغنائم قال عبادة بن الصامت: نزلت فينا أصحاب بدر حين اختلفنا وساءت أخلاقنا، فنزع الله الأنفال من أيدينا وجعلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها على السواء فكان في ذلك تقوى الله، وطاعة رسوله، وإِصلاح ذات البين { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } شرط حذف جوابه أي إِن كنتم حقاً مؤمنين كاملين في الإِيمان فأطيعوا الله ورسوله { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي إِنما الكاملون في الإِيمان المخلصون فيه { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي إِذا ذكر اسم الله فزعت قلوبهم لمجرد ذكره، استعظاماً لشأنه، وتهيباً منه جلَّ وعلا { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } أي إِذا تليت عليهم آيات القرآن ازداد تصديقهم ويقينهم بالله { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي لا يرجون غير الله ولا يرهبون سواه قال في البحر: أخبر عنهم باسم الموصول بثلاث مقامات عظيمة وهي: مقام الخوف، ومقام الزيادة في الإِيمان، ومقام التوكل على الرحمن { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } أي يؤدون الصلاة على الوجه الأكمل بخشوعها وفروضها وآدابها { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي وينفقون في طاعة الله مما أعطاهم الله، وهو عام في الزكاة ونوافل الصدقات { أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } أي المتصفون بما ذكر من الصفات الحميدة هم المؤمنون إِيماناً حقاً لأنهم جمعوا بين الإِيمان وصالح الأعمال { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ } أي لهم منازل رفيعة في الجنة { وَمَغْفِرَةٌ } أي تكفير لما فرط منهم من الذنوب { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي رزق دائم مستمر مقرون بالإِكرام والتعظيم
تعليق