الرياض 27 رمضان 1424ه الموافق 22 نوفمبر 2003م
بث تلفزيون المملكة العربية السعودية فى قناته الاولى مساء اليوم السبت 27 رمضان 1424ه- مقابلة مع الشيخ ناصر بن حمد الفهد
وفيما يلى نص المقابلة ..
"إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله الله واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أيها الأخوة المشاهدون .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. معنا هذه الليلة حقٌ
ورجوعٌ الى الصواب واتباع الى الدليل
وليس هناك غموض
وليس هناك اسرار ولا الغاز ولا مؤامرة وراء الكواليس ..
نريد الحق نريد الخير
نريد أن يرضا عنا ربنا وحده سبحانه انك تعلم ما نريد..
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب يقول عليه الصلاة والسلام : كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون . ويقول مالك بن أنس : ما منا الا راد ومردود عليه الا محمداً عليه الصلاة والسلام .
ومعنا هذه الليلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد في حوار وفي رشد إن شاء الله وفي رجوع الى الدليل وإتباع للصواب ..
حياكم الله ياشيخ ناصر وأهلاً وسهلاً .
الشيخ ناصر الفهد / حياكم الله واهلاً وسهلاً
س / اتوجه اليكم بارك الله فيكم بالسؤال خاصة أن هناك من قد يشكك في هذا الصواب الذي تعرضونه إن شاء الله والرجوع .. هل أنت مقتنع بما تقول أو اكرهت على ذلك بارك الله فيك .
ج / أبداً .. جميع ما سأقوله مقتنع فيه تماماً ولم يمارس علينا أي ضغط بل جميع أمر هذه المقابلة أنا طلبت ترتيبها من أجل ابراء الذمة .
س / أنت الذي طلب بنفسك .
ج / نعم .
س: يعني كتبت في ذلك تطلب أن تقول كلاماً حول الموضوع .
ج / نعم .
س / ياشيخ والاسباب التي دفعتكم الى أن تقول هذه المراجعة .
ج / الحقيقة استفادة من التجربة مما حصل في الفترة الماضية خلال الستة أشهر الماضية جعلت الواحد يفكر كثيراً ويراجع كثيراً من أقوله وفتاواه وما حصل له من أقوال .. رأى انه فعلاً يعني ساقت أمور يعني أتت بأمور لا تحمد عقباها ودخلنا في أمور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرها .. فمع التفكير ومع القراءة ومع الاستخارة ومع الأحداث التي حصلت مؤخراً يعني لم تجعل لنا خيار اخر خصوصاً التفجير الأخير.. هذا يعني حصل في نفسي تغير كثير جداً صدمت صدمة عظيمة لما حصل في شهر رمضان .
س / يعني انفجار مجمع المحيا ..
الشيخ ناصر الفهد / نعم .. انفجار المحيا لما حصل صدمة صدمة شديدة جداً جداً رأيت المسجد قد هدم في رمضان رأيت الحارس السوداني أب لخمسة اطفال رأيت مجموعة من الأسر المصرية والاردنية ، وكل هذا من الفساد في الارض ليس من الجهاد في شيئ .. فالحقيقة بعد ما رأيت هذا المنظر ابراءً للذمة من أجل أن قد يعتقد أحد أننا نجيز مثل هذه الأعمال ونحن نبرأ الى الله منها وممن يعمل مثلها .. طلبت أنا نفسي طلبت .. كتبت طلب إبراء للذمة من أجل ان يعرف الناس اننا لا نقر مثل هذه الامور .. وان هذه الامور محرمة .. فأنا الذي طلبت .. وانا اقسم بالله على ذلك حتى لا يقال انها مورست علينا ضغوط او كذا ابدا.ً
س/ الآن ياشيخ ناصر.. هل تعرضت لضغوط اثناء التحقيق حتى استخرجوا منك معلومات او تراجع .
ج / ابداً .. بالنسبة للتحقيق واثناء التحقيق حتى المعاملة في المعتقل كانت معاملة جداً وهذه اقولها كانت معاملة جداً راقيه وكان التعامل معنا في غاية الأدب .. يعني كانوا يعاملوننا اثناء التحقيق وحتى اثناء الاعتقال كانوا ينظرون الى رغباتنا وصرف لنا كتب من أوائل الأيام وكان يأتينا ضباط ويسألون عن الأمور التي نرغب فيها تحقيقها .. فكانت معاملتهم جداً معنا لا في التحقيق ولا في ادارة السجن معاملتهم جداً طيبة .
س / الآن ياشيخ.. لما بلغك خبر تفجيرات وقعت في مجمع الميحا ما هو شعورك الاولي .
ج / والله صُدِمتُ جداً جداً .. يعنى ما صدمت ربما في حياتي ؛ يعنى أول ما قرأت الخبر قرأت في احدى الصحف ؛ يعني دهشتُ :
اولاً : في رمضان ؛ نحن في رمضان
ثم لما قرأت التفاصيل ورأيت الصور ؛ اثنتان من النساء ؛ فقدتْ كلُّ واحدة منها عين .
رأيت اطفال ؛ حتى اطفال ؛ حتى من المسلمين ؛ ورأيت أسر مصرية وأسر لبنانية وأسر اردنية .
يعنى هذه لا يقرها أي عاقل فضلاً عن مسلم فضلاً عن طالب علم..!!
مستحيل أن يقر مثل هذه الأمور .
نحن نبرأ الى الله منها !!
فشعرتُ بصدمة شديدة لما رأيت هذا ..!!
وهذا الذي جعلني أطلب عمل مثل هذه المقابلة من أجل ابراء الذمة وبيان للناس اننا لا يمكن بحال أن نقر مثل هذه الأعمال .
س / والذي يسميها جهاد .. بعض الناس يسمونها جهاد .
ج / هذا من الفساد .. هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الخمر تُشرب في آخر الزمان وتُسمى بغير اسمها ، فهذا مثل هذا ، يفجر في بلاد الاسلام ويقتل مسلمين ويقتل اطفال صبيان وكذا : ويسميها جهاد !!
هذا لا يغير من الحقيقة ..
الاسماء لا تغير من الحقائق ..
العبرة في الحقائق نفسها لا بالالفاظ . س / الآن الذي يفجر نفسه ويسمى شهيد ما رأيكم في هذا ؟
ج / يفجر نفسه مثل الاعمال هذه .. هذا أبداً ليس من الشهادة ..
الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديثه الذي رواه البخاري عن جندب أن رجلا كانت فيه جراحه فقتل نفسه فقال الله سبحانه وتعالى : فبدرني عبدي بنفسه حَرّمتُ عليه الجنة .
فمثل هذا يعتبر انتحار ..
كيف يقتل مسلمين ويقتل نفوس معصومة ويتلف أموال وفي بلاد الاسلام !!!
أنا لاعتبرها شهادة أبداً ، وهذا الذي دل عليه الدليل
س/ الآن ياشيخ عندنا جاليات دخلت بلادنا غير مسلمة بتأشيرة العمل الدبلوماسي في التجارة في الصناعة كيف نتعامل معهم هل هؤلاء محاربون أم معاهدون مستأمنون .
ج / هؤلاء يعتبرون من المعاهدين والمستأمنين ، والتأشيرة تعتبر عهد أمان . بل ان العلماء ذكروا أن مجرد سَلام المسلمِ على الكافر الحربي : يجعله من المستأمنين ..
والرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين في حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال : وذمةُ المسلمين واحدةٌ ؛ يسعى بها ادناهم ، فمَن اخفرَ مسلماً فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ اجمعين ؛ لايقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا .
ومن أعظم إخفارِ المسلم : أن يَنتهك حُرمةَ هذا المستأمِن اذا أمن على المسلم حتى بالسلام ؛ فضلاً عن أنه يأتي اصلاً مجموعة من المسلمين ؛ يعنى يتعاقد معه ويعطيه أمان ؛ ويعطيه تأشيرة ؛ ثم يأتي الى هنا .
فهذه امانات مترتبه اكثر من واحدة ، فهذا اصلاً الذي يعتدي عليه يخفر هؤلاء كلهم ، فيكون معرضا للوعيد ؛ كما في حديث الذي في الصحيح ايضاً عن عبدالله بن عمر بن العاص رضى الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن قتلَ مُعاهَداً لم يَرَحْ رائحة الجنة ؛ وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاماً .
وعيدٌ عظيمٌ .
وهذا مثل هذا اذا أتى الى المسلمين - ولو كان كافراً حربياً- بأمان أو بعقد أو عهد : فإنه لا يجوز أبداً .. يعصم نفسه ودمه وماله .
س / الآن ياشيخ الذي يحمل السلاح في بلاده في المملكة في بلاد الحرمين بحجة الجهاد واخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ماذا تقول فيهم ؟ .
ج / هذا وتبينت هذه الحقيقة من التجربة ، وهذه من فوائد التجربة ؛ إن هذا لا يجوز .. هذا لا يجوز إلا ؛ يعنى ظهرتْ مفاسد اصلاً . وذكر ابن القيم - رحمه الله - قاعدة جميلة في كتاب / مدارك السالكين / قال فيه : إن الامرَ لو كان ملتبساً : لم تعرف هل هو حق ؟ أو باطل ؟ حلال ؟ أو حرام ؟ ، يعني لو سلمنا أن المسألة الآن : حمل السلاح وكذا ؛ لا ندري هل هو حق أو باطل ؟ لو سلمنا هذا .. قال : فلينظر الى نتيجته ومأله .
س/ .. الدماء
ج/ اذا كانت مفاسدُه اكثرَ من مصالحِه : يكون محرماً.
واذا كانت مصالحُة اكثرَ من مفاسده : يكون مباحا ..
فالآن : حتى لو كنا لا نعرف الحكمَ سابقاً ؛ لكن الآن نعرف النتائج ؛ نرى النتائج :
قُتِلتْ نفوسٌ مسلمة ؛
قُتِلتْ نفوسٌ معصومة ؛
اُنتُهِكَتْ بلدانٌ ؛
رُوِّعَ الآمنين ؛
ضُيِّقَ على المسلمين ..
يعنى مفاسد كثيرة مترتبة على هذا ..
هذه تكفي ..
النتيجة تكفي لمعرفة الحكم .
س / الآن ياشيخ وأنتم بمحض ارادتكم وبإقتناعكم بهذا الكلام : هل ندمت على اقوال قلتها في السابق أو فتاوى صدرت منك ؟
ج / نعم .. نعم .. فيه يعنى كثير من الفتاوى والبيانات التي كانت فيها يعنى حماس غير منضبط ؛ وفيها تعميمٌ ؛ وفيها أمور يعني أخطأنا فيها نحن .
وفيه أمور أخطأ الناسُ في فهمنا ؛ لأنه أصلاً عمّمنا وتكلمنا في أمور ؛ والحقيقة ما كنا نعرف يعنى أن الاوضاعَ ستصلُ الى ما وصلتْ اليه .
لكن الحمد لله ؛ الأمور ؛ الله - سبحانه وتعالى- يُعَقدْ الامورَ لِحِكَمٍ قد نعلمها ؛ أو قد لا نعلمها.
ومن الفوائد : أنها بينتْ لنا هذه الاخطأ .
لذلك اعتبر نفسي متراجعاً عن كثير من الفتاوى والأمور التي سبق ذكرتها .
س / منها ياشيخ "تعميم الفتيا" : تتراجع عن ذلك؟ .
ج / نعم كثير .. اصلاً الفتيا : الإقدامُ عليها غيرُ طيب ، يعنى الصحابة رضى الله عنهم - وهم خير البشر بعد الانبياء- كانوا يَتدافعون عن الفُتيا ؛ كان يتدافعها العشرةُ والعشرين ؛ كل رجلٍ يريد يعنى أن يتحملَ أخوه عنه هذه الفتيا .
فالإقدامُ عليها اصلاً ؛الحمد لله ؛ اجعل هذا مِن نَصيب العلماء الكبارِ ؛ واتجه
الى ما ينفعك وينفع بك.
سيتبع..
بث تلفزيون المملكة العربية السعودية فى قناته الاولى مساء اليوم السبت 27 رمضان 1424ه- مقابلة مع الشيخ ناصر بن حمد الفهد
وفيما يلى نص المقابلة ..
"إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله الله واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أيها الأخوة المشاهدون .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. معنا هذه الليلة حقٌ
ورجوعٌ الى الصواب واتباع الى الدليل
وليس هناك غموض
وليس هناك اسرار ولا الغاز ولا مؤامرة وراء الكواليس ..
نريد الحق نريد الخير
نريد أن يرضا عنا ربنا وحده سبحانه انك تعلم ما نريد..
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب يقول عليه الصلاة والسلام : كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون . ويقول مالك بن أنس : ما منا الا راد ومردود عليه الا محمداً عليه الصلاة والسلام .
ومعنا هذه الليلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد في حوار وفي رشد إن شاء الله وفي رجوع الى الدليل وإتباع للصواب ..
حياكم الله ياشيخ ناصر وأهلاً وسهلاً .
الشيخ ناصر الفهد / حياكم الله واهلاً وسهلاً
س / اتوجه اليكم بارك الله فيكم بالسؤال خاصة أن هناك من قد يشكك في هذا الصواب الذي تعرضونه إن شاء الله والرجوع .. هل أنت مقتنع بما تقول أو اكرهت على ذلك بارك الله فيك .
ج / أبداً .. جميع ما سأقوله مقتنع فيه تماماً ولم يمارس علينا أي ضغط بل جميع أمر هذه المقابلة أنا طلبت ترتيبها من أجل ابراء الذمة .
س / أنت الذي طلب بنفسك .
ج / نعم .
س: يعني كتبت في ذلك تطلب أن تقول كلاماً حول الموضوع .
ج / نعم .
س / ياشيخ والاسباب التي دفعتكم الى أن تقول هذه المراجعة .
ج / الحقيقة استفادة من التجربة مما حصل في الفترة الماضية خلال الستة أشهر الماضية جعلت الواحد يفكر كثيراً ويراجع كثيراً من أقوله وفتاواه وما حصل له من أقوال .. رأى انه فعلاً يعني ساقت أمور يعني أتت بأمور لا تحمد عقباها ودخلنا في أمور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرها .. فمع التفكير ومع القراءة ومع الاستخارة ومع الأحداث التي حصلت مؤخراً يعني لم تجعل لنا خيار اخر خصوصاً التفجير الأخير.. هذا يعني حصل في نفسي تغير كثير جداً صدمت صدمة عظيمة لما حصل في شهر رمضان .
س / يعني انفجار مجمع المحيا ..
الشيخ ناصر الفهد / نعم .. انفجار المحيا لما حصل صدمة صدمة شديدة جداً جداً رأيت المسجد قد هدم في رمضان رأيت الحارس السوداني أب لخمسة اطفال رأيت مجموعة من الأسر المصرية والاردنية ، وكل هذا من الفساد في الارض ليس من الجهاد في شيئ .. فالحقيقة بعد ما رأيت هذا المنظر ابراءً للذمة من أجل أن قد يعتقد أحد أننا نجيز مثل هذه الأعمال ونحن نبرأ الى الله منها وممن يعمل مثلها .. طلبت أنا نفسي طلبت .. كتبت طلب إبراء للذمة من أجل ان يعرف الناس اننا لا نقر مثل هذه الامور .. وان هذه الامور محرمة .. فأنا الذي طلبت .. وانا اقسم بالله على ذلك حتى لا يقال انها مورست علينا ضغوط او كذا ابدا.ً
س/ الآن ياشيخ ناصر.. هل تعرضت لضغوط اثناء التحقيق حتى استخرجوا منك معلومات او تراجع .
ج / ابداً .. بالنسبة للتحقيق واثناء التحقيق حتى المعاملة في المعتقل كانت معاملة جداً وهذه اقولها كانت معاملة جداً راقيه وكان التعامل معنا في غاية الأدب .. يعني كانوا يعاملوننا اثناء التحقيق وحتى اثناء الاعتقال كانوا ينظرون الى رغباتنا وصرف لنا كتب من أوائل الأيام وكان يأتينا ضباط ويسألون عن الأمور التي نرغب فيها تحقيقها .. فكانت معاملتهم جداً معنا لا في التحقيق ولا في ادارة السجن معاملتهم جداً طيبة .
س / الآن ياشيخ.. لما بلغك خبر تفجيرات وقعت في مجمع الميحا ما هو شعورك الاولي .
ج / والله صُدِمتُ جداً جداً .. يعنى ما صدمت ربما في حياتي ؛ يعنى أول ما قرأت الخبر قرأت في احدى الصحف ؛ يعني دهشتُ :
اولاً : في رمضان ؛ نحن في رمضان
ثم لما قرأت التفاصيل ورأيت الصور ؛ اثنتان من النساء ؛ فقدتْ كلُّ واحدة منها عين .
رأيت اطفال ؛ حتى اطفال ؛ حتى من المسلمين ؛ ورأيت أسر مصرية وأسر لبنانية وأسر اردنية .
يعنى هذه لا يقرها أي عاقل فضلاً عن مسلم فضلاً عن طالب علم..!!
مستحيل أن يقر مثل هذه الأمور .
نحن نبرأ الى الله منها !!
فشعرتُ بصدمة شديدة لما رأيت هذا ..!!
وهذا الذي جعلني أطلب عمل مثل هذه المقابلة من أجل ابراء الذمة وبيان للناس اننا لا يمكن بحال أن نقر مثل هذه الأعمال .
س / والذي يسميها جهاد .. بعض الناس يسمونها جهاد .
ج / هذا من الفساد .. هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الخمر تُشرب في آخر الزمان وتُسمى بغير اسمها ، فهذا مثل هذا ، يفجر في بلاد الاسلام ويقتل مسلمين ويقتل اطفال صبيان وكذا : ويسميها جهاد !!
هذا لا يغير من الحقيقة ..
الاسماء لا تغير من الحقائق ..
العبرة في الحقائق نفسها لا بالالفاظ . س / الآن الذي يفجر نفسه ويسمى شهيد ما رأيكم في هذا ؟
ج / يفجر نفسه مثل الاعمال هذه .. هذا أبداً ليس من الشهادة ..
الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديثه الذي رواه البخاري عن جندب أن رجلا كانت فيه جراحه فقتل نفسه فقال الله سبحانه وتعالى : فبدرني عبدي بنفسه حَرّمتُ عليه الجنة .
فمثل هذا يعتبر انتحار ..
كيف يقتل مسلمين ويقتل نفوس معصومة ويتلف أموال وفي بلاد الاسلام !!!
أنا لاعتبرها شهادة أبداً ، وهذا الذي دل عليه الدليل
س/ الآن ياشيخ عندنا جاليات دخلت بلادنا غير مسلمة بتأشيرة العمل الدبلوماسي في التجارة في الصناعة كيف نتعامل معهم هل هؤلاء محاربون أم معاهدون مستأمنون .
ج / هؤلاء يعتبرون من المعاهدين والمستأمنين ، والتأشيرة تعتبر عهد أمان . بل ان العلماء ذكروا أن مجرد سَلام المسلمِ على الكافر الحربي : يجعله من المستأمنين ..
والرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين في حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال : وذمةُ المسلمين واحدةٌ ؛ يسعى بها ادناهم ، فمَن اخفرَ مسلماً فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ اجمعين ؛ لايقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا .
ومن أعظم إخفارِ المسلم : أن يَنتهك حُرمةَ هذا المستأمِن اذا أمن على المسلم حتى بالسلام ؛ فضلاً عن أنه يأتي اصلاً مجموعة من المسلمين ؛ يعنى يتعاقد معه ويعطيه أمان ؛ ويعطيه تأشيرة ؛ ثم يأتي الى هنا .
فهذه امانات مترتبه اكثر من واحدة ، فهذا اصلاً الذي يعتدي عليه يخفر هؤلاء كلهم ، فيكون معرضا للوعيد ؛ كما في حديث الذي في الصحيح ايضاً عن عبدالله بن عمر بن العاص رضى الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن قتلَ مُعاهَداً لم يَرَحْ رائحة الجنة ؛ وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاماً .
وعيدٌ عظيمٌ .
وهذا مثل هذا اذا أتى الى المسلمين - ولو كان كافراً حربياً- بأمان أو بعقد أو عهد : فإنه لا يجوز أبداً .. يعصم نفسه ودمه وماله .
س / الآن ياشيخ الذي يحمل السلاح في بلاده في المملكة في بلاد الحرمين بحجة الجهاد واخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ماذا تقول فيهم ؟ .
ج / هذا وتبينت هذه الحقيقة من التجربة ، وهذه من فوائد التجربة ؛ إن هذا لا يجوز .. هذا لا يجوز إلا ؛ يعنى ظهرتْ مفاسد اصلاً . وذكر ابن القيم - رحمه الله - قاعدة جميلة في كتاب / مدارك السالكين / قال فيه : إن الامرَ لو كان ملتبساً : لم تعرف هل هو حق ؟ أو باطل ؟ حلال ؟ أو حرام ؟ ، يعني لو سلمنا أن المسألة الآن : حمل السلاح وكذا ؛ لا ندري هل هو حق أو باطل ؟ لو سلمنا هذا .. قال : فلينظر الى نتيجته ومأله .
س/ .. الدماء
ج/ اذا كانت مفاسدُه اكثرَ من مصالحِه : يكون محرماً.
واذا كانت مصالحُة اكثرَ من مفاسده : يكون مباحا ..
فالآن : حتى لو كنا لا نعرف الحكمَ سابقاً ؛ لكن الآن نعرف النتائج ؛ نرى النتائج :
قُتِلتْ نفوسٌ مسلمة ؛
قُتِلتْ نفوسٌ معصومة ؛
اُنتُهِكَتْ بلدانٌ ؛
رُوِّعَ الآمنين ؛
ضُيِّقَ على المسلمين ..
يعنى مفاسد كثيرة مترتبة على هذا ..
هذه تكفي ..
النتيجة تكفي لمعرفة الحكم .
س / الآن ياشيخ وأنتم بمحض ارادتكم وبإقتناعكم بهذا الكلام : هل ندمت على اقوال قلتها في السابق أو فتاوى صدرت منك ؟
ج / نعم .. نعم .. فيه يعنى كثير من الفتاوى والبيانات التي كانت فيها يعنى حماس غير منضبط ؛ وفيها تعميمٌ ؛ وفيها أمور يعني أخطأنا فيها نحن .
وفيه أمور أخطأ الناسُ في فهمنا ؛ لأنه أصلاً عمّمنا وتكلمنا في أمور ؛ والحقيقة ما كنا نعرف يعنى أن الاوضاعَ ستصلُ الى ما وصلتْ اليه .
لكن الحمد لله ؛ الأمور ؛ الله - سبحانه وتعالى- يُعَقدْ الامورَ لِحِكَمٍ قد نعلمها ؛ أو قد لا نعلمها.
ومن الفوائد : أنها بينتْ لنا هذه الاخطأ .
لذلك اعتبر نفسي متراجعاً عن كثير من الفتاوى والأمور التي سبق ذكرتها .
س / منها ياشيخ "تعميم الفتيا" : تتراجع عن ذلك؟ .
ج / نعم كثير .. اصلاً الفتيا : الإقدامُ عليها غيرُ طيب ، يعنى الصحابة رضى الله عنهم - وهم خير البشر بعد الانبياء- كانوا يَتدافعون عن الفُتيا ؛ كان يتدافعها العشرةُ والعشرين ؛ كل رجلٍ يريد يعنى أن يتحملَ أخوه عنه هذه الفتيا .
فالإقدامُ عليها اصلاً ؛الحمد لله ؛ اجعل هذا مِن نَصيب العلماء الكبارِ ؛ واتجه
الى ما ينفعك وينفع بك.
سيتبع..
تعليق