[ الوعدُ الشرقي ]

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بقايا الأندلس
    حواري مثقف
    • Feb 2010
    • 1304

    [ الوعدُ الشرقي ]

    .



    بسم الله الرحمـن الرحيم


    الحمد لله نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا
    و سيئاتِ أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
    و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبدهُ و رسوله
    صلى الله عليه و على آله و سلم تسليما .
    أمّا بعدُ :


    قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
    [ أليس عجيباً أن صار اسم "الوعد الشرقي" علماً على الوعود الكاذبة، واسم "الوعد الغربي" علماً على الوعد الصادق ؟
    ومَن عَلَّمَ الغربيين هذه الفضائل إلاّ نحن ؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم ؟ ألم يأخذوها منّا ؟

    من هنا أيام الحروب الصليبية، ومن هناك، من الأندلس بعد ذلك، وهل في الدنيا دين إلاّ هذا الدين الذي يجعل للعبادات موعداً لا تصح العبادة إلاّ فيه، وإن أخلفه المتعبّد دقيقة واحدة بطلت العبادة ؟
    إن الصوم شُرِع لتقوية البدن، وإذاقة الغني مرارةَ الجوع حتى يُشفق على الفقير الجائع، وكل ذلك يتحقق في صوم اثنتيْ عشرةَ ساعةً إلاّ خمسَ دقائقَ، فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق ؟ أليس - والله أعلم - لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد ؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صُلِّيَت قبل الوقت بخمس دقائق ؟ لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم النحر بخمس دقائق، أليس لأن الحاج قد أخلف الموعد ؟
    أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخالف ثلث منافق ؟ فكيف نرى بعد هذا كلّه كثيراً من المسلمين لا يكادون يفون بموعد، ولا يبالون بمن يخلف لهم وعداً أو يتأخّر عنه؛ حتى صار التقيُّد بالوعد والتدقيق فيه والحرص عليه، نادرة يتحدّث بها الناس، ويُعجبون بصاحبها ويَعجبون منه، وحتى صارت وعودنا مضطربة مترددة لا تعرف الضبط ولا التحديد . ]

    * (مع الناس) ص 72-73

    هكذا هي -و للأسف- مواعيدنـا ، و هذه الظاهرة
    انتشرت انتشار النّـار في الهشيم فأصبحتَ لا تتواعد
    مع أحدٍ إلا و فرّغتَ ساعاتٍ طوالَ مخافة مجيئه متأخراً
    إن هذه الظاهرة طالت جميع شرائح المجتمع بدون استثناء
    و أضحى الإلتزام بالموعد خرقا للعادة !
    فهو مستغرب لدى القوم ، شاقٌّ على أنفسهم الإلتزامُ بهِ
    و هم لا يدرون أن بإخلالهم بالمواعيد ، يُحدثون نوعا من الفوضى
    في المجتمع بأسره !
    و قد قيل :
    [ كل شعب يخِلُّ بالمواعيدِ يُثبتُ أنهُ شعبٌ مُنحطٌّ ]
    .................................................. .................................................. ......... * محمد كرد علي (أقوالنا و أفعالنا)









    شُدَّ خطام البنان و أسرجِ اللّسانَ
    و أطلق للقلم العنــان !








    .
  • ≈ احـتِـوٍآءْ ≈
    مشرفة ملتقى الإخاء
    • Dec 2008
    • 23309

    #2

    :

    ماشاء الله

    طرح رائع , جزاك الله خيراً

    وددت لو اختلف وأدافع عن الوعد العربي

    فوجدتني ملجمة لا أملك إلا أن أسلم وأؤيد

    وأقول نعم وبكل أسف الوعد العربي مكذوب

    بل مشكوك في أمره إن صح التعبير






    تعليق

    • بقايا الأندلس
      حواري مثقف
      • Feb 2010
      • 1304

      #3
      .


      الفاضلـة
      عهدُ الأمـاني
      مرحبـاً

      معكم حقّ ، وددنـا أن نكذب واقعنا الأليم
      و دننا أن نقول للعالم ، أخطأتم !
      نحنُ أهل المواعيد لو كنتم تعلمون !
      تبقى أمنية ، في حين كانت حقيقة في أوساط سلفنـا
      جاء في سير أعلام النبلاء :
      قال شعبة : ما واعدتُ أيّوبَ السختياني موعداً قطّ
      إلا قال : ليس بيني و بينك موعد ، فإذا جئتُ وجدتهُ قد سبقني


      و يبقى السؤال : ما الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعنا
      حتى في صفوف أهل الإستقامة -و للأسف- ؟


      ننتظرُ مزيدا من التفاعلِ !





      .

      تعليق

      • ندية الغروب
        كبار الشخصيات
        • Jun 2009
        • 12344

        #4
        :





        وَتَبْقَى تلْكَ الأمْنيَة قَائِمَة
        علَّ الرّشدَ ببابِ القَوْمِ يَطْرُقُ
        طَالِباً الدّخُول ..

        فَ يُرحّبُ بهِ أهْلَاً للقُدُوم }



        بُوركَ فيكُمُ عَلَى حَلْفِ الحَرْفِ
        وَشُرْبَةُ الحَقِيقَة





        :

        -
        اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
        :
        (والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)

        تعليق

        • هاجس الذكريات @
          النجم الفضي
          • Jun 2010
          • 4011

          #5
          جَزاكمُ الله خَيْراً

          تعليق

          • بقايا الأندلس
            حواري مثقف
            • Feb 2010
            • 1304

            #6


            .


            نديةُ الغروبِ

            جميلٌ أن يحِلَّ الرُشدُ زائراً
            لمدائنِ اليأسِ و قُرى الانطواء
            لكن ، ياحَبّذا لو كان في استقبالهِ
            شيخُ العشيرةِ ، أملُ القومِ
            و برفقتهِ إيمان و عزم
            حفيداهُ البّاران !!



            و فيكم باركَ اللهُ
            و ما أنا إلا تلميذُ الفيضِ البار !



            .

            تعليق

            • بقايا الأندلس
              حواري مثقف
              • Feb 2010
              • 1304

              #7


              .


              الأختُ هاجس الذكريات @

              و إيّاكم


              .



              تعليق

              • تلال رمادية
                عضو نشيط
                • Sep 2010
                • 229

                #8
                في الحقيقة اشعر بالخجل لهذه الحقيقة
                كثير ما تفكرت في ذلك الأمر
                لماذا؟؟؟؟؟؟
                ونحن أمة الصدق والوعد الحق
                ونعلم انه من صفات النفاق
                ولكم أعاني عندما اتعامل مع من لا يرى أن الأمر ليس بشيء
                ويظهر آخرا أنني محبكها زيادة شوي
                وأنني تأثرت بمخالطة الأجانب ....وخلي البساط أحمدي.....
                ولو تتبعوا سنن أحمد صلوات ربي عليه لوجدوه خير من إذا وعد صدق
                اللهم أرنا الحق حق وأرزقنا أتباعه

                تعليق

                • مليكة
                  زهرة لا تنسى
                  "إشراقة الروضة"-مبدعة صيفنا إبداع1431هـ
                  • May 2010
                  • 505

                  #9
                  .


                  إن الوفاء بالوعد قيمة إجتماعية راقية ربانا عليها الشرع الحكيم
                  مع أبجديات العقيدة التي أصَّلت فينا أن صدق الوعد من صفات المؤمن الحق
                  لكن لإختلال الموازين في وقتنا الحالي أصبح هيناً على الشخص
                  أن يقطع وعداً أو يضرب موعداً ويتساهل في الإيفاء به
                  وهذا يعود للفوضوية التي اتسم بها غالب المجتمع
                  فالفوضوي غير المنظم لن يعرف قيمة الوقت
                  ولن يقدر ويحترم أوقات الآخرين وأن في تساهله هذا قد يُعطل مصالح
                  ويؤخر أخرى .. فلن تهمه الدقائق ولن يلتفت إن ما تأخر ساعة مثلاً
                  فاللامبالاة جزء من شخصيته ..
                  تعرف أشخاص يواعدونك اللقيا بعد عشرين دقيقة
                  ويتركونك نهباً للإنتظار بالساعة والساعتين !
                  أو يَعدونك بعد شهر بإتمام مطلبك
                  فإذ الشهر شهرين أو ثلاثة !
                  هذا بلا شك يَسلب من هؤلاء المصداقية ويرفع عنهم
                  الثقة .
                  ولأن بعض السلبيات التي تنتشر في المجتمع تأخذ سيماء العدوى
                  فُقدت هذه الثقافة أيضاً حتى لدى المتعلمين والمثقفين
                  متغافلين عن أن الوعد إلتزام ومسؤولية .


                  .



                   
                   

                  تعليق

                  • بقايا الأندلس
                    حواري مثقف
                    • Feb 2010
                    • 1304

                    #10


                    .



                    الأخت تلال رماديّة
                    السلام عليكم و رحمة الله

                    إنّا لنأسفُ لحالنا هذه و مواعيدنا
                    نحن نعيش العشوائية في كل مناحي الحياة
                    و هذا ما يجعلنا تائهينَ ، تنظيم الوقت غائب في قواميسنـا
                    للأسف !!
                    نحنُ نحتاج إلى وقفة جادة مع أنفسنا
                    إذا علمنا أن هذا الوقت الذي نعيشه سنُسألُ عنهُ
                    بل أنفاسنا سنُسأل عنها ، و إذا تيقّنا أن الدنيا نزرعة الآخرة
                    و أنها قنطرة و أن الفراغ نعمة وجب علنا استغلالهُ استغلالا
                    يعود علينا بالنفع في الدنيا و الآخرة
                    علتْ همتنا و سمتْ أرواحنـا لترتيبِ أوراقنا
                    و تشذيبِ مسارِ حياتنا
                    حينئذ سنُصبح بُخلاء أشحة
                    في أوقاتنا ، في حركاتنا و سكناتنا
                    آنذاك ستعظم المواعيد في دواخلنا
                    و سنحسبُ لها سبعمائة حساب
                    في منظومتنا الزمنيــة



                    شكراً لإضافتكم أختنا الفاضلة




                    .

                    تعليق

                    • قلم صادق
                      قلم حواري متميز "النجم الذهبي"
                      • Jul 2006
                      • 8742

                      #11
                      أخي الفاضل / المفرد
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
                      كل الشكر والتقدير علي هذا الطرح الطيب والذى بشير إلي خصلة هامة .. لكن الكثير منا لا يعيرها الإهتمام المطلوب ..

                      روى البخاري - رحمه الله تعالى - قال : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا ، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ ، حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ » أما آن لهم أن يتقوا الله تعالى و يحترموا أوقات الناس ؟

                      كم هو جميل أن نقوم بتدريب النفس على إحترام ودقة المواعيد ، فنحن في أمس الحاجة إلى إحترام المواعيد .
                      جزاك الله خيراً .
                      حفظك الرحمن .

                      تعليق

                      • بقايا الأندلس
                        حواري مثقف
                        • Feb 2010
                        • 1304

                        #12


                        .


                        الأختُ ريفان

                        السلام عليكم و رحمة الله و بركـاتهُ

                        لا إضافة على ما قلتم ، و هذا مرض
                        نسأل الله أن يعافي المسلمين منهُ
                        لكني أردتُ أن أنبهَ على نقطة مهمة
                        و هو ليس كل من تأخر في موعد عقدهُ
                        يدخل في من ابتلي بخصلة النفاق
                        إذ المُعينُ تُتخذُ له الأعذارُ
                        و هذا دأبُ المسلمينَ فيما بينهم
                        يتخذُ بعضهم لبعض العذر
                        إلا إذا كان هذا الذي يُخلف المواعيد
                        هذا هو ديدنهُ و هِجّيراهُ
                        و الله تعالى أعلم


                        شكر الله لكم إضافتكم القيمة



                        .

                        تعليق

                        • بقايا الأندلس
                          حواري مثقف
                          • Feb 2010
                          • 1304

                          #13


                          .


                          أخي قلم صادق

                          و عليكم السلام و رحمة الله و بركـاتهُ

                          صدقتَ فيما قُلتَ و نقلتَ
                          و إذا عدنا أيها الفاضل إلى تراجم
                          العظماء من العلماء و الأمراء و القادة
                          الذين كان لهم وقع في تاريخنا الإسلامي
                          سنجد أنهم كانوا مهتمين بجانب تنظيم الوقت
                          و من ضمنه احترام المواعــيد

                          بارك الله فيكَ
                          و شكر الله لكَ حلولك ضيفا
                          في متصفح أخيكَ



                          .

                          تعليق

                          يعمل...