
:
بسم الله الرحمن الرحيم
أحيانا ً أقرأ مواضيع تزعجني جدا ً .. لأنها بعيدة عن خلقنا الإسلامي .
وكثيرا ما أحجم عن الكتابة بصددها لأسباب مختلفة . فتطاوعني يدي مرغمة .
اليوم عصتني يدي !!
أمسكتها فلم تتجاوب !! إنها مصرة !
عقلتها فإذا بها تتمرد .. وتمزق وثاقها .. لتنطلق مسجلة بمداد القلب
كلمات أبت أن تبقى حبيسة
صلى عليك الله يا علم الهدى !
كم عانيت َ من أقوام غلاظ جلاف ؟
كم قاسيت من أعراب عاشوا ردحا من الزمان لا يفقهون إلا بالإبل والغنم ؟
فأخرجت منهم نماذج إنسانية لا أرق ولا أرقى .
كانت طباعهم جافة كصحرائهم القاحلة
ما أعظمك من مؤدب !
يا من أدبك ربك فأحسن تأديبك
فقمت تسكب أدبك هذا على من حولك : صافيا
عذبا
رقراقا
فراتا
ناعما كالنسيم
ما عنفت َ أحدا ً . ولا أغضبتَ أحدا
حتى الذي بال في المسجد !
ما أغلظت قولا يوما حتى لمن جاءك يطالبك بديونه من آل المطلب .
وقال لك : أنكم قوم مطل ( أي تماطلون بأداء الديون )
ما انتفخت أوداجك حتى ممن جاءك يوما يستأذنك بالزنى !! فكان أن مسحت بيدك
الشريفة صدره , وقلت َ له : أترضاه لأمك ؟؟
فداك أبي وأمي
ما انتصرت يوما لنفسك حتى من الذي جذبك جذبة قوية أثرت في عنقك .
فما كنت تنتصر إلا لله .
فإن غضبت َ فلله وليس لنفسك .
فإذا غضبت ظهر ذلك في وجهك وقمت تقول : ما بال أقوام يفعلون كذا ؟ ؟؟؟
ما بال أقوام يقولون كذا ؟؟؟؟؟؟
يا من أرسلك الله رحمة للعالمين : متى نتأدب بأدبك ؟؟
ترى الواحد فينا إذا غضب من شخص قام يشهر به على رؤؤس الأشهاد
ما بالنا إذا داس أحدهم عل طرف ثوبنا أقمنا الدنيا على رأسه ؟؟
لماذا التشهير؟
لماذا التصريح ؟؟ ألا يكفي التلميح ؟؟؟
ورسول الله يأمرنا بالستر ويحثنا عليه ونحن لا نبالي .
إن كان لنا حق عند فلان فبالقانون أو الإجراءات الإدارية تؤخذ الحقوق .
وإن كان التشهير دفاعا عن مصلحة أو مؤسسة فما تأتي المصالح بالتشهير .
وإن كان دفاعا ً عن الدين فهذا ميدان له أهله . وطرقه . وعلمه .
لو تخلقنا بأدب رسول الله , واستقينا من بحره , ونهلنا من فقهه بالتعامل . وعملنا
بأخلاق :
ما بال أقوام يفعلون كذا ؟؟
ما بال أقوام يقولون كذا ؟؟
ألا يكون : أليق,, وأزكى ,,للنفوس؟؟
ألا يكون : أنفع,, وأرجى ,,للفائدة ؟؟
ألا يكون : أحفظ ,, وأنقى ,, للمجتمع ؟؟
حديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
كلنا نحفظه .. وكلنا نردده
ولكن ! قليل منا من يفهمه !
والاقل منا من يعمل به .
معنى لا يؤمن : أي لا يكتمل إيمانه .. يعني في إيمانه ثلمة !! فيه كسر , وفيه نقص .
لانه لا يعامل أخيه كما يحب ان يعامل .
قال له : يا بني ! ضع نفسك ميزانا ً بينك وبين الناس .
والمعنى : لا ترض َ للناس ما لا ترضاه لنفسك .
فإذا كنت أرفض وبشدة ان ينال أحد من اسمي , أو يشهر بي . أو يسخر مني . أو
ينعتني بالفاظ أنا بريء منها .. فكيف أرضى بذلك لغيري ؟؟
أقول لنفسي أولا .. ولغيري ثانيا :
يريد لنا ديننا ان نكون الاعلى , والأرقى , والأقوم .
يريد لنا ديننا ان نكون الأسمى .. وان نحتفظ بخيرية الدين إلى يوم القيامة .
لقد خلقنا من العدم , وفضلنا على كثير من الأمم بهذا الدين .
فلو التزمنا به كنا الأفضل .
وإلا ..... فلا
كان واحد الصحابة وكأنه قرآن يمشي على الأرض : خلقا ً , وأدبا ً , فهما ً ,
وتطبيقا ً , تعاملا ً , وامتثالا .
فما بالنا فقدنا كل ذلك ؟؟
فقدنا فقه التعامل
وفقه الخصام
وأدب الحوار
وفقه الاختلاف .
هي همسة من القلب لكل قارئ :
كن صاحب قلب واسع ,, لتحتضن الكون............ في قلبك .
وإياك ان يضيق قلبك !!
فلو ضاق قلبك ..
فلن يتسع ..... حتى ... لك .
تعليق