يأس وقنوط.. وأمل وانتظار

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين الشاميه
    عضو
    • Jul 2009
    • 72

    يأس وقنوط.. وأمل وانتظار

    يأس وقنوط.. وأمل وانتظار

    سؤال:ألا ترى أن واقع المسلمين اليوم وما به من الغفلة والتخلف والتقصير مدعاة إلى الإحباط واليأس، فالعالم يتقدم ويبدع وأغلب المسلمين يغط في سبات عميق؟
    جواب:قد يشعر المسلم اليوم بشيء من اليأس والقنوط والإحباط والقلق من تفوق الآلة الغربية العسكرية أو الإعلامية أو ما يترتب على ذلك من تفوق الغربيين في الجوانب الاقتصادية وغيرها، وقد يشعر بأن العالم الإسلامي أصبح هدفاً لهذه المتغيرات، وأن الإعلام العالمي يكاد يرشح المسلمين اليوم أو يرشح الدين الإسلامي نفسه لأن يكون هو العدو المرتقب من دون أن يكون للإسلام والمسلمين حليف أو نصير.. فهل الأمر كذلك؟ وهل هي ضربة لازب؟ كلا، علينا أن ندرك تماماً أن ثمة شروطاً وأسباباً إذا عملنا بها حصلنا على المراد، والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. هذه المتغيرات الدولية التي نعيشها اليوم، بما فيها من جوانب سيئة، يجب أن ندرك أنها لا تخلو من مداخل وثغرات ويمكن توظيفها بشكل جيد وإيجابي لصالح الأمة والدعوة معاً، وفي محكم التنزيل «فإن مع العسر يسرا» فكل أزمة هي فرصة في الوقت نفسه.
    إن القدرات الذاتية للأمة والدعوة هي الفيصل الحازم في أي تغيير أو تطوير أو تحسين، وإن المتغيرات الدولية عوامل مساعدة قل عوامل معاندة ولكن حتى حينما تكون عوامل مساعدة فإن الذي لا يساعد نفسه لا يمكن أن يساعده أحد، والذي لا يستطيع أن يقوم ليس بحاجة إلى كبير مواجهة من عدوه للقضاء عليه.
    من الخطر أن ننظر إلى المستقبل الإسلامي نظرة شمولية فإننا حينما نتكلم عن كلمة المستقبل لهذا الدين أو نسمع محاضرة أو نقرأ كتاباً أو ندير حديثاً بيننا حول هذا الموضوع يخيل إلينا أن مستقبل الإسلام لن يتحقق إلا بصعود قوى عظيمة تمثل الإسلام وهبوط قوى تعاند الإسلام كقوة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم أو غيرها من القوى الشرقية أو الغربية، وكأن تحقيق مصلحة الإسلام لا يمكن أن يتم إلا من خلال هذه الصورة التي ربما تكون بعيدة، وربما تحتاج إلى مجاهدة وصبر سنين وربما إلى فترة طويلة من العمر، والله تعالى أعلم متى وأين وكيف وهل؟.، لكن علينا أن ندرك أن الآية الكريمة السابقة 42 من سورة الروم تنبهنا إلى معنى تربوي مهم وهو النظرة التفصيلية والتفضيلية أيضاً، أما النظرة التفضيلية فأعني بها أن المسلمين من شأنهم أن ينظروا في مجريات الأحداث ويدركوا أنها وإن كانت شراً أحياناً فإنها كما قيل: حنانيك بعض الشر أهون من بعض، وأن المسلمين عليهم أن يكون لهم مواقف ولهم نضج ولهم رسوخ في بعض هذه الأحداث الدولية وإن لم يكونوا طرفاً مباشراً فيها، أما النظرة التفصيلية فأعني بها أن ندرك أن مستقبل الإسلام إنما يتم ويتحقق من خلال المجهود البشري الذي نقوم به ومن خلال الأعمال والإنجازات المحدودة التي يمارسها فرد أو جماعة أو طائفة. بإمكاني مثلاً أن أنظر إلى المؤتمر العالمي التاسع الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي منذ فترة لمدة ثلاثة أيام، والذي حشد له عدد كبير من الوجهاء والدعاة وأكابر أهل العلم والدعوة في العالم الإسلامي، فأعتبره نوعاً من النجاح ونوعاً من صناعة المستقبل لهذا الدين، وبإمكاني أن أنظر إلى مؤسسة أو مدرسة أو جامعة أو كتاب أو شريط أو معهد أو حتى شخص مسلم جديد أو مهتد جديد كان ضالاً أو كان كافراً بأننا بهذه الأعمال نصنع ونبني مستقبل الإسلام، بل أكثر من ذلك أرى كلَّ أمر يتحقق في مجال الاقتصاد مثلاً أو في مجال التعليم ومجال الأمور الدنيوية البحتة إذا كان هذا الأمر يتحقق وفق معايير وأطر صحيحة.. جزءاً من صناعة المستقبل لهذا الدين.
    المسلمون.. واختراق القوى

    سؤال:هل يعني ذلك أن المسلمين قادرون بهذه الإمكانات على اختراق تلك القوى والصعود وقيادة العالم؟
    جواب:القوى العظمى لا تهب فجأة ولا تمشي إلى الواقع وإلى المنصة بسرعة الصاروخ.
    قال لي أحد الشباب يوماً رأيت رؤيا وسألت المعبرين عنها فقالوا: أمريكا تسقط بعد شهرين! فقلت له: سبحان الله، لو كانت أمريكا طائرة لكان هذا التأويل والتعبير صحيحاً، فالطائرة من الممكن أن تسقط خلال ثوان أما دول وقوى وإمبراطوريات لها رسوخ ولها تمكين فلا يمكن أن يتخيل لها مثل هذا السقوط السريع. ثم هب أن هذه القوى أو تلك سقطت وتهاوت في هذه المدة أو أقل منها أو أكثر فهل يوجد فينا في ذواتنا نحن المسلمين من القوى والقدرة والتطوير ما يجعلنا نستقل بأمرنا؟ أم أننا سوف نبقى في انتظار طرف آخر يكون له نوع من النفوذ ومن التأثير، وربما يكون مثل تلك القوى أو أقل منها أو شراً منها؟
    ما لم يكن لدينا قدرة على بناء الذات وعلى تطويرها أفراداً أو جماعات أو شعوباً أو مؤسسات أو دولاً فإن علينا ألا نطمع بكبير تغيير على هذا المستوى.
    مبشرات أم نكبات؟!
    سؤال:الانفتاح هل هو من مبشرات هذا القرن أم هو نكبة تضاف إلى رصيد النكبات التي أصيبت بها الأمة والعالم بشكل عام؟
    جواب:الانفتاح كما هو واضح من عنوانه يطلق على الخير والشر، وفي القرآن الكريم تجد أنه يستخدم لهذا وذاك، كما في قول الله سبحانه وتعالى مثلاً «إنا فتحنا لك فتحاً مبينا»، «نصر من الله وفتح قريب» «فافتح بيني وبينهم فتحاً» وقد يستخدم في ضد ذلك كما في قوله تعالى «حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون» أو قول الرسول صلى الله عيه وسلم «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» إذاً كلمة الفتح وكلمة الانفتاح كلمة محايدة ومصطلح لا يعطي معنى ولا يدل على تأييد هذا الانفتاح ولا على اعتراض عليه، ولكنه يؤكد حقيقة مهمة وهي أن العالم يشهد انفتاحاً إعلامياً واقتصادياً لا يمكن المجادلة حوله. هذا الانفتاح كان مندفعاً ضمن تيار العولمة أو النظام الدولي الجديد الذي بشرت به الولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وفي حرب الخليج الثانية بعد نهاية الحرب الباردة كما يقال، غير أن أحداث 11 سبتمبر ربما شوشت وعكرت على هذا الانفتاح، خصوصاً فيما يتعلق بالحركات الإسلامية وما يتعلق بالانفتاح السياسي، لكن يبقى من المؤكد أن وسائل الانفتاح، كالقنوات الفضائية مثلاً أو الإنترنت أو وسائل الاتصال، لا تزال فعالة وقائمة بل في نمو وازدياد مطرد. إن حركة دمج العالم أو العولمة «القولبة»، كما تسمى، موجودة عبر العصور، أو محاولتها موجودة عبر العصور بشكل أو بآخر، ولكنها أخذت تتسارع وتيرتها الآن خلال التسعينيات، وإلى اليوم بشكل خاص، واستمدت هذه السرعة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتطورات المدهشة في وسائل الاتصال وفي المعلومات التي تقود الطريق إلى المستقبل.
    وهناك اتجاه ينحو إلى رفض العولمة باعتبارها خطراً يهدد العالم الإسلامي وهناك اتجاه آخر يبالغ في التبشير بمحاسنها والمعرفة المترتبة عليها، ويبشر بالنعيم الموعود أو الجنة المزعومة من ورائها، وهذا أيضاً ضرب من الخيال. والمهم إدراك أن هذا الأمر واقع سواء قبلنا أو رفضنا
  • قـمر الشـــــام
    كبار الشخصيات
    • Mar 2009
    • 8510

    #2
    ..

    كـلام جــمـــيل ..
    بــوركت ِ غــــاليتي حــــنين ..



    المشاركة الأصلية بواسطة حنين الشاميه

    إن القدرات الذاتية للأمة والدعوة هي الفيصل الحازم في أي تغيير أو تطوير أو تحسين، وإن المتغيرات الدولية عوامل مساعدة قل عوامل معاندة ولكن حتى حينما تكون عوامل مساعدة فإن الذي لا يساعد نفسه لا يمكن أن يساعده أحد، والذي لا يستطيع أن يقوم ليس بحاجة إلى كبير مواجهة من عدوه للقضاء عليه.


    هذه هي مشكلــتــنا فــــعلا ً ..
    القدرات الــذاتية موجودة .. والرغبة في التــغيــير موجـودة أيــضا ً ..
    لكن .. ما نــفــتـقده هو تأيـيد الحكومات وتـشجـيعـــها ..
    هذا الـدور السلبي الـذي تـلعبه المؤسسات والحكومات يـقـضـي على الإبداع الذاتي ويـقـتـلـه ..
    إذا لم يـصدر التـحـفـيز من هذه المؤسسات فــلن يـتـغـيّر الواقع .. ولن تـتـجاوز الأمة مـرحـلـة التـخــلـف والسبات ما لم يـــلـقى الأفراد الـدعم من الحـكومات ..


    هذا ما أراه .. والله أعــلم ..
    ..





    تعليق

    • الدّرر
      كبار الشخصيات
      • Feb 2008
      • 20724

      #3
      كلآم جَميل ..

      بآرك اللهُ فيكِ ..

      /

      كُلنآ لدينآ تفكير .. وذكآء .. وإبدآع .
      لكننا للأسف لم نستغل هذه المواهب ..
      حتّى ترـآكمْ عَليهآآ الغُبآر ..
      وأصبحتْ بلآ فآئدة ..
      وحَتّى نستيطعْ أن نرتقي .. ونُنافس الأقوام الأخرى ..
      فلا بدّ علينآ من التسّلح بسلاح العلم ..
      والبعد كل البعد عن الجهل .. والغفلة .. والتكاسل ..



      رُبّ خيرٍ لم تنلْه ؛ كانَ شراً لو أتاكَ ~
      بكلّ الحب .. كُنتُ هنا يوماً ()***

      تعليق

      • @ام الخير@
        كبار الشخصيات
        • Apr 2009
        • 11530

        #4


        نكباتنا كثيرة وقدراتنا كبيرة

        واستهانتنا بها اكبر



        لله درك يا امتي

        الى متى؟؟؟


        يسلمووووووووووووووووو

        تعليق

        • الألماســـــة
          النجم البرونزي
          • Jun 2009
          • 603

          #5
          بارك الله فيك اختي العزيزة
          وسقاك من حوض نبيه شربة لا تظمئي بعدها ابدا
          جزاك الله كل خير

          تعليق

          • همسات ورده
            عضو جديد
            • Sep 2009
            • 28

            #6
            جزاك الله خير وبارك فيك

            تعليق

            يعمل...