بسم الله الرحمن الرحيم
حلــوى النجاح .. وبكـــاء الفشــل ..!!
النجاحُ والفشــلُ كلمتانِ متضادتان في المعنى ، أذا استخدمنا أحدهما للدلالةِ على وصفِ حالةِ معينةٍ أغنى عن استخدام الأخرى ، كثيرٌ ما نسمعهما في حياتنا اليومية ، فيقال " فـــلانٌ ناجح " أو " فــــلانة ناجحة " أو العكس ، هاتــان الكلمتان ارتبطتـا في أذهاننا منذ الصغر ، كنــّـــا نبذل قصـــارى جهدنا في الدراسةِ حتى نتجنبَ سماع كلمة الفشل ، لم نكنْ نعلم أن الفشلَ حالة ٌ وواقعٌ تستمرُ فترة قد تطولُ وقد تقصر ، والنجاح كذلك ، كــنـّــا نتعامل معهما على أســــاسِ أنهما كلمتان مجردتان وربما مايزال البعضُ يتعاملُ بهما ومعهما على هذا الأساس.
النجــاحُ والفشــلُ لهما مرادفاتٌ كثيرة ، منها ماهو لفظــيٌ ومنها ما هو حسي ، كانتْ أمي تقــــولُ لي عند بداية كل عام دراسي : ( أريدُكَ أن تأتيني نهاية العــام بشهادة في يمينك ) ، وأخــذ الشهادةِ باليمين كناية عن النجاح ، وهذه الدلالة موجودة في القران الكريم حيث يقول تعالى : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقولُ هاؤم أقرءوا كتابيه ، إني ظننتُ اني ملاقٍ حسابيه ، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية... ) وكذا الحالُ في أخذ الشهادة بالشمال كناية عن الفشــل ، قال تعالى : ( وأما من اوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ، ولم ادر ما حسابيه ... ).
النجاحُ والفشلُ حالتان يعيشهما الإنســـانُ ، وتتضحُ هاتان الحالتان من سيــاق الآيـــــات الكريمات الواردة أعلاه ، فالمؤمنُ الذي يتسلمُ صحائفَ أعماله بيمينه سيعيشُ حالة َ النجاح المتمثلُ في العيش الرضي في درجة رفيعة من الجنة ، ( كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية ) ، ثمراتُ النجاح ماهي إلا حالات لذلك النجاح ، و في المقابل نجدُ عواقب الفشل هي حـــالات الفشـــل ( ياليتها كانت القاضية ما اغني عني ماليه ، هلك عني سلطانيه .. ).
هل هناك درجاتٌ ومقاييس نعرفُ من خلالها مقدارَ النجاح والفشل الذي نعيشهما ؟ أو قــل كيف نحكم ونعرف النجاح من الفشل ؟ الطالبُ يظنُ ( في عرفهِ المدرسي ) أن الدرجاتَ التي يمنحه استاذه هي مقيـاس نجاحه من فشله ، والناجح في عرف الناس هو من أمتلك قصوراً واموالاً أو ظفــر بملكة جمال أو نحو ذلك ، والفـــاشلُ عكسُـه تماماً ، أمـّــا في نظري أنا فإن المقياسَ الحقيقي للنجاح والفشل هو جهــازٌ صغيرٌ في دواخـــلنا نحنُ من يحكمه ويملكه ونحنُ من يحدد درجته ، فقد يكون نجاحي في نظر غيري فشلاً ، وقد يكون فشلي في نظر غيري نجاحاً وهكذا.
بالمناسبة دعـــوني أروي لكم قصة قصيرة في هذا الجانب حدثت لي حينما كنتُ طالباً في الابتدائية ، ذات مرة طلبَ منــّـا استــــاذ القواعد أن نكتبَ إملاءً لقصة كان يرويها فأخطأتُ في كلمة وبالتالي لم أنل العلامة كـاملة فبكيتُ بكاءً شديداً انتهى بحلاوة من حقيبة الأستاذ ، الشــاهدُ عندما عدتُ إلى البيتِ ســــألني أخي لماذا بكيت ؟ ( فقد شاع خبري في المدرسة ) فأخبرته الخبر ، قـــال أرني الخطأ الذي وقعتَ فيه ، لـمـّــا رأه قال لي : ( أنت فاشـــل ، ما في أحـــد يغلط غلطك هذا ) ، فذهبت إلى أبي أبكي وأخبرته الخبر وأنتهى بكائي بحلوى أخرى ، واستمرَ مسلسلُ البكاء المنتهي بحلوى إما من الاستاذ أو من أبي.
النجـــاحُ والفشـــلُ ماذا يعني لكن ؟ وماهي درجاته وحدوده ؟ ، من يـُـقـّيم نجاحاتك ومن يحدد اخفاقاتك ؟ أسئلة ٌ تنتظر اجاباتكم وتعليقاتكم ، حتى أرى ذلك تقبـــلوا تحياتي والله يرعاكم
منقول
حلــوى النجاح .. وبكـــاء الفشــل ..!!
النجاحُ والفشــلُ كلمتانِ متضادتان في المعنى ، أذا استخدمنا أحدهما للدلالةِ على وصفِ حالةِ معينةٍ أغنى عن استخدام الأخرى ، كثيرٌ ما نسمعهما في حياتنا اليومية ، فيقال " فـــلانٌ ناجح " أو " فــــلانة ناجحة " أو العكس ، هاتــان الكلمتان ارتبطتـا في أذهاننا منذ الصغر ، كنــّـــا نبذل قصـــارى جهدنا في الدراسةِ حتى نتجنبَ سماع كلمة الفشل ، لم نكنْ نعلم أن الفشلَ حالة ٌ وواقعٌ تستمرُ فترة قد تطولُ وقد تقصر ، والنجاح كذلك ، كــنـّــا نتعامل معهما على أســــاسِ أنهما كلمتان مجردتان وربما مايزال البعضُ يتعاملُ بهما ومعهما على هذا الأساس.
النجــاحُ والفشــلُ لهما مرادفاتٌ كثيرة ، منها ماهو لفظــيٌ ومنها ما هو حسي ، كانتْ أمي تقــــولُ لي عند بداية كل عام دراسي : ( أريدُكَ أن تأتيني نهاية العــام بشهادة في يمينك ) ، وأخــذ الشهادةِ باليمين كناية عن النجاح ، وهذه الدلالة موجودة في القران الكريم حيث يقول تعالى : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقولُ هاؤم أقرءوا كتابيه ، إني ظننتُ اني ملاقٍ حسابيه ، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية... ) وكذا الحالُ في أخذ الشهادة بالشمال كناية عن الفشــل ، قال تعالى : ( وأما من اوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ، ولم ادر ما حسابيه ... ).
النجاحُ والفشلُ حالتان يعيشهما الإنســـانُ ، وتتضحُ هاتان الحالتان من سيــاق الآيـــــات الكريمات الواردة أعلاه ، فالمؤمنُ الذي يتسلمُ صحائفَ أعماله بيمينه سيعيشُ حالة َ النجاح المتمثلُ في العيش الرضي في درجة رفيعة من الجنة ، ( كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية ) ، ثمراتُ النجاح ماهي إلا حالات لذلك النجاح ، و في المقابل نجدُ عواقب الفشل هي حـــالات الفشـــل ( ياليتها كانت القاضية ما اغني عني ماليه ، هلك عني سلطانيه .. ).
هل هناك درجاتٌ ومقاييس نعرفُ من خلالها مقدارَ النجاح والفشل الذي نعيشهما ؟ أو قــل كيف نحكم ونعرف النجاح من الفشل ؟ الطالبُ يظنُ ( في عرفهِ المدرسي ) أن الدرجاتَ التي يمنحه استاذه هي مقيـاس نجاحه من فشله ، والناجح في عرف الناس هو من أمتلك قصوراً واموالاً أو ظفــر بملكة جمال أو نحو ذلك ، والفـــاشلُ عكسُـه تماماً ، أمـّــا في نظري أنا فإن المقياسَ الحقيقي للنجاح والفشل هو جهــازٌ صغيرٌ في دواخـــلنا نحنُ من يحكمه ويملكه ونحنُ من يحدد درجته ، فقد يكون نجاحي في نظر غيري فشلاً ، وقد يكون فشلي في نظر غيري نجاحاً وهكذا.
بالمناسبة دعـــوني أروي لكم قصة قصيرة في هذا الجانب حدثت لي حينما كنتُ طالباً في الابتدائية ، ذات مرة طلبَ منــّـا استــــاذ القواعد أن نكتبَ إملاءً لقصة كان يرويها فأخطأتُ في كلمة وبالتالي لم أنل العلامة كـاملة فبكيتُ بكاءً شديداً انتهى بحلاوة من حقيبة الأستاذ ، الشــاهدُ عندما عدتُ إلى البيتِ ســــألني أخي لماذا بكيت ؟ ( فقد شاع خبري في المدرسة ) فأخبرته الخبر ، قـــال أرني الخطأ الذي وقعتَ فيه ، لـمـّــا رأه قال لي : ( أنت فاشـــل ، ما في أحـــد يغلط غلطك هذا ) ، فذهبت إلى أبي أبكي وأخبرته الخبر وأنتهى بكائي بحلوى أخرى ، واستمرَ مسلسلُ البكاء المنتهي بحلوى إما من الاستاذ أو من أبي.
النجـــاحُ والفشـــلُ ماذا يعني لكن ؟ وماهي درجاته وحدوده ؟ ، من يـُـقـّيم نجاحاتك ومن يحدد اخفاقاتك ؟ أسئلة ٌ تنتظر اجاباتكم وتعليقاتكم ، حتى أرى ذلك تقبـــلوا تحياتي والله يرعاكم
منقول
--
تعليق