تويت
أصطحب أحد الأغنياء أبنه في رحلة لهدف تربوي للأرياف كي يشاهد الأسر الفقيرة، الرجال والنساء يعملون جنبا الى جنب يزرعون أراضيهم من الصباح الباكر حتى المغيب، ويأكلون من خيرات أراضيهم ومواشيهم بكل سعادة وبساطة حال .
في المساء وعندعودتهم سأل الأب ابنه كيف كانت هذه الرحلة ؟ فأجابه الأبن بأنها عظيمة يا أبي ! سأله مرة اخرى ماذا تعلمت في هذه الرحلة فأجاب الأبن وقال: اننا نملك كلبا واحدا وهم يملكون اربعة كلاب لدينا يا والدي مسبح لا يكاد يصل الى منتصف الحديقة، بينما لديهم نهر لا نهاية له مصابيح حديقتنا صناعية مستوردة ومصابيحهم نجوم السماء المتلألئة طوال الليل لدينا قطعة أرض صغيرة نعيش عليها، بينما لديهم حقول مترامية الأطراف من حولهم .
نحن نشتري غذاءنا وهم ينتجون غذاءهم بأنفسهم لدينا أسوار عالية لحمايتنا، وهم لديهم أصدقاء لحمايتهم بقي الأب يستمع لأبنه حين ختم الحديث قائلا : شكرا لك يا والدي لأنك أريتني كم نحن فقراء !! .
هذه القصة إن دلت فأنها تدل على أن الغني هو غني النفس وكم من غني هو فقير !! وكم من فقير هو غني يعيش حياة بسيطة بعيدة كل البعد عن المظاهر ينام النوم العميق لايفكر كثيرا في هذه الدنيا وليس لديه ما يخاف عليه ويخسره بكل قناعة وبساطة وسعادة مقابل لا شيء يملكونه سوى أجسادهم التي تعمل بدون توقف وأرضهم وهويتهم التي يعتزون بها، وللوهلة الأولى أذا شاهدتهم تظن بأنهم تعساء ! ولكن اذا أمعنت النظر رأيتهم يختبرون السعادة الحقيقية التي طالما حلمت أنت بها .
هذا التفاوت الموجود في كل دول العالم ويقوم على فئات وطبقات وشرائح مجتمعية تتشارك في مصالح، ولكنها تختلف وتتعارض في مصالح أخرى . وفي الآونه الأخيرة نجد حل مسألة الصراع الحقيقي الطبقي والأجتماعي وصهر جميع الفئات والطبقات ضمن مقولة ( الشعب الواحد ) وتوحيد الخدمات الحياتية، والغاء أنواع التمييز فيما بينهم بحيث أصبحت الحياة الأن تسودها العدالة الأجتماعية، التعليم المجاني الألزامي، التأمين الصحي، المقاعد الجامعية للمتفوقين، التخفيضات المختلفة في الأسواق الأستهلاكية .
لانحتاج لمسرح لنتعرف معنى العذاب فالحياة نفسها تمنحنا فرصا لاتحصى للتعرف عليه
{0} 
تعليق