تمر على الإنسان فترات يكون فيها حزيناً مهموماً

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الخنساء
    كبار الشخصيات
    • Mar 2001
    • 10676

    تمر على الإنسان فترات يكون فيها حزيناً مهموماً





    تمر على الإنسان فترات يكون فيها حزيناً مهموماً ، أو غاضباً مثاراً ، أو خائفاً قلقاً ، وعندما يكون هذا هو حله فإنه يكون بين خيارين ، أما أحدهما فهو أن يكبت همه وغضبه فلا يظهرهما لأحد ، فتكون النتيجة الضيق والألم ، وقد يصل الحال عند بعض الناس إلى المرض النفسي أو الجسدي ، وأحياناً إلى الانهيار التام أو الاختلال العقلي ، ولكن ايضاً قد يتحمل بعض الناس هذه الآلام ويصبروا عليها فلا يصيبهم شيء مما ذكرناه .

    أما الخيار الثاني فهو أن ينفس الإنسان عما في نفسه وذلك بالتحدث إلى الآخرين وبث همومه وأحزانه لهم ، فتكون النتيجة الارتياح النفسي لا سيما إذا وجد تجاوباً من قبل الآخرين ومشاركة له بشعورهم وعواطفهم ، لذا يقول الشاعر :

    إذا ما عراكم حادث فتحدثوا 00000 فإن حديث القوم ينسي المصائبا

    ومن هنا ، إذا أردت أن توثق العلاقة بينك وبين الآخرين فاترك لهم مجالاً لينفسوا عما في صدورهم ، وانصت لهم جيداً وأشعرهم بالتعاطف معهم ، ولا تخطئهم في تصرفاتهم وتلقي اللوم عليهم ، فليسوا في حال تمكنهم من قبول ، ذلك ولكن حاول أن تصبرهم وأن تعرض عليهم مشورتك ومعونتك ، ثم حاول بعد ذلك أن تصلح الخطأ وأن توجههم إلى العلاج بأدب وحكمة .

    إن التنفيس ( غالباً ما يكون ) دليل على المحبة والثقة ، إذ لا ينفس الإنسان إلا إلى من أحبه ووثق به ، كما وأن خطورة الكبت وعدم ترك المجال للتنفيس كبيرة جداً ، إذ يتحول هذا الكبت إلى حقد وحسد وضغينة وترصد وتحد مذموم .

    ومع أهمية ترك المجال للآخرين لينفسوا عن أنفسهم إلا أننا نذكر بعدة أمور هامة ، وهي :

    1- احذر من الإثارة والاستدراج ، فالذي ينفس عن ما في صدره لا يكون في الغالب ذا نفسية متزنة ، لذا ينبغي تغليب العقل على العاطفة ، رغم أهمية وضرورة إبداء التعاطف الظاهري .

    2- لا تتخذ موقفاً أو تقوم بعمل سريع دون أن تفكر فيه ملياً ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة .

    3- لا تظلم الآخرين ولا تصدق كل ما تسمع حتى تتثبت ، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 1 .

    4- لا تشارك المهموم ، الذي ينفس عن ما في نفسه ، في غيبة الآخرين ، والتكلم في أعراضهم ، فإنه إثم ومعصية ، بل ينبغي أن تخفف حدة ذلك عنده ، وأن تذكره بخطورة الغيبة والتكلم في أعراض الناس .

    5- وجّه المهموم والمغموم إلى اللجوء إلى الله عز وجل ، وأكثر من تذكيره بالآيات والأحاديث التي تناسب هذا المقام ، وطالبه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وانصحه بالوضوء والصلاة ، فإن ذلك هو السبيل لإزالة همه وغمه وغضبه .

    6- الحق أحق أن يتبع ، فلا تركن إلى الباطل ولا إلى الذي ظلموا ، ولا تقول إلا حقاً ، فلا بركة ولا توفيق إلا مع الحق ، ومن ثم فلا تجامل صاحبك المهموم على حساب الحق ، ولا تزين له الباطل والخطأ ،ولكن مع هذا ينبغي أن تحسن اختيار الأساليب التي يتم بها توضيح وإيصال الحق .

    7- حاول أن تترك الفرصة كاملة للمهموم كي يتكلم ويخرج ما في صدره ، ولا تقاطعه كثيراً ، ولا تمنعه من توضيح ما يريد إيضاحه ، وكن مستمعاً أكثر منك متكلماً ، فإن ذلك نصف العلاج ، إذ أن بعض الناس يكفيهم أن يجدوا من يستمع إليهم ويشاطرهم همومهم ويشاركهم مشاعرهم .














  • خـKـالد
    النجم البرونزي
    • May 2002
    • 647

    #2
    السلام عليكم...
    مقال رائع جداً وبارك الله فيك وفي كتاباتك .... واسمحي لي انقلها لمواقع اخرى بأسمك ...
    بس انا عندي ملاحظة ... على رقم واحد ...وش تقصدين (لايكون ذا نفسية متزنة)؟؟؟ يعني الشخص اللي ينفس عما في صدرة او بالمعنى العامي ( يفضفض ) نفسيتة مش ولا بد ... ارجو التوضيح ...
    ومشكورة مرة ثانية على هالمقال الرائع
    اخوك / خالد

    تعليق

    • خـKـالد
      النجم البرونزي
      • May 2002
      • 647

      #3
      السلام عليكم...
      مقال رائع جداً وبارك الله فيك وفي كتاباتك .... واسمحي لي انقلها لمواقع اخرى بأسمك ...
      بس انا عندي ملاحظة ... على رقم واحد ...وش تقصدين (لايكون ذا نفسية متزنة)؟؟؟ يعني الشخص اللي ينفس عما في صدرة او بالمعنى العامي ( يفضفض ) نفسيتة مش ولا بد ... ارجو التوضيح ...
      ومشكورة مرة ثانية على هالمقال الرائع
      اخوك / خالد

      تعليق

      • حمامة الروض
        عضو نشيط
        • Sep 2002
        • 171

        #4
        رائع اختي بارك الله فيك00

        تعليق

        • جوهرة العقيدة
          كبار الشخصيات
          • Jul 2001
          • 1681

          #5
          يعطيك الله العافيه على هذا الطرح
          ابعد الله عنا وعنك وعن جميع المسلمين الهموم
          الاخ خالد تقريبا تقصد انه يكونالمتحدث في حالة حزن
          وهو يتحدث مع الطرف الاخر ويتحدث بعواطف
          فالواجب على الطرف الاخر تحكيم عقله
          والله اعلم

          بقدر الجد تكتسب المعـالي **ومن رام العلا سهر الليالي
          وما نيل المطالب بالتمني **ولكن تأخذ الدنيا غلابا


          تعليق

          • بسمه فرح
            زهرة لا تنسى - نور نزهة المتقين "درة التحفيظ 1"
            • Apr 2002
            • 3927

            #6
            مقال في غايه الروعه
            جزاك الله خير
            ولكن احببت ان اذكر انه يوجد حالات يكون فيها هذا الشخص هو المتنفس للعديد ممن هم حوله فاتوقع هذا الشخص سياتي يوم وينفجــــر....
            لذلك لاانصح (بوجهه نظري) ان تشرح له كل في قلبك من حزن والم وان لاتفضفض له في كل الاحوال اي يا حبذا لو احتفظت ببعض همومك لنفسك خوفا من تعب وحزن من ستخبره بما فيك من ضيق......(اتمنى ان المعنى المراد وصل)

            هذه مجرد وجهه نظر....واختلاف الرأي لايفسد بالود قضية
            سبحان الله والحمد لله والله أكبر

            تعليق

            • الخنساء
              كبار الشخصيات
              • Mar 2001
              • 10676

              #7
              بارك الله في الجميع واثابكم الله على هذه الردود الرائعه ..


              أختي جوهرة العقيد
              نعم كلامك صحيح بورك فيك ..



              أخي خـالد
              نعم اسمح لك بنقل اي موضوع لي وبدون ان تكتب اسمي فنحن نريد ان تعم الفائدة ...










              تعليق

              يعمل...