تويت
ويبقى المصدر مجهولا
"هل سمعتي آخر خبر؟؟؟؟"
قالتها وكأنها جاءت بالخبر اليقين
ماذا ؟؟؟ما عندك اليوم من أخبار؟؟
والأخرى تلقتها بلهفة شديدة كالاسفنجة التي تمتص الماء
وكأن الأمر أصبح اعتياديا
فقد جاءتها "وكالة الأنباء"
وبعد أن تذيع الخبر
يأتي السؤال المهم
من قال لك؟؟؟
"لا أعرف سمعتهم يقولون هكذا "
كم من وكالات للأنباء يوجد في مجتمعاتنا؟؟
ولكن أنباءهم ليست كالأنباء وأخبارهم ليست كالأخبار
إن أخبارهم وأنباءهم مجرد سموم ينفثونها بين أفراد المجتمع
خبر عن هذا وخبر عن تلك
هي تزوجت وهو طلق
فلانة سافرت
وفلان مرض
وفلان وفلانة بعيدون عما يقولون
والغريب في الأمر
إن مثل هذه الأخبار لا تمت للواقع بصلة
مجرد خبر تتناقله الألسن للتسلية تارة
أو النيل من أعراض الناس تارة أخرى
ويبقى المصدر مجهولا
للأسف مثل هذه الشائعات تنتقل كالنار في الهشيم
تتناقلها النفوس المريضة وتتلقاها النفوس الضعيفة
فيتلذذ قائلها بتناقلها لأنها تعوض تقصا يؤرقه
ويتلقاها السامع بل ويطرب لها
لأنها تروي فضوله المتعطش.........
الشائعة ما هي إلا شجرة خبيثة
تسقى بماء الكذب فتتفرع أغصانها
وتمتلئ أوراقها ......فلا تثمر إلا شوكا يتضرر به الناس
وأكثر ما يتضررون في سمعتهم
ومما يؤسف له أن هذا الشائعات الكاذبة
تنتقل أسرع من الأخبار الصادقة
ولم لا ؟؟؟ فهي الخبر الذي غلف بالغرابة والتضخيم
مما يثير انتباه الناس فالإنسان يميل بطبعه الى كل ما هو مثير وغريب
أتساءل هنا؟؟؟
أين هم من عظمة الآية القرآنية
" {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (سورة ق-18)"
لكي نحد من هذا الخطر الكبير الذي له أكبر الضرر
ونتائجه السلبية التي تأتي على القريب والبعيد
لابد لنا من توخي الحذر وأن نكون من المتثبتين في حديثنا وأقوالنا
وننصح كل من يسمع شائعة أن يتثبت ويتيقن
لندفن هذه الشائعات بمهدها فلا نجعلها كالخنجر المسموم في قلوب الناس
ولنقف موقفا حازما أمام هؤلاء من يبثون الشائعات وينفثون سمومهم
بين أفراد المجتمع وعلينا أن نثبت أمام أي خبر نشعر أنه يحيد عن الصدق
فلا نصدقه كما جاء في قوله تعالى
":{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَافَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (سورة الحجرات - 6)."
نسأل الله السلامة والعافية لجميع المسلمين
ووقانا من هذه الآفة ومن شرها
محبتكم في الله
ام محمد
تعليق