...الشهادة الكبيرة ...
تقدم اليها والشرر يتطاير من عينيه ورفع إصبعه في وجهها منذرا صائحا:قلت لك لا أما تفهمين؟ دراسة وسكتنا,كلية وسكتنا, ولكن عمل عمل ؟!لا,أنا ما عجزت بعد عن توفير لقمتك أسمعت؟لاوألف لا...
تراجعت الى الخلف مذعورة,التصقت بالجدار كطير بلله القطر,وهمست مستعطفة بصوت خافت:ولكن, يااخي ...أرجوك اسمعني, وكأنما لسعته بكلماتها فاندفع نحوها,وأسرعت زوجه تقف بينه وبينها,فصاح وهو يحاول إزاحتها من طريقه:دعيني ,أتركيني أعلمها الأدب, اتركيني قلت لك اتركيني.
أرجوك ياأبا إبراهيم , عائشه لم يكن قصدها إغضابك ...
حتى أنت تدافعين عنها؟
وأبعد زوجته جانبا ورفع قبضته في الهواء, فأغمضت عينيها وارتفعت كفاها دون وعي أمام وجهها تحميه, ومكث هنيهات واجفة , وآلاف البراكين تتفجر في أعماقها الواحد تلو الأخر...
أما هو فقد صر على أسنانه, وضم أصابعه حتى برزت العروق في ساعده المتين وهتف بغيظ : تبا لك , ماذا يقول الناس عني إن ضربتك ؟
وشد بأصابعه على يديها فأبعدهما عن الوجه الشاحب وصاح بها وهو يتفرس في وجهها : سمعيني , لآخر مرة أقولها , لن تعملي ما دام في عرق ينبض , أسمعت؟
وصمتت , فما الفائدة من الجواب , صمتت لكن عشرات الكلمات كانت تجول في الرأس الصغير وتطل من النظرات المتمردة , همس بحدة : هذه العين سأقلعها لك يوما , ودفعها نحو الحائط واستدار خارجا...
أما هي فقد انهارت جوار الجدار وأغمضت عينيها , إيه...حتى النظرات ما عدت أجرؤ أن أرفعها إليك ؟ يا أخي , يا ابن أمي وأبي , أما تحس بي ؟ أما تدرك ما أعانيه ؟ ما عرفت أنت أيضا لحظات الملل القاتل واليأس المخيف ؟ إلام الإنتظار هكذا ؟ وماذا أنتظر ؟ وحياتي تضيع هباء بين جدران أربعة ومجتمعي أحوج ما يكون إلى شهادتي نت هذا الجدار البارد المتعال ؟
تكومت على نفسها وضمت ساقيها بذراعيها وأخفت بينهما وجهها ومضت تذؤف دمعات حرى , علها تطفيء بعضا من اللهب الذي يشتعل في جوفها ...
نادتها زوجه برفق وهي منكبة فوق أكوام الغسيل : عائشة , الله يهديك , أخوك يحبك , حريص عليك... وهذا الزمان أغبر الإنسان اليوم صار لا يأمن على أولاده في البيت , فكيف يامن أبو إبراهيم عليك وأنت تخرجين كل يوم إلى الشارع ؟ صدقيني هو يريد مصلحتك ...
مصلحتي ! أن أقضي عمري بين أربعة جدران أتأمل شهادتي تزين الحائط وأتأمل أيامي تذهب يوما تلو الآخر دون هدف ما ؟
تابعت الزوجة وهي منهمكة في عماها : البارحة حدثني عنك قال لي ..آه يا صالحة , لو جاء ابن الحلال وتزوجت عائشة نصف همي ينزاح... فتحت عينيها ببطء ورننت إلى زوجة أخيها وقد بدا القلق يعتصر قلبها بأيد خفية...
معه حق يا عائشة الأولاد مسؤولية فما بالك بالبنات ؟ بصراحة إنهن هم مقيم حتى يتزوجن , إيه , الله يرزقك بابن الحلال الذي يسعدك ....
رفعت رأسها , ما أطيبك يا صالحة , ليتني مثلك امرأة بسيطة لاتعرف إلا عمل المنزل وطاعة الزوج...يرحمك الله يا امي , كم عانيت في إصرارك على تعليمي , وقفت بوجه الجميع , أبي ثم إخوتي , وهاقد نلت الشهادة الكبيرة _ التي تمنيتها _ودعوت الله في صلاتك أن يرزقنيها . فما الذي حدث ؟ ما الذي تغير ؟ صوتك لازال في مسامعي : عائشة ..يمة , الله يرضى عليك (لاتفشليني) أمام إخوانك , أريد أن أتباهى بك , أن أكون أم المعلمة ...
ماأنا اليوم معلمة , معلمة دون طالبات , معلمة ما زالت بحاجة إلى تعلم أشتاء وأشياء في هذه الدنيا الواسعة , أهمها : (الصبر على المكتوب) ..........
تقدم اليها والشرر يتطاير من عينيه ورفع إصبعه في وجهها منذرا صائحا:قلت لك لا أما تفهمين؟ دراسة وسكتنا,كلية وسكتنا, ولكن عمل عمل ؟!لا,أنا ما عجزت بعد عن توفير لقمتك أسمعت؟لاوألف لا...
تراجعت الى الخلف مذعورة,التصقت بالجدار كطير بلله القطر,وهمست مستعطفة بصوت خافت:ولكن, يااخي ...أرجوك اسمعني, وكأنما لسعته بكلماتها فاندفع نحوها,وأسرعت زوجه تقف بينه وبينها,فصاح وهو يحاول إزاحتها من طريقه:دعيني ,أتركيني أعلمها الأدب, اتركيني قلت لك اتركيني.
أرجوك ياأبا إبراهيم , عائشه لم يكن قصدها إغضابك ...
حتى أنت تدافعين عنها؟
وأبعد زوجته جانبا ورفع قبضته في الهواء, فأغمضت عينيها وارتفعت كفاها دون وعي أمام وجهها تحميه, ومكث هنيهات واجفة , وآلاف البراكين تتفجر في أعماقها الواحد تلو الأخر...
أما هو فقد صر على أسنانه, وضم أصابعه حتى برزت العروق في ساعده المتين وهتف بغيظ : تبا لك , ماذا يقول الناس عني إن ضربتك ؟
وشد بأصابعه على يديها فأبعدهما عن الوجه الشاحب وصاح بها وهو يتفرس في وجهها : سمعيني , لآخر مرة أقولها , لن تعملي ما دام في عرق ينبض , أسمعت؟
وصمتت , فما الفائدة من الجواب , صمتت لكن عشرات الكلمات كانت تجول في الرأس الصغير وتطل من النظرات المتمردة , همس بحدة : هذه العين سأقلعها لك يوما , ودفعها نحو الحائط واستدار خارجا...
أما هي فقد انهارت جوار الجدار وأغمضت عينيها , إيه...حتى النظرات ما عدت أجرؤ أن أرفعها إليك ؟ يا أخي , يا ابن أمي وأبي , أما تحس بي ؟ أما تدرك ما أعانيه ؟ ما عرفت أنت أيضا لحظات الملل القاتل واليأس المخيف ؟ إلام الإنتظار هكذا ؟ وماذا أنتظر ؟ وحياتي تضيع هباء بين جدران أربعة ومجتمعي أحوج ما يكون إلى شهادتي نت هذا الجدار البارد المتعال ؟
تكومت على نفسها وضمت ساقيها بذراعيها وأخفت بينهما وجهها ومضت تذؤف دمعات حرى , علها تطفيء بعضا من اللهب الذي يشتعل في جوفها ...
نادتها زوجه برفق وهي منكبة فوق أكوام الغسيل : عائشة , الله يهديك , أخوك يحبك , حريص عليك... وهذا الزمان أغبر الإنسان اليوم صار لا يأمن على أولاده في البيت , فكيف يامن أبو إبراهيم عليك وأنت تخرجين كل يوم إلى الشارع ؟ صدقيني هو يريد مصلحتك ...
مصلحتي ! أن أقضي عمري بين أربعة جدران أتأمل شهادتي تزين الحائط وأتأمل أيامي تذهب يوما تلو الآخر دون هدف ما ؟
تابعت الزوجة وهي منهمكة في عماها : البارحة حدثني عنك قال لي ..آه يا صالحة , لو جاء ابن الحلال وتزوجت عائشة نصف همي ينزاح... فتحت عينيها ببطء ورننت إلى زوجة أخيها وقد بدا القلق يعتصر قلبها بأيد خفية...
معه حق يا عائشة الأولاد مسؤولية فما بالك بالبنات ؟ بصراحة إنهن هم مقيم حتى يتزوجن , إيه , الله يرزقك بابن الحلال الذي يسعدك ....
رفعت رأسها , ما أطيبك يا صالحة , ليتني مثلك امرأة بسيطة لاتعرف إلا عمل المنزل وطاعة الزوج...يرحمك الله يا امي , كم عانيت في إصرارك على تعليمي , وقفت بوجه الجميع , أبي ثم إخوتي , وهاقد نلت الشهادة الكبيرة _ التي تمنيتها _ودعوت الله في صلاتك أن يرزقنيها . فما الذي حدث ؟ ما الذي تغير ؟ صوتك لازال في مسامعي : عائشة ..يمة , الله يرضى عليك (لاتفشليني) أمام إخوانك , أريد أن أتباهى بك , أن أكون أم المعلمة ...
ماأنا اليوم معلمة , معلمة دون طالبات , معلمة ما زالت بحاجة إلى تعلم أشتاء وأشياء في هذه الدنيا الواسعة , أهمها : (الصبر على المكتوب) ..........
تعليق