أ. سلوى الهوساوي
- أنا أم لطفلين.. مشكلتي تكمن في أنني معلمة واجد صعوبة في التوفيق بين تربية ابنائي وعملي ما الحل؟ هل اترك التدريس مع حبي الشديد له أم اهمل ابنائي؟
اود في البداية ان اطمئن الاخت السائلة أن مشكلتها ليست بالصعوبة التي تشعر بها أو تراها. اختي السائلة ان كل ما تحتاجينه هو اعادة تنظيم حياتك بطريقة تختلف عن تنظيمها الحالي ومن حسن الحظ هناك عوامل ايجابية في حياتك الحالية ستفيدك في تحقيق ما ترمين اليه:
أولاً: طبيعة عملك من حيث كونه فترة واحدة وبساعات محددة ومعقولة.
ثانياً: عدد اطفالك فاعادة تنظيم حياتك بوجود طفلين اسهل بكثير من محاولة تنظميها بوجود عدد اكبر.
ما تحتاجينه الان هو اعداد قائمة مفصلة باعمالك اليومية وحتى الروتينية منها (العمل، النوم، الطعام، الترفيه..) وعن طريق هذه القائمة ستعرفين الاوقات التي لا تستغلينها جيداً للاستفادة منها في انجاز اعمالك المختلفة. على سبيل المثال إذا اتضح انك تستهلكين وقتاً كبيراً في مكالمات هاتفية غير مهمة أو ترفيهية اكثر من اللازم أو انك تستهلكين وقتاً كبيراً من وقتك في المدرسة في الاحاديث الجانبية (مما يضطرك لانجاز معظم أعمال المدرسة في البيت) بامكانك عندها اعادة تنظيم يومك بطريقة تمكنك من الاستفادة من هذه الاوقات الضائعة ويمكنك الرجوع للكتب الخاصة بكيفية تنظيم الوقت للالمام بالموضوع بطريقة افضل.
بالنسبة لطفليك بامكانك اشراكهما في أعمال المنزل (إذا كانت اعمارهما تسمح بذلك) الأمر الذي يخفف عنك العبء من جهة ويتيح لك فرصة قضاء وقت مفيد معهما من جهة اخرى عن طريق تعليمك لهما اشياء جديدة ومناقشة موضوعات مختلفة اثناء العمل.
اخيراً. هناك حقيقة مهمة يجهلها بعض الاباء وهي انه على الرغم من ان قضاء وقت كاف مع الابناء امر مهم الا ان نوعية هذا الوقت من حيث الفائدة التي تعود على الابناء منه اهم بكثير فقد تكون ربع ساعة أو نصف ساعة مع الابناء يتم فيها القيام بنشاط مفيد ومحبب افضل من قضاء ساعة أو ساعتين معهم لا يتواجد فيها الآباء الا باجسادهم فقط دون تفاعل ايجابي وفعال مع الابناء
تعليق