بداية النهاية للنظام الصفوي العنصري

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العراقية
    عضو نشيط
    • Sep 2003
    • 362

    بداية النهاية للنظام الصفوي العنصري

    لم يـكن ـ فيما يبدو ـ حزب حسن نصر يتوّقع أن يكون التصعيد الصهيوني بالحجم الذي يحدث ، عندما أقدم على عملية ظنّها ستكون فائدتها الدعائية أكثر ـ كالعادة ـ من أيّ شيء آخر ، وكم هو مولع بالدعاية ! لاسيما وهو بحاجة إلى تدعيم موقفه الداخلي في ظلّ الضغوط الداعية إلى نزع سلاحه ، والخارجي أيضا بكسب مزيد من التأيّيد الإسلامي ، إذ وثاق الحديد الغربي يقترب من عنقه ، وكان يتوقّع أنّ انشغال الصهاينة بغــزّة ، وتداعيات ما يحدث فيها ، سيكون الفرصة المناسبة لعمليّته الدعائية ، وأنّ ردة الفعل بعد ذلك ، لن تتجاوز مثل ما جرى عام 2004، حيث تـمّ تبادل 400 أسير عربي بأسير يهودي وثلاث جثث.

    وأيضا لم يكن ـ فيما يبدو ـ أنّ النظام العنصري في إيران ـ وما حزب حسن نصر إلاّ أحد أذرعـته ـ توقع ردّة فعل الصهاينة بهذا الحجم ، فقد بات أخشى ما يخشاه الآن أن يتمّ تدمير كلّ ترسانة الأسلحة التي حوّلت حزب حسن نصر إلى جيش إيراني داخل لبنان وعلى حدود الصهاينة ، وكان النظام العنصري في (قم) المؤامرات ، يريد أن يحتفظ بهذه الترسانة لما يمسّ أمن النظام القومي مسـّا مباشرا ، فلهذا الأوان قـد أعدّهـا ، لا لأَنْ يدمـّر قبـل الأوان ، وكذا الشأن مع النظام القمعي العنصري في سوريا ، أراد أن يذّكر بإستعادة نفوذه في لبنان ، بتعزيز موقع حزب حسن نصر ، فطمّ هذا الأخيـر الوادي على القريّ.

    كلّهم تفاجأوا بالورطـة ، والآن ليس أمام النظام العنصري في إيران وحليفه في سوريا إلاّ أن يدخلا في مواجهة ستنتهي بسقوط النظامين ، أو يسقطان أيضا لاحقا عندما يذرا حزب حسن نصـر يواجـه مصيره لوحده ، ويغرق لبنان معه في دمار شامل ينفـذه كيان صهيوني لايعبأ بالبشـر ، فكيف يعبأ بتدمير بلد أكثريته مسلمون ، ويدعمه غرب صليبي حاقد ، لايرى الناس سوى حشرات توطأ تحت أقدام جيوش إستعمارية أباحت لنفسها أن تفعل ماشاءت .

    وكما أكّدنا سابقا بناءً على إستقراءٍ للواقع ، واستصحابا لدروس التاريخ ، ويقينا بسنن الله تعالى التي لاتتبدّل ، أنّ المواجهة ـ سواء كانت هذه بدايتها أو ستأتي ـ بين العدوّين اللّدودين لأمّتنا اللذيْن تآمرا معا عليها غير مرّة : الصهيوصليبي ، والعنصري الصفوي ، أنهّا حتميّة تاريخية ، فإننّا نؤكّد بإذن الله تعالى ، أنّ نهاية المشروع الصفوي مؤكّدة لا محالة ، وأنها ستكون بإذن الله تعالى نهاية إلى الأبد ، وسيأتي نظام آخر في إيران ، سيحدث بسببه إنفراج إلى حين يعلمه الله تعالى ، كما سيتغيـّر النظام في سوريا ، إثـر فترة من التقلبات الزلزالية التي ستحمل مزيدا من المفاجآت بما فيها من أحداث دامية غير مسبوقة ، وهي علامات من أشراط الساعة ، قُّدر لنا أن نعيش لنراها ، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا فيها الثبات ، واليقين .

    غيـرَ أن الغريب المحيــّر في الأمـر أنّ النظام العنصري في قمّ ، كان أمام خيار يعززه في نظر أمّـة الإسلام ، ويقـدّم لـه فائدة لاتقــدر بثمـن ، حتى إنـّه يكون سببا في انتشار مذهب التشيّع الذي ينتحله ، أنْ لو رفض التآمر مع المشروع الصهيوصليبي في أفغانستان ، ثمّ في العراق ، فلو أنـّه استغلّ هذا الهجوم الصهيوصليبي على أمّتنا ، بالوقوف إلى جانبها ، بدل أن يعمل خناجر الغدر ـ في ركاب وتحـت غطاء الصهاينة الصليبين ـ ضد أفغانستان ، ثــمّ يبثّ أحقاده ـ بعد فتوى مراجعهِ بتحريم جهاد المحتل الصليبي ـ سافراً بها في مجازر تشيب لها الولدان في أهل السنة في العراق ، لم يفعل مثلها حتى الصهاينة في إخواننا الفلسطينين ، إضافة إلى تورطه القذر في السعي لتقسيم العراق ، والقضاء على عروبته ، وإلحاقه بالعنصرية الساسانية، حتى إنهم يدمّرون آثار الخلافة العباسية العظيمة ، ولئن طالت بمشروعهم الخبيث حياة في العــراق ، وتمكّنوا منها بلا مقاومة ، لأرجعوا إيوان كسرى ، وطمسوا كلّ أثر للإسلام في عراقنا ، عراق أمتّنا المجيدة .

    لو أنـّه وقف إلى جانب أمّتنا في محَنِهـا ، لكان ذلك أدعى إلى تسويق مشروعه العقدي! فما الذي جعله يختار الخيار الأحمــق المفضي إلى نهايتــه ؟!!

    لكنّ جواب هذه الحيرة ، أنّ صدورهم المشحونة بالخباثـة ، لم تُطـق بقاء الحقد دفينـا فيها ، فانفجرت عند أوّل فرصـة تمكنوا فيها من إهراق دماء المسلميــن ، فولغوا فيها ولوغ الكلاب الظامئة ، في سكرة أعمتهم عن عواقب جرائمهم ، حتى نبض فيهم عرق أبو لؤلؤة المجوسي ، فأخذوا يقتلون كـلّ من اسمه عمر في العراق ، وأشداقهم تسيل دما بدل اللعاب ، ونفوسهم تملأها أحلام الشياطين ، أن يتسللوا إلى عقيدة أمتنا، فيتوغلوا فيها ، ثم يفتكون بتاريخنا ، وماضينا ، فتكا لامثيل له في التاريخ ، بوسائل من أخفى المكر وأخبثه .

    وظنّوا أنه يمكنكم بتزييف إعلامي رخيص أن يحرّفوا الحقيقة ، بإلقاء تبعات إبادتهم الجماعبّة لأهـل السنة في العراق على المجاهدين ، حتى انكشف الغطاء عن نتن نفوسهم المريضة ، فبدت جرائمهم لجميع الناس لائحة ، وإنبعثـت منها أسوء رائحة .

    وذلك كلّه من لطف الله بهذا الدين وأهله ، وهاهي سنن الله تعالى في الظالمين ، كما يولـّي بعضهم بعضا ، يسلِّط الظالمين على من أعانهم ، وتتقطّع بهم الأسباب ، عندما ينزل الله تعالى بهم نقمته ، وينتصر لدماء أولياءه.

    وكم هم بعيدون عن الهدى ، أولئك الذين ظنّوا أنّ أرض فلسطين أغلى من عقيدة الإسلام ، وأنهم يمكنهم أن يضحّــوا ـ مع العقيدة ـ بدماء المسلمين في مكان آخر قربانا للنظام الصفوي في إيران ، لترجع أرض فلسطين مرفرفة عليها رايات ذلك النظام ، فياللأسى عليهم منذ الآن ، قبـل أن نراهم وقد خسروا العقيدة والأرض معـا !

    وكم هي مثيرة للشفقة ، تلك الحيرة التي أدهشت أولئك المساكين الذين تارة يصفقون ، ويزمّرون ، لفصيل من جيش النظام العنصري الإيراني في لبنان ـ حزب حسن نصر ـ عندما يلقي الصواريخ على الصهاينة ، وتارة يبكون على دماء مسلمي العراق ومنهم الفلسطينيون ، الذين هم ضحايا فصيل آخر من جيش النظام العنصري نفسه .

    ولم يعلموا أنّ الذي يطلق الصواريخ هناك ، هو الذي يغطـّي على مذابحه لإقامة مشروعه هنا ، وأنـّه أخطبوط واحد ، قد بنى أعشاشا وضع فيه بيضه في كثيرٍ من بلاد الإسلام ، وفرّخـت ، وأمدّها بسلاحه المفضـّل ، سلاح الغدر والجبن ، سكاكين أبو لؤلؤة المجوسي ، لتثب أفراخه في الوقت المناسب ، وتنشر الفتن في بلاد الإسلام



    ولكن هيهات ( ويمكُرُونَ وَيمكُرُ اللهُ واللهُ خَيْرُ الماكِرِينْ ) .



    فخداعه لن ينطلي علينا ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وقد سمع الله تعالى نجواهم بين قم ، وطهران ، وتل أبيب ، وواشنطن ، عندما تناجوا بالإثم والعدوان على أمّة الإسلام ، وسيقلب الله تعالى عليهم مكرهم الذي أجمعوه ، مكرا عليهم فيجتووه ، وكل ما كادوا به أمّتنا هم لاقــوُه ، غير خافٍ عليه ، ولاناسٍ ، ولامضيّعٍ ، ربُّنا ربُّ الإسلام ، العزيز ذو إنتقام .



    منقول
  • Salma1
    كبار الشخصيات " قلم ماسي "صاحبة الذوق الرفيع
    • Jul 2006
    • 7942

    #2
    اختي العراقية
    بارك الله فيك على البيان واكتفي بقول الله عزوجل
    ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))
    صدق الله العظيم



    تعليق

    • الأنبارية
      كبار الشخصيات "زهرة الحوار"
      • Apr 2006
      • 5453

      #3
      اختي العراقيه بارك الله فيك وصدقت فيما قدمتي
      واكيد انتي تعرفين المثل العراقي الشهير"عساهم نارهم تاكل حطبهم "ان شاء الله











      اللهم ارضنا وارضى عنا .. وأعنا ولاتعن علينا





      \\ على الثغور المكشوفة تقف داعية

      تعليق

      • سعيد بأسلامه
        وهج الصوتيات لشهر رجب
        • Jan 2006
        • 907

        #4
        مشكوره اختي الكريمه

        اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

        وكما قالت اختي الانباريه نارهم تاكل حطبهم

        تعليق

        • أم الشفيعين
          النجم الفضي
          • Mar 2006
          • 3436

          #5
          اللهم دمر من اراد اهل السنه والجماعه بشر

          واجعل كيده في نحره يارب العالمين

          تعليق

          • العراقية
            عضو نشيط
            • Sep 2003
            • 362

            #6
            حزب اللات ..يهدد اللبنانيين وخاصة أهل السنة بالقتل...

            حزب اللات ..يهدد اللبنانيين وخاصة أهل السنة بالقتل...
            الى المغترين بما يسمى حزب اللات , الذي يدعي انه يقاتل اليهود ..


            والحقيقة انه ينتحر وينحرأهل لبنان معه وخاصة اهل السنة بسبب عنترياته الفارغة على طريقة الرافضة..


            ويذكرني عندما اراه بعنتريات واكاذيب مقتدى القذر المجوسي في العراق..


            وآخر طوام هؤلاء المجوس((حزب اللات)) في لبنان تهديده للبنانيين وخاصة اهل السنة بالقتل..



            فقد ذكر لي أحد الخوة الثقاة من أهل السنة والجماعة في لبنان , أن أفراد حزب اللات


            يختفون بين المدنيين في البيوت ليحتموا من ضربات جيش اليهود , وخاصة بين اهل السنة


            والجماعة , حتى آل بهم الامر الى الاستيلاء على مساجد أهل السنة للاختباء بها ..


            ولقد قتل كثير من المدنيين كما تتابعون في نشرات الأخبار بسبب هؤلاء الروافض المجرمين..


            ولما كثر القتلى بدأ الناس بالخروج من الجنوب وخرج الكثير منهم , فلما خشي افراد


            حزب اللات من الانكشاف لليهود اذا فرغت المناطق من سكانها وخاصة أهل السنة بدأ


            افراد حزب اللات يهددون الناس وخاصة اهل السنة الذين يغادرون مناطقهم هروبا من القصف


            والموت , بدأ حزب اللات يهددهم بالقتل وانهم خونة , واتهم بعضهم بانهم عملاء وجواسيس


            وكلها تهم ملفقة على هؤلاء المساكين الذين يريدون النجاة بأنفسهم ونسائهم وأطفالهم


            وحزب اللات يريد أن يتخذهم دروعا بشرية , يتقي بها ضربات جيش اليهود..انتهى كلام الاخ اللبناني0



            فأقول هذا الكلام يدل على مدى جبن الروافض , وخبثهم وتضحيتهم بهؤلاء المساكين


            من اجل حماية أنفسهم , ويدل على مدى خستهم وحقدهم على أهل السنة وأنهم لايتورعون


            عن فعل أي شيء لتحقيق مآربهم ..


            وأقول صورة لكل من أغتر ببطولات حزب اللات المزعومة , سيتخذونك درعا لحماية انفسهم


            وانت ونساءك واطفالك الى الهاوية , لايبالون بأي واد هلكت..


            واقول الى متى سيبقى هؤلاء المغفلون يطبلون لحزب اللات المجوسي؟؟

            منقول

            تعليق

            • أناغيـم
              فتاة بارعة - متألقة صيف 1432هـ
              • Feb 2004
              • 2153

              #7
              لن اجادل لأني اعلم ان الجدال سيكون عقيما
              ولكن كيف سمحت نفسك باستبدال لفظ الجلالة باسم صنم
              حسبنا الله ونعم الوكيل
              يبدو ان التعصب اعمى العيون.

              ..........



              ياطفل لا تكبر..

              كذا أجمل .... كذا أطهر ....

              لادين يتراكم .. ولا ضغط .. ولاسكر ...

              ترى أكبر كذبه عشناها..

              (( يالله متى نكبر !! ))


              تعليق

              • أم الشفيعين
                النجم الفضي
                • Mar 2006
                • 3436

                #8
                بارك الله يما نقلت وهو الواقع بعينه

                اللهم اهلك الظالمين بالظالمين

                واخرج اهل السنه من بينهم سالمين

                تعليق

                • إحياء السنة
                  عضو نشيط
                  • Dec 2005
                  • 476

                  #9
                  بارك الله فيكِ أخيتي على هالنقل

                  و جزى الله الشيخ حامد العلي حفظه الله على توضيحاته الدائمة لنا

                  نسأل الله أن يرفع قدره في الدارين فكلماته تكتب بماء الذهب

                  و ما أحوجنا لعالم رباني وقت الفتن

                  أناغيم ..

                  لو قال يهودي أو نصراني أن عبد الله

                  نقول له كذبت و خسئت بل أنت عبد للصليب و كافر مخلد في النار مبغض عند الله تعالى

                  فإذا قال الرافضة الأجناس عن أنفسهم أن حزب الله نقول لهم خسئتم و كذبت

                  بل أنتم حزب الشيطان حزب الآت

                  كيف تدعون حزب الله و أنتم تكذبون كلام الله و تقولون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف

                  كيف ينزل الله تبرئة عائشة رضي الله عنها و إرضاها من فوق سبع سموات

                  ثم أنتم تقذفونها قذفهم الله في نار جهنم!!

                  كيف تقولون حزب الله و الله يثني على الصحابة و يقول أنه رضي عنهم

                  و هم يبغضونهم و يسبونهم ..!!

                  بل هم حزب الات مكذبين للقرآن و السنة معاديين لأهل السنة مواليين للكفار

                  عليهم لعنات الله المتعاقبة

                  تعليق

                  • إحياء السنة
                    عضو نشيط
                    • Dec 2005
                    • 476

                    #10
                    التعامل مع الرافضة لضرب الأعداء

                    ابسم الله الرحمن الرحيم

                    لتعامل مع الرافضة لضرب الأعداء
                    المفتي
                    الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز


                    وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟

                    الإجابة

                    لا أرى ذلك ممكنا، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم، أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا، وسب الصديق وعمر، وعبادة أهل البيت كعلي - رضي الله عنه - وفاطمة والحسن والحسين، واعتقادهم في الأئمة الإثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛ كل هذا من أبطل الباطل وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة
                    التعديل الأخير تم بواسطة إحياء السنة; 29-07-2006, 02:49 AM.

                    تعليق

                    • إحياء السنة
                      عضو نشيط
                      • Dec 2005
                      • 476

                      #11
                      تاريــخ الأطماع الإيرانية ..لم يتغيــر شيء!





                      بسم الله الرحمن الرحيم


                      حامد بن عبدالله العلي




                      لاشيءقد تغيـّر من جهة تهديد أمّتنـا ، منـذ عهـد النظام الصفوي
                      * في إيران ، ثم الغاجاري ، ثم البهلوي ، ثم الخميني ، فمنذ أنْ كان الصفيون ثـمّ الغاجاريون ، العدوّيْن اللّدوديْن للخلافة الإسلامية ، إذْ لم يدّخـرا أيّ إسهام في مؤامرة مع أعداء الإسلام لإسقاطها ، وقد كانت الخلافة الإسلامية تأتيها أشـدّ الطعنات غدرا من هذا العـدوّ، في أوْج فتوحاتها الإسلامية في أوربا.



                      منذ ذلك الحين إلى اليوم ، بقيت الروح العدائية التوسعية بحالها ، تتوارد على النظم الحاكمة في إيران .



                      صحيحٌ أنـّه عندما ظهـر الخميني قائد الثورة الخمينية ، كان قـد أعلن في باريس في نوفمبر 1979م منهج الثورة التي أسماها (إسلامية) ، وكشف عن أهدافها قائلا : رفع المظالم، و العودة بالعلاقات الإيرانية مع الشعوب ، و الدول الأخرى ، إلى علاقات طبيعيّة ، و حلّ المشاكل القائمة بين إيران ، و الدول الأخرى وفق (المفاهيم الإسلامية)! و في ردّه على سؤال حول احتلال قوّات الشاه للجزر العربيّة، و عزم الثورة الإيرانية على إعادتها لأصحابها... أكّد بأن الثورة قامت لتنصر الحقّ ، و لتسحق الباطل ،و لترفع المظالم التي ارتكبها الشاه ، كما كان كبار الساسة في بداية الثورة يطلقون على الخليج العربي ، بأنه الخليج الإسلامي !



                      غير أنّه قد تبيّن بعد ذلك أنّ هذا الكلام المعسول كان يخفي وراءه نوايا عدوانيّة ، لاتقل خطرا ًعن أيّ عدوّ آخـر يُضمـر شراً لهذه الأمّة ،



                      فسرعان ما أطلق الخميني مبدأ تصدير الثورة ، فتحوّل إلى جوهر العمل السياسي ، والمخابراتي ، والإقتصادي ، والديني ، للنظام الحاكم في إيران ، وبدأ بالتأكيد على فارسية الخليج ، في عنصرية مقيتة.

                      ثم لم تلبث الثورة أن كشفت عن أخبث طواياها ، عندما بدأت بالهجوم لإحتلال العراق ، بعدما أعلن الخميني أن الطريق إلى القدس يمر عبرها ، بل بعد تحريــر الحرمين ، ومنذ ذلك الحين دأب هذا النظـام على نشر الفوضى ، وإشاعة الفتنة في الجوار ، وحتّى حرَمِ الله تعالى الذي جعله مثابةً للناس وأمنا ، لم يسلم من فتنهم ، فلقي المسلمون في مواسم كثيرة أشـدّ العنت من أحقادهم ، وصلت إلى إهراق الدماء ، وإرهاب الآمنين جوار بيت الله المعظّم .



                      ولما فشلت جميع مخططاتهم ، وانقلبوا خاسئين ، وجدوا فرصتهم السانحة ـ كعادتهم ـ في استغلال الحملة الصهيوصليبة على أفغانستان والعراق ، فكانوا فيها أخبث أعوانها ، وإخوان شياطينهـا.



                      ذلك أنّ المخطّطين الصليبييّن ، رأوْا أن تحييد إيران أثناء تنفيذ الجزء الأوّل من استراتيجية الهيمنة على المنطقة ، عبر إحتلال العراق ، سيحقق أهدافهم ، دون خسائر كبيرة ، ففتحوا الباب على مصراعيه ، لعائلة الحكيم ، وحزب الدعوة بزعامة الجعفري ، وبقية أولئك الأذناب المطبّلة وراء الحملة الصليبية ، كما أنهم استفادوا بذلك تهدئة شيعة العراق ، وتحوّل عبدالعزيز الحكيم نيابة عن أخيه ، إلى الرجل المفضّل لدى الخارجية الأمريكية ، والاستخبارات في واشنطن ، جنبا إلى جنب مع جلال طالباني ، واحمد الجلبي ، وإياد علاوي ، أثناء وضع الخطط لإحتلال العراق !



                      وكان لدى هؤلاء العلاقمة ، تحقيق حلم الخميني بتدمير العراق ، للسيطرة على مقدراته ، والإنتقام منه ، وإزالة ما فيه من كلّ ماضيه الذي يذكـّر بعروبته وإسلامـه ، ثـمّ إلحاقه بالنظام العنصري في طهران ، كان أولى من كلّ حضارة أمتنا ، تاريخها ، ومستقبلها !



                      ولا أدري أَفَغشـىَ الحقـد على أبصارهم ، حتّى لـم يروْا أنّ الإحتلال إنما يركبهم مطايا ، إلى أن يحين وقـت إعادة التوازن ـ ولو بحرب تحرق كلّ شيء ـ بين القوى الإقليمية ، التي أشار إلى قرب وقتها ، ملك الأردن ، ورئيس مصر ، وغيرهما ، تباعا .. ثم يحيق بهم مكر السوء ، وتدور عليهم دائرتــه .


                      صاحب الأحقاد أعمى ** لايرى شيئا سواهــا



                      أم أنّهـم ظنـّوا أنّ الوقت سيكون قد فات على ممتطيهم ، بعد أن يتمكّنوا من العراق ، فيفرضوا الأمر الواقـع ، ويحقّقوا أحلامهم الشيطانية بالتوسّع جنوبا وشرقا ، عبـر الهلال الشيعي ، ثم يتحوّل إلى نار تحرق حضارتنا ، من الشرق ، كما هي نار الغرب الصهيوصليبي ؟!!



                      بلى.. أدرى ، إنهما معا قـد دفعـا بالصفويين إلى هذه الورطة ،



                      وقبل ذلك والحقيقة التي تحركّه ، سنـّة الله تعالى التي أقام عليها الكون ، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم ، ومن سلّ سيف البغي قُتل له ، فقد فعلت أذرعة النظام الصفوي في العراق ومعها حزب حسن نصر فرع العراق ، في المسلمين ، ما ذكّرهم بجرائـم المغول فيها ، فضلا عن جرائمهم في عرب الأحواز ، وسنة إيران ، التي لاتوصف بشاعة من ثلاثة عقود .



                      وهذا كلّه ليس غريبـا على من يقرأ تاريخ الإسلام ، ويعرف حقيقة النظام الجاثم على مقدرات الشعب الإيراني الذي جنى عليه نظام الخميني قبل أن يجني على غيره .

                      غير أن الغريب ، تلك الجهالات التي يطلقها المحسوبون على الحركة الإسلامية من تأييد حزب حسن نصر ، وهم في عماية تامّة عن حقيقة إرتباطه بالخطر الصفوي الذي يخطّط لتدمير أمتنا ، والعبث بثقافتها ، واجتيال هويّتها .



                      وأنهم يُخدعون بعدما رأوا خيانـة هذا العدو لأمّتنـا مرّتيـن ،



                      أفي كلّ مرّة يُفتنــون ، ثم لايتوبون ، ولاهُم يذّكرون ؟!


                      وتعالوا نتذكـّر التاريخ ، وكيف يتلاعب الجهــلُ بأهله ، فيقلبهم من النقيض إلى النقيض!



                      عندما قامت ثورة الخميني وأظهرت شعارات مخادعة تدّعي الإسلام ، وأغلقت سفارة الصهاينة ، وأعلنت الحرب على أميركا ، صفّق لها كثير من المخدوعين بشعاراتها .



                      وكم يؤلمني أن أتذكّـر هذه الحادثة ، فقد قلت ذات مـرة لفاضـلٍ من منظّري حركة إسلامية ، بدا معجبا بثورة الخميني ، لعلكم ستكونون أنتم أوّل من يصطلي بنارها ، فألقى إليّ بنظرات الشفقة ، مستصغرا إياي ، فما لبثت تلك النظرات حتى وجدتها في عيني ،وأمامي ذلك المنظـّر ، عندما وقف نظام الخميني داعما لمجازر حليفــه في سوريا وجنازر الدبابات تطحن أهل حماة ، وبطون الحوامل تُبقـر فيها ! فكان الرجـل مذهولا كيف يؤيد نظام إسلاميّ ، نظاما علمانيا بعثيا قمعيا ، إلى هذه الدرجة ؟!


                      ثم بعدما صار هذا المسكين ، مؤيدا للنظام البعثي في العراق ، أثناء حربه مع النظام الصفوي الباطني في طهران ، عاد فانقلب ، فرأيته (يطبّل) مع حزب حسن نصر !!



                      ولو أنـّي رأيته اليوم لقلت له : وكيف يكون حزب حسن نصر مواليـا لنظام علماني بعثي جرائمه لاتُحصـى ، وفصيلا في جيش الثورة الخمينية ، التي خانت الأمّـة في أفغانستان والعراق ، يلغ معهـا في دماء المسلمين في بغداد ، ثم يكون مجاهدا مع أمّتنـا في لبنان ؟!


                      وليت شعري إذا كانت عقول هؤلاء الذين يُطلقون على أنفسهم حركات إسلامية ، لاتتّسـع أن يفهمـوا أنّه ليس كلّ من يتبنّى مأساة أهلنا في فلسطين ، يريد بنا الخير ، فليصمتوا خيرا لهم ، وإلاّ فلا معنى لأَنْ يعارضوا الأحزاب العلمانيّة القوميّة ، والإشتراكيّة ، والشيوعيّة ، التي تبنّت القضية نفسها ، وقدّمت لها التضحيات أيضا ، ثم يؤيدوا الثورات الباطنية كالخمينية ذات الرصيد الهائل من الخيانات ضد أمّتنـا ، تلك الثورة التـي لم يستطع الصليبيـّون أصـلا أن ينجحوا في تحويل العراق إلى مرتع للصهاينة إلاّ بهــا!! مع أنّ هؤلاء الباطنيين سيُلحقـون بالقضية الفلسطينية دمارا هائلا ، قد بدؤوه بالفعل.



                      ثم إنّ فقـهَ أولئـك ، إذا لم يستبصر أنّ هذه الثورة الباطنية لو احتلّت فلسطين ، لوجب شرعا تحريرها منهم ، مثلما يجـب تحريرها من الصهاينة ، كما حرر صلاح الدين مصر من الفاطمية ، ولهذا فهم أشـدّ الناس بغضا لصلاح الدين ، فلم يشفع له عندهم تحريره للقدس !!



                      إذا لم يستبصروا هذه البصيــرة ، فإنهم والله أسوء الناس فقها ، بل أعماهـم بصيـرة !



                      وبعـد :



                      فإنّ هذا الصراع بين العدوّين اللدودين لأمّتنا : الشرقيّ ،والغربيّ ، وإنْ كان سيتّسع ويشيع الفوضى إلى حين ، غيـر أنّ عاقبته ستكون خيـرا لأمـّة الإسلام ،

                      وإنـّه لمن الواجب اليوم تبصير المسلمين ، بحقيقة العدوّين ، من غير إنحياز ، ولا تجاهل لأحدهما ، ولاتهوين من خطرِه ، وبيانّ أنّ كليهما هدفٌ لجهادنا ، فليذهبا إلى الجحيم سويّا ، وليبقَ الإسلام وإن رغمت أنوفهـم جميعاً .



                      **********

                      * الدولة الصفوية نسبة إلى مؤسسها إسماعيل الصفوي ، ظهر إسماعيل الصفوي في مطلع القرن العاشر الهجري، ونجح في إقامة دولة شيعية في إيران سنة (907هـ = 1502م) وأعلن نفسه ملكا، وأصدر السكة باسمه، وجعل المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لإيران بعد أن كانت تتبع المذهب السني، وبدأ يتطلع إلى توسيع مساحة دولته، فاستولى على العراق، وأرسل دعاته لنشر المذهب الشيعي في الأناضول، مما أثار حفيظة الدولة العثمانية المجاورة لها، وبدأت المناوشات العسكرية بينهما في أواخر عهد السلطان بايزيد خان، ثم تحولت إلى صدام هائل بين الدولتين في عهد سليم الأول.

                      أعلن سليم الأول الحرب على الصفويين، وسار بجيوشه من أدرنة متجها إلى تبريز في (22 من المحرم 902هـ = 14 مارس 1514م) فتقهقرت الجيوش الفارسية أمامه بقصد إنهاك قواه حتى تسنح لها الفرصة للانقضاض عليه، والتقى الجيشان في وادي جالديران في (2 من رجب 920 هـ = 24 أغسطس 1514م) وكانت معركة هائلة حسمت فيها المدفعية العثمانية النصر للسلطان سليم الأول، وفر الشاه إسماعيل الصفوي، وتمزق جيشه، ودخل السلطان سليم تبريز حاضرة الصفويين، يحمل على رأسه أكاليل النصر في الرابع عشر من رجب، وأثمر هذا النصر عن ضم السلطان سليم كثيرا من بلاد أرمينية الغربية، وما بين النهرين، وتبليس، وديار بكر، والرقة والموصل، ثم عاد إلى بلاده .
                      التعديل الأخير تم بواسطة إحياء السنة; 29-07-2006, 03:12 PM.

                      تعليق

                      • مسرّة
                        كبار الشخصيات "مبتكرة ماهرة"
                        • Oct 2002
                        • 7381

                        #12
                        جزاك الله خيرا على نقلك و جزى الله خيرا إحياء السنة على ما نقلت

                        و جزى الله خير الجزاء الشيخ حامد و حفظه للاسلام و للمسلمين
                        قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

                        تعليق

                        • بنت الشروق
                          عضو
                          • Dec 2005
                          • 91

                          #13
                          لاحول ولا قوة الا بالله
                          اللهم خذنا ونحن على دينك الحق لامتعصبين لهذا ولا ذاك ولا تجعلنا ممن ييث الفرقة
                          الحمد لله على نعمة الاسلام وعلى نعمة وجودي في بلد لايعرف اهله هذا الصراع ولا يعيشونه واهدنا للحق يارب العالمين

                          تعليق

                          يعمل...