السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
******************
كنت ارتب الغرفة ..
و اجمع ما تقع عليه عيناي لاخبئه فى خزانة حجرة نومى و استبدله بغيره ...
و هى عادتى العتيقة فى تبديل جو الغرفة لاضفاء نوع من التغيير عليها..
و ما ان وقعت عينى على ذلك الصندوق الصغير حتى شعرت برغبة فى البكاء ..
******************
هو صندوق خشبى صغير ..
كذلك الذى نراه فى قصص الاطفال التى تتحدث عن القراصنة و الكنز ..
( ارجو ان اكون قد اوصلت الوصف)..
صندوقى يتحوى على بعض الكتب الصغيرة التى تستعمل فى تنظيم الاعمال و تسجيل اليوميات.
فتحت الصندوق ..
وعيناى تلهثان بحثا عن احد الكتب القديمة جدا ازرق اللون ..
هه .. وجدته ..
و ما ان فتحته حتى سقطت قصاصة صغيرة هى جزء من اسفل صفحة كراسة محاضراتى الجامعية..
( لا تلتفتى .. فهى تنظر اليك )..
هذا كل ما كتب فى القصاصة ..
و دارت بى الارض .. و عدت الى تلك الايام ........
**********************
(ارجوك يا سعاد ... توقفى .. فالدكتور قد يرانا فى اى لحظة .)
و لكن من يسيطر على تلك الطفلة الكبيرة التى كنا (انا و هى ) نكون ثنائيا لطيفا .. و ضاحكا طوال الوقت ..؟
و لا يكاد احد يرى احدانا الا يبادر بالسؤال عن الاخرى .؟
******************
كنت ارتب الغرفة ..
و اجمع ما تقع عليه عيناي لاخبئه فى خزانة حجرة نومى و استبدله بغيره ...
و هى عادتى العتيقة فى تبديل جو الغرفة لاضفاء نوع من التغيير عليها..
و ما ان وقعت عينى على ذلك الصندوق الصغير حتى شعرت برغبة فى البكاء ..
******************
هو صندوق خشبى صغير ..
كذلك الذى نراه فى قصص الاطفال التى تتحدث عن القراصنة و الكنز ..
( ارجو ان اكون قد اوصلت الوصف)..
صندوقى يتحوى على بعض الكتب الصغيرة التى تستعمل فى تنظيم الاعمال و تسجيل اليوميات.
فتحت الصندوق ..
وعيناى تلهثان بحثا عن احد الكتب القديمة جدا ازرق اللون ..
هه .. وجدته ..
و ما ان فتحته حتى سقطت قصاصة صغيرة هى جزء من اسفل صفحة كراسة محاضراتى الجامعية..
( لا تلتفتى .. فهى تنظر اليك )..
هذا كل ما كتب فى القصاصة ..
و دارت بى الارض .. و عدت الى تلك الايام ........
**********************
(ارجوك يا سعاد ... توقفى .. فالدكتور قد يرانا فى اى لحظة .)
و لكن من يسيطر على تلك الطفلة الكبيرة التى كنا (انا و هى ) نكون ثنائيا لطيفا .. و ضاحكا طوال الوقت ..؟
و لا يكاد احد يرى احدانا الا يبادر بالسؤال عن الاخرى .؟
(فقط اقرائ اخر تعليق..)
و هكذا ..يكون الحوار داخل تلك المحاظرة المملة ..
و التى لا تنتهى الساعات الثلاث الا بها.
**************************
و هكذا ..يكون الحوار داخل تلك المحاظرة المملة ..
و التى لا تنتهى الساعات الثلاث الا بها.
**************************
كانت التعليقات البريئه.. تتناول كل شئ .. من هم حولنا .. ما حدث منذ ان افترقنا باليوم السابق ..
و تنتهى بانفسنا ..
و فى اخر المطاف .. تحتفظ احدانا بتلك القصاصة .
و كنت صاحبة النصيب الاكبر منها ,, لتعلقى الشديد بها النوع من المذكرات .
و كانت امثال هذه التعليقات تذيل حتى صورنا التى تجمعنا و التى لا تجمعنا ..
اسّطر فيها باقتضاب سطر او نصف سطر .. اكفل انه سيعدنى يوما ما اليه.
و بعد ان اعدمت الصور .. لحرمتها شرعا .. بقت القصاصات.
*******************
و هذا ما حدث تماما فى ذلك اليوم ...
رجعت سنوات عديده الى الوراء ..
يوم ان كنا سويا طالبتين فى قسم الكيمياء .
ولا نستطيع كسر رتابة و ضجر المعامل و المعادلات الكيميائية الا بمثل هذه الحكايات .
**********************
سعاد هى صديقتى المميزة بالرغم من كثرة صدقاتنا انا و هى الا ان علاقتنا كانت فوق كل تلك الصداقات العابرة .
و امتدت لتصبح عائلية ايضا..لتصبح عذابا من نوع اخر ..
فيوم ان ماتت سعاد .. تألمت كل العائلة لموتها.
اجل ..ماتت سعاد منذ سنوات قليلة ..
و لم يبقى من ذكرياتى معها الا ما اذكره فى نفسى ..
و ما تذكرنى به تلك القصاصات.
*********************
مسحت دموعى بظهر كفى ... و اعدت القصاصة الى الدفتر .و اغلقت الصندق ..
و جلست افكر ..
لماذا اعذب نفسى بهذه الطريقة؟؟؟؟؟
لماذا لا ارمى تلك القصاصات و اريح نفسى و عينى ؟؟؟؟؟
و لكن ..
اجد نفسى ضعيفة جدا .. لا اقوى ان اقوم بهذا العمل الانتحارى .
اذا ما الحل ؟
سأقلع عن هذه العادة .
***********************
عدة اشهر مضت ..و تحديدا .. فى نهاية العام الميلادى .
كنت مدعوة لحفل بسيط بمناسبة آخر يوم دراسى فى روضة ابنتى.
لا اخفيكم ..
منذ ان استلمت بطاقة الدعوة ..
و انا يلازمنى شعور بالحزن و الخوف .. لا ادرى مصدرهما.
مرحلة جديدة ستدخلها مريم .. و مزيدا من المسؤليات و الضغوطات.
و خوفا من ان احتفظ بتلك البطاقة .. قطعتها و رميتها.
و فى يوم الحفل .. كانت ابنتى .. بين رفيقاتها تتهلل فرحة ..
و هى لا تدرك بانها تودع معلماتها اللواتى رافقنها مدة سنتين .
شعرت بغصة .. و انا ارى الامهات يلتقطن الصور ليحتفظن بها للمناسبة .
******************
تم الحفل .. ووزعت (شهادات التخرج).
و استلمت شهادة ابنتى ..
و كانت الشهادة الوحيدة التى لا تحتوى صورة صاحبتها , فانا من طلب منهم ذلك .
لم املك دمعتى..
الحمد لله .. النقاب الذى ارتديه حجب دموعى و ضعفى.
سبحان الله .. شعور الامومة اقوى من كل المشاعر ..
******************
فتحت حقيبتى و راحت يدى تبحث عن منديل لامسح دمعتى المتمردة .
فعثرت على قلم .
امسكت به كطوق نجاة .
و سطرت فى طرف شهادة ابنتى :
(اليوم اخر يوم فى الروضة .
بعد العطلة ستذهب مريم الى المدرسة .
انا حزينة جدا)
و خبأتها..........
و تنتهى بانفسنا ..
و فى اخر المطاف .. تحتفظ احدانا بتلك القصاصة .
و كنت صاحبة النصيب الاكبر منها ,, لتعلقى الشديد بها النوع من المذكرات .
و كانت امثال هذه التعليقات تذيل حتى صورنا التى تجمعنا و التى لا تجمعنا ..
اسّطر فيها باقتضاب سطر او نصف سطر .. اكفل انه سيعدنى يوما ما اليه.
و بعد ان اعدمت الصور .. لحرمتها شرعا .. بقت القصاصات.
*******************
و هذا ما حدث تماما فى ذلك اليوم ...
رجعت سنوات عديده الى الوراء ..
يوم ان كنا سويا طالبتين فى قسم الكيمياء .
ولا نستطيع كسر رتابة و ضجر المعامل و المعادلات الكيميائية الا بمثل هذه الحكايات .
**********************
سعاد هى صديقتى المميزة بالرغم من كثرة صدقاتنا انا و هى الا ان علاقتنا كانت فوق كل تلك الصداقات العابرة .
و امتدت لتصبح عائلية ايضا..لتصبح عذابا من نوع اخر ..
فيوم ان ماتت سعاد .. تألمت كل العائلة لموتها.
اجل ..ماتت سعاد منذ سنوات قليلة ..
و لم يبقى من ذكرياتى معها الا ما اذكره فى نفسى ..
و ما تذكرنى به تلك القصاصات.
*********************
مسحت دموعى بظهر كفى ... و اعدت القصاصة الى الدفتر .و اغلقت الصندق ..
و جلست افكر ..
لماذا اعذب نفسى بهذه الطريقة؟؟؟؟؟
لماذا لا ارمى تلك القصاصات و اريح نفسى و عينى ؟؟؟؟؟
و لكن ..
اجد نفسى ضعيفة جدا .. لا اقوى ان اقوم بهذا العمل الانتحارى .
اذا ما الحل ؟
سأقلع عن هذه العادة .
***********************
عدة اشهر مضت ..و تحديدا .. فى نهاية العام الميلادى .
كنت مدعوة لحفل بسيط بمناسبة آخر يوم دراسى فى روضة ابنتى.
لا اخفيكم ..
منذ ان استلمت بطاقة الدعوة ..
و انا يلازمنى شعور بالحزن و الخوف .. لا ادرى مصدرهما.
مرحلة جديدة ستدخلها مريم .. و مزيدا من المسؤليات و الضغوطات.
و خوفا من ان احتفظ بتلك البطاقة .. قطعتها و رميتها.
و فى يوم الحفل .. كانت ابنتى .. بين رفيقاتها تتهلل فرحة ..
و هى لا تدرك بانها تودع معلماتها اللواتى رافقنها مدة سنتين .
شعرت بغصة .. و انا ارى الامهات يلتقطن الصور ليحتفظن بها للمناسبة .
******************
تم الحفل .. ووزعت (شهادات التخرج).
و استلمت شهادة ابنتى ..
و كانت الشهادة الوحيدة التى لا تحتوى صورة صاحبتها , فانا من طلب منهم ذلك .
لم املك دمعتى..
الحمد لله .. النقاب الذى ارتديه حجب دموعى و ضعفى.
سبحان الله .. شعور الامومة اقوى من كل المشاعر ..
******************
فتحت حقيبتى و راحت يدى تبحث عن منديل لامسح دمعتى المتمردة .
فعثرت على قلم .
امسكت به كطوق نجاة .
و سطرت فى طرف شهادة ابنتى :
(اليوم اخر يوم فى الروضة .
بعد العطلة ستذهب مريم الى المدرسة .
انا حزينة جدا)
و خبأتها..........
تعليق