(( نتشرف بدعوتكم لحضور حفل الزفاف وتناول طعام العشاء))
بطاقات الدعوة تلك التي نتبادلها في مواسم الأفراح ..هل فكرتم يوماً أن تتحول هذه البطاقة إلى حضور مأتم أو عزاء؟!!
* * *
هو شابُ في زهرة العمر لم يتجاوز عمره خمس وعشرون سنة..
عانى من الغربة ما قد كان
وأرهقته الظروف إلى الحد الذي كان مظطرا فيه للسفر خارج المنطقة التي كان يسكنها
قبل أسابيع من عودته الأخيرة تم عقد قرانه على إحدى قريباته
فرح الأهل واجتمع الأحباب..حُجزت قاعة الفرح وأُعدت الولائم..وزعت كروت الزواج
ولم يبق على الموعد المحدد للزفاف سوى أسبوعين
كان كل شيئ مجهز ومعد بأكمل طريقة ولم يبق سوى حضوره
هاتف أمه وأسرته وبشرهم أنه في الطريق
وفي غضون ساعات وصلهم الخبر المر والكارثة المفجعة
حادث سيارة مروع اختلطت فيه دماء (العريس) بفستان الزفاف الذي أحضره هديةً لـ (للعروسة)
أمه المسكينة لم تتحمل الصدمة فكانت المستشفى مأواها الوحيد
ولكم أن تتخيلوا منظر زوجته التي كتب عليها القدر أن تكون من لحظتها ( أرملة )!
* * *
قصة أخرى أيضاً حدثت لشابٍ بذل جل وقته وجهده وماله وتفكيره من أجل تلك الليلة
كان كل شيئ..كل شيئ..معد على أكمل وجه ..
والمفاجئة التي هزت الجميع
هي وفاة والدته التي كانت تعاني من فشل كلوي في نفس يوم زفافه!
في نفس يوم (فرحه) تموت أمه!!
وعلى درب القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب!
* * *
القصة الأخيرة تكاد تشبه الأولى إلا أن الضحية لم يكن شخصاً واحداً فقط
بل مات الاثنان بعد دقائق من مغادرتهما قصر الأفراح في حادث فظيع كانت سببه السرعة كما يقولون
وانتشر خبر المأساة حتى وصل إلى عائلتي العروسين مابين مصدق ومكذب!!
* * *
هذه القصص لم تكن من محض خيالي أو من وريقات الصحف..
بل حدثت حقيقةً لأناس أعرفهم جيداً
ولو كنتُ قرأتها أو سمعتها لكنت تساءلت : أيعقل أن يأتي الحزن من رحم الفرح؟؟
وهل يعقل أن تنطفئ شمعة زفاف من هبة ألم مفاجئ؟؟
الحكمة دائماً تقول: كل شيئ معقول!!
والواقع ينبهنا بين لحظة وأخرى إلى حقيقة القدر !
والأحداث المفجعة التي تتوارى تحت الأفراح ماهي إلا إشارة تنبيه لي ولكِ وللجميع
لنعرف حقاً وبصدق نعمة الدعاء الذي نردده دون أن نستوعب حقيقته المهمة
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير)
أسأل الله أن يتمم للجميع سعد الليالي وبهجة الأفراح..
ودامت دياركم عامرة بالأفراح والمسرات
تعليق