ضع

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شموس الخير
    عضو جديد
    • Aug 2005
    • 26

    ضع

    هـل جربت ذلك يومـاً ؟؟

    أن تضــع يدك على قلبك و تفكر كيف أن هذه القطعة العجيبة من جسمك تعمل على مدار الساعة دون توقف !!!

    إنهـا تعمــل يوميـاً ، أثنـاء يقظتك ، و أثنـاء نومك أيضـاً ...

    و تغيّـر من سرعتها أوتوماتيكيـاً طبقـا لإحتياجات جسمك ...

    و ستظـل كذلك على مـدى الأيـام و الشهـور و السنين حتى الدقيقة الأخيـرة من حياتك ، دون أن تأخذ إجازة و لو للحظة واحدة ...



    هــل فكــرت يومــاً ؟؟

    فيمـا لو كـان أمـر تشغيـل هذه القطعة و تنظيـم عملهـا موكلاً إليك - مثلاً عن طريق عضلةٍ ما يمكن ضغطهـا باليد !!



    مـالذي يمكـن أن يحـدث ؟؟

    طبعاً ، و ببسـاطة ،، ستفشل في تشغيلهـا و ستمــوت بعــد سـاعات ...

    فأنت ستتعب قبل ذلك ، و ستحتـاج إلى أن تغيّـر النبـض باستمـرار ، ثـم إنك تحتـاج أن تنـام ...

    و قبل كل شيء ، أنت تحتـاج أن تكون متفرغـاً لهذا العمل ، لأن أي غفلة ستكلفك حياتك ، وبالتـالي لن تستطيـع أن تسعى في طلب رزق أو دراسة أو عمل ...





    إن جهـاز القلب هذا ، جهـاز واحد فقط ، من عشرات الأجهزة الموجودة في جسم الإنسـان ، و التي تقوم بمـا تعجز عنه مئات المصانع التي يديرهـا البشـر .

    فهنـاك جهـاز للتبـريد في جلد ابن آدم ، و جهـاز للتنفس لاستخلاص الأوكسجين ، و الكبد تعمل باستمرار لتنقية الدم من السموم ، و اجهزة اخرى و أخرى كثيرة ، و التي بدونهـا لم يكن من الممكن لأي إنسـان البقـاء حيـاً .



    فتـــأمــل !!


    أيهـا المسلم في عظيم نعمة الله علينـا ، حيث جعـل هذه الأجهزة تعمل لوحدها دون تدخل منـا ، و من هذه الايات و النعم التي هي في جسمنـا فحسب ، قـال ربنـا عزّ وجلّ :
    ..~--( و في أنفسكـم أفـلا تبصـرون )--~..فكيف بنعم الله الظاهرة الأخرى علينـا من ماكل و مشرب و ملبس و أمـان ؟؟

    وكيف بالنعـم الأخرى التي لا نراها ؟؟

    بل كيف بأعظم نعمة على الإطلاق ؟؟

    و هي إنعـام الله علينـا بالإسـلام والهداية ؟؟

    و التي حرم منهـا كثير من البشر ، مع إنهم ما خلقوا بهذه الهيئة المعجزة التي خلقوا عليها إلا للقيـام بهذه النعمة - العبادة - ...



    إن المتـأمـل في نعــم الله لا يمكن ان يخرج إلا

    بنتيجة واحــدة ،،،

    هي أن إنعام الله علينا و فضله يشلمنا في كل لحظة من لحظات حياتنـا ، و في كل حركاتنـا و سكناتنـا ...

    حقـاً ..~--( إن تعـدوا نعمة الله لا تحصوهـا )--~..
    فهو سبحـانه و تعالى كمـا أخبـر ..~--( أسبــغ عليكـم نعمه ظاهرة و بـاطنة )--~..




    أليس ،،،

    من حـق الله علينـا بعد كل تلك النعـم أن يطـاع فلا يعصى ، و أن يشكر و لا يكفـر به !!

    ..~--( كذلك نصرف الايات لقوم يشكرون )--~..

    ..~--( و هو الذي انشـا لكم السمع و الأبصار و الأفئدة ، قليلاً ما تشكرون )--~..

    ..~--( فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً و اشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون )--~..




    فالعجب كل العجب ،،،

    لمن يعلم أن كل ما عنده من النعم هو من الله تعالى ، ثم هو لا يستحي من الاستعانة بها على ما نهـاه الله عنه !!

    و الشكر إنمـا يكون بامتثال أوامر الله عـزّ وجـلّ ، و اجتنـاب نواهيه ...

    فشكر الجوارح يكون بأن يستعملهـا الإنسـان في مـا يرضي الله و ليس فيما يغضبه ...

    فالعيـن ، لا نظـر غلى مـا حرّم الله من الصـور والعـورات ...

    والأذن ، لا تسمـع مـا حرم الله تعـالى من الغنتاء والبـاطل ...

    واللسـان ، لا يقول ما يغضب الله من الغيبة والفحش ...


    وهكذا سائر النعـم الأخرى من صحة ومـال وقوة ، فإنه يجب توظيفهـا فيمـا يرضي الله من صنوف الطاعات كالصلاة و الصدقة و أعمـال الخيـر و الإحسـان إلى الخلق و غيـر ذلك ...


    و لنأخذ بوصية الله تعالى :
    ..~--( بل الله فـاعبد و كـن من الشـاكرين )--~..

    كما أخذ بهـا نبينـا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقـام الليل حتى تفطرت قدمـاه ، فلمـا سئل : أتفعـل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟ فقـال : " أفـلا أكون عبـداً شكوراً ؟؟ "

    فماذا نقـول نحـن المقصـرين الذين لا يزال الله ينعـم علينا و يرزقنـا و يلطف بنـا مـع إننـا نعصيه بالليل و النهـار ؟؟

    أفـلا نكون :

    عباد الله الشاكـــــــــــرين
يعمل...