" ماذا تحمِلُ عيناكِ ..؟
نظَرَت إلى عينيَّ ، وقالت : لماذا عينُكِ حَمراء ؟
قُلت : لأنِّي لم أنَم من الأمس .
قالت : لماذا ؟!
قُلتُ : انشغلتُ ، ولم أجِد وقتًا للنَّوم .
وفي زاويةٍ أُخرى :
نظَرت إلى صديقتِها قائلةَ : انظُري إلى عَيني فُلانة !
وكأنَّها تحمِلُ هُمُومَ الدُّنيا كُلّها على عاتقيْها !
قالت صديقتُها : نعم ؛ فأبوها في العِنايةِ المُركَّزَة .
وأُخرى
تنظُرُ إلى جارتِها، وتقولُ في نَفْسِها : ما بالُها ؟!
وكأنَّ عينيها تقدحُ شرارًا !
كفاني اللهُ وأبنائي شرَّ نظراتِها الحاسِدة .
هل نظرتِ يومًا لعينيْ إحدى قريباتِكِ أو صديقاتِكِ أو جاراتِكِ ،
وقرأتِ فيهما شيئًا ؟
قد تتساءلين : وهل العينان كِتابٌ ، لنقرأ ما فيه ؟
فأقولُ لكِ : العينان تحملان حِكاياتٍ كثيرةً .
العَينُ نِعمةٌ من اللهِ- سُبحانه وتعالى- قد تُستخدَمُ في الخير أو الشَّرِّ ،
قد تُستخدَمُ في الطاعةِ أو المعصيةِ ، قد تعودُ على صاحِبِها بالثَّوابِ والأجرِ ،
وقد تعودُ عليه بالسيئاتِ والضُرِّ .
وكثيرًا ما نسمعُ إحدى هذه العباراتِ :
.
- رأيتُ عينيها تحملان هُمومًا كثيرةً .
- يبدو من عينيها أنَّها مريضةٌ أو مُتعَبَة .
- عيناها تحملان آلامًا وأحزانًا .
- يَظهَرُ من عينيها أنَّها كاذِبةٌ .
- يبدو من عينيها أنَّ عندها أسرارًا كثيرةً .
- الشَّرُّ يَخرُجُ من عينيها .
- عيناها مُبتسمتان .
- رأيتُ السَّعادةَ في عينيها .
- بعينيها آمالٌ تنتظِرُ التَّحقيقَ .
وأنتِ أُختاه ، ماذا تحمِلُ عيناكِ ؟
هُنا وقفـةٌ للحِـــوار !
= هل يُمكنُ أن تفضحَكِ عيناكِ أمام الآخَرين وتُظهِرَ ما تحمِلُه ؟
= هل كُلُّ ما نقرؤه في أعُين مَن حولنا هو حقيقةٌ وارِدة ؟
أو رُبَّما يكُونُ بعضُه وهمًا لا وُجودَ له ؟
= إن صادَفَكِ يومًا وقرأتِ في أعُين إحداهُنَّ شيئًا ما ،
هل يُقلِقُكِ كثيرًا وتهتمِّينَ لأمره ؟! أم تنسينَ أمرَه بمُجرَّدِ الانشغال بشيءٍ آخَر ؟!
= ما رأيُكِ بمَن يُعبِّرُ عن مشاعِره بالدُّموع؟ وهل الدُّموعُ برأيكِ مَصدرُ ضَعفٍ أم قُوَّةٍ ؟
= ختامًا ، ما نصيحتُكِ لعينيكِ ؟
مُحبِّتاكُنَّ : همسَة

كُتب حُبًّا : صباح الأربعاء .
23 جُمادَى الآخِرة 1435 هـ
23 أبريل 2014 م
تعليق