تويت
الالتزام الغربي (صيفنا إبداع)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة سمعتها منذ سنوات
داعية إسلامي في ألمانيا كان يدعو مجموعة من الشباب .....هؤلاء الشباب تأثروا به جدا و ارتبطوا به ارتباطا شديدا...و أشهروا إسلامهم بفضل الله ثم فضله
ثم حدثت ظروف معينة ترغم الداعية على تركهم لسنوات....فزع الشباب بشدة و أصابهم الحزن...ثم لم يجدوا مفرا من الفراق...
اجتمع الشباب الألمان ثم طلبوا من الداعية أمرا
طلبوا منه أن يجعل لهم "شيئا" يلتزموا به...شيئا يفعلونه يوميا بجانب الفروض
فكر الداعية مليا...ثم طلب منهم أمرا بسيطا
أن يحفظوا كل يوم....آية من القرآن الكريم...آية واحدة
وافق الشباب و اعطوه كلمة ...و رحل الداعية لبلاده
ثم عاد إليهم بعد سنوات
ماذا وجد الداعية؟
..
..
..
وجد أن الشباب كلهم قد حفظوا القرآن الكريم كاملا....!!!
هذه القصة تعبر عن جزء من الفجوة الحضارية التي تفصلنا عن الغرب....و ربما ندرك منها أيضا كيف أن ألمانيا كادت يوما أن تحكم العالم
إنه الإلتزام الذي نفتقده و نحن أولى به لأننا أهل الإلتزام..لأن ديننا هو الإسلام
نحن نشمئز من أخلاق الغرب...من الإباحية و التفكك الأسري و الإدمان...من ضياعهم و إلحادهم
هذا أمر لا نختلف عليه
لكننا بحاجة أن ننظر و نتأمل بعض السلوكيات الإيجابية التي بسببها تفوقوا علينا و سبقونا و وضعوا السيف فوق رقابنا
إين نحن من إلتزامهم؟؟
إننا نقلد الغرب كثيرا في مساوئهم التي ننفر منها...شبابنا يرقص على موسيقاهم و يشرب سجائرهم و يقلد موضتهم و تحررهم......لكننا لا نقلدهم في مميزاتهم
نحن نفكر بسطحية و نقلد الملبس و السلوك الإستهلاكي...نظن أن امتلاكنا للموبايل و الثرثرة على النت ستجعلنا نواكبهم و نتقدم مثلهم...نظن أن شرب المياه الغازية و الوجبات السريعة هو التحضر و التقدم
أين نحن من تفوقهم العلمي؟ و ديننا هو دين العلم و "إقرأ"؟
أين نحن من نظافتهم..شوارعهم و بيوتهم و حدائقهم؟ و ديننا هو دين النظافة و التطهر و الوضوء؟
أين نحن من نظامهم..في كل أمور الحياة..من ركوب الحافلة إلى حجز مقعد الطائرة؟ و ديننا هو دين النظام و صفوف المصلين و الصلاة الموقوتة؟
إلى كل شاب يربي لحيته و يهمل دراسته
إلى كل خاطب يتقدم لفتاة و يدعي علمه و إيمانه و "إلتزامه" ثم يعود لحقيقته بعد الزواج
إلى كل شاب يهدر وقته في تصفح القنوات و الدردشة و يشتكي من البطالة و الفراغ
إلى كل فتاة ترتدي الحجاب أو النقاب و تتصرف كالمراهقات و تسيىء لمظهرها
إليهم جميعا....أهمس لهم...هناك شباب لا يعرفون اللغة العربية إلا لماما ..ليست لغتهم...و لا يسمعون الآذان ليل نهار مثلنا...و لم يعرفوا القرآن الكريم إلا بعد إسلامهم...
هؤلاء الشباب حفظوا القرآن كاملا
لأنهم إلتزموا بكلمة ....كلمة وعد أخبروها لرجل سيتركهم سنوات
لقد ألزموا أنفسهم بخطة لسنوات و نحن لا نجيد وضع الخطط أو تنفيذها لأيام معدودة
لقد احترموا الكلمة و نحن لا نبالي بكلمات نقولها فقط "لتسير الأمور" ثم نرجع عنها
أين نحن من إلتزامهم؟
لو كل واحد منا التزم في مجاله..الزوجة في بيتها..العامل في مصنعه...الطالب في دراسته...كيف سنصير ؟
أو كما قال سيد الخلق "كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته" صدق رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
اسمعوا ما قد قال الإمام محمد عبده عن الغرب: "رأيت إسلام بلا مسلمين و هنا مسلمون بلا إسلام"!
و هناك غربيا أشهر إسلامه فقال بعد زيارته لبلاد المسلمين:"الحمد لله أنني أسلمت قبل أن أرى المسلمين"!
إلى هذا الحد صرنا نسيىء لإسلامنا؟
لو طبقنا الإلتزام الحقيقي..إلتزام الغرب...بمفهوم إسلامي.... كيف سيكون حالنا؟
ترى هل كان أعداؤنا ليتمكنوا منا كما هم الآن؟
هل كنا لنعاني من المشاكل العجيبة المستحدثة مثل التفكك الأسري و كثرة الطلاق و الزواج العرفي و غيرها؟
هل كنا لنتقهقر على المستوى الحضاري و ننحدر كما نحن الآن؟
هل كانت أخلاقنا لتصل إلى ذلك المستوى حتى صارت الراقصات و دعاة العهر و الفجور نجوم تتلألأ في سماؤنا؟ بينما القابض على دينه كالقابض على الجمر و موصوم دوما بالإرهاب و التخلف؟
..
..
..
و الأهم ...هل كنا سنعاني تلك الإزدواجية...فنرى أمثلة كثيرة لملتزمين دينيا و ليس لهم باع على الصعيد الأخلاقي أو العلمي أو الفكري؟
يا أهل الشرق
أين أنتم من الإلتزام الغربي؟
أقصد الإسلامي
تعليق