

{ أخوتي الكرام ..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير .. ~
الحياة بشكل عام كالبحر تختلف في مدها وجزرها .. فمرات نراها هادئة ومنعمة ومرات نراها هائجة تثور وتعج بالمشاكل ..
و بين هذا المد والجزر
تتقلب النفسيات فتمتزج بين الفرح والحزن .. بين الألم والسعادة ..
ليبقى التفاؤل خيط الأمل الذي يبقي على نفوسنا مطمئنة .. متفائلة ومتأملة معاً بالحل والراحة مابعد الضيق ..
فكل من عاش بروح التفاؤل عاش هنيئاً وسعيداً ..
وكل منابتلي بصفة التشائم عاش حزيناً ومحبطاً..
ولا ننكر أننا سنجد الاختلاف واضحاً بين شخصية نظرتها للحياة تشائمية وبينأخرى نظرتها للحياة متفائلة ..
فالتفائل رفيق السعادة والنجاح والانتصار والمجد ..
والتشائم رفيق الإخفاق والهزيمة وإحباط ..
والرسول الكريم كان متفائلاً .. يحب الفأل والفأل هو الكلمة الطيبة .. التي تبث في نفوسنا العزيمة والإيجابية.
من هذا المنطلق سنبحر معاً في سطور موضوعي ..
فتابعوني :
أما بعد ..
قال الله تعالى : { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } سورة يوسف الآية 87
ومعنى هذه الآية الكريمةأخواتي : ولا تقطعوا رجاءكم من رحمة الله, إنه لا يقطع الرجاء من رحمة الله إلا الجاحدون لقدرته, و الكافرون به.
فها هي أكبر المصائب والمشاكل .. قد انفكت على خير عميم ، وفرح كبير
لإنها سنة الحياة حيث لا يوجد فرح مطلق، ولا ألم مطلق ..
فمثل ماهناك كلمة مشكلة
هناك كلمة حل
..


ومثل ما هناك كلمة شر
هناك كلمة خير
..


وأيضاُ ماهناك كلمة ألم
هناك كلمة فرح .. 


فكلنا نعلم أن الحزن
يتبعه سرور
، وإن مع العسر يسرا


وكلما ضاقت الدنيا بمشاكلها واستحكمت حلقات الحزن والهم والكرب فستفرج قريباً ..
فلا تتشائمي أختاه من بداية اليوم أو لأسباب وهفوات صغيرة تعكري فيها نفسكِ اولاً ثم من حولكِ ..
ابدئي نهاركِ بابتسامة بمزاج رائع وهني ..
حتى وإن حصل ماحصل ..
تعوذي من الشيطان واجتازي هذه الهفوات ..
ولاننسى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتنا الحسنة كان يتفائل بالخير ولا يتطير بالشر أبداً ..
ولاننسى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتنا الحسنة كان يتفائل بالخير ولا يتطير بالشر أبداً ..
ـ عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "(( الكبائر : الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله .))
حديث حسن من صحيح الجامع للألباني ..
حديث حسن من صحيح الجامع للألباني ..
أختاه .. إليك هذه النصائح من القلب فعلها تبث في داخلكِ التفاؤل :
1- أحمدي نعم ربكِ وأشكريه دائماً وأبداً في السراء والضراء على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى
ومن هذه النعم ( العقل والإسلام والصحة والاستقرار والزوج الصالح والذرية الصالحة .. الخ ) ..
2- استعيدي تجاربكِ الناحجة وتذكري ايجابيات من حولكِ ..
3- لاتجعلي لحظات الغضب تسيطر عليكِ ..
4- ابعدي عن لسانك وتفكيركِ عبارات التشائم ..
<< أنا لا أقدر .. أنا لا أستطيع التحمل .. لم يعد لدي أي أمل في هذه الحياة .. الخ
فهذا سيزيد التشائم والإحباط وقلة العزيمة لديكِ ..
أتعلمين أختاه ..
أتعجب كيف تستلمين للحزن والفرح يفتح لك أبوابه ..
أجل ..
عندما نحزن يمتلك الحزن قلبنا مشاعرنا ..
ولكن نحن نعلم أن بقاء الحزن هذا من المحال فلما لا نظر إلى المستقبل نظرة أمل ..
ونحن نعلم أن الله يحب الخير لعباده ..
حتى مصائبنا خير لنا لأنها تغسلنا من ذنوبنا .. وتبدل سيئاتنا حسنات ..
أرأيت حتى المصيبة التي تحزنك .. لو احتسبت أمرك لله ستصبح لك حسنات كالجبال ..
فالشدائد تقوي القلب .. وتمحو الذنب .. فهي إشعال للتذكر ودعاء من الصالحين ..
واستسلام للخالق ..
فمثلاً : زوجة تتخانق مع زوجها وتنقلب الحياة جحيماً في نظرها
لكن لو تذكرت اللحظات الحلوة لأنصلح الحال وعادت المياه إلى مجاريها
لا تقولي
لم أرى منه خيرا قط
(( فرسول الله حذرنا من كفران العشير ))
والتي تتألم من أقل هفوة يقوم بها زوجها باعتبار أن زوجها هو كل حياتها
دعيني أقول لكِ اختي
لم يخلقك الله يا أختي
ليكون زوجك كل حياتك
بل ليكون دينك كل حياتك
وزوجك هذا فردا في حياتك
عليك بحسن التبعل له ..
ولكن ليس لدرجة أن يكون لك كل ما للحياة من نبضات وأفكار وأحلام
لقد خلقنا الله لنعبده
لذا ما دمت أنا مع زوجي
والدي
والدتي
أختي
أخي
أبنتي
إبني
وحتى الجيران والأهل والأصدقاء
أتعبد الله في صلتهم وودهم
فلا يهمني سوى رأي الله في عملي لهم
لا يهمني
ردوا لي الجميل أم أنكروه ..
فالله لن ينسى لنا عملا صالح عملناه ..
وسيجازينا به جزاء عظيما نتمنى به ...
ولو كل الدنيا أنكرت أعمالنا .. ستبقى محفوظة عند الله تعالى ..
لاتنتظروا مقابل كل عمل صالح الشكر من الناس ..
احتسبوا اموركم لوجه الله تعالى
أخلصوا النيات وستروا النتائج ..
لذا يا اختي
امسحي دموعك وهاتي يدك .. نمضي إلى الفرح والسرور
فالدنيا هذه أقصر
من أن نملأها أحزانا ودموعا
الدنيا هذه محطة لنا لحياة أخرى ...هذه هي الحياة التي يجب ان نبكي عليها
وأن نتمنى السعادة فيها
لاتضيعيها
بحزن مدمر
ولا تأوهات تائهة
على ماذا تبكين
على أيام انتهت ولن تعود
تاركة أياما تفتح يديها لك وتدعوك للفرح والسرور
و خير مايدلّنا على ماذكر آنفاً ..
كتاب الشيخ عائض القرني بعنوان لاتحزن ففيه الكثير والكثير من عبارات تدعوا للتفائل ..
مثال:
(( ** لا تحزن من محنةٍ ..فقد تكون منحة..ولا تحزن من بلية .. فقد تكون عطية ..
** لاتحزن : ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطالة : صلِ .. سبّح .. اقرأ .. اكتب .. أعمل .. استقبل .. زُر .. تأمل .. ))
وبالختــــــــام
دعوني أهمس قليلاً بأذن كل من خطت حرفها في نافذتنا
كل من شاركتنا حزنها وفرحها :
يا من كنت في همّ وحلّت مشكلتك بشّرينا وشاركينا معكِ فرحتك بالنجاح ، وكوني قدوة لغيرك
لأنّ تجربتك رسالة تفاؤل لكلّ أخت في حالتك :
الإيمان بأنّ هناك حلّ لكلّ مشكلة ..
فأتمنى أن نرى مستقبلاً تجارب ناجحة تبث الأمل في نفوس رواد نافذتنا الإجتماعية ..
كل الود لقلوبكم 

ونسأل الله عزوجل أن يملئ سائر أيامكم بالسعادة والتفائل والتوفيق ..
وكل عام وانتم بخير
تعليق