تويت
إذا لم تكن معي فأنت ضدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا لم تكن معي فأنت ضدي
للأسف غابت لغة الحوار والنقاش البناء سواء في المواقع وفي المنتديات على الشبكة العنكبوتية واللقاءات التلفزيونية أو في حياتنا العملية بشكل عام 0
إن كتبت موضوع يخالف رأي عضو من الأعضاء هاجمك واستحقرك ونقل عنك حديث لم تقول به في الأساس وشهر بك أمام الأعضاء وبقية الزوار الذين لا يعلمون من الأمر شيئاً بأسلوب دنيء وطريقة غير سليمة فيوهم الغير بأنك المذنب الشاذ وأنك خالفت العرف والعادات والدين وأنك كفرت فلان وفسقت فلان وحكمت على فلان بالجنة وعلى الآخر بالنار ونصبت نفسك على العالم وفرضت رأيك عليهم و00
وهذه الأمور التي أصبحت مكشوفة ولا يستعملها إلا ضعفاء النفوس ومريضي القلوب فالعالم الآن غير زمان 0 فهو مغلق على أعينهم ومفتوح أمام الناس ولكن عُمِي على قلوبهم وأبصارهم 0
أصبحت المعمورة قرية صغيرة في ظل الشبكة العنكبوتية التي تكشف لك الحقائق من كل الجهات وتستعرض لك الآراء الموافقة لك والمخالفة لرأيك القديمة والحديثة .
فلماذا هذا التجني والظن السيء بالبعض والاستنتاجات الخاطئة ولصقها بالناس واستحقا رهم
وصف الله تعالى أمثال هؤلاء فقال الله تعالى :{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر : 43]
فلماذا الكذب والتحوير والتزييف والنفاق :
وقال تعالى : {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران : 137]
والفرج قريب قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل : 127]
لماذا لا نتمثل قول الله تعالى في هؤلاء :
{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10]
أو هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى :
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة : 112]
أو لماذا لا نكون مثل الذين خاطبهم الله سبحانه وتعالى :
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان : 63]
أو ما ترى العيب في إرجاع الشتائم والسب لمن انتقصنا يقول الشاعر :
إذا سبني نذل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مساببه
أم أن داء العظمة والتكبر ما زال يحيط بالأنفس الغبية فترفع هذه الأنفس إلى العلياء بنظرتهم القاصرة في هذه الدنيا الفانية الزائلة وتضعهم تحت الأقدام يوم الحشر في الآخرة الباقية ولا تريد أن ترجع لربها وخالقها عز وجل قبل يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون
قال تعالى :{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} [فصلت : 29]
يقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "تجدون من شرار الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"
إن ذا الوجهين يجمع بمحاولاته بين مجموعة من المحرمات يرتكبها عمداً ومع سبق الإصرار تدفعه إلى ذلك نفسيته المريضة فتحمله على الكذب"وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار " كما صح بذلك الحديث, وتحمله تلك النفس الخبيثة على النميمة، واليمين الفاجرة واللعن والغيبة وكل ذلك جالب سخط الله عليه ووسائل هلكةٍ تعرضه للوعيد الشديد, قال سبحانه: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ*مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}(10-12) سورة القلم.
ألا تريد أن ينادى عليك يوم القيامة كما وعد الله عز وجل بقوله تعالى :{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف : 43]
ونصيحة أخيرة أتركها للذين صفت أنفسهم بالإخلاص وتخلصت من كل حقد وضغينة وعلت الأخلاق بهممهم القوية وتسامت أرواحهم بالصدق أن لا يلتفتوا لأقوال المشككين الماكرين الحاقدين الذين لا يرجون للآخرين رفعة ولا تقدما يمرضون برفعة غيرهم ويحترقون بأجسادهم بين أضلاعهم من التشجيع والتصفيق للغير , فلا تتركوهم ينالون من تقدمكم ولا تهجوهم ولا تشِِهر بهم أو تذكر أسماء واحد منهم فترفع من نقاصتهم بل اترك نعيقهم يعود إليهم مثلما خرج منهم واشغل نفسك بتقدمك وتطوير وتصليح نفسك ولا تشغلها بعيوبهم التي أصبحت مكشوفة للجميع , فإن لم يكن للجميع فأمام الله تعالى بالدرجة الأولى وهو أهم شيء
ولتكن نواياك وإرادتك تريد بتقدمك مساعدة الناس وتقديم المعلومة الصحيحة لرفع الحق وليس لارضاء غايات الناس التي لا تدرك أبدا في هذه الدنيا الفانية الزائلة ولا للظهور والشهرة والرياء والمنافقة وتمسيح الجيوب والتذلل أمام هذا أو ذاك ولا تعظم بنفسك إلا الله 0
وبالمحصلة يجب أن نحب الخير لكل الناس على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم وجنسياتهم وندعوهم برفق ولين ومحبة وإخلاص وبالدعاء لهم والتودد لهم فمن اهتدى كان ذلك حسنا وتوفيقا لنا ولهم بالهداية وإن لم يهتدوا فإننا قمنا بواجبنا تجاه إخواننا في الإنسانية وأن لا نتهجم عليهم ونتكبر عليهم فنحن لولا فضل الله تعالى وحده ما اهتدينا وتذكر سئياتك العظام وذنوبك المخفية وعالج نفسك داخليا وخارجيا وليكن باطنك مثل ظاهرك حتى تكون مخلصا نقياً لا منافقاً مكشوفاً , ولا تقحم نفسك بالفتوى وتحلل وتحرم وفق هواك ومصالحك ولو علمت شروط الفتوى وخطورتها لما أفتى أحد دون الرجوع للعلماء أصحاب الفتوى
فأنا عندما أريد رفع دعوى أو استشارة قانونية أذهب للمحامي ولا يفيدني الشيخ والمفتي وعندما أريد استشارة طبية لطفلي أو لي أذهب للطبيب وعندما نريد الإحاطة بخبر أو مؤتمر صحفي نسأل من هم أهل للصحافة والإعلام وهكذا فلكل علم حرمته وأهله ومكانته ولا يفيدك إلا المختص بكل علم أو لا يفيدك بشكل أتقن وأعلم إلا أهل الاختصاص , إلا العلم الديني للأسف نجد كل من هب ودب يحلل ويحرم ويفتي ويجتهد ويلعن الصحابي الفلاني وينتقص من قيمة فلان بشكل علني وسري وهو لا يحفظ جزء واحد من القرآن الكريم ولا يعلم من الفقه إلا القليل ولا يحفظ من السنة النبوية إلا ما يحفظه أطفالنا في المدرسة وقد لا يعلم كيفية الصلاة وشروطها ومبطلاتها وسننها وحركاتها والأدعية التي يجب أن تقال فيها و000
وأذكر حدث مر بحياتي مرة مع أخت زميلة لنا في الجامعة أنها كانت لا تعرف كيفية الوضوء وهي في السنة الرابعة أي عمرها قرابة 23 سنة لا تعلم الوضوء فكيف تصلي وأين الأهل طوال هذه المدة .
قال الله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل125
وقال الله تعالى :{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص : 56]
تعليق