[center]
حديث الوسائد ..
محمد فتحي النادي – مصر .
الحياة دائمًا مليئة بالأحداث المثيرة سواء المفرحة أم المحزنة ، وهذه الأحداث تؤثر في الإنسان بتفاعله معها إيجابًا أو سلبًا.
فالإنسان لا يستطيع أن يعيش معزولاً عن الآخرين ؛ فهو يحتاج دائمًا إلى من يبثه مكنون صدره من :- آمال وآلام ، وأفراح وأتراح .. يحتاج إلى أنيس يأنس له ويرتاح إليه .
وأشد ما تكون هذه الصورة وضوحًا في العلاقة بين الزوجين ، فكل واحد منهما يستشعر في الآخر أنه أليفه الذي يسكن إليه ، بل يستشعر أنه نفسه التي يحادثها وتحادثه ، وهذه آية من آيات الله التي امتن بها على بني آدم :- ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الروم: 21
فكل منهما بعد انقضاء سحابة النهار في العمل والجد والكفاح من أجل تحصيل الرزق والسعي على تربية الأولاد ، يحتاج إلى تفريغ الشحنات التي عنده حتى يتمكنا من مواصلة أعمالهما بعد الراحة ، والانطلاق في الدنيا بروح جديدة وثابة، وذهن صافٍ متوقد .
فإن تمت جلسة الحديث بين الزوجين على تلك الصورة فأنعم بها ؛ حيث تكون جلسة حديث وسمر بناءة، فيتم من خلالها مثلاً
:-
v إراحة البال ، بإزالة الهموم من الصدور .
v التخطيط للمستقبل ، بتحديد الأهداف ، واختيار الوسائل المناسبة .
v الحوار الهادئ بين الزوجين ، لما عساه قد يبدر منهما من أخطاء فيتم تجاوزها .
v تمتين روابط المحبة والألفة والمودة بينهما .
v زيادة عناصر التجانس الروحي والفكري بينهما .
v تدبير شئون المنزل وعلاج ما قد يبدو من مشاكل مادية أو تربوية .. الخ .
v معرفة كل واحد منهما بما يجري مع الآخر في غيابه .
أما إذا لم تسر تلك الجلسة وهذا السمر على هذا النهج ، وأصبحت مبنية وقائمة للحديث عن الآخرين ، وما يحدث لهم ، فهذا معه مال وهذا لا مال معه ، وهذه سعيدة مع زوجها ، وهذه على غير وفاق مع زوجها ، وهذه زوجها يضربها ويهينها ويشتمها ، وهذه معززة مكرمة ، وهذا رهن إشارة زوجه ، وهذه لا كلمة لها مع زوجها ، وهذا بخيل على زوجه ، وهذا ينفق ببذخ وإسراف ، وهذه تكره زوجها ، وهذا يحب على زوجه .. الخ .
كل ما سبق وغيره الكثير من موضوعات قد يتكلم فيها الأزواج عن غيرهم ، وتصبح مادة للحديث والخوض في أعراض الغير .
والمشكلة أن هذه موضوعات تخص غيرنا ولا شأن لنا بها ، فلماذا نشغل أنفسنا بها ؟!
إن كنا نشغل أنفسنا بغيرنا من باب الإصلاح بين زوجين اختلفا ، أو من باب مساعدة من ضاقت بهما الأحوال ، أو أي شيء من هذا القبيل ، فهذا مما أمرنا به نحن المسلمين ، فقال تعالى :-
﴿ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ سورة النساء: 114
أما إذا كان الحديث من أجل الحديث ، فهذا من اللغو الذي يجب ألا نشغل أنفسنا به.
أو قد يكون من باب الغيرة والحسد مما قد يكون عليه الآخرون من مال أو أولاد أو سعادة أو غيره ؛ فتقوم الزوجة بالضغط على زوجها وتطالبه بأن يكون مثل فلان في الإنفاق ، ولا يهمها أن يوفر الزوج طلباتها من حلال أو حرام ، وقد حذرنا القرآن الكريم من ذلك فقال :- ﴿ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ سورة طه : 131، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :- ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ :- عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ )رواه البخاري .
وقد يكون الحديث من باب إفشاء الأسرار دون وعي بما وقد وقعا فيه ؛ ففي بعض الأحيان تُسِّرُ إحدى الصديقات لصديقة لها بسرٍّ ما عن ضيقها - مثلاً- بحياتها ، أو عدم توافقها مع زوجها ، أو عدم راحتها مع حماتها ، وتظن صاحبة السر أنها نفثت عما في صدرها لصديقةً تحفظ السر وتكون أمينة عليه ، فإذا بهذه الصديقة تحكي هذا السر لزوجها ، ويقوم زوجها بحكيه لأصدقائه ، مما يترتب عليه إفشاء سر هذه المرأة ، والسر نقطة ضعف عند الإنسان ، ولا يحب لأحد - إلا من وثق فيه - أن يطَّلع عليه .
فقد حدث :-
أن اشتكت امرأة من زوجها أن به صفات كثيرة مذمومة من عدم تبسطه مع أولاده ، ومجافاته لزوجه فترات طويلة ، وأن راتبه لا يكفيهم مما يشعرها بضيق مادي شديد ، وأظهرت ذلك وحكته لصديقة لها ، فحملت هذه الصديقة هذا الكلام وأخبرته لزوجها ، وانتشر هذا الكلام السيئ عن هذا الزوج بين رجال ونساء الحي الذي تسكن فيه هذه المرأة ، وبدأت تعيش في رعب شديد مخافة أن يصل هذا الكلام لزوجها فيقوم بتطليقها .
فالحديث على هذه الصورة آفة عظيمة قد يقع فيها الزوجان دون أن يشعرا ، وقد يترتب على ذلك من الأضرار :-
§ إيذاء الغير ووقوع ضرر نفسي واجتماعي عليهم؛ إذ يتم تشويه صورتهم.
§ تهدُّم البيوت.
§ قطع الأواصر بين الناس وإضعاف المجتمع.
§ فقدان الثقة في الصداقة والأخوة.
§ تغير القلوب وإصابتها بأمراض خطيرة من حقد وحسد وبغضاء وعداوة... الخ .
§ وقوع بعض الأزواج في الحرام نتيجة لتطلعهم لأن يكون عندهم مثل ما عند غيرهم أو أكثر منهم.
نخرج مما سبق
أن الحديث بين الزوجين مطلوب بشروطه ، حتى يؤتي ثماره المرجوة منه ، فتكون البيوت في هناءة وسعادة وحبور ، وإلا فالعاقبة خطيرة ، والأمر وبيل .
نقلاً عن موقع الداعية محمود القلعاوى


محمد فتحي النادي – مصر .
الحياة دائمًا مليئة بالأحداث المثيرة سواء المفرحة أم المحزنة ، وهذه الأحداث تؤثر في الإنسان بتفاعله معها إيجابًا أو سلبًا.
فالإنسان لا يستطيع أن يعيش معزولاً عن الآخرين ؛ فهو يحتاج دائمًا إلى من يبثه مكنون صدره من :- آمال وآلام ، وأفراح وأتراح .. يحتاج إلى أنيس يأنس له ويرتاح إليه .
وأشد ما تكون هذه الصورة وضوحًا في العلاقة بين الزوجين ، فكل واحد منهما يستشعر في الآخر أنه أليفه الذي يسكن إليه ، بل يستشعر أنه نفسه التي يحادثها وتحادثه ، وهذه آية من آيات الله التي امتن بها على بني آدم :- ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الروم: 21
فكل منهما بعد انقضاء سحابة النهار في العمل والجد والكفاح من أجل تحصيل الرزق والسعي على تربية الأولاد ، يحتاج إلى تفريغ الشحنات التي عنده حتى يتمكنا من مواصلة أعمالهما بعد الراحة ، والانطلاق في الدنيا بروح جديدة وثابة، وذهن صافٍ متوقد .
فإن تمت جلسة الحديث بين الزوجين على تلك الصورة فأنعم بها ؛ حيث تكون جلسة حديث وسمر بناءة، فيتم من خلالها مثلاً

v إراحة البال ، بإزالة الهموم من الصدور .
v التخطيط للمستقبل ، بتحديد الأهداف ، واختيار الوسائل المناسبة .
v الحوار الهادئ بين الزوجين ، لما عساه قد يبدر منهما من أخطاء فيتم تجاوزها .
v تمتين روابط المحبة والألفة والمودة بينهما .
v زيادة عناصر التجانس الروحي والفكري بينهما .
v تدبير شئون المنزل وعلاج ما قد يبدو من مشاكل مادية أو تربوية .. الخ .
v معرفة كل واحد منهما بما يجري مع الآخر في غيابه .
أما إذا لم تسر تلك الجلسة وهذا السمر على هذا النهج ، وأصبحت مبنية وقائمة للحديث عن الآخرين ، وما يحدث لهم ، فهذا معه مال وهذا لا مال معه ، وهذه سعيدة مع زوجها ، وهذه على غير وفاق مع زوجها ، وهذه زوجها يضربها ويهينها ويشتمها ، وهذه معززة مكرمة ، وهذا رهن إشارة زوجه ، وهذه لا كلمة لها مع زوجها ، وهذا بخيل على زوجه ، وهذا ينفق ببذخ وإسراف ، وهذه تكره زوجها ، وهذا يحب على زوجه .. الخ .
كل ما سبق وغيره الكثير من موضوعات قد يتكلم فيها الأزواج عن غيرهم ، وتصبح مادة للحديث والخوض في أعراض الغير .
والمشكلة أن هذه موضوعات تخص غيرنا ولا شأن لنا بها ، فلماذا نشغل أنفسنا بها ؟!
إن كنا نشغل أنفسنا بغيرنا من باب الإصلاح بين زوجين اختلفا ، أو من باب مساعدة من ضاقت بهما الأحوال ، أو أي شيء من هذا القبيل ، فهذا مما أمرنا به نحن المسلمين ، فقال تعالى :-

أما إذا كان الحديث من أجل الحديث ، فهذا من اللغو الذي يجب ألا نشغل أنفسنا به.
أو قد يكون من باب الغيرة والحسد مما قد يكون عليه الآخرون من مال أو أولاد أو سعادة أو غيره ؛ فتقوم الزوجة بالضغط على زوجها وتطالبه بأن يكون مثل فلان في الإنفاق ، ولا يهمها أن يوفر الزوج طلباتها من حلال أو حرام ، وقد حذرنا القرآن الكريم من ذلك فقال :- ﴿ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ سورة طه : 131، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :- ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ :- عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ )رواه البخاري .

وقد يكون الحديث من باب إفشاء الأسرار دون وعي بما وقد وقعا فيه ؛ ففي بعض الأحيان تُسِّرُ إحدى الصديقات لصديقة لها بسرٍّ ما عن ضيقها - مثلاً- بحياتها ، أو عدم توافقها مع زوجها ، أو عدم راحتها مع حماتها ، وتظن صاحبة السر أنها نفثت عما في صدرها لصديقةً تحفظ السر وتكون أمينة عليه ، فإذا بهذه الصديقة تحكي هذا السر لزوجها ، ويقوم زوجها بحكيه لأصدقائه ، مما يترتب عليه إفشاء سر هذه المرأة ، والسر نقطة ضعف عند الإنسان ، ولا يحب لأحد - إلا من وثق فيه - أن يطَّلع عليه .
فقد حدث :-

فالحديث على هذه الصورة آفة عظيمة قد يقع فيها الزوجان دون أن يشعرا ، وقد يترتب على ذلك من الأضرار :-
§ إيذاء الغير ووقوع ضرر نفسي واجتماعي عليهم؛ إذ يتم تشويه صورتهم.
§ تهدُّم البيوت.
§ قطع الأواصر بين الناس وإضعاف المجتمع.
§ فقدان الثقة في الصداقة والأخوة.
§ تغير القلوب وإصابتها بأمراض خطيرة من حقد وحسد وبغضاء وعداوة... الخ .
§ وقوع بعض الأزواج في الحرام نتيجة لتطلعهم لأن يكون عندهم مثل ما عند غيرهم أو أكثر منهم.
نخرج مما سبق

نقلاً عن موقع الداعية محمود القلعاوى


تعليق