زوجات أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو مصطفى
    عضو نشيط
    • Nov 2007
    • 152

    زوجات أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    زوجات أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
    - الزوجة الأولى -
    = قُتَيلَة بنت عبد العزى القرشية العامرية =
    تزوّجها أبو بكر الصديق وطلّقها في الجاهلية . واختلف في إسلامها .
    * قال النووي :- ( وأم أسماء اسمها ( قيلة ) وقيل : ( قتيلة ) … وهي قيلة بنت عبد العزى القرشية العامرية ، واختلف العلماء في أنها أسلمت أم ماتت على كفرهار، والأكثرون على موتها مشركة ) شرح النووي على مسلم – كتاب الزكاة – باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين .
    ( عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومدتهم ، مع أبيها ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم ، صليها ) . صحيح البخاري – كتاب الجزية والموادعة – باب إثم من عاهد ثم غدر ، " 3183 " . وصحيح مسلم .
    - عهد قريش : أي صلح الحديبية .
    - راغبة : قال ابن حجر عند شرح الحديث :- ( والمعنى أنها قدمت طالبة في بر ابنتها لها ، خائفة من ردّها إياها خائبة ، هكذا فسره الجمهور ) فتح الباري .
    * وقال أيضا :- ( قال أبو موسى : ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها ، وقولها راغبة ليست تريد في الإسلام ، بل في الصلة ، ولو كانت مسلمة لما احتاجت أسماء أن تستأذن في صلتها ، إلا أن تكون أسلمت بعد ذلك . قلت : إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها أسلمت )الإصابة : ص 1752 – ترجمة رقم " 11551 " – تراجم النساء .

    * أولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه من قتيلة *
    1- عبد الله بن أبي بكر ، رضي الله عنهما :-
    * قال ابن حجر في ترجمة عبد الله :- ( وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر ، ذكره ابن حبان في الصحابة وقال مات قبل أبيه ... ) الإصابة : ص 1752 – ترجمة رقم " 11551 " – تراجم النساء .
    2- أسماء ذات النطاقينرضي الله عنها
    --------------------------------------
    - الزوجة الثانية -
    = أم رومــان ( رضي الله عنها ) =
    أمّ رومان ، رضي الله عنها ، هي الزوجة الثانية لأبي بكر الصديق رضي الله عنها . وكانت ذات جمال وأدب وفصاحة ، وعرفت بالصلاح والصدق والوفاء وأٍلمت في بداية البعثة النبوية .
    * قال ابن حجر :- ( أم رومان بنت عامر بن عويمر ... امرأة أبي بكر الصديق ووالدة عبد الرحمن وعائشة ... واختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد ... ) الإصابة : ص 1800 – ترجمة رقم " 12677 " .

    * وفاتها :- قال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي :- ( والصحيح أن أم رومان هذه عاشت حتى توفيت في خلافة عثمان ، وليس كما قال بعضهم أنها توفيت في سنة ست من الهجرة ) عائشة أم المؤمنين : ص 10 .

    - أولاد أبي بكر الصديق من أمّ رومان *
    1- عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
    2- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق .
    ---------------------------------
    - الزوجة الثالثة -
    = أمّ بكر =
    ( عن عروة بن الزبير ، عن عائشة : أن أبا بكر رضي الله عنه ، تزوّج امرأة من كلب يقال لها أمّ بكر ، فلما هاجر أبو بكر طلّقها ، فتزوّجها ابن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة ، رثى كفار قريش ... ) صحيح البخاري – كتاب مناقب الأنصار – باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة ، " 3921 " .
    - من كلب : أي من بني كلب .
    -----------------------------
    - الزوجة الرابعة -
    = حبيبة بنت خارجة بن زيد الخزرجية رضي الله عنها =
    * زواجها :- تزوّجها أبو بكر الصديق في المدينة بعد الهجرة . وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها خبيب بن أساف بن عتبة بن عمرو .
    * قال ابن الجوزي :- ( وكان أبو بكر لما هاجر إلى المدينة نزل على " خارجة " فتزوّج ابنته ) صفة الصفوة : 1 / 238 .

    * أولاد أبي بكر الصديق من زوجته حبيبة *
    مات أبو بكر الصديق وزوجته حبيبة حامل ، وولدت له أم كلثوم بعد وفاته . وأم كلثوم ليست صحابية فهي لم تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها من كبار التابعيات . وقد روى عنها الصحابي جابر بن عبد الله رغم أنه أكبر منها ، كما روى عنها الحديث ابنها إبراهيم وآخرون .
    * قال ابن حجر :- ( أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق توفي أبوها وهي حمل ، ثقة من الثانية ) تقريب التهذيب : ص 774 – ترجمة رقم " 8758 " - الكنى من النساء .
    ----------------------------------
    -الزوجة الخامسة -
    = أسماء بنت عميس الخثعمية ( رضي الله عنها ) =
    وأسماء هي أخت سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب لأبيها وأمها . وأخوات أسماء لأمها كثيرات ، منهنميمونة بنت الحارث وزينب بنت خزيمة وهما من أمهات المؤمنين ، رضي الله عنهما ، والعصماء زوجة الوليد بن المغيرة أم خالد بن الوليد ، فأسماء خالة خالد رضي الله عنه ، ومنهن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب . أسلمت في بداية البعثة النبوية . توفيت أسماء ، رضي الله عنها ، سنة أربعين من الهجرة ، ودفنت بالبقيع .
    ( أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس ، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ ، فرآهم فكره ذلك ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : لم أر إلا خيرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الله قد برَّأَهَا من ذلك . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر فقال : لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغِيبَةٍ ، إلا ومعه رجل أو اثنان ) صحيح مسلم- كتاب السلام – باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها ، " 2173 " .

    أولاد أبي بكر الصديق من أسماء بنت عميس *
    ولدت له ولدا واحدا فقط هو محمد بن أبي بكر الصديق ، وذلك في حجة الوداع سنة عشر للهجرة :-
    ( عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى إلَيَّ ، فقلت : أنا محمد بن علي بن حسين … فقال : مرحبا بك يا ابن أخي ، سل عما شِئتَ فولدت أسماء بنت عميس محمد ابن أبي بكر … ) صحيح مسلم – كتاب الحج – باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، " 1218 " .
  • أبو مصطفى
    عضو نشيط
    • Nov 2007
    • 152

    #2
    دروس وعبر من تعدد زوجات
    أبي بكر الصديق
    هناك دروس وعبر كثيرة من تعدد زوجات أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسأكتفي ببعضها :-
    1- أبو بكر الصديق تزوّج قتيلة بنت عبد العزى في الجاهلية ، وطلقها كذلك في الجاهلية ، ثم تزوّج أم رومان في الجاهلية ، وجمع بينهما مما يشير إلى أن تعدد الزوجات كان مقبولا وشائعا لدى العرب .
    وبعد طلاق قتيلة بقيت عنده أم رومان وأثناء وجودها عنده تزوّج أم بكر وهي امرأة من بني كلب ، ثم طلقها قبيل هجرته إلى المدينة مع الرسول عليه السلام . وعند قدومه من مكة مهاجرا إلى المدينة بصحبة الرسول عليه السلام ، نزل أبو بكر عند خارجة بن زيد ، وتزوّج ابنته حبيبة ، ومكثت حبيبة معه سنوات قبل أن تلد، ثم قبيل وفاته حملت منه وولدت بعد وفاته ابنته أم كلثوم . وفي السنة الثامنة للهجرة ، تزوّج أبو بكر أسماء بنت عميس . وذلك كان بوجود حبيبة ، وأم رومان.

    2 - من استعراض تعدد زوجات أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه، لا يبدو أنه كان يجمع بين أكثر من زوجة لأن إحداهن لا تنجب ، أو بسبب مرضها مرضا يمنع الجماع مثلا ، ولا بسبب من الأسباب التي اعتاد بعض المعاصرين تعدادها .
    ولذلك نرى أبا بكر ، من حيث المبدأ ، على استعداد للزواج مجددا ، ودون سبب من الأسباب التي يرددها المعاصرون ، ومن شواهد ذلك الحديث التالي : -
    (عن ابن شهاب قال : أخبرني سالم بن عبد الله ، أنه سمع عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، يحدث : أن عمر بن الخطاب حين تَأَيَّمَتْ حفصة بنت عمر من خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَتوُفِّيَ بالمدينة ، فقال عمر بن الخطاب : أتيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ، فقال : سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ، ثم لَقِيَنِي ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوّج يومي هذا ، قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر ، فلم يرجع الي شيئا ، وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبثت ليالي ، ثم خطبها رسول الله ِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَنْكَحْتُهَا إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا ، قال عمر : قلت : نعم ، قال أبو بكر : فانه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول اللهَصلى الله عليه وسلم، قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول اللـه ، ولو تركها رسول الله قبلتها ) صحيح البخاري – كتاب النكاح – باب عرض الإنسان ابنته أو اخته على أهل الخير ، " 5122 " .
    ويتبين من الحديث أن عمر عرض ابنته حفصة على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، علما بأنه كان متزوّجا من أم رومان وحبيبة بنت خارجة ، وإنّ أيا منهما لم تكن مريضة ولا عاقرا ، ومع ذلك كان أبو بكر مستعدا للزواج منها لولا ما يعرفه من ذكر الرسول عليه السلام لها . وبالفعل فان أبا بكر قام في وقت لاحق ، بالزواج من أسماء بنت عميس .
    3- عاش أبو بكر الصديق من السنة الأولى للهجرة حتى السنة الثامنة مع زوجتين اثنتين هما أم رومان وحبيبة بنت خارجة ، رضي الله عنهما ، وفي السنة الثامنة للهجرة تزوّج من أسماء بنت عميس ، رضي الله عنها ، وقد تمّ كل ذلك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبإقرار منه . وبزواجه من أسماء يكون أبو بكر الصديق قد جمع بين ثلاث نساء في وقت واحد .
    4- لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل أبا بكر لماذا تزوّجت على زوجتك ، أو ما هي الضرورة التي دعتك للزواج ثانية وثالثة . وهذا يكفي للرد على المتأثرين بالغرب وفكره ، القائلين بوجوب وجود سبب أو ضرورة أو حاجة ماسّة لتعدد الزوجات .
    5- تزوّج أبو بكر الصديق من الأرملة أسماء بنت عميس ( لديها ثلاثة أطفال ) ، رضي الله عنها ، بعد استشهاد زوجها جعفر ابن أبي طالب ، وفي ذلك ستر لها وعليها ، وتكريم لها ولزوجها .
    6- تزوّج أبو بكر الصديق حبيبة بنت خارجة ، رضي الله عنها ، في السنة الأولى للهجرة ، ولم تكن هي أرملة ، كما لم تكن المعارك قد بدأت بعد لتكثر الأرامل ، وهذا يؤكد أن التعدد ليس محصورا بالزواج من الأرامل فقط ، وإنما يمكن أن يكون التعدد بالزواج من الأبكار أيضا ، وفي كل خير .
    7- يلاحظ أن كل زوجات أبي بكر الصديق لم يعترضن على زواجه من غيرهن ، وان تملكتهن الغيرة التي لا تخلو منها امرأة . فلم يرد أنّ أم رومان ، رضي الله عنها وأرضاها ، قد اعترضت على زواجه من أمّ بكر قبل الهجرة ، وكذلك لم تعترض على زواجه من حبيبة بنت خارجة في السنة الأولى للهجرة ، ولا على زواجه من أسماء بنت عميس في السنة الثامنة من الهجرة . وكذلك حبيبة بنت خارجة ، رضي الله عنها ، لم تعترض على زواجه من أسماء بنت عميس ، رضي الله عنها ، لأن هذا حكم شرعي فيلتزم به جميع المسلمين والمسلمات ، بينما تعترض بشدّة كثير من نساء اليوم من اللواتي تسمّمت أفكارهن بالحضارة الغربية الهابطة ومفاهيمها الفاسدة .
    8- يلاحظ أن حبيبة بنت خارجة وأسماء بنت عميس ، رضي الله عنهما ، قد وافقتا على الزواج من أبي بكر الصديق رغم أنه كان متزوّجا من غيرهما ، ويدلنا هذا على أن الصحابيات ، رضي الله عنهن ، كنّ يوافقن على الزواج من رجل متزوّج دون حرج ، تطبيقا لحكم الإسلام في هذه المسألة . وكثير من المسلمات اليوم يرفضن هذا الأمر تحت دعاوى واهية بثها الغرب وأدواته في المنطقة ، وساهمت المسلسلات والأفلام العربية الهابطة في نشرها وتركيزها عند بعض النساء .
    9- حبيبة بنت خارجة ، رضي الله عنها ، تزوّجت من أبي بكر وعنده أم رومان ، ولم تتعرض لتأنيب أو لوم من أية جهة ( لنزولها على ضرة ) ، ولم يقل أحد أنها دمرت حياة أم رومان ، وأنها بنت سعادتها على حساب تعاسة غيرها ، كما لم يقل أحد أنها " خطافة الرجال " ، ولم يقاطعها أحد . وما قلناه عن حبيبة ينطبق تماما على أسماء بنت عميس رضي الله عنها . فالمجتمع الإسلامي لا ينتقد الزوجة اللاحقة ويتهمها بشتى التهم كما يحصل اليوم في بعض الأوساط .
    10- وهناك واحدة من الملاحظات الهامة وهي أن العلاقة بين ( أبناء الضرائر) من زوجات أبي بكر الصديق كانت على ما يرام ، فالعلاقة بين عائشة أم المؤمنين ، وبين أختها أسماء ذات النطاقين ، رضي الله عنهما ، كانت من أفضل العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين الأخوات ، وكانتا تتزاوران باستمرار ، كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة . كما أن عائشة ، رضي الله عنها ، حزنت حزنا شديدا عندما وصلها خبر مقتل أخيها لأبيها محمد بن أبى بكر في مصر ، وأم عائشة هي أم رومان ، رضي الله عنها ، وأم محمد هي أسماء بنت عميس ، رضي الله عنها . وقد أرسلت عائشة من يحضر أولاده حيث احتضنتهم وربتهم ورعتهم ، ومنهم القاسم بن محمد الذي نهل من علمها الكثير ، وأصبح لاحقا من كبار فقهاء التابعين .
    11- إن أيّا من أولاد أبي بكر الصديق لم يكن ينظر لزوجة أبيه على أنها ذلك الوحش المفترس ، وأنّها غضب من الرب ، كما تقول الأمثال الباطلة ، التي يرددها بعضهم ، ولم يكونوا ينظرون إليها بعين الشك والريبة ، وأنها هدمت سعادة أمهم ... وبالتالي ربما عاملوها بقسوة ، كما يحصل اليوم في بعض الأوساط التي لا تلتزم بأحكام الكتاب والسنة . ولإدراك أبي بكر لحسن العلاقة بين أولاده وزوجاته فإنّه بعد استقراره في المدينة ، بعد الهجرة ، كتب إلى ابنه عبد الله ، الذي كان لا يزال في مكة ، طالبا منه أن يحضر زوجة أبيه أم رومان ، وشقيقته أسماء ، وأخته عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنهم جميعا ، إلى المدينة المنورة ، وقد فعل .
    12- ويقول بعض الناس إنه لا يليق بالرجل أن يتزوّج على زوجته بعد سنوات طويلة من العشرة الطيبة ( على الحلوة والمرة ) . وهذا أيضا خطأ فإنّ أبا بكر رضي الله عنه قد تزوّج أسماء بنت عميس وعنده أم رومان والتي عاش معها قرابة ربع قرن من الزمان أو يزيد ، وهذا لا يتعارض مع الوفاء لها ، ويكفي للدلالة على ذلك أنّه قد فعل ذلك بوجود الرسول صلى الله عليه وسلم وإقرار منه .
    يتبع





    تعليق

    • أبو مصطفى
      عضو نشيط
      • Nov 2007
      • 152

      #3
      13- ويزعم آخرون أن الجمع بين أكثر من زوجة لا يكون إلا في الأوساط المتخلفة ثقافيا وعلميا . وهذا القول لا يصح مطلقا فإنّ أبا بكر الصديق ومعه كبار الصحابة ، وجمهرة الصحابة ، قد جمعوا بين أكثر من زوجة ، وهم أكثر الناس علما وثقافة وأرقاهم فكرا وسلوكا .
      14- بعض النساء يزعمن أن المرأة الجاهلة المتخلفة هي التي تقبل بالتعدد بينما المرأة المثقفة المتعلمة الواعية لا يمكن أن تقبل بالزواج من رجل متزوّج ولديه أولاد . وهذا الزعم باطل فأسماء بنت عميس ، رضي الله عنها ، وأرضاها قبلت بالزواج من أبي بكر الصديق في السنة الثامنة من الهجرة بالرغم من وجود زوجتين عنده هما أم رومان وحبيبة بنت خارجة رضي الله عنهما . وكانت أسماء امرأة مثقفة واعية ومن راويات حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنها الحديث عدد كبير من المسلمين والمسلمات . وقبلها أمّ رومان رضي الله عنها ، فقد كانت من أهل الحكمة في فكرها والأدب العالي في سلوكها . فالمرأة المسلمة تقبل بالتعدد طاعة لله ورسوله ، وان كانت تشعر بشيء من النفور بداخلها تجاهه .
      15- ويظن بعض المسلمين أن الأتقياء ينبغي أن يبتعدوا عن التعدد نظرا لصعوبة العدل بين الزوجات ، وهذا وهم فإن أتقى الناس وأفضلهم وأخشاهم لله بعد الرسل ، وهم الصحابة ، بما فيهم الخلفاء الراشدون ، وعلى رأسهم أبي بكر الصديق قد عدّدوا زوجاتهم وعدلوا بينهن ، وليس العدل الذي طلبه الشارع بالأمر الصعب .
      16- ويظن بعض الناس أن الحكام ينبغي لهم أن يبتعدوا عن الزواج بأكثر من واحدة ، نظرا لكثرة أعباءهم من حيث كونهم مسؤولون عن أمة بأكملها ، وعن قيادة الجهاد والعلاقات الدولية ، ولكن أبا بكر الصديق ، وغيره من خلفاء الأمة وحكامها كانوا يعددون زوجاتهم ، علنا وأمام كل الناس ، دون أن يعطلهم ذلك عن رعاية شؤون الأمة وسياستها وقيادة الجهاد والقيام بجميع أعباء الحكم ومسؤولياته .
      17 - ويظن بعض المتعبدين أن التعدد يتعارض مع العبادة والإقبال عليها ، لأن الذي يعدّد سينشغل حسب ظنهم بالزوجات والأولاد وبالتالي ينصرف كثيرا أو قليلا عن العبادة . وقد يستدل بعضهم بقوله الله تعالى :- ] وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [. [ الأنفال : 28 ] . وقوله تعالى : ] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ [ . [ آل عمران : 14 ] .
      ولكن هذا التعارض المزعوم لم يعرفه الرسول r والصحابة ، رضي الله عنهم ، ومنهم أبو بكر الصديق t ، ومعروف أنهم وعلى رأسهم الرسول r كانوا من أكثر الناس تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وعبادة له رغم كثرة زوجاتهم وأولادهم .
      وليس المقصود بالآيات المذكورة ذم الزوجات والأولاد ، وإنما المقصود أنه إذا كان حب الزوجات والأولاد مقدما على طاعة الله ورسوله ، ففي هذه الحالة يكون حبهم مذموما ومذموما صاحبه . أما إن كان حبهم على وجه يعين على طاعة الله ورسوله فهو محمود ممدوح ولا شيء على صاحبه ، وقد قال سبحانه وتعالى :
      ] وَلقَدْ أَرْسَلنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً [ .[ الرعد : 38 ] .
      وقال سبحانه وتعالى : ] فانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ [ .[ النساء : 3 ] .
      وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) صحيح مسلم – كتاب الرضاع – باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ، " 1467 " .
      .
      وقال صلى الله عليه وسلم :- ( حبب إليّ النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ) مسند الإمام أحمد – مسند أنس بن مالك ، " 13057 " .
      = قال الشيخ المحدّث الألباني :- ( صحيح ) صحيح الجامع الصغير وزيادته ، " 3124 " .

      وقال صلى الله عليه وسلم :- ( تزوّجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) سنن أبي داود – كتاب النكاح – باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء ، " 2050 " .

      18- كما ويظن بعض الزهاد أن التعدد يتعارض مع الزهد في الدنيا وملذاتها الفانية ، وهذا كذلك خطأ بدليل فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وفعل الصحابة ، رضوان الله عليهم أجمعين ، وغالبيتهم قد جمعوا بين أكثر من زوجة في الوقت نفسه ، وقد قال بعض أهل العلم إن ترك النساء ليس من الزهد في الدنيا وإن الإقبال عليهن لا يتعارض مع الزهد بدليل فعل الرسول وهو سيد الزهاد ، ومثله فعل الصحابة ومنهم أبو بكر الصديق الذي كان من كبار الزهاد .
      19- تعدد الزوجات أمر مقبول ومستساغ في المجتمع الإسلامي في عصر الرسول r والصحابة ، رضي الله عنهم ، والعصور اللاحقة لهم ، ولم ير أحد من المسلمين والمسلمات ، في تلك العصور ، فيه اهانة للمرأة وجرح لكرامتها ، أو تقليل من قيمتها ، كما يزعم بعض الناس في العصر الراهن ، وها هو عمر بن الخطاب يعرض ابنته حفصة ، رضي الله عنها ، على أبي بكر الصديق ، مع علمه بوجود أكثر من زوجة لديه ، ولم يكنّ مريضات ولا عقيمات ، ولم يجد عمر بن الخطاب في ذلك غضاضة على ابنته حفصة ، ولا على نفسه ، فأين المسلمون اليوم من عمر .
      20- تعدد زوجات أبي بكر الصديق وغيره من الصحابة ، رضي الله عنهم ، تم في العلن وأمام كل الناس ، وليس في السر كما يفعله بعض الجبناء اليوم .
      21- من متابعة تعدد زوجات أبي بكر الصديق ، يتبين أنّه لم يكن يتزوّج على زوجته انتقاما منها كما يفعل ذلك بعض الجهلة اليوم .
      22- بعض الناس يظن أن من كان شخصية مرموقة في المجتمع ، أو كان حاكما لا يليق به أن يجمع بين أكثر من زوجة ، وذلك تأثرا منهم بالواقع السيئ الذي يعيشونه ، ولكن أبا بكر رغم كونه شخصية مرموقة في المجتمع والرجل الثاني في الدولة ، وفي محل الإقتداء للرعية ، جمع بين أكثر من زوجة ، وكان ذلك بإقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم . وعندما تسلم الحكم ، بعد وفاة الرسول ، كان عنده ثلاث زوجات .
      23- إن مقاصد النكاح عند أبي بكر الصديق والصحابة ، رضي الله عنهم ، مفهومة لديهم جيدا ، وهم يقومون به لتحقيق أهداف كثيرة منها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، والإقتداء برسوله ، وإدراكا منهم لأهمية الزواج ، ولذلك أقبلوا عليه وتزوّجوا بكثرة ، مثنى وثلاث ورباع . وكذلك الصحابيات ، رضي الله عنهن ، أقبلن على الزواج بما فيهن المطلقات والأرامل .
      فضلا عما يتضمنه التعدد من فوائد كثيرة ، كزيادة في النسل ، وتكثير سواد المسلمين ، وبالتالي زيادة عدد الموحدين لله سبحانه وتعالى ، وإشباع للميول الجنسية لدى الرجل والمرأة ، وإحصان لعدد أكبر من النساء المسلمات ، وصيانتهن من الوقوع في هاوية الرذيلة ، وحثّهن على النكاح لقوله تعالى : ] وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [ . [ النور : 32 ] .
      وغير ذلك الكثير من الفوائد التي غالبا ما تتحقق على أرض الواقع ، ولكنها في كل الأحوال ليست أسبابا ولا عللا شرعية لحكم الجمع بين أكثر من زوجة ، والله يهدي إلى سواء السبيل .
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

      تعليق

      • قطرات الندى 14
        عضو نشيط
        • Oct 2007
        • 308

        #4
        شكرا

        شكرا على المعلومات
        التعديل الأخير تم بواسطة قطرات الندى 14; 25-12-2007, 09:03 PM.

        تعليق

        • همسه عتاب
          عضو نشيط
          • Apr 2007
          • 357

          #5
          تسلمى على النقل المفيد

          تعليق

          • ebrahim1977
            عضو جديد
            • Nov 2007
            • 13

            #6
            لا فض فوك يا ابا مصطفى
            احسنت و ابدعت و زادك الله من علمه
            موضوع رائع و شيق جدا و كتب بأدبية رائعة
            و الى الامام يا نصير النساء

            تعليق

            • عابرة الدنيا
              النجم الفضي
              • Nov 2005
              • 3057

              #7
              جزاك الله خيرا

              تعليق

              • أحـب الفرح
                النجم الفضي
                • Sep 2006
                • 3384

                #8
                ربي يعطيك العافية

                تعليق

                • أبو مصطفى
                  عضو نشيط
                  • Nov 2007
                  • 152

                  #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  أشكر جميع الاخوة والاخوات على تعليقاتهم الطيبة ، جزاكم الله كل خير ، وقريبا الحلقة الثانية من سلسلة تعدد الزوجات عند الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، ولا أعلم أحدا كتب مثلها ، ولله الفضل والمنة ، وقد استغرقت مني سنوات .... جزاكم الله خيرا ونفعكم بهذه السلسلة الفريدة والى اللقاء مع ( زوجات عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) .
                  ولا تنسوني من دعوات صالحة .

                  تعليق

                  يعمل...