لقد اعجبني هدا المقال في صحيفة الرأي الاردنية فاحببت ان اضعه بين يديكم..ارجو ان ينال اعجابكم
«كاتيوشا» الحب والحرب
علمت أن تسمية صواريخ الكاتيوشا تعود الى أغنية شعبية روسية تحكي عن فتاة اسمها كاترينا كانت تغني لحبيبها الموجود على أرض المعركة، حيث كانت تحثه في أغنيتها على الصمود وحراسة الحدود ضد الألمان وتعده بحراسة حبه، منتظرة عودته من الحرب بفارغ الصبر..وقد كانت هذه الفتاة المخلصة توقع رسائلها دائما باسم «كاتيوشا» وهو اسم الدلع لكاترينا.. ومن هنا اشتهر اسم الصاروخ باسم الحبيبة..
الحب في زمن الحرب...يشبه تماما من يشتهي كيلو هريسة في ليلة ماطرة، وكمن يصر على شراء صحن حمص أثناء حظر التجول..ويشبه من تذكر ضرورة مراجعة محفوظته بعد انقطاع التيار الكهربائي ليلا.. كلها أفعال صعبة وخطرة ومجهدة لكنها تكتنز اللذة- كل اللذة - لأنها خلاصة اختمار «الكيف» بالظرف الطارئ..
في (مرجعيون) هناك حب ..وهناك كاتيوشا..هناك فتاة تحيك لحبيبها المقاتل «جرزة» إذا ما استمر القتال للشتاء، وتخبئ له تينا مجففا، وخصلة عنب، وخصلة شعر، وكرت زفاف ابن خالتها، وقميصا اشترته من مصروفها اليومي، وأغنية جنوبية حفظتها من راديو قريب. في كل مساء تغلي له فنجان قهوة وتسكبه تحت معرش العنب.. ثم تغطيه برسالة لم تكتب فيها شيئا..
في مرجعيون ..هناك ثمة تشابه بين رائحة الحب ورائحة البارود، فهما لا تفوحان أبدا الا بعد احتراق..وهناك ثمة تشابه بين رسائل الحب وبين الكاتيوشا، فهما لا تطلقان من مكانيهما الا بعد احتلال واشتباك ..ولهذا السبب فقط، «عقدت» كاتيوشا المقاومة اسرائيل، فهي لا ترصد ولا تقاوم ولا تسقط ..تماما مثل الحب الذي لا يرصد ولا يقاوم ولا يسقط..والرصاصة التي أولها حب وآخرها وطنية لا تخطىء ولا تموت..
قد لا يستمر القتال للشتاء وقد لا يرتدي ذلك الفتى «جرزته»، وقد ينتهي موسم العنب والتين قبل ان يحضر، قد تضيع خصلة الشعر في أحد فصول الكتاب، قد يصفر كرت الزفاف كورق أيلول، ويبقى القميص محنطا بغلافه ودبابيسه، قد تنسى تلك الأغنية الجنوبية، وتطير الرسالة من على فنجان القهوة..قد تبقى الدالية بانتظار، والحبيبة بانتظار..لكن المهم أن لا ينزل ذلك الفتى «الكاتيوشا» عن ظهره.. حتى ولو نفدت ذخيرته من البارود، سنحشوه «بأصابعنا الوسطى ونطلقه»..
الكاتب
احمد حسن الزعبي
«كاتيوشا» الحب والحرب
علمت أن تسمية صواريخ الكاتيوشا تعود الى أغنية شعبية روسية تحكي عن فتاة اسمها كاترينا كانت تغني لحبيبها الموجود على أرض المعركة، حيث كانت تحثه في أغنيتها على الصمود وحراسة الحدود ضد الألمان وتعده بحراسة حبه، منتظرة عودته من الحرب بفارغ الصبر..وقد كانت هذه الفتاة المخلصة توقع رسائلها دائما باسم «كاتيوشا» وهو اسم الدلع لكاترينا.. ومن هنا اشتهر اسم الصاروخ باسم الحبيبة..
الحب في زمن الحرب...يشبه تماما من يشتهي كيلو هريسة في ليلة ماطرة، وكمن يصر على شراء صحن حمص أثناء حظر التجول..ويشبه من تذكر ضرورة مراجعة محفوظته بعد انقطاع التيار الكهربائي ليلا.. كلها أفعال صعبة وخطرة ومجهدة لكنها تكتنز اللذة- كل اللذة - لأنها خلاصة اختمار «الكيف» بالظرف الطارئ..
في (مرجعيون) هناك حب ..وهناك كاتيوشا..هناك فتاة تحيك لحبيبها المقاتل «جرزة» إذا ما استمر القتال للشتاء، وتخبئ له تينا مجففا، وخصلة عنب، وخصلة شعر، وكرت زفاف ابن خالتها، وقميصا اشترته من مصروفها اليومي، وأغنية جنوبية حفظتها من راديو قريب. في كل مساء تغلي له فنجان قهوة وتسكبه تحت معرش العنب.. ثم تغطيه برسالة لم تكتب فيها شيئا..
في مرجعيون ..هناك ثمة تشابه بين رائحة الحب ورائحة البارود، فهما لا تفوحان أبدا الا بعد احتراق..وهناك ثمة تشابه بين رسائل الحب وبين الكاتيوشا، فهما لا تطلقان من مكانيهما الا بعد احتلال واشتباك ..ولهذا السبب فقط، «عقدت» كاتيوشا المقاومة اسرائيل، فهي لا ترصد ولا تقاوم ولا تسقط ..تماما مثل الحب الذي لا يرصد ولا يقاوم ولا يسقط..والرصاصة التي أولها حب وآخرها وطنية لا تخطىء ولا تموت..
قد لا يستمر القتال للشتاء وقد لا يرتدي ذلك الفتى «جرزته»، وقد ينتهي موسم العنب والتين قبل ان يحضر، قد تضيع خصلة الشعر في أحد فصول الكتاب، قد يصفر كرت الزفاف كورق أيلول، ويبقى القميص محنطا بغلافه ودبابيسه، قد تنسى تلك الأغنية الجنوبية، وتطير الرسالة من على فنجان القهوة..قد تبقى الدالية بانتظار، والحبيبة بانتظار..لكن المهم أن لا ينزل ذلك الفتى «الكاتيوشا» عن ظهره.. حتى ولو نفدت ذخيرته من البارود، سنحشوه «بأصابعنا الوسطى ونطلقه»..
الكاتب
احمد حسن الزعبي
منقول
تعليق