لكي نتمكن فعلاً من مناقشة هذا الموضوع نحن بحاجة لمعرفة مقاومات الزواج الناجح
وفي الواقع أرغب في مناقشة نقطتين مهمتين يسبقان الزواج عبر الإنترنت
1- العلاقة عبر الإنترنت
2- الحب وحقيقته
كما أننا بحاجة لمقارنة تلك التي تتم ابتداءً عبر الإنترنت والتي تتم ابتداءً من طريق آخر …
وأقصد بالإنترنت هنا ما يكون منها على سبيل المحادثات الشخصية كالشات والماسنجر
وما شابه ذلك … ويدخل في ذلك أيضاً الرسائل الخاصة وأمثالها إن ابتعد مكنونها
عن القول المعروف …
أما ما كان من عرض جنس من الجنسين لأفكاره للملأ … فهي مع كونها ليست موضوعنا،
كذلك هو أمر لا يمكن لأحد منعه أو تحريمه على النساء ما دامت المرأة متمسكة بتعاليم
الإسلام أوالأعراف العربية التي لا تعارض الشريعة …
لعلي أتكلم قليلاً عن النقطتين الذين يسبقان الزواج عبر الإنترنت :
1- العلاقة عبر الإنترنت : أعتقد بأن هذه العلاقة بحاجة للنظر البعيد والواقعية
حتى ننجح في التحدث عنها …
ففي ظني بأن العلاقات التي تنشأ عبر الإنترنت هي علاقات قائمة أساساً
على ذكر الصفات الجميلة واخفاء الصفات القبيحة … وقد تقوم أيضاً على الكذب
أو البعيد عن الواقعية …
وأعتقد بأن العلاقة القائمة أساساً على الخداع لا تدوم خاصة عندما
تبدأ الصفات الخفية بالظهور …
وأن أي علاقة حب حقيقي لا يمكن أن تقوم عبر الإنترنت …
بل لن أكون مبالغاً إن قلت بأن علاقة الصداقة والمعزة أيضاً قد لا تقوم عبر الإنترنت.
2- الحب عبر الإنترنت : في رأيي بأن الحب هي حالة نفسية انفعالية (مؤقتة أو دائمة)
تنشأ عن رغبة الروح (في حالة اليقظة) في أمر معين من جانب معين.
ويختلف عن الإعجاب في كون الإعجاب أمراً إرادياً يمكن التحكم به بينما الحب
أمر غير إرادي وإن كان الخلاف في مسألة التحكم به.
ولكن قد ينتقل الإعجاب إلى حب وفي رأيي أن ذلك مثل الإدمان الذي يبدأ إرادياً
وتنتقل بالممارسة والتكرار إلى أمر غير إرادي …
فإن علمنا ذلك فإني أعتقد بأن علاقات الحب الواقعي التي تقوم عبرالإنترنت
هي علاقة الإعجاب (الذي في واقعه ليس حباً) وعلاقة الحب الأخوي القائمة
على التناصح فقط (وقد تزيد عندما يكون الحب في الله ولله) وعلاقة الحب العشقي
القائمة في الواقع على الإعجاب أو الوهم …
وأقصد به أن العلاقات لما يظن أنه حب عبر الإنترنت هي في الواقع إحدى ثلاثة :
1- إعجاب : وهو كما قلت ليس حباً … وقد يرتقي فيصبح حباً وقد يصل إلى مرتبة
العشق ويقع فيما لا يحمد عقباه …
2- حب أخوي إما تناصحي أو أخوة في الله ولله … وذكري إياه من باب ذكر
واقع يذكره البعض بإمكانية حدوثه - بين الرجل والمرأة -
وإن كانت في نظري ضرباً من الخيال الذي لا يمكن أن يكون،
بل يظهر للمتمعن أن مخاطبة الرجل للمرأة لا يجوز إلا على ضوء
قوله تعالى : (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في
أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً)
وإن كانت الأية في نزولها ليست لما في المناسبة الذي نحن بصدده …
ومنه يعلم الناظر علم اليقين بأن مخاطبة النساء للرجال الأجانب والعكس
عبر الإنترنت وعبر الهاتف وعبر أي جهاز … لا يجوز أبداً أبداً أبداً …
والحمد لله على نعمة الهداية …
3- علاقة الحب العشقي القائم على الوهم والخيال : وإن كان التعبير بقول (الحب العشقي)
هو من المجاز فالحق أن العشق مرتبة من مراتب الحب وهو إفراط المحبة …
والعشق عادة ما تقوم على الوهم والخيال فهو في الواقع عشق
للصورة التي يصفها أحد الجنسين للآخر حتى يرى من أمامه ملكاً
أو منزهاً فيعجب به ثم يبتلى بمحبته …
فهذا العشق من الابتلاءات (والداخل في الشيء لا يرى عيوبه بل لا يرى
عيوب الشيء إلا من دخل فيه ثم خرج منه) …
نتابع :
الخطبة والزواج في غير الإنترنت يقوم على معرفة ذوي العريس وذوي العروس
لتلك العلاقة إبتداءً ووصف ذوي أحدهما للآخر بالمحاسن والمساويء
ثم المخاطبة بالقول المعروف والنظر إلى العروس وذلك أدعى لأن ينكحها …
فإن كان كذلك …
فهناك فرق كبير بين التعارف للزواج عبر الإنترنت وبين التعارف
عبر غيره (ملاحظة يدخل في مقصدي بـ (الإنترنت)
كل ما في معناه وهي جميع أجهزة الإتصالات المعروفة من هاتف وغيره) …
فأين معرفة الأهل بالعلاقة عبر الإنترنت وأين وصف المساويء والمحاسن
من قبل الأهل وأين المخاطبة بالقول المعروف وأين الصدق في الحديث والوصف ؟؟؟؟
ثم أنه لا يمكن لامرأة أبداً أن تدعي أنها لا تتحادث محادثة خاصة إلا رجلاً معيناً عبر
الإنترنت بل لا يمكن لرجل أبداً أن يدعي أنه لا يتحادق إلا امرأة معينة …
وقد يقع البعض في ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال
(لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له) …
والمرأة تنكح لأربع (تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها)
فمقومات علاقة التعارف للزواج الذي يقوم على المودة والرحمة
والثقة والصدق غير موجودة أبداً في العلاقة عبر الإنترنت …
مما سبق أقول : لا أشك بأن الزواج عبر الإنترنت هو زواج فاشل،
وإن قام شرعاً فهو قائم على الشك والظن والاعتقاد
وهن أقوى معاول هدم العلاقات الزوجية …
نقاط يجب ذكرها :
1- يذكر البعض بأن إقامة العلاقة الزوجية هي على أساس الإتفاق بين الرجل والمرأة.
والحق أن هذا الكلام صحيح عدا أنه مجمل …
فالإتفاق هي بالصدق والثقة والأخلاص فأين هذا عبر الإنترنت ؟؟؟؟
2- ما ذكرته هو من الرأي لا أكثر … فمن عارضه فإنما يذكر رأياً أيضاً.
إلا أن يدعم قوله بأقوال العلماء …
3- لا يعني ما ذكرت بأنه لا يمكن إقامة علاقة زوجية عبر الإنترنت …
ولكن ما أراه أن تلك العلاقة ستكون فاشلة فإن شذ منها شيء فلا حكم له …
4- لا يجوز تقديم سوء الظن بالذين يكتبون عبر الإنترنت
(في غير الشات والماسنجرات وأشباهها) – رجالاً كانوا أو نساءً،
بل يجب تقديم حسن الظن والتقدير والإحترام ما دام الكاتب محافظاً على دينه …
أما تقديم حسن الظن في رجال ونساء الماسنجرات والشات فهذا من الغفلة …
وقد قيل في الأمثال (الحزم سوء الظن بالناس) وإن كنت لا آخذ به دائماً …
منقــول
اردت ان أعرف رأي إخوتي من خلال هذا الإستفتاء
فارجو التصويت منكم جميعاً ...
تعليق