بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي يخونني.. ماذا أفعل؟
اجاب عليه جمّاز بن عبدالرحمن الجمّاز
السؤال
زوجي يقيم علاقة عن طريق الإنترنت مع فتاه أخرى، وأنا أعلم بالأمر، وكلما ناقشته وجادلته بأمرها ينكر حبها له، ويقسم أنها لا تعنيه لكن الأدلة من اتصالات بينهما وتأخره بالليل عني، ليحادثها على الإنترنت تبرهن غير ذلك، علماً بأنها متزوجة وهي تعرفني وهي للأسف ليست شريفة، ودائماً زوجي يهددني بالطلاق بسببها أو حاولت أن أحادثها لكي تبتعد عن حياتي التي هي سبب دمارها، ويدعي على ولدي الذي لم يولد بعد بالموت، فما هو الحل؟ ماذا أفعل ؟ أليس لي الحق بأن أغار على زوجي أليست غيرتي بمحلها ؟ هل أنا مذنبة إن واجهته بالأمر وكشفته؟ أرجوكم دلوني إلى طريق الصواب، وجزاكم الله كل خير.
الاجابة
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
لك الحق بأن تغاري على زوجك، وغيرتك في محلها، وواجبك ألا تسكتي على مثل هذه المشكلة، بل عليك مصارحته، والجلوس معه لحل المشكلة.
عليك إشعاره بخطورة مثل هذه التصرفات، وأنها خطر عليه في دينه وتدينه، وأنها بوابة للفساد والانحلال، وأن الله _جل وعلا_ قد يجعل ذلك في زوجتك مع رجال آخرين أو إحدى بناتك مع آخرين وهكذا.
خوفيه فيما إذا علم زوج المرأة أو أهلها بشيء من هذا، بل قد يكون لها صديق غيره، تصور نفسك لو انقلبت عليك واشتكته لصديقها أو زوجها أو أهلها، وقالت: هو يفعل كذا، ويهدد بكذا، ما موقفك ؟ ما ستفعل ؟
بيني له أن تهديده لك بالطلاق، ودعائه على الولد الذي لم يولد بعد بالموت دليل على كرهه لك، وأنه ليس راغباً فيك، وأن هذه عيشة لا تُطاق ولا يمكن لنا أن نعيش حياة سعيدة، وأنت على مثل هذه الحال.
وضِّحي له أن أساس المشكلة هو الدخول في الإنترنت، وأن هذه الخدمة جاءت بالشر والفساد عليه، فالحل أن تطالبيه بقطع الإنترنت والامتناع عنه ما دام ضرره أكثر من نفعه بالنسبة له، حتى لو لزم الأمر إغلاقها عن الجميع.
وتابعي نصحه بأنه إذا لم يترك هذا الفعل الشنيع فسوف ينكشف الأمر ويعلم أقرب الناس إليه بالمشكلة، وأما محادثتك للمرأة لنصحها فلا تفعلي؛ لأن النتائج المرجوة ضعيفة، ويُخشى من المرأة فإذا لم تفلح هذه الوسائل فجيب عرض المشكلة على أعقل الناس من قرابته أو قرابتك، ويكون له حظوة عنده حتى تقف المشكلة عند حد معين وتنتهي.
وإن استطعت أن تخوفيه بهذه الطريقة فافعلي:
هدِّديه بأنك سوف تحادثين زوج المرأة وتخبريه بكل شيء، وقولي لزوجك: إن لديك أقراصاً وأشرطة مسجلة لبعض المكالمات وقد وضعتها في الغرفة الفلانية لرصد المكالمات والمحادثات وسوف تصل إلى زوج المرأة، ومتى طالبك بها، فقولي له بكل برود: هي عند فلان (الشخص الذي عرضت عليه المشكلة من القرابة) أخذها مني، وأن فلاناً يعرف المشكلة من أولها إلى أخرها، أنا ما عندي شيء، اذهب إلى فلان.
وأوصيك بالرجوع إلى الله، توبة صادقة ناصحة علها تكون رافداً قوياً لحل المشكلة، واحرصي دائماً على الدعاء لك ولزوجك بالهداية وصلاح النفس، وأن يجمع الله بينكما بخير.
وكما أن النكاح فيه خير، فكذلك الطلاق فيه خير أيضاً، لكن لا تلجئين إلى الطلاق إلا إذا أعيتك الحيل، ووجدت ملاذاً مناسباً عند أهلك.
أسأل الله _تبارك وتعالى_ لك التوفيق والسداد وصلاح الأمر، وأن يهدي زوجك ويعطفه عليك ويجمع بينكما على خير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
احترامي وتقديري
تعليق