وقفات تربويه

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كمثرى
    عضو نشيط
    • May 2005
    • 263

    وقفات تربويه

    --------------------------------------------------------------------------------

    لفت نظري أحد الآباء من الدمام عندما قال لي بأنه استطاع أن يوجه بناته التوجيه السليم ويحفظهن من مزالق المعاسكات عبر الإنترنت بأسلوب ذكي استخدمه معهن وأقنعهن أن ما يفعلنه غير صحيح

    وتبدأ القصة كما ذكرها بأنه خلال جلسة عائلية سمع من بناته حواراً عن المعاكسات عبر الإنترنت من خلال محطة المحادثة بين الشباب والفتيات، يقول: فتمالكت نفسي وقلت لهن: لنغازل مع بعض، وذهبت معهن إلى غرفتهن وجلست معهن أمام شبكة الإنترنت وقرأت المعاكسات بين الشباب والفتيات، وبدأت أوجه بناتي في طريقة الحوار مع الغرباء وخصصت من وقتي ساعة يومية لأجلس مع بناتي، والحمد لله فإن النتيجة اليوم أكثر من رائعة، فقد شعرت بناتي بسخف ما كان يصدر منهن في الماضي، فأصبحت بعد ذلك أوجه حوارهن عبر الإنترنت إلى حوار فعال.




    ما لفت نظري في هذا الموقف، الأسلوب التربوي الجميل الذي تعامل به هذا الأب مع بناته وفق منهج الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، وما ينزع من شيء إلا شانه ، وكان بإمكانه أن يستخدم سلطة الأبوة ويقطع عنهم الاشتراك في الإنترنت ولكنه استبعد أسلوب العنف وفضّل الأسلوب الآخر والذي يعالج المشكلة جذرياً.

    وأذكر بهذه المناسبة أباً آخر رافق ابنه عند سفره للخارج حتى يتابع تحصيله العلمي، ومكث معه أسبوعين لينتهي من المعاملات الخاصة بالجامعة وتوفير المسكن وكان برنامج هذا الأب في أول أسبوع أن يعرف ابنه على المراكز الإسلامية في تلك المنطقة وأن يتعرف على الدعاة والشباب الصالح هناك، وأما الأسبوع الثاني فقد خصصه لتعريف ابنه بأماكن الفساد والمراقص ودور الدعارة وشوارع العاهرات، وكان يتجوّل مع ابنه ويذكر له المعلومات الكاملة عن الجانب السيء في تلك الحضارة ثم يختم وداعه له بكلمات يوصيه بها بأن يصرف وقت فراغه في طاعة الله تعالى ويتجنب أماكن الفساد.



    يقول هذا الابن بعد تخرجه من الجامعة ونيله الماجستير والدكتوراة بأنني لم أدخل الأماكن السيئة في تلك الديار بسبب تلك الجولة التي أشبعني فيها أبي بكافة المعلومات.

    إن هذه الحكمة هي التي نريدها في تربية أبنائنا في هذا الزمان الصعب، ولا نستعجل قطف الثمرة قبل أوانها، بل نتريث في صياغة شخصية أبنائنا ونكون رفقاء بهم، فإن الرفق يؤثر في الشخصية أكثر من العنف، ولهذا قال أحد الصالحين: ألا ترى أن الماء على لينه يقطع الحجر على شدته، بل إن الرفق كان أساساً في تعيين الوالدة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فقده سبباً في عزل الولاة.

    فقد دخل عامل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوجده مستلقياً على ظهره وصبيانه يلعبون على بطنه، فأنكر ذلك عليه، فقال له عمر: كيف أنت مع أهلك ؟

    قال: إذا دخلت سكت الناطق.
    فقال له: اعتزل، فإذا كنت لا ترفق بأهلك وولدك فكيف ترفق بأمة محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
    فلو كان عمر في زماننا فهل يا ترى سيبقى أصحاب المناصب في مناصبهم بعدما يتعرف على واقعهم التربوي مع أبنائهم؟


    بقلم أ. جاسم المطوع





    ونقول ختاماً: تعالوا نتغازل مع بعض !!!!!!!!!!!!!!!!!!!


    --------------------------------------------------------------------------------
  • ام ريتال
    النجم الفضي
    • Mar 2005
    • 1594

    #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق

    • noran5
      كبار الشخصيات " نبض وعطاء " "صاحبة الحضور المتميز"
      • Apr 2005
      • 13333

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الآخت العزيزة كمثرى
      والله كلام يكتب بحروف من ذهب .....بارك الله فيك و في الأستاذ الفاضل جاسم المطوع
      الحمد لله أنا أتبع اللين في تربيتي لآبنائي و أفتح المجال لهم أن يتكلموا عن ما يجول
      بخاطرهم من أفكار بلا حدود ...و عند التوجيه لا أستخدم أسلوب الآمر بل النصح
      والحمد لله هم لا يخفون علي شيء
      اللهم اجعل أبناءنا من عبادك الصالحين
      اللهم إنك عفوّ كريم تُحب العفو فاعفُ عنا



















      تعليق

      • نهاوند16
        النجم البرونزي
        • Oct 2003
        • 723

        #4
        يا كمثرى يا عسل
        موضوعك أعجبني ... ونزع من داخلي بعض الخوف حول تربية أبنائي ...
        أطمع في المزيد

        تعليق

        • كمثرى
          عضو نشيط
          • May 2005
          • 263

          #5
          أشكركم على ردودكم الجميلة

          تعليق

          يعمل...