بالـــــورد ارحب بكن
وكل الفائدة اتمناها لكن


الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه ما لم يكن يعلم
وانعم عليه بالعقل والإدراك والفهم
والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين
فأرشدهم إلى كل طيب من القول والعمل
وأخرجهم الله به من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والعلم

أخواتي الغاليات
من المعلوم أننا نعيش في زمن كثرت فيه الفروع
وكما وصل فيه الإنسان إلى علاج أمراض كانت يوما ما مستعصية
فقد ظهرت فيه أمراض وعلل جديدة
والإنسان بطبيعة ما أعطاه الله من عقل وتفكير دائما يبحث عن السبب
ليجد الحل المناسب لكل علة وصعوبة يواجهها
وهذا كله من فضل الله على الناس ومنته ورحمته بهم
ومن القضايا العصرية والتي قد يفهمها الكثير من الناس بشكل قاصر
أو قد يسيئون فهمها
الصحة النفسية والطب النفسي ..


ولهذا فانه يسرني أخواتي الغاليات أن أقدم لكن لمحة عامة عن هذه القضية لنكون على دراية وعلم بها
فالكثير من الناس من يعاني ولا يتكلم ,,
والكثير منهم يتألم بصمت,,
ويتوجع بتوجس,, ويتأوه بكتمان نفًس
فهو يعتقد أن مشكلته النفسية تعني اختلالاً في عقله .. وهذا ما هو سائد في مجتمعاتنا
وربما لم يدرك أن المشكلة النفسية مرض كما هو الصداع والحساسية وغيرها ..
وتحتاج إلى طبيب نفسي متخصص لإعطائه الأدوية المطلوبة والنصائح اللازمة لاستعادة صحته النفسية ..
ولأننا جميعا معرضون للأزمات والمشاكل النفسية بحكم ظروف الحياة وتقلباتها
وحتى لا تتطور الأزمة إلى مرض
وكما يقال أنه إن عُرف السبب بطل العجب ومعرفة الداء نصف الدواء
سنبدأ رحلتنا إن شاء الله في دورة متكاملة عنوانها
نحو مسئولية نفسي ... صحتي النفسية جزء مني

لمحة تاريخية عن الصحة النفسية


إن نشأة علم الصحة النفسية وتطوره يعدان من الموضوعات القديمة قِدم الإنسان
فالقرآن الكريم اخبرنا أن آدم عليه السلام نشأ في صحة جسمية ونفسية طيبة ,
كما في قوله تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) سورة التين
وقد أشارت الدراسات في الحضارات القديمة في وادي الرافدين ووادي النيل إلى الاهتمام بالصحة النفسية
وعلاج المصابين بالاضطرابات العقلية

وألّف العلماء والفقهاء خاصة في البلاد الإسلامية العديد من الكتب التي تهتم بالصحة والمرض
في الجانب النفسي والعقلي ,
وعدّوا المصاب بالإمراض النفسية شخصا بحاجة إلى العلاج
ومن هذا المنطلق غيروا النظرة التي كانت سائدة آنذاك والتي تعد المريض العقلي تحت تأثير الأرواح الشريرة
وقاموا بتشخيص الأمراض وتصنيفها وابتكار طرق في علاجها ,
ولقد أنشئت أول مستشفى للطب النفسي في بغداد سنة 793 م
ثم تبعتها مستشفيات أخرى في دمشق والقاهرة والأندلس .
ومن أهم العلماء البارزين في ذلك الوقت
العالم ابن سينا الذي وصف في كتابه ( القانون في الطب ) حالات الهستريا والهوس والاكتئاب
وكانت له طريقته الخاصة في العلاج

تعليق