مدينة زغوان
تقع 70 كم جنوب العاصمة
مدينة زغوان فريدة من نوعها بين المدن التونسية: من بعيد حالمة وسط غابات الصنوبر والعرعار وبساتين الغلال في حضن جبلها المهيب الذي تلف الغيوم قممه. بين بيوتها تنتشر بساتين الغلال وزهور النسري التي حملت اسم البلدة وطعم حلوياتها الشهيرة عبر الآفاق. لكن من أين ندخل مدينة زغوان؟
لا تبعد المدينة عن العاصمة سوى 60 كلم، غير أني اخترت منذ أن بلغت وادي مليان أن أقف طويلا عند بقايا الحنايا الرومانية الضخمة، ثم أن أدخل البلدة من طريق الماء عبر الحنايا الرومانية أو الأجزاء التي ما تزال صامدة منها بعد مرور أكثر من 18 قرنا من الأحداث. تنقطع آثار الحنايا في أماكن كثيرة لتصبح قنوات حديثة تحت الأرض، حتى نصل إلى المقرن التي سماها العرب كذلك لاقتران قنوات المياه بها، حيث نكتشف أن الماء لا يأتي من معبد المياه الشهير عند جبل زغوان فحسب، بل كذلك من «عين بوسعدية» في جبل برقو ومن «عين بنت سعيدان» في الجقار.
ورغم التقدم الكبير في التصرف في مياه الشرب وإشراف مهندسين مختصين عليها فإن أجزاء هامة من القنوات الرومانية القديمة ما تزال مستغلة ضمن الشبكة فيما ما يزال جانب آخر منها مجهولا تحت الأرض.
بعد ذلك، كشف لنا السيد محمد التيويري وهو مختص في استكشاف المغاور والكهوف أنه وزملاءه سبروا أغوار عدة آبار رومانية قديمة تفتح على مجاري على عمق قرابة عشرين مترا تحت سطح الأرض، حيث بحثوا طويلا عن مصادر غير معروفة للماء دون جدوى بسبب تراكم الحجارة والأتربة في تلك المجاري منذ مئات السنين.
وفي الأثناء نستمر في استطلاع مصدر الماء حتى المعبد الروماني الشهير، غير أن السيد عزوز خليفة وهو من قدماء البلدة له من العمر حوالي 80 عاما يقول لي: أصل الماء في زغوان من عين ولي اسمه «سيدي عياد».
لئن تشير الدراسات التاريخية إلى أن جبل زغوان اقترن بالماء منذ عرفته البشرية وخصوصا في «رأس العين» حيث معبد الماء الروماني، فإن سكان زغوان يحبون أن ينسبوا أصل بلدتهم إلى رجل صالح يسمونه «سيدي عياد» كان أول من سكن سفح الجبل، حيث كان من كراماته أن ظهرت له عين ماء سميت باسمه وبنى حولها بيتا سريعا ما أصبح نواة لعدة أحياء ومنها توسعت البلدة وتكاثرت بساتينها لأن الماء كان يجري مجانا.
وحتى الفترة التي سبقت الاستعمار، كان سكان زغوان يحافظون على نظام فريد لتوزيع الماء في قنوات وحنايا محلية في المدينة تمدهم بالماء مقابل سعر رمزي يسمى «التبنة» وهي وحدة قياس للماء تمنح حسب حاجة الدار تحت إشراف أمين الماء الذي كان مثل أمين الشواشين والصباغين وغيرهم، له دراية كبيرة باحتياجات السكان والبساتين. كان آخر أمين ماء هو محمد كحيل الجرادي الذي ظل يمسك دفترا لتدوين نشاطه حتى عام 1888 عندما قررت فرنسا انتزاع التصرف في مياه عياد من سكان البلدة وتكليف الشركة الفرنسية بذلك.
لكن فرنسا لم تقدر على انتزاع تقاليد أهل البلدة في التزود بالماء على طريقتهم وأقرت نظام التبنة الذي كان يسمح لهم بدفع مبلغ وحيد من المال مرة واحدة مقابل الحصول على تبنة أو نصفها أو ضعفها حسب الحاجة مع حرمان أصحاب البيوت الجديدة من ذلك وهو النظام الذي ما يزال ساريا إلى اليوم عندما صدر القرار عدد 150 المؤرخ يوم 3 أفريل 1961 يثبت الحقوق التاريخية لما يقارب 188 بيتا من سكان البلدة في نظام «التبنة
لا أحد يصاب بالعطش في مدينة زغوان خصوصا في البلدة العتيقة، حيث ما يزال الماء يتدفق في ينابيع السبيل المزينة بالجليز الملون والقرميد الأخضر المورثين من تقاليد الأندلسيين والتي تعلوها عبارة هذا ماء صالح للشراب.















مدينة سيدي بو سعيد
مدينة سيـــــــدي بو سعـــــــيد
تقع 15 كم شمال العاصمة تونس
اول موقع محمي في العالم سنة 1915
و هي تمثل للاوروبيين العالم المثالي للبحر
الابيض المتوسط
يقال ان بوست كارد هذه المنطقة هو الاكثر مبيعا في العالم
إن التونسيين من أهالي سيدي بو سعيد ما زالوا يسحرون الزوار لأكثر من ألف
ليلة وليلة عربية، حيث إن الزوار الذين يذهبون لزيارة المدينة على الجرف يكتشفون
عالما من الأبنية البيضاء والزرقاء، وسط أشجار البرتقال والنخيل، وهي بمجموعها تولد
لدى الكثيرين الصورة المثالية لعالم البحر الأبيض المتوسط.
لقد كانت سيدي بو
سعيد ملجأً هادئاً للكثير من الكتاب، الفنانين والشعراء، حتى اكتشفت أخيرا من قبل
السياح الذين يطوفون العالم، والذين يهجمون عليها خلال أشهر الصيف المكتضة بالسياح،
يجذبهم إليها جو له طابع متوسطي متميز، مع تأثيرت شمال أفريقية
واضحة
وهناك قباب على سقوف العديد من الأبنية،
وأشكال مرسومة بالمسامير على أبواب المنازل، وهي خصائص الطراز الذي يسميه التلمساني
"الأسباني-المغربي". "وهناك تأثيرات مختلفة من أنحاء العالم تجدها هنا، ونحن نحس
بالقرب الشديد من إيطاليا وأسبانيا"، كما يقول. والمومزائيك مرصوف في مداخل بعض
البيوت، ويلاحظ الزوار الشرفات والحواجز الحديدية على الشبابيك، وكلها مصبوغة
بالأزرق المتميز. ومنظر المسجد يؤكد أن سيدي بو سعيد مدينة في دولة
عربية.





مدينة الهوارية
الهوارية هي مدينة تونسية تقع على الطرف الشمالي الشرقي للوطن القبلي. تقع على بعد 130 كم شرق تونس العاصمة و 140 من جزيرة صقلية. يقطنها حوالي 9000 نسمة. تتميز الهوارية التي اطلق عليها قديما اسم "اكويلاريا" أو بلاد الصقر بكثرة الكهوف والمغاور التي تعود إلى الفترة القرطاجية. تحتضن المدينة سنويا مهرجان "الصيد بالصقور".








الجولة مستمرة في الردود التالية
و سنكتشف و اياكم سحر البلاد التونسية
التالي جزيرة زمبرة الساحرة
تقع 70 كم جنوب العاصمة
مدينة زغوان فريدة من نوعها بين المدن التونسية: من بعيد حالمة وسط غابات الصنوبر والعرعار وبساتين الغلال في حضن جبلها المهيب الذي تلف الغيوم قممه. بين بيوتها تنتشر بساتين الغلال وزهور النسري التي حملت اسم البلدة وطعم حلوياتها الشهيرة عبر الآفاق. لكن من أين ندخل مدينة زغوان؟
لا تبعد المدينة عن العاصمة سوى 60 كلم، غير أني اخترت منذ أن بلغت وادي مليان أن أقف طويلا عند بقايا الحنايا الرومانية الضخمة، ثم أن أدخل البلدة من طريق الماء عبر الحنايا الرومانية أو الأجزاء التي ما تزال صامدة منها بعد مرور أكثر من 18 قرنا من الأحداث. تنقطع آثار الحنايا في أماكن كثيرة لتصبح قنوات حديثة تحت الأرض، حتى نصل إلى المقرن التي سماها العرب كذلك لاقتران قنوات المياه بها، حيث نكتشف أن الماء لا يأتي من معبد المياه الشهير عند جبل زغوان فحسب، بل كذلك من «عين بوسعدية» في جبل برقو ومن «عين بنت سعيدان» في الجقار.
ورغم التقدم الكبير في التصرف في مياه الشرب وإشراف مهندسين مختصين عليها فإن أجزاء هامة من القنوات الرومانية القديمة ما تزال مستغلة ضمن الشبكة فيما ما يزال جانب آخر منها مجهولا تحت الأرض.
بعد ذلك، كشف لنا السيد محمد التيويري وهو مختص في استكشاف المغاور والكهوف أنه وزملاءه سبروا أغوار عدة آبار رومانية قديمة تفتح على مجاري على عمق قرابة عشرين مترا تحت سطح الأرض، حيث بحثوا طويلا عن مصادر غير معروفة للماء دون جدوى بسبب تراكم الحجارة والأتربة في تلك المجاري منذ مئات السنين.
وفي الأثناء نستمر في استطلاع مصدر الماء حتى المعبد الروماني الشهير، غير أن السيد عزوز خليفة وهو من قدماء البلدة له من العمر حوالي 80 عاما يقول لي: أصل الماء في زغوان من عين ولي اسمه «سيدي عياد».
لئن تشير الدراسات التاريخية إلى أن جبل زغوان اقترن بالماء منذ عرفته البشرية وخصوصا في «رأس العين» حيث معبد الماء الروماني، فإن سكان زغوان يحبون أن ينسبوا أصل بلدتهم إلى رجل صالح يسمونه «سيدي عياد» كان أول من سكن سفح الجبل، حيث كان من كراماته أن ظهرت له عين ماء سميت باسمه وبنى حولها بيتا سريعا ما أصبح نواة لعدة أحياء ومنها توسعت البلدة وتكاثرت بساتينها لأن الماء كان يجري مجانا.
وحتى الفترة التي سبقت الاستعمار، كان سكان زغوان يحافظون على نظام فريد لتوزيع الماء في قنوات وحنايا محلية في المدينة تمدهم بالماء مقابل سعر رمزي يسمى «التبنة» وهي وحدة قياس للماء تمنح حسب حاجة الدار تحت إشراف أمين الماء الذي كان مثل أمين الشواشين والصباغين وغيرهم، له دراية كبيرة باحتياجات السكان والبساتين. كان آخر أمين ماء هو محمد كحيل الجرادي الذي ظل يمسك دفترا لتدوين نشاطه حتى عام 1888 عندما قررت فرنسا انتزاع التصرف في مياه عياد من سكان البلدة وتكليف الشركة الفرنسية بذلك.
لكن فرنسا لم تقدر على انتزاع تقاليد أهل البلدة في التزود بالماء على طريقتهم وأقرت نظام التبنة الذي كان يسمح لهم بدفع مبلغ وحيد من المال مرة واحدة مقابل الحصول على تبنة أو نصفها أو ضعفها حسب الحاجة مع حرمان أصحاب البيوت الجديدة من ذلك وهو النظام الذي ما يزال ساريا إلى اليوم عندما صدر القرار عدد 150 المؤرخ يوم 3 أفريل 1961 يثبت الحقوق التاريخية لما يقارب 188 بيتا من سكان البلدة في نظام «التبنة
لا أحد يصاب بالعطش في مدينة زغوان خصوصا في البلدة العتيقة، حيث ما يزال الماء يتدفق في ينابيع السبيل المزينة بالجليز الملون والقرميد الأخضر المورثين من تقاليد الأندلسيين والتي تعلوها عبارة هذا ماء صالح للشراب.















مدينة سيدي بو سعيد
مدينة سيـــــــدي بو سعـــــــيد
تقع 15 كم شمال العاصمة تونس
اول موقع محمي في العالم سنة 1915
و هي تمثل للاوروبيين العالم المثالي للبحر
الابيض المتوسط
يقال ان بوست كارد هذه المنطقة هو الاكثر مبيعا في العالم
إن التونسيين من أهالي سيدي بو سعيد ما زالوا يسحرون الزوار لأكثر من ألف
ليلة وليلة عربية، حيث إن الزوار الذين يذهبون لزيارة المدينة على الجرف يكتشفون
عالما من الأبنية البيضاء والزرقاء، وسط أشجار البرتقال والنخيل، وهي بمجموعها تولد
لدى الكثيرين الصورة المثالية لعالم البحر الأبيض المتوسط.
لقد كانت سيدي بو
سعيد ملجأً هادئاً للكثير من الكتاب، الفنانين والشعراء، حتى اكتشفت أخيرا من قبل
السياح الذين يطوفون العالم، والذين يهجمون عليها خلال أشهر الصيف المكتضة بالسياح،
يجذبهم إليها جو له طابع متوسطي متميز، مع تأثيرت شمال أفريقية
واضحة
وهناك قباب على سقوف العديد من الأبنية،
وأشكال مرسومة بالمسامير على أبواب المنازل، وهي خصائص الطراز الذي يسميه التلمساني
"الأسباني-المغربي". "وهناك تأثيرات مختلفة من أنحاء العالم تجدها هنا، ونحن نحس
بالقرب الشديد من إيطاليا وأسبانيا"، كما يقول. والمومزائيك مرصوف في مداخل بعض
البيوت، ويلاحظ الزوار الشرفات والحواجز الحديدية على الشبابيك، وكلها مصبوغة
بالأزرق المتميز. ومنظر المسجد يؤكد أن سيدي بو سعيد مدينة في دولة
عربية.





مدينة الهوارية
الهوارية هي مدينة تونسية تقع على الطرف الشمالي الشرقي للوطن القبلي. تقع على بعد 130 كم شرق تونس العاصمة و 140 من جزيرة صقلية. يقطنها حوالي 9000 نسمة. تتميز الهوارية التي اطلق عليها قديما اسم "اكويلاريا" أو بلاد الصقر بكثرة الكهوف والمغاور التي تعود إلى الفترة القرطاجية. تحتضن المدينة سنويا مهرجان "الصيد بالصقور".








الجولة مستمرة في الردود التالية
و سنكتشف و اياكم سحر البلاد التونسية

التالي جزيرة زمبرة الساحرة
تعليق