متحف العين الوطنى

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الساحرة المصرية
    Registered User
    • Dec 2006
    • 362

    متحف العين الوطنى


















    تعتبر الآثار المعروضة في قسم الآثار من متحف العين الوطني سجلاً يحكي قصة الحضارات القديمة التي توالت على أرض الإمارات عبر عدة آلاف من السنين. فأعمال التحري والتنقيب عن الآثار التي جرت في المنطقة خلال ما يقرب من خمسة عقود تدل على أنه كانت هناك ثقافات قديمة تمكنت من البقاء والتواصل تحت ظروف طبيعية صعبة تختلف عن الظروف التي نشأت فيها الحضارات الأخرى لمنطقة الشرق الأدنى، ومنها الحضارات التي ترعرعت على ضفاف الأنهار. ومع ذلك لم تكن الإمارات وعمان ومناطق الخليج الأخرى بمعزل عن تلك الحضارات، بل تأثرت بها وأثرت فيها بفعل التجارة.

    لقد تم ترتيب معروضات متحف العين حسب تسلسلها الزمني حيث تم عرض آثار العصر الحجري أولاً تلتها آثار العصر البرونزي ثم الحديدي والهلنستي والإسلامي
    أجنحة قسم الآثار حسب تسلسلها في خزانات العرض
    1- العصر الحجري
    2- العصر البرونزي ( مدافن حفيت )
    3- وادي الرافدين ومجان
    4- العصر البرونزي (مستوطنات الألف الثالث ق.م)
    5- مدافن هيلي و طرق الدفن القديمة
    6- مستوطنة أم النار و مدافنها
    7- حضارة الألف الثانى قبل الميلاد
    8- حضارة العصر الحديدي
    9- الخريطة الأثرية - ركن المسكوكات
    10- العصر الهلنستي
    11- العصر الإسلامي
    التعديل الأخير تم بواسطة السلطانة; 21-02-2007, 01:21 PM. سبب آخر: اضافة الوسام
  • الساحرة المصرية
    Registered User
    • Dec 2006
    • 362

    #2
    العصر الحجري



    المعلومات المتوفرة عن العصر الحجري في الإمارات قليلة ولكنها في ازدياد مضطرد حيث يتم في كل عام اكتشاف آثار جديدة من هذا العصر. ومما هو مؤكد أن مجتمعات تنتمي إلى ثقافة العصر الحجري الحديث، توصف بأنها مجتمعات يغلب عليها طابع البداوة، كانت تعيش في مناطق متفرقة من أرض الإمارات، معتمدة في تأمين قوتها بالدرجة الأولى على الصيد البري والبحري. وتشير الأدلة التي تم التوصل إليها من خلال عمليات التنقيب الحديثة على أن بعضاً من تلك الأقوام قد مارست الزراعة ورعي الحيوان كذلك، وهذا يعني أن ثقافة العصر الحجري الحديث رغم انتمائها إلى الثقافة البدوية في معظم وجوهها إلا أنها كانت في بعض حالاتها وخاصة أثناء الفترات الممطرة ذات المناخ المعتدل ثقافة مستقرة عرفت الزراعة. ومما يؤسف له لم يتم العثور إلا على الأدوات الحجرية والأصداف والقواقع التي استعملتها أقوام ذلك العصر، بينما لم يعثر على أي من المواد والأدوات الأخرى القابلة للتلف كالجلود والعظم والخشب. إن المواد الحجرية لهذا العصر والتي يتم اكتشافها في مناطق متفرقة من أرض الإمارات تتكون في العادة من سهام وأنصال سكاكين وشفرات ومثاقب وآلات أخرى لا يعرف الغرض من استعمالها مثل تلك الآلات الشبيهة بورقة النبات ذات الوجهين ( foliates). والبعض من هذه الآلات دقيق الصنع والبعض الآخر بدائي الصناعة.






    وبالرغم من أن البحوث التي تتحدث عن العصر الحجري في دولة الإمارات لا تتعدى الحقبة المحصورة بين الألفين السادس والرابع قبل الميلاد، أي حقبة العصر الحجري الحديث، فإن اكتشافات في غاية الأهمية توصل إليها مؤخراً كل من البروفسور هانس بيتر اوربمان ومارجريت اوربمان من جامعة توبنجن في ألمانيا تشير إلى أنه كان للإنسان وجود في منطقة جبل الفاية في إمارة الشارقة منذ أيام العصر الحجري القديم قبل مئات الآلاف من السنين كما يعتقد. وقبل الاكتشاف الأخير فإن أثراً وحيداً عبارة عن ساطور من الحجر كان قد اكتشف شمال مدينة العين قبل أكثر من عقدين من الزمن، يعتقد بأنه يرجع إلى العصر الحجري القديم. وبالرغم من هذه الأدلة، فإن آثار العصر الحجري القديم في دولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتحليل، خاصة وإنه لم يعثر حتى الآن على أية فؤوس حجرية أو على أي آثار ترجع إلى العصر الحجري الوسيط رغم وجودها في أماكن أخرى من الجزيرة العربية.





    وإضافة إلى الآلات والأدوات الحجرية التي سبق اكتشافها منذ بدء عمليات المسح والتنقيب قبل ما يقرب من خمسة عقود، يعرض متحف العين الوطني مجموعة كبيرة من الآلات تم اكتشافها خلال العقدين الماضيين. وهذه الآلات تشتمل على أنصال ومثاقب وسهام ومقاشط تم جمعها من مواقع سطحية تم اكتشافها في أماكن متفرقة من الدولة. وفي قسم العصور الحجرية في المتحف تم عرض عينات من المادة الخام لحجر الصوان المتوفر في أماكن كثيرة من السفوح الغربية لجبال الحجر وبعض المرتفعات الموجودة في أماكن متفرقة من ارض الإمارات. أما طريقة عمل الآلات الحجرية فقد تم تصويرها بدءً بتهيئة لب الحجارة ثم تشظيتها وتشذيبها وتحويلها إلى آلات مفيدة كل واحدة منها لها غرضها الذي صنعت من أجله.




    ومن الآلات الحجرية المهمة المعروضة عدد قليل من السهام تم اكتشافها في منطقة حبشان في المنطقة الغربية من إمارة أبو ظبي. والمنطقة التي تم اكتشاف هذه الآلات فيها هي منطقة صحراوية تغطيها كثبان رملية، لكن العثور على مثل هذه الآلات يدل على أنها لم تكن كذلك، بل إنها كانت أكثر ملائمة للاستيطان قبل سبعة آلاف عام.
    وفي المنطقة الشرقية من إمارة أبو ظبي تم خلال السنين القليلة الماضية اكتشاف عدد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، تم منها جمع كميات كبيرة من رؤوس السهام تشير هي الأخرى على أن المناخ في تلك الحقبة كان أفضل مما هو عليه اليوم. والمواقع الحجرية هذه وكذلك التي تم اكتشافها في أماكن أخرى من الدولة تدل على إن انتشار ثقافة العصر الحجري الحديث كانت أكثر مما كان يتوقعه الآثاريون. وهذه السهام الحجرية التي تم جمعها من أماكن متفرقة من قبل السيد بيتر روثفلس قد أهديت إلى المتحف وعرضت في إحدى خزائن العرض.

    تعليق

    • الساحرة المصرية
      Registered User
      • Dec 2006
      • 362

      #3
      العصر البرونزي - فترة حفيت

      العصر البرونزي

      يعتبر العصر البرونزي من أطول الحقب الزمنية التي مرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة بعد العصر الحجري. فمن الحقبة الزمنية ما بين 3200 و 1300 توجد الكثير من المواقع الأثرية تقع داخل حدود مدينة العين وفي مناطق أخرى من الدولة. يقسم العصر البرونزي في دولة الإمارات إلى ثلاثة أدوار تم عرض آثارها في متحف العين حسب تسلسلها الزمني. وهذه الأدوار هي حقبة حفيت وحقبة أم النار وحقبة وادي سوق.


      فترة حفيت

      خصصت خزانتي عرض ( 106 و 107 ) لتقديم مكتشفات حفيت إلى الزائر. ومن هذه الفترة التي تمثلت بمئات المقابر التي تبدو فوق سطح الأرض على شكل أكوام من الحجارة تم عرض مجموعة من الأواني الفخارية تم العثور عليها داخل تلك المقابر التي تؤرخ بالحقبة ما بين 3200 و 2700 قبل الميلاد. تقع هذه المقابر على امتداد السفوح الشمالية والشرقية لجبل حفيت ، وبالرغم من أن البعض منها قد تم تدميره وخاصة تلك الكائنة على السفوح الشمالية المطلة على مدينة العين من الجنوب فلا تزال هذه المدافن تمثل أكبر مقبرة معروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة من تلك الحقبة الزمنية. فالصورة المعروضة في الخزانة 106 ترينا طريقة انتشار تلك المدافن وعددها الكبير، ومما يؤسف له هو أن المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها قليلة جداً وذلك لأن الكثير من تلك المدافن قد تم العبث به عبر العصور.



      ومن أهم تلك المكتشفات الأواني الفخارية التي كان الموتى يزودون بها في العصور القديمة والتي كان البعض منها يستورد من وادي الرافدين، مثل الجرتين المزينتين بزخارف ملونة واللتان تنسبان إلى حقبة جمدة نصر. ونستخلص من وجود جرار جمدة نصر العراقية الصنع في مقابر حفيت على أن العلاقات التجارية بين المنطقتين كانت موجودة منذ ذلك الزمن. لم يتم اكتشاف أي مستوطنة سكنية معاصرة لمدافن حفيت حتى الأن.

      تعليق

      • الساحرة المصرية
        Registered User
        • Dec 2006
        • 362

        #4
        وادي الرافدين وماجان : طرق التجارة القديمة





        ترجع العلاقات التجارية بين بلاد الرافدين ومنطقة الخليج العربي إلى حقبة العبيد في الألف الخامس قبل الميلاد على اقل تقدير. وقد دلت الاكتشافات الحديثة التي أجريت في مناطق مختلفة من أرض الإمارات، وخاصة على امتداد ساحلها المطل على مياه الخليج عن أدلة إضافية لتلك العلاقات، فكميات الفخار القليلة المكتشفة في منطقة الخليج والتي ترجع إلى عصر العُبيد وهي فخاريات عراقية المنشأ، تشير إلى أن الاتصال مع منطقة الخليج كان يتم عبر البحار. لقد نشطت التجارة مع منطقة الخليج في الألف الثالث قبل الميلاد بل وامتدت شرقا ًلتشمل وادي السند. وهذا الاتصال يمكن تتبعه من خلال الخريطة المرفقة والتي توضح الطرق القديمة التي كانت تربط بلاد الرافدين بوادي السند عبر دلمون وماجان. فبينما تشمل دلمون القديمة مملكة البحرين الحالية وأجزاء من الساحل الشرقي للملكة العربية السعودية فإن علماء الآثار والمتخصصين بالكتابات القديمة يتفقون على أن ماجان كانت تحتل منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية التي تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان، وهناك من يعتقد بأن ماجان كانت تشمل أيضاً جزء من جنوب إيران.








        ورد اسم مجان في الكتابات المسمارية المكتشفة في بلاد الرافدين على إنها بلاد النحاس ومنها أتت قوارب محملة بهذا المعدن رست في موانئ عراقية قديمة مثل أكد وأور وكان ذلك في عهد كل من سرجون الأكدي وحفيده نرام سن. والدليل المتوفر من خلال الاكتشافات الأثرية الأخرى يؤكد العلاقة القوية التي كانت ما بين منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.
        كان النحاس من ابرز البضائع التي تم الاتجار بها في تلك الفترة الزمنية كما وكان سبباً رئيساً في ازدهار الحضارات القديمة في هذه المنطقة. وبالإضافة إلى النصوص الكتابية القديمة فإن الاكتشافات التي تمت في مناطق متعددة من عمان تدل على أنه كان هناك إنتاجاً واسعاً لمعدن النحاس خلال الألف الثالث قبل الميلاد.

        تعليق

        • الساحرة المصرية
          Registered User
          • Dec 2006
          • 362

          #5
          مستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد


          تغطي حقبة أم النار النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وقد تمثلت بعدة مستوطنات ومقابر جماعية متطورة تختلف عن مقابر حفيت. وبالرغم من أن معروضات أم النار في متحف العين تنسب إلى ثلاثة مواقع أثرية فقط ( هيلي وجزيرة أم النار وعجمان )، فقد تم خلال العقدين الماضيين اكتشاف عدداً آخراً من المواقع الأثرية تعود إلى تلك الحقبة في أماكن متفرقة من ارض الإمارات.
          والمستوطنة المسماة هيلي 8 هي بناية دائرية قسمت من الداخل إلى غرف عديدة وتوجد في وسطها بئر للماء. لم يبق من هذه البناية التي مرت بعدة حقب زمنية، تبدأ بالألف الثالث وتنتهي بمنتصف الألف الثاني قبل الميلاد إلا أسسها، وقد كانت محاطة بخندق للماء. تم عرض بعض كسر الفخار التي تمثل تلك الحقب، أما المكتشفات الأخرى فكانت قليلة ولكنها مهمة حيث تعطي دليلاً على أن سكان تلك البناية عرفوا زراعة الحنطة والشعير والنخيل وربما الذرة البيضاء كذلك.

          تعليق

          • الساحرة المصرية
            Registered User
            • Dec 2006
            • 362

            #6
            مدافن هيلي وطرق الدفن القديمة


            اهتمت الحضارات القديمة التي توالت على المنطقة بالموتى وطرق دفنهم، لذلك نرى العديد من المقابر الجماعية منتشرة بين المستوطنات السكنية في هيلي. وهذه المدافن القريبة من متحف العين ذات أشكال دائرية يتراوح قطر الواحد منه بين 6 و 12 متراً، وقد بنيت بالحجارة المهندمة فوق سطح الأرض. وفي العادة يكون لكل مدفن من هذه المدافن مدخلان يؤديان إلى الحجرات الداخلية التي فيها كان الموتى يقبرون بعد أن يزودوا بما يحتاجونه في حياة ما بعد الموت. لقد تم عرض بعض المواد الأثرية التي تم اكتشافها داخل تلك المدافن والتي تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد في الخزائن 110 – 126. وهذه المواد عبارة عن أنواع مختلفة من الفخار، منها الفخار الأحمر اللون الرقيق الجدران وأواني التعليق الأنيقة ذات الثقوب المحلية الصنع، وبين المعروضات كذلك مجموعة جميلة من أواني الحجر اشتهرت المنطقة بصناعتها ومجموعة من أدوات الزينة تحتوي على قلائد من العقيق الأحمر.


            لقد تم عرض أنواعاً كثيرة من الأواني الفخارية منها أواني مزخرفة ذات جدران رقيقة مصنوعة من طينة حمراء اللون ومنها أواني تعليق وأوعية للاستعمال المنزلي. والنوع الأخير مزين بخطوط متموجة تدور على الجزء العلوي من الآنية. ومن بين المعروضات أيضاً أواني كانت قد استوردت إلى المنطقة من بلاد الرافدين وإيران ووادي السند.

            وفي مدخل القاعة الرابعة من المتحف على جهة اليمين يوجد خنجر من البرونز وأواني فخارية محلية الصنع من النوع المعرف بأواني التعليق وقلائد من العقيق الأحمر المستورد كانت زين صدور النساء والأطفال. يدل الخنجر المذكور وهو من الصناعة المحلية على تعدين النحاس في المنطقة، بينما تدل خرز العقيق الأحمر على تجارة بعيدة عبر البحار، وتحديداً مع شبه القارة الهندية حيث تتوفر مثل هذه المادة. لا يقتصر الدليل على ممارسة مهنة التعدين في الإمارات وعمان على المواد الأثرية المكتشفة بل أيضاً على النصوص الكتابية التي تذكر بأن نحاس ماجان قد تم وصل إلى بلاد الرافدين. وفي هذا الجناح من متحف العين توجد مجموعة كبيرة من أوعية الفخار ذات الاستعمال المنزلي والتي تسمى بالفخاريات المنزلية ( الخزانة 118 )، وهي مزينة في غالب الأحيان مزينة بخطوط متموجة تدور حول الجزء العلوي من الآنية، وهذا العنصر من الزخرفة كان شائعاً في الحقبة الأخيرة من الألف الثالث والحقبة الأولى من الألف الثاني قبل الميلاد.


            وفي نفس هذه الخزانة تم مؤخراً عرض نماذج من الأواني الفخارية المقلدة تم صنعها حديثاً من أجل التعرف على طرق صناعة الفخار في الحقبة الأخيرة من عصر أم النار. وقد تبين من خلال هذا العمل التجريبي الذي قامت به البعثة الفرنسية المشتركة في عام 2005 التوصل إلى الكيفية التي كانت بها تتم صناعة الكثير من الأواني، وتبين كذلك بأن الطرق كانت متعددة وإن عدة عائلات كانت تزاول هذه المهنة في نفس الوقت كل منها لها أسلوبه الخاص.

            أما في الخزانة 119 فقد تم عرض نماذج أخرى من الفخار تم اكتشافها في مدافن هيلي تشمل جرار صغيرة وأقداح ونماذج صغيرة جداً لأشكال من الفخار تبدو وكأنها عينات من صنع الأطفال.


            وفي الزاوية اليمنى من القاعة الثانية يستطيع الزائر أن يطّلع على مجموعة كبيرة من الأواني المصنوعة من حجر الكلورايت وهو نوع من أنواع الحجر الصابوني. وهذه الأواني تشمل أقداح مزينة بصفوف من الدوائر المتداخلة المحفورة بشكل منتظم والتي تتوسطها نقطة. ومن أكثر الأشكال شيوعاً بين هذه المجموعة أطباق صغيرة غير عميقة الواحد منها مصنوع من كتلة من الحجر تم تفريغها وتسويتها من الخارج والداخل ثم زينت بالعنصر الزخرفي لتلك الفترة وهو عنصر الدوائر المتداخلة. ومن الأواني الأخرى صناديق مستطيلة الشكل بعضها مقسوم إلى قسمين وهي مزينة بنفس عنصر الزخرفة السابق وقد كان لكل واحد منها غطاء بنفس الشكل.

            لقد كانت مجان والتي تغطي دولة الإمارات وسلطنة عمان متخصصة بصنع أواني الحجر قبل أكثر من أربعة آلاف عام مضت. ومثل الأواني المعروضة في متحف العين كان يتم تصديرها إلى مناطق أخرى من الخليج العربي وبلاد الرافدين في ذلك الوقت. ومما يذكر أن هذه الصناعة قد تواصلت في أرض مجان لمدة تزيد عن الألفي عام.
            للفخار أهمية كبيرة في علم الآثار كونه مفتاحاً يتم بواسطته تقدير أعمار المواقع الأثرية وطبقاتها المتعاقبة ولذلك فقد تم تخصيص جانب صغير يعرف الزائر وخاصة طلبة المدارس من خلال الرسوم التوضيحية بطرق صناعة الفخار ، لقد تم في هذا الجانب عرض نماذج من الفخاريات التي تم اكتشافها في مدافن الهيلي وهي عبارة عن قوارير ذات أبدان واسعة وفوهات ضيقة. والأبرز من تلك القوارير تلك المزينة برسم طاووس وهي من قوارير وادي السند تم استيرادها إلى المنطقة قبل أكثر من أربعة آلاف عام.


            على يسار هذا الجناح توجد خزانتي عرض ( 125 و 126 ) تحتويان نوعاً آخراً من أنواع الفخار هو الفخار الرمادي الذي امتازت به حضارة الألف الثالث ق.م. وهذه الأواني مصنوعة من طينة نقية ولها جدران رقيقة مزينة بزخارف تختلف عن تلك التي زينت بها الأواني الحمراء اللون. ومن العناصر الزخرفية لهذا الصنف من الفخار رسوم حيوانات وأشكال هندسية تتوزع على عدة أشرطة تغطي في العادة معظم أجزاء الآنية. ومن الحيوانات التي تم رسمها على مثل تلك الأواني الماعز والوعل الجبلي والغزلان. ولهذا الفخار صنف ثانوي وهو فخار رمادي كذلك ولكنه مزين برسوم هندسية تم تنفيذها بحفر جدران الآنية قبل جفافها بواسطة آلة حادة. والبعض من هذه الرسوم عبارة عن أشكال معمارية ترينا واجهات مباني وعقود. وتوصف هذه الرسوم على أنها ذات صفة عالمية تعكس التمازج الحضاري بين الشعوب القديمة وهي معروفة في الأماكن الممتدة من وادي السند شرقاً وحتى سوريا غرباً. أما بشأن أصل الفخار الرمادي، بنوعيه الملون والمحزز فيجب أن لا نستبعد أن يكون هناك أكثر من مركز للإنتاج، خاصة وأنه معروف بكثرة في مواقع جنوب شرق الجزيرة العربية وكذلك في منطقة مكران في إيران.

            تعليق

            • الساحرة المصرية
              Registered User
              • Dec 2006
              • 362

              #7
              أم النار
              المستوطنة والمقبرة


              في القاعة الرابعة وبعد معروضات هيلي يستطيع الزائر أن يطلع على مكتشفات جزيرة أم النار التي تقع جوار مدينة أبو ظبي، تلك الجزيرة التي أعطت اسمها للحضارة الجديدة التي اكتشفت فيها لأول مرة عام 1959. وحضارة أم النار التي ترجع في تاريخها إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، أي إلى نفس معروضات هيلي تمثل الوجه الساحلي لهذه الحضارة.

              لقد كشفت التنقيب الذي أجرته البعثة الدنمركية في هذه الجزيرة وكذلك الفرق الأخرى مثل البعثة العراقية والفرق المحلي عن أجزاء من الموقع الأثري للجزيرة والذي يتكون من مستوطنة ومقبرة تضم خمسين مدفناً.
              لقد تم تنقيب أجزاء قليلة من المستوطنة السكنية للجزيرة وتم اكتشاف وحدات سكنية وبناية كبيرة وصفت بأنها كانت مخزناً للبضائع. أما المكتشفات الأثرية فقد تنوعت منها كميات من سنارات صيد السمك وثقالات الشباك وأقراص المغازل ومثاقب وأبر خياطة وشفرات برونزية ومدقات وكميات كبيرة من الفخار وعظام الحيوانات، تم منها عرض ناب لحيوان بقر البحر (الخزانة 128).

              وهذا الحيوان الذي لا يزال يعيش في المياه الضحلة إلى الغرب من أبو ظبي قد كان مفضلاً لدى الصيادين عبر عدة آلاف من السنين وقد شكّل جزءً كبيراً من الغذاء آنذاك حيث تم العثور على كميات كبيرة من العظام. وتشير الأدلة كذلك على أن بقر البحر الذي تحميه القوانين الحالية لدولة الإمارات وتحرم صيده كان صيداً مفضلاً لدى سكان السواحل منذ بداية الألف الخامس قبل الميلاد، وبالإضافة إلى لحمه فقد كان يستفاد من جلد هذا الحيوان وزيته.

              أما مدافن جزيرة أم النار فهي تشبه من حيث تخطيطها وعمارتها المدافن الموجودة في هيلي والتي تعود إلى نفس الفترة الزمنية، وهي عبارة عن مباني دائرية ذات غرف متعددة، ولكل مدفن منها مدخلان يؤديان إلى تلك الغرف. ومكتشفات أم النار المعروضة في متحف العين تشمل أسلحة من النحاس والكثير من أواني الفخار والقلائد والحلي الأخرى، منها دبوس فريد من الذهب كان يستعمل لربط الشعر (الخزانة 129).


              وهذا الجناح من المعروضات يحتوي على مكتشفات أخرى منها تمثال غير كامل مصنوع من الحجر الجيري يمثل إنساناً واقفا تم تشكيله بطريقة بين النحت البارز والمجسم وهو مفقود الرأس. وبالإضافة إلى هذا التمثال توجد منحوتات أخرى عليها رسوم حيوانات كانت تزين الجدران الخارجية لبعض من تلك المدافن، ومن هذه الرسوم غزال المها والثور والثعبان والجمل.


              وموضوع استئناس الجمل هو من المواضيع التي تستوجب التوقف عندها قليلاً، حيث تم العثور على كميات كبيرة من عظام الجمال بين أنقاض المستوطنة مما يعني أن سكان أم النار قد اقتاتوا أيضاً على لحم هذا الحيوان. وبالرغم من عدم وجود دليل قاطع على استئناس هذا الحيوان في تلك الحقبة فإن احتمال تربيته يجب أن لا يستبعد تماماً. ومن خلال الدليل الحالي فإن هذا الجمل قد استأنس في الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد. وقد جاء هذا الدليل من خلال دمى الطين والرسوم على الحجر إضافة إلى النصوص الكتابية. ً

              وإلى جوار معروضات أم النار السالفة الذكر تم تصوير الرسوم المنقوشة على بوابتي مدفن هيلي الموجود في وسط متنزه الآثار في هيلي بحجم يوازي نصف حجمها الأصلي. وهذا المتنزه يستحق الزيارة حيث يوجد فيه عدد من مواقع الآثار، وفي الحقيقة أن هذا المدفن هو واحد من مدافن كثيرة تعود إلى العصر البرونزي موجودة داخل وخارج المتنزه ويعتبر من أهم المعالم الأثرية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وقد استخدمت فيه أحجار ضخمة زين البعض منها برسوم بارزة. وعلى المدخل الشمالي لهذا المدفن تم نقش رسوم آدمية وحيوانية، منها رسم لشخصين يعانق احديهما الآخر، بينما يشاهد شخص ثالث وهو يركب ****اً يسير خلفه شخص يمسك بما يشبه العصا. وفي أسفل هذا المدخل كذلك تم نقش حيوانين كبيرين ربما يمثلان نمرين أو لبوتين بينها غزال صغير. أما المدخل الجنوبي مزين برسمين متقابلين لغزال المها بينهما يقف شخصين يمسك كل منهما بيد الآخر.


              وفي الخزانات الثلاث الموجودة أمام هذه الرسوم (130 – 132 ) توجد أنواعاً أخرى من فخار أم النار تشبه تلك التي تم اكتشافها في هيلي. وهذه الفخاريات من النوع الأحمر أو الرمادي وقد تم عرضها سوية مع أواني صغيرة من حجر الكالسايت أو الألباستر.
              وإلى جوار رسوم هيلي توجد خزانة رقمها 133 فيها صور بالأسود والأبيض لمدافن أم النار. ومع هذه الصور تم عرض مجموعة من الفخار الأحمر الرقيق المزخرف. إن أكثر الجرار أهمية تلك الجرة المزينة برسم ثور يذكر برسوم مشابهة كانت معروفة في حضارة وادي السند. أما الخزانة المجاورة ففيها تم عرض خمس جرار تعود إلى عصر فجر السلالات الثالث في بلاد الرافدين، وهذه الجرار تعتبر من الجرار العراقية المستوردة إلى المنطقة.

              لقد كشفت أعمال المسح والتحري عن المواقع الأثرية عن مواقع جديدة تعود إلى عصر أم النار والتي كانت محصورة من قبل في منطقتي هيلي وجزيرة أم النار فقط. ومن تلك المواقع موقع غناضة الذي يقع بين مدينتي أبو ظبي ودبي حيث تم اكتشاف مستوطنة فيها كان أهلها ****سون الصيد البحري بالدرجة الأولى. ومنذ ذلك الحين بدأت أدلة أخرى تشير إلى امتداد تلك الحضارة بالظهور في أماكن أخرى من أرض الإمارات، ففي عام 1986 تم اكتشاف مدفنين في منطقة المويهات في عجمان تم تنقيبها من قبل فريق من إدارة الآثار والسياحة بالعين، ولذلك فإن متحف العين يعرض بعضاً من مكتشفات هذين المدفنين في حين يعرض متحف عجمان الباقي. والمدفن الأول دائري الشكل تم بناؤه فوق سطح الأرض بينما المدفن الثاني مستطيل بطول أربعة أمتار وعرض مترين اكتشفت فيه بقايا 120 هيكلاً عظمياً تم تنقيبها بالكامل.


              ونظراً لعدم العثور على بقايا للعظام في المدفن الأول (الدائري) يعتقد بأنه قد أخلي من موتاه ليعاد استعماله من جديد. لقد كنا قد فسرنا غياب العظام في المدفن الدائري المجاور للمدفن N الموجود في حديقة هيلي، وهي حالة مشابه لما اكتشف في عجمان، على أنه مدفن أخليت عظامه عمداً من أجل إعادة استخدامه من جديد ولكن أعمال التنقيب الأخيرة التي يقوم بها عدد من المتخصصين بعلم الإنسان في المدفن الأخير تجعلنا أن نعيد النظر بهذا الرأي، حيث تبين أن بعضاً من عظام الهياكل لا تزال مرتبطة ببعضها البعض، مما تشير إلى أن بعض الموتى على الأقل قد قبروا في هذا المدفن بعد الموت مباشرة ولم يمروا بالمدفن المجاور.

              وإضافة إلى المواقع المذكورة فقد تم اكتشاف مستوطنة سكنية في قرية البدية الكائنة شمال مدينة الفجيرة. وبالرغم من عدم وجود آثار معروضة من هذه المستوطنة في متحف العين الوطني لا بد من الإشارة إليها باعتبارها أول دليل على اكتشاف آثار لتلك الحضارة في المنطقة الشرقية من دولة الإمارات. ولقد قادت عملية التنقيب التي أجرتها إدارة الآثار والسياحة هناك على اكتشاف أسس لبناية دائرية تذكّر ببناية هيلي 8 . وقد أنشئ الجدار الخارجي لبناية البدية وهو جدار مزدوج بالحجر بينما تدل بقايا الجدران الداخلية على أنها كانت مبنية من اللبن والطين.

              هذا وقد تم في السنين القليلة الماضية اكتشاف مواقع أخرى تعود إلى حقبة أم النار في أماكن متفرقة من أرض الإمارات مثل شمل في رأس الخيمة والدور في أم القيوين والصفوح وحتا في دبي ومليحة في الشارقة.

              تعليق

              • الساحرة المصرية
                Registered User
                • Dec 2006
                • 362

                #8
                حضارة الألف الثاني قبل الميلاد


                ومن أجل المحافظة على التسلسل الزمني للمعروضات فقد تم عرض الآثار المكتشفة من الألف الثاني قبل الميلاد بعد معروضات حضارة الألف الثالث من أم النار. ففي الألف الثاني لم نعد نرَ وجود للمدافن الدائرية التي كانت معروفة في الألف الثالث، حيث استعيض عنها بمدافن مستطيلة الشكل دون أن تكون لها تقسيمات في الداخل كما كان الحال في السابق، وقد كان الدخول إلى مثل تلك المد افن يتم عبر فتحة واحدة تقع في الجدار الطويل للمدفن ، والمدفن الوحيد المكتشف في مدينة العين من تلك الحقبة الزمنية هو مدفن قطّارة الذي تم اكتشافه في عام 1973.

                ويعتبر مدفن قطارة من المدافن الغنية حيث تم العثور فيه على الكثير من المكتشفات الأثرية أبرزها دلايات مصنوعة من الذهب معروضة في الخزانة 137، وهذه الدلايات على شكل حيوانات، واحدة منها على شكل ثور واثنتان كل واحدة منها على شكل حيوانين متصلين من الخلف، والأخرى مصنوعة من الفضة تمثل ماعزاً. وإضافة إلى هذه الدلايات توجد مجموعة كبيرة من الخرز منها ما هو مصنوع من الذهب ومنها ما هو مصنوع من الأحجار الكريمة كالعقيق أو من الصدف.
                وبعد تنقيب المدفن بعدة سنين لاحظ كاتب هذه النصوص وجود بقايا عظام صغيرة مما دفعه إلى فحص أرضية المدفن فوجد فيها طبقة غير منقبة احتوت على الكثير من المكتشفات الأثرية. لم يلاحظ المنقبون الأصليون هذه الطبقة كونها تقع على مستوى أخفض من الأسس الحجرية للمدفن. ومن المكتشفات التي تم الحصول عليها أثناء تنقيب تلك الطبقة أنصال لسيوف عديدة وخناجر وحراب جميعها مصنوعة من البرونز الخزانة(138) . وكذلك أواني من الحجر الصابوني (كلورايت ) والقليل من الفخار(خزانة 139) وعدد من أساور من البرونز لم يتم عرضها.
                ومما يجدر ذكره هو أن مستوطنات الألف الثاني قبل الميلاد التي تم اكتشافها في مدينة العين قليلة جداً، وقد عثر الفرنسيون على سبيل المثال آثار من تلك الحقبة (بحدود 1800 ق.م) في الطبقات العليا من مستوطنة هيلي 8 التي ترجع إلى الألف الثالث ق.م. وعموماً فإن المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في إمارة أبو ظبي قليلة جداً بالقياس مع ما تم اكتشافه في الإمارات الأخرى. ففي موقع شمل في رأس الخيمة تم اكتشاف مستوطنة وعدد كبير من المدافن التي ترجع إلى تلك الحقبة. وفي الفجيرة قامت إدارة الآثار والسياحة بالعين باكتشاف وتنقيب مدفن طوله ثلاثون متراً يقع في قرية البدية.
                وفي نفس الجناح توجد خزانتان صغيرتان (140–141) فيها معروضات من نفس الفترة الزمنية، في إحداها رؤوس حراب من البرونز ونصل سكين وشفرة، وفي الثانية أواني من الفخار والحجر. وهذه المجموعة من الآثار كانت قد اكتشفت في أحد المدافن في منطقة هيلي/شمال.
                وعلى يسار هذه الخزانة توجد خزانتان أخريان (142 و 143) فيهما رؤوس سهام وأنصال سيوف ومثاقب وخواتم وشفرات وزوج من الخلاخيل وأواني صغيرة من الحجر الصابوني وجميعها آثار محلية تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي كان المتحف قد اقتناها من مصادر مختلفة

                تعليق

                • الساحرة المصرية
                  Registered User
                  • Dec 2006
                  • 362

                  #9
                  حضارة العصر الحديدي


                  في بداية الألف الأول قبل الميلاد وربما قبل ذلك بقليل ظهرت حقبة جديدة في تاريخ الإمارات القديم أطلق عليها حقبة العصر الحديدي. وبالرغم من أن استعمال الحديد في جنوب شرق الجزيرة العربية شاع فقط في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد فإن مصطلح العصر الحديدي يطلق على الحقبة ما بين 1300 و 300 ق.م. ومع ذلك فقد تم اكتشاف أدوات من الحديد في موقع مويلح والذي هو اليوم جزء من مدينة الشارقة ترجع إلى القرون الأولى من الألف الأول قبل الميلاد. إن غياب النصوص الكتابية وعدم التعرف بشكل دقيق على أجناس الأقوام التي عاشت في المنطقة في تلك الحقبة هي التي جعلت المنقبين عن الآثار يطلقون هذه التسمية على ذلك العصر. يذكر أن الإنسان في منطقة الشرق القديم اكتشف الحديد وبدأ بتصنيعه منذ 1300 عام قبل الميلاد.



                  وحضارة العصر الحديدي تختلف تماماً عن حضارة العصر البرونزي وقد ظهر ذلك جلياً في شكل المستوطنات السكنية للعصر الحديدي التي امتازت بوحدات البناء المستقلة، ولم يعد للمستوطنات ذات الأشكال البرجية والتي كانت معروفة أيام العصر البرونزي من وجود.
                  إن المعروضات الموجودة في متحف العين والتي تعود إلى العصر الحديدي قد جاءت من المواقع الأثرية مثل هيلي 2 والرميلة وبدع بنت سعّود والقصيص. فمن هيلي 2 الذي تم تنقيبه من قبل إدارة الآثار والسياحة عرضت صورة ومخطط لجزء من الموقع سوية مع مجموعة من المكتشفات الأثرية مثل السهام البرونزية وأغطية أواني الحجر ونماذج من الفخار والأصداف يستطيع الزائر الإطلاع عليها في الخزانتين 145 و 146. والأواني الفخارية التي تم العثور عليها في الغالب خارج المنازل لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جداً مما تم اكتشافه.


                  وهذه المكتشفات وكذلك العدد الكبير من مواقد النار التي اكتشفت في الفسح الخارجية تدل على أن سكان هيلي 2 كانوا ****سون نشاطهم اليومي خارج المنازل بالدرجة الأولى.


                  أما بالنسبة إلى موقع رميلة فقد تم تخصيص خزانتين، في الأولى (147) تم عرض صورة توضح جانباً صغيراً من منطقة التنقيب وثلاثة أواني من الفخار زينت إحداها وهي غير كاملة بثعبان ملتوي. والنوع الأخير من الفخار استعمل بكثرة في مواقع العصر الحديدي ومن المحتمل أن يكون لرمز الثعبان علاقة بالديانة (الديانات) القديمة لأبناء العصر الحديدي في المنطقة. وبالإضافة إلى الفخار تم عرض عدد من أواني الحجر أبرزها الإناء البرميلي الشكل ذو المقابض الأربعة. وفي الخزانة المجاورة (148) تم عرض أدوات من البرونز، منها عدد من السهام ومعزقين كانا يستعملان في حرث الأرض وفأسين وخنجر. ويوجد كذلك زوج من الحجول أو الأساور وعدد من الأختام المنبسطة.


                  ومما يجدر ذكره هو أن التنقيب في موقع رميلة كان قد بدأ لأول مرة في من قبل البعثة الدنمركية في ستينات القرن الماضي، وقام بعد ذلك فريق صغير من إدارة الآثار والسياحة بالتنقيب في نفس الموقع، بينما أجرت البعثة الفرنسية تنقيبات مكثفة في النصف الأول من الثمانينات تمكنت من خلالها من اكتشاف ثلاث طبقات بنائية متعاقبة. وهذه الطبقات ينسبها المنقبون إلى النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، بالرغم من أن استيطاناً مبكراً في رميلة من المحتمل أن يكون قد بدأ في القرون الأخيرة من الألف الثاني ق.م.
                  وبعد زيارة جناح رميلة يعود الزائر إلى القاعة الثالثة ليواجه جرار تخزين كبيرة اكتشفت في كل من هيلي ورميلة.


                  وإلى اليمين يستطيع الزائر مشاهدة المزيد من مكتشفات العصر الحديدي ولكن هذه المرة من موقع بدع بنت سعّود الذي يقع على بعد 12 كيلومتر شمال هيلي. ففي الخزانات 149-152 تم عرض أواني من حجر الكلورايت وأغطية لتلك الأواني مصنوعة من نفس الحجر. كما وعرضت مكتشفات أخرى مثل زوج من الأقراط المصنوعة من الذهب وخرز متنوع وأدوات زينة مصنوعة من القواقع البحرية. ومن المكتشفات الأخرى ملقطين وإبرة من النحاس (خزانة 150). وفي المدافن التي بنيت على قمة مرتفع بنت سعّود تم اكتشاف عدد من السيوف والسهام البرونزية معروضة في الخزانة 151.



                  أما الفأس المعروضة مع رؤوس السهام البرونزية والسيوف السالفة الذكر فقد تم العثور عليها في قبر من العصر الحديدي تم اكتشافه في الطبقة العليا من موقع العصر البرونزي في هيلي 8، بينما اكتشف الإناء الحجري وغطائه المعروضين في نفس الخزانة بطريق الصدفة في منطقة الصاروج، وهذا الإناء هو من أكبر الأواني المكتشفة بمدينة العين.


                  لا يقتصر وجود مواقع العصر الحديدي على مدينة العين أو أبو ظبي فقط بل هي منتشرة في أماكن كثيرة من أرض الإمارات. وموقع القصيص الذي كان يقع على أطراف مدينة دبي حين نقبته بعثة الآثار العراقية في عام 1974 هو اليوم جزء من المدينة. لقد أشرفت إدارة الآثار والسياحة في العين على التنقيب في هذا الموقع واحتفظت ببعض المكتشفات الأثرية تم عرضها بالكامل، في حين احتفظ متحف دبي بالباقي. وموقع القصيص يتكون بالدرجة الأولى من مقبرة واسعة تتكون من قبور فردية


                  وأخرى جماعية.


                  وفي المقابر الفردية وجدت الهياكل العظمية أو بقاياها مزودة بأواني الحجر والفخار والبرونز وبالخناجر البرونزية. وقد تبين أن النساء قد دفنوا وهم في حليهم من قلائد وخواتم وخرز اللؤلؤ. لقد تم نقل أحد القبور الذي يحتوي على هيكل عظمي في وضع القرفصاء إلى متحف دبي وتم عرضه في إحدى القاعات.
                  وفي موقع القصيص تم اكتشاف وتنقيب مدفنين جماعيين أحدها مقسم من الداخل إلى عدة أقسام من المحتمل أن يكون قد تم بناؤه على مراحل بدأت في الألف الثاني قبل الميلاد. أما الثاني فهو مستطيل الشكل ولم ينقب بالكامل، وهو من المدافن التي تسمى مدافن وادي سوق التي ترجع إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد.





                  وباختصار فإن مدافن القصيص ما تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسة لاسيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أعمال التنقيب التي تمت فيها فيما بعد من قبل متحف دبي، وكذلك نتائج التنقيب في مدافن أخرى داخل الدولة وخارجها خلال العقدين الماضيين. يعرض متحف دبي معظم مكتشفات القصيص بينما يعرض متحف العين في الخزانة 153 أواني من الفخار وفي الخزانة 154 يعرض أواني الحجر وأغطيتها وخنجر ومكتشفات متفرقة كان موتى القصيص يتم تزويدهم بها. وفي الخزانة 155 توجد مجموعة من الأواني الحجرية أبرزها الإناء البرميلي الشكل الذي يشبه إناء رميلة، وفي هذه الخزانة كذلك بعض الأواني البرونزية وإنائين مصنوعين من حجر الكالسايت أو الألباستر.

                  تعليق

                  • الساحرة المصرية
                    Registered User
                    • Dec 2006
                    • 362

                    #10
                    الخريطة الأثرية
                    وبعد الانتهاء من زيارة جناح العصر الحديدي سيمر الزائر بالخريطة الأثرية التي عليها تم تثبيت أهم المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصور زمنية متعددة تبدأ بالعصر الحجري وتنتهي بالعصور الإسلامية.

                    قائمة بأسماء المواقع الأثرية التي ورد ذكرها في النص
                    أم النار 2. حفيت 3. قطارة 4. رميله 5. هيلي 6. بدع بنت سعّود 7. غناضة 8. صير بني ياس 9. دلما 10. الصفوح 11. القصيص 12. المويهات (عجمان) 13. تل أبرك 14. الدور 15. شمل 16. جلفار 17. دبا 18. البدية 19. قدفع 20. ***اء 21. إعسمة 22. البثنة 23. مليحة 24. جبل البحيص
                    مجموعة من العملات القديمة



                    مجموعة من العملات القديمة التي اقتناها المتحف عبر فترة زمنية طويلة عن طريق الشراء أو الإهداء، وهذه المجموعة التي تمثل بعض ما يملكه المتحف تمثل حقب زمنية مختلفة منها الإغريقي والبارثي والساساني والبيزنطي والإسلامي. وبين العملات الإسلامية توجد عملات أموية وعباسية وأيوبية ومملوكية، وبينها كذلك عملات تم تداولها في منطقة الخليج وهرمز.

                    تعليق

                    • سيده درجه اولى
                      زهرة لا تنسى
                      • Feb 2006
                      • 659

                      #11
                      سبحان الله اشياء عجيبه --- يعطيك العافيه
                      *** بك أستجير ومن يجير سواك***


                      * عاشقة السفر والسياحه*

                      تعليق

                      • الساحرة المصرية
                        Registered User
                        • Dec 2006
                        • 362

                        #12
                        شكرا للمرور

                        تعليق

                        • سعد1
                          عضو
                          • Jun 2007
                          • 88

                          #13
                          كل هذا في المتحف
                          .
                          .
                          .
                          بارك الله فيكم

                          تعليق

                          يعمل...