•°•¤ خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي ¤•°•

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وللأمل بقية
    النجم الفضي
    • Jul 2008
    • 1928

    •°•¤ خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي ¤•°•

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركااااتهـ



    :•°•¤ خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي ¤•°•


    :

    :


    :

    :

    دخـل الزوج مستعجـلاً على زوجتـه و قال لهـا في حــدة :

    موعــد الرحـلة قـــد اقترب و لابــد أن نذهب للمطـــــار الآن .

    شهقت الزوجـة في ذهول :

    الآن ؟!

    ــ نعم الآن ..

    ــ ولكني لم انتهي من أعمـالي !

    ــ و لماذا لم تُنهي عملك حتى الآن ؟

    ألم تعلمي بأننا سننتقـــل إلى حيث أنتقل عملي وأننا سنسافر ؟

    ــ بلى ولكن ليس بهذه السرعة .

    ــ وما لأمر المهم الذي لم تنجزيه لعل الوقت يسعفنا لإتمامه قبل السفر ؟

    قالت محاولةً التذكر :

    هناك أمانة لقريبتي فلانة، و صحون و أغراض منزلية لجارتي فلانة ،

    و غيرها لا أستطيع حصرها الآن .

    ــ وكِّلي إحدى أخواتك لتقوم بالمُهمة بالنيابة عنك .

    ــ حسناً و لكني لم أنظف المنزل جيداً ،

    و من الصعب أن يأتي المستأجرون الجدد و هو بهذه الحالة.

    ــ لا تقلقي ربما يكونون أناساً طيبون فيقومون بتنظيفه دون أن يعتبوا عليكِ .

    ــ طيب بقي أهم شيء .

    ــ و ما هـــو ؟!

    ــ لم أتوادع من أمي و أبي وأخوتي .

    ــ لا تخافي سيقدٌرون وضعنا و استعجالنا بالأمـر .


    "لحظـة صمـت"


    الزوج منهياً المحادثة : و الآن هيـا لنذهب فرحلتنا قد اقتربت .

    ــ حسنـاً كما ترى .

    ــ اين أمتعتنا ؟

    حدقت و عيناها قد اتسعتا :

    مـااااااااذا أمتعتنا ؟!

    صرخ وقـــد نَفـــذ صبرُه:

    نعـــــــــــــم أمتعتنا ، أم أنكِ ترديننا أن نسـافر بدونهـــــا ؟!

    قالت بتردد و خوف :

    و لكنـــــني ............. لم أُعـــــــ ــــــ ــدهـا بعــــ ـــــ ــد !!








    ما رأيكم بحال هـــــذه المرأة ؟!


    و هل تجـدون لهـا عذراً على إهمالها وتقصيرهـا ؟!


    إن حالـــــنا لأشـــــد


    استهتــــاراً


    و إهمـــــالاً


    و تقصـــيراً


    من حــــال تلك المرأة


    فسفرنا أبعـــد، و زادنا قليل ، و حملنـا ثقيل ،







    قال الله تعالى :

    ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَيَسْتَقْدِمُونَ )

    (الأعراف:34)

    فمـاذا اعددنا لانتقالنا للدار الآخــرة ؟

    و هل زادنــا يكفيــــــــــنا ؟

    ألسنـا نعلم أن مصيرنـا الموت و أنه قد يأتيـنا بغتة ؟

    فهل تهيأنــــا له ؟

    أم أننا كتلك المرأة ؟!

    بمقارنة بسيطـــة ، وجدت أننــا مع الأسف ، نشبهها في تقصيرهـا الى حداً كبير .

    فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم ،

    ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين ،

    فقد أكلنا حق هذا ، و ظلمنـا ذاك ، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم ،

    فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم ،






    و لنحــذر إخوتي قبل أن نقع فيمـا وقعت فيه أختنا ،

    عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً ،

    ولنبُادر إلى منازلنـا من الآن ، فننظفهـا من المنكرات ،

    و نعمرُها بطاعة الله.

    و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة ، فربمـا لا يكونون أهلاً لها ،

    فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبـنا و العياذ بالله .





    و الأهـــل والأقــارب لنكن معهــم في وداعٍ دائم ،

    فالوداع من اللحظـات الحميمـة ، التي تتسامح فيهـا القلوب،

    و تتصافى فيها النفوس ، لأنهـا قد أيقنـت بالفُراق ،

    فلنجدد ذلك الوداع ، بأن نُحسـن علاقتنا بأقاربنا ،

    فنطلب العفـو و السمـاح ممن أخطأنا بحقــه ،

    و نواصـل من قطعــــنا ،

    و نواسي من يحتـاجنا ،

    حتى إن غادرنا ،

    كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعـاً ،

    و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه .





    والآن بقي الأهــــم ..

    حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة !

    لنبدأ بتجهــيز أمتعتنا للرحيل بأي وقـــت ،
    فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة ، و نحرص على الاستزادة من أعمال الخير و البر ، و مداومة الصلاة و الذكر ،
    و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشــــر ،

    فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد
    ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي
    فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد
    ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد
    وتب مما جنيت وأنت حــي*** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد
    أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!





    فالبــدار ، البــدار أحبتـي

    و لنستعـد من الآن للإنتقال

    من دار الابتلاء ونبع الفتنة ، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,

    أسأل الله أن يُحسن لنـا و لكم الختـــام ، وأن يطـهرنا من الذنوب و الآثام ،

    و أن يرزقنـا شفاعة خـير الأنام ،عليه أفضل الصلاة و السلام ،


يعمل...