انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض مغذي RSS

وااارفة الظلال

حكايا .. من الذاكرة وبقايا عامرة بالقلب ،،

قيِّم هذا السجل

.







رائحة المسك والبخور .. تزيد أرجاء غرفتها عبقاً

جلست في مكانها المفضل ..

بردائها الأحمر المنقوش بأزهار بيضاء صغيرة ..

تجمعنا حولها .. ابتسامتها تدفعنا دائماً إلى الإقتراب أكثر فأكثر ..

فلا تجد بعدها .. جزء من ذراعيها أو قدميها إلا وقد احتله رأس أحدنا ..

جال بصري على محياها فلم أجد إلا غطاء قد أحاط بوجهها النقي ..

إلا من تجاعيد الزمان ..

لكن بالرغم من بساطته إلا أنه يزيد وجهها ألقاً ..

تكسوها حله الجمال والطهر أيضاً ..

تلك هي جدتي .. كانت ومازالت كذلك ..

لا تمل من ازدحام أجسادنا الصغيرة بالرغم من هشاشة ارهقت عظامها ..

و آلام تتعب مفاصلها .. إلا أن جدتي .. تدعو أرواحنا .. للتحليق حولها ..

تحكي لنا حكايات جميلة .. وتكررها .. دون أدنى علامة تذمر .. بلا كلل ..

تخبأ لنا الحلوى .. إلى أن تلقانا بها .. وأكثر من ذلك .. تفاصيل صغيرة ..

كفها الحنون .. حضنها الدافئ .. نحتمي بها عند الخطأ ..

و الأجمل من كل ذلك .. جدتي .. أحبك .. بحجم السماء ..












كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ..
" كان يا عيالي .. في مكان وزمان .. ما شافه من هالزمان انسان ....."

وتبدأ بسرد حكايا وأحاجي .. الزمان الماضي ..

حيوانات تتحدث و تفصح عن خبايا .. البشر ..

عن حلي و ملابس .. قدمت مهراً لتلك العروس ..

عن صغار تجرعوا من كأس اليتم .. مراراً ..

عن رزايا ومزايا .. وأهازيج جميلة .. وحروب و قبائل ..

وشمائل .. وفضائل .. ونساء عفيفة ..





علمتنا جدتي ..

أن عاقبة الظلم .. وخيمه ..

أن للصبر مذاق .. يشبه الشهد وأجمل ..

أن اللأباء حق من أقامه .. ساد في الدنيا وعاش سعيداً ..

أن آيات ربي .. للإنسان خير حافظ ..

أن أيام الحياة .. وإن طالت قصيرة .. في زوال ..

أن عبق المسك في الأرجاء باق .. وإن رحلت الأرواح ..






رحلت جدتي ..

وتركت في حنايا الروح .. فقد ..

ومساحات كبيرة .. بحجم السماء ..

لا يملؤها سواها ..

عزائي .. أن في الأخرى لقاء ..

رحمتنا بها .. لا تضاهي رحمة رب السماء ..

فهو أرحم .. وهو أعلم .. بالنوايا و أسارير القلوب ..





جلسنا طويلاً في غرفتها ..
نتذكر طعم تلك الحلوى ..
نصغي لأي صوت يوحي بتسبيح أو تهليل .. أو حوقله ..
طال انتظارنا ،، و مللنا المكوث ،،
لكن .. لا أمل ..
تساقطت خيوط العنكبوت ،،
و تطاير الغبار في زوايا المكان ..

وانتهى زمانك ،، جدتي .. عندها ..

أدرت مفتاح الباب .. لمنزلنا القديم ..

لتبقى مساحات في القلب لك ..








ابتسامة لك

Submit "حكايا .. من الذاكرة وبقايا عامرة بالقلب ،،" to Google Submit "حكايا .. من الذاكرة وبقايا عامرة بالقلب ،،" to facebook Submit "حكايا .. من الذاكرة وبقايا عامرة بالقلب ،،" to twitter

العبارات الاستدلالية: بدون تعديل العلامات الاستدلالية
Categories
غير مصنف

التعليقات

  1. تاج الوقار20's صورة

    رائعةٌ انتِ ..قرأت مادونتي هنا قرابة 6 مرات ولم أجد ما أعلقه على هذا الفيض المعطاء..

    بقلمي سأحول لم شتاته وأكتب :

    هنيئاً لمن عاشت بين احضان جدتها أو جدها

    وخاصة إن كانوا كما وصفتش رعاك الله ..

    ربما لا أستطيع تبادل الشعور معك لأن جدتي رعاه الله بعيدة مني .. عاطفياً و مكانياً..

    أحبها بالرغم من كل شيء ..

    لكن مأجمل أن يعي المرء عند وصوله سن الهرم أن الجميع بحاجته و يريدون أن ينهلوا من بحر تجاربه ونجحاته ..

    هذا درس لنا قبلهم إن كتب لنا أن يبقى دبيبنا اكثر على هذه الفانية ..أن نكون فيض من العطف والحنان ..

    ونساعد أحفادنا على فهم الحياة بمنظار بسيط و دفعهم للتعلق بخالقهم ..


    ربما لم اوفق فيما كتبت ولكن لكلٍ منا ظروفه التي يعيشها ..ولبعدي عن يعيشه الأغلب من أحفاد مع أجدادهم ..دعوة لمن كان له عجوز أو شيخ وخصوصاً إن كانوا أصحاب قلوب عطوفه أن يربعهم في وسط قلبه فهم نعمة وأسألوا محروماً منها ..

    وحتى من حرم حنانهم بسبب قسوة او موت أن لا ينساهم من دعوة وبر فكما تدين تدان ..


    أختي او دعني أناديكِ معلمتي :إبتسامة لكِ

    ثقي أني دائمة الإستظلال بفي قلمك ..ربما أعجز أحياناً عن التعبير لكن الدعاء لكِ بظهر الغيب بإذن الباري لن ينقطع ..

    فأتحفينا بجمال حرفك وأطلقي العنان لحروفك لتتنفس في أرجاء المنتدى ...


    محبتكِ في الله:

    تاج الوقار20
    تحديث 03-03-2011 في 04:30 PM بواسطة تاج الوقار20
  2. ابتسامة لك's صورة
    مراااااااااحب ،، مليون يا غالية ،،

    ربي يسعد قلبك ،، ويشرح صدرك ،،

    مرورك تشريف للمدونة ،، و حروفك وسام أعتز به ،،


    كم أبتهج برؤية معرفك ،، وتأمل بديع كلماتك ،،

    يحق لقلمي أن يفخر بقراءة أمثالك لما ينقشه ،، ويتنفسه هنا ،،



    دمتِ قريبة إلى قلبي ،،

    ودادي
لكِ | مطبخ لكِ