وإنا لفراقك يا نوره لمحزونون ..
by
, 27-04-2010 at 11:50 PM (11135 قراءة)
:
فضفضة ..
دعوا قلبي يقول ما يشاء لعله يخفف ما به
ربما يكون الكلام غير متربط ، لأنه أرتجالي ، ووليد الحظة
الحمد لله أولا وأخيراً على ما قدر ..
نعلم يقيناً أن كل ما يحدث لنا في هذه الدنيا إنما خير لنا ..
وهذه الدنيا إنما هي طريق وممر لحياة باقية هناك في الآخرة ..
أن تشعر بفقدك لإنسان طالما أحببته ..
إنسان طالما دعوت له ..
إنسان طالما لازمك في فترة من فترات حياتك ،،
إنسان تعلم يقيناً مقدار حبه لك ،،
لهو فقد عظيم ، ومصاب جلل ،
ولا يملك القلب حينها إلا أن يدعو لحبيبه ،
ويسأل الله أن يجمعه به في جنات الفردوس بعد رحمة الله ،
هذا هو حال قلبي ،
بعد فقد نورة
وآه يا نورة ..
لو تعلمين حجم ومقدار فقدي لكِ ..
أحسبك والله حسيبك أخت أحببتها في الله ،
كم من اللحظات التي عشناها معاً بحلوها ومرها .
ويكفي أنك السبب الوحيد الذي جعلني أُحبب الكلية ، بعد ألامي فيها ،
وذلك الباص وممتنة له كثيراً ، لأنه عرفني بك أكثر ،
كنت أركب الباص وأنزل بصمت ،
لكن بعد أيام ، أحببت قلبك ، وقربت منه أكثر ،
ويااااااااااااااااااا سعادة قلبي بقربك ()
حدثت مواقف وأحداث جميلة ، محفورة في الذاكرة ،
ويكفي قلبي إنها بصحبتك .
أتذكرين ذلك الفطور منك ، لسلامتي من مرضي ،
أم تذكرين ذلك اليوم السعيد الذي كانت لحظاتي معك تحت المطر ،
كنت أركض وإياك مبسوطين بالمطر
وتعلمين كم أحب المطر ،
أتذكرين مواقفك المشاكسة لي ، وتصرفاتك العفوية ،
أتذكرين رسائلك التي تدل على عظيم محبتك لي
أتذكرين ذلك الأسبوع الذي حضرته برفقتك في مؤسسة مكة ،
أم تذكرين تلك الأيام في ربوة الرياض ،
كم من مرآ ألمتك بسبب ألم عميق بداخلي ،
وكم من مرآ أنتظرتيني خارج القاعة حتى وقت خروجي ،
فأخرج مكتئبة من إختبار أو غيره ، وأجدك أمامي
وكم وكم وكم ...............
سنة كاملة عشتها جميلة جميلة جميلة ..
تخللتها مواقف شتى ،
لكن حدثت أحداث متتالية ، ظاهرها شر ،
ولم أعلم بالخير الذي فيها إلا حين وفاتك ،
أصبحتِ باقية للإعادة في السنة الأولى ،
أحزنني هذا الأمر وكثيرأً
أعدتي ترم جديد بمادتين ،
وكان حضورك ثلاث أيام فقط في الأسبوع .
كنت أسحب من المحاضرة ، لأظفر بقربك ،
ولا أنسى رسالتك لي وأنتِ تقولين : اليوم أغلى يوم بحياتي ، وجلستك تسوى لي الدنيا وما فيها
أبعد رحيلك : هل تسوى عندي الدنيا .. !!!!
ونهاية الترم : حملتي المواد ،
فقررتِ سحب ملفك من الكلية ،
نزل علي الخبر كالصاعقة ،
- نورة لو رحتِ تخليني لمين ؟
+ والله ما أقدر أجلس ، كرهت الكلية بكبرها ،
- نورة بس أنا فيها .
+ معليش والله ما أقدر /،
وكان يوم الأثنين من العام الماضي الترم الثاني ،
آخر لقاء لي بك في الكلية ..
أذكر حينها أنني ضممتك بقوة وأنا ابكي
ودعتك ، وأنا على أمل أن ألقاك ،
لم تختفي اللقاءات بيينا ،
والحمد لله ،
حتى أفرحت قلبي بخبر زواجك ..
ويطير قلبي فرحاً لك ،
ويوم زواجك : وفي غرفتك : اقتطعتِ من مسكتكِ وردتان وأهديتني إياها ..
كنت أهمّ بالخروج وتمسكين بيدي وعيناكِ تلمعان : تكفين أجلسي ،
وجلست بقربك أحاول أن أهدئ من روعك ،
بعد أن خرجتِ وعدت للقاعة ،
شغلوا صوت زفتك ، ودموع عيني تنهمر .
أكنت أعلم أني سأودعك
حينها اختفت أخبارك فجأة ،
ولكن بيننا رسائل من فترة لفترة ..
ليفجعني الخبر بعد شهر من زواجك .. وكان شهر ستة .
بأنك مصابة بالسرطان ..
صُدمت ، جلست ثلاث أيام ، حتى كلمتك وتاكدت منك ،
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
- لازم تجين أشوفك قبل لا أدخل المستشفى يوم السبت ،
+ بإذن الله يوم الجمعة العصر ،
وبالفعل ذهبت إلى بيتكِ ،
جلست معك ، وتحدثت حتى أذن المغرب ،
أستودعتك رب رحيم ، وخرجت
كانت أخبارك تأتيني منك أحيانا وأحياناً كثيرة من أختك مها أو أمك .
في شهر رجب ، تعبتِ وادخلتِ العناية بين الحياة والموت ..
وجلست عدة أشهر داخل العناية ،
ما بين تنفس صناعي ، وجهاز في الرئة ، وووووووووووووووو
الحمد لله
لا تعلمين من الحياة شيئاً ،
على نهاية رمضان ، ويمن الله عليك بالخروج من العناية ،
لكن ما تتكلمين لفترة ، ثم عاد صوتك .. ولا انسى شعوري حينما سمعت صوتك ..
ولا تستطيعين المشي ، حتى وفاتك ***
ويا فرحة أهلك وفرحة قلبي بالعيد وأنتِ بينهم ..
بعد خروجك من المستشفى ، أتيت لزيارتك ،
وخرجت من عندك والعبرة تخنقني ..
يالله أهذه نورة ،
كان حالك لا يسر لا حبيب ولا عدو
لا زلت أذكر رسائلك وكلامك وخوفك مما سيحدث لك في المستشفى ،
كنتِ تقولين : شفت الموت بعيوني
وكم من مرآآ كررتيها ..
وانا اذكّرك برحمة الله عليك وإعادتك للحياة بعد أن كان ميؤس من حالتك ..
مرت الشهور ، ووضعك غير مستقر ،
ما بين مستشفى ، وبيت ،
وبين راقي ، وطبيب ،
ولا أنسى بالرغم من مرضك ،
أنك تسألين عن حالي وإختباراتي ووضعي
وكنتِ تقولين : يللا هانت كلها هالترم وتتخرجين وترتاحين
وعقبال أبارك لك بتخرجك يا رب..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا نورة .
رحتي قبل ذلك ..............................*
كُنت كلما كلمتك ، تترجيني أجي وأشوفك ،
- والله مشتاقة لك ، تكفين تعالي ،
كنت مترردة كثيراً ، فقلبي لا يحتمل رؤيتك وانت هكذا ..
حتى كان قبل شهرين من الآن ..
أخرجوك من المستشفى بزعمهم أن لا علاج لديهم لك ،
فالكيماوي لم يتحمله جسمك ، وجسمك أنتشر به إلتهاب ..
أعطوك مضادات ومسكنات ..
كان أملنا بالقراءة ،
ذهبتِ لمكة ، ورسالتك ذلك الصباح تخبريني بأنك أعتمرت ، ولم تنسيني من دعائك ..
يالله قصرت بحقها كثير كثير كثير ،
تمنيت لم أفارقها لحظة ،
شغلني عنها اشياء كثيرة ،
نورة سامحي تقصيري ،
:
وتنقطع أخبارها فجأة ..
أسبوعين وانا اكلم جوالها ، مغلق ،
أمها ما ترد ،
أختها ما ترد ،
ضاقت بي الوسيعة **
يا رب طمن قلبي عليها ..
حتى قالت لي وحدة : كلمي البيت جربي ،
يالله فاتني ذلك ،
وأكلم مساء ذلك اليوم : وترد أختها :
لتخبرني أن نورة متعبة وجداً ، وأهلها لا يردون على الجوال للحالة النفسية التي هم فيها .
وتصلني رسالة من اختك ، مساء يوم الأحد ..
وينقبض قلبي ..
فحالتها كحالة جدتي تماماً .. غفر الله لهما وجمعني بهما في فردوسه ..
سنة مريضة ، فقدت الوعي ، أسبوع ثم مااااااااااااااااااااااااتت .
يا رب أنت قادر على ان تشفيها ..
دعوت والجميع معي دعى ..
ولم يقصر أحد ،
الله لا يوريهم مكروه في حبيب وغالي ،
حتى كلمت أمك مساء يوم الأثنين ..
وهي تبكي ..
خفت أن أطيل عليها ..
سألتها عنك وأجابتني : يا حبيبتي أنتشر المرض ، ووصل للمخ وسبب لها نزيف ، قبل شوي تعطلت كلاها .
أخبرت أمي بذلك فقالت أمي بكلمة كادت أن تقتل قلبي ،
- الله يستر ما تموت ،
جلست بعدها أبكي إلى أن شاء ربي .
حتى نمت قبل الحادي عشر والنصف ،
وتأتيني رسالة الساعة الثانية عشر إلا ربع
أي بعد نومي بربع ساعة ،
وهذا لطف ربي بقلبي :'(
استيقضت لصلاة الفجر ،
ومن رحمة الله بي أن الرسالة لم تظهر في واجهة الجوال مباشرة ،
اقفلت المنبه ، وخرجت للقائمة الرئيسية إذ بي أرى إشارة رسالة لم تقرأ بعد ،
ذهبت لصندوق الرسالة ، وانا عيني من الصعوبة بمكان إستطاعت فتحها .
وتكون الفاجعة
إنا لله وإنا إليه راجعون
طلعت من الغرفة ، خمس دقائق مو مصدقة ،
يا رب صدق ؟؟
ابي احد يجيب علي ،
غسلت وجهي وتوضيت ،
خرجت خارجاً إذ بوالدتي أمامي ،
وعتاب لكثرة بكائي ،
التفت عليها وعيوني تمطر دموع وقلت : أصلاً خلاص ماتت ،
أمي إنصدمت ، وجلست تدعي ..
وذهبت لغرفتي ، وشهقات تخرج بقوة أحسها ستنزع قلبي من مكانه ..
يا الله ، راحت نورة ،
ودعتنا ،
وودعت هالدنيا الدنية .
دنيا ما يامنها إلا الغبي ،
دنيا حقييييييييييييييييييييييييييييرة :'(
ما أدري إلى متى وهذا حالنا .
إلى متى تأخيرنا لصلاتنا ؟
إلى متى تقصيرنا تجاه ربنا ؟
إلى متى عقوقنا بوالدينا ؟
إلى متى نأمل ؟
إلى متى وإحنا نسوف ؟
إلى متى وإنا نقول بكرآ بكرآ بكرآ ؟
إلى متى والدنيا شاغلتنا عن ربنا ؟
لين ينتهي كل شيء ، ونعيش اول لحظة تحت الأرض !!!!!
طيب فرضاً متنا فجأة ، على ماذا راح تكون موتتنا ..!!!!!
ما أدري متى بنتعلم ؟؟!!!
:
نورة سنه كامله
عانت أيما معاناه , صبرت و تحملت
كل ما أصابها بلاء أسمعها تردد خيره خيره إن شاء الله
كم أغبطك يا نوره على صبرك وحلمك
سنه كامله كانت تضع قدمها ع بطنها , لا تستطيع حتى أن تمدها من الألم
سنه كامله تُضرب بإبر مؤلمه بظهرها
في سنه كامله تُجرى لها العمليه الجراحيه بدون بنج
وأي عمليه !
ونحن جميعاً سنة كاملة ، نبحث عن ملذاتنا ،
نسينا الآخرة ، الموت ، والحياة البرزخية .
:
نورة ما شاء الله تبارك الله ..
نحسبها كذلك والله حسيبها ..
ماتت
ماتت وأصبعها مرفوع
ماتت ووجهها منور
ماتت وهي حافظه من القرآن
أنا وأنتِ وكلنا ..
بنموت على إيش ...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
:
أقول لكم، والبحر ساقَ دليلَه ... على الموت في أجلى وأوْضحِ عِبْرةِ
رِضانا بما يقضي الإله دليلُنا ... إلى راحةٍ كُبرى وعَفْوٍ وَرَحْمَةِ
:
وبقلبي الكثير من الاشياء التي يحملها لـ نورة ،
والعديد من الذكريات ..
لكن من الأفضل له أن يحتفظ بها وبأعماقه :'(
: