يتلقاه فؤادك فيزيد تقى
by
, 06-08-2012 at 02:31 PM (3217 قراءة)
.
مِن أجْمل الهدايا لقلبك والتي لنْ تبُور،
تلك الآتية "بالعتاب الرّقيق"، بالبشائر الجَميلة،
بقطوف السّرور الدانية.. فلا تجدك بين ثناياها إلا غارقًا في تفاصيلها أكثر،
وقلبك غضّ طريّ كالهديل يقرؤها، يُرتّلها، لا يمل أن يُكررها.
تراك تزداد شوقًا لها.. حتى يفيض الوتين حنينًا،
كيف لا وهي رسائل الرحمن،
"قرآنٌ" يُتلى آناء الليل وأطراف النهار.
يحشونا بالنّور كلّما اضجعت القلوب بين جنباته،
حتى اسّاقطت الأحزان.. وتحاتت من أشجار حياتك
فيذوي البؤس، ويصفرّ الكمد، وتُدفن الآلام تحت تلال اليقين الممتدّة
ليُضمد جراحك الثّكلى بأنْ: "كَانَ حقًّا عَلَيْنَا نَصْر المُؤمنِين"،
ويُوقظ روحك من الغفلة "فاللهُ أحقّ أنْ تَخْشَوْه"، "وَهُوَ شَدِيدُ المحَال"،
يرفعُ عنك الأسى أنّ لن يغلب عسر يُسرين.. والفرج آتٍ مهما كان بعيدًا،
فقَط اصْبر "والعاقيةُ للمُتّقين"
وتزوّد به حتى يبتلّ عرقك بالحيَاة،
ويُذهب ظمأ هجران السّنين
فتتلوه بحبّ يتلقاه فؤادك فيزيد تُقى،
تُورق له أغصان فروعك بنضَارة وغِنى.
فلا تخضعنّ للهوى أو يأسرنّك
وأعد الحيَاة لأوردة مسجاة على قارعة الرّصيف.. فالقُرآن حياة ♥.
- تم نشرها في مجلة حكاية غيث.
.