مقدمات البحث التاريخي ( المعارف و العلوم المساعدة )
by
, 30-09-2011 at 08:12 PM (4497 قراءة)
مقدمات البحث التاريخي
أولاً – المعارف و العلوم المساعدة :
يذهب البعض في سردهم للمعارف و العلوم المساعدة إلى إيراد قائمة تكاد تشمل كل المعارف و العلوم المعروفة بدءاً بمعرفة الخطوط و أسلوب و صيغ المراسلات الرسمية , و انتهاء بالرسم و الموسيقى و الشعر .و مع أن الباحث يكون في وضع أفضل كلما اتسعت معارفه و مهاراته , و سيكون رائعاً دون شك يلم بكافة العلوم المعروفه في عالم اليوم .إلا أن توقع ذلك من باحث واحد ضرباً من المبالغة التي تتجاوز قدرة الإنسان الفرد . فمن ذا الذي يستطيع أن يلم اليوم , بعد هذا التفجير المعرفي الذي يشهده عصرنا ..
فكل العلوم و الفنون و المعارف مفيدة للباحث دون شك , و حتى علوم الفيزياء و الكيمياء و الطب , يمكن في أبحاث معينة , أن تفيد معرفتها الباحث فائدة كبيرة , إلا أن التمكن منها جميعاً , أو مجرد الإلمام بها كافياً هو أمر يتجاوز القدرة البشرية للباحث الفرد ..
و ما دامت الأبحاث تختلف عن بعضها في طبيعة الموضوع الذي تعالجه و في الإطار الزماني و المكاني للموضوع , فإن المعارف و العلوم التي يحتاجها الباحث تختلف من بحث إلى آخر . هذه مسألة . أما المسألة الثانية فهي أن هناك علوماً و معارف تعتبر لصيقة بالتاريخ أكثر من غيرها . و هذه يحتاجها كل باحث في التاريخ مهما اختلفت طبيعة و مكان و زمان موضوع البحث الذي يشتغل به .و من هذه المعارف و العلوم , على سبيل المثال , الجغرافيا و الإقتصاد و الإجتماع و الآثار و السياسة و اللغات ..أما المسألة الثالثة فهي أننا لا ننتظر من الباحث في مجال التاريخ أن يتعمق حتى في العلوم و المعارف الوثيقة الصلة بعلم التاريخ تعمقاً يصل في مستواه إلى مستوى المتخصصين فيها فهذا مطلب عسير و صعب التحقيق .و لذا فإنه لا ينتظر من الباحث أكثر من الإلمام بها إلماماً كافياً , أي بالقدر الذي يمكنه من الإستفادة منها و الإستعانة بها في إنجاز بحثه . و يتناسب مقدار التعمق المطلوب في كل علم تناسباً طردياً مع طبيعة البحث ..
و الآن سوف نذكر بعض العلوم و المعارف المساعدة دون أن يعني ذكرها إستبعاد العلوم الاخرى لانه لكل بحث علومه و معارفه التي تناسب طبيعة البحث و الموضوع و في إطاره الزمني و المكاني في الصفحات التالية :