
لك الله يا اقصى
رياح الغدر تحوم حولك ورياح الخير والعزيمة لها بالمرصاد
نرى اطفال تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحريرك
فنشعر بعظمتهم وصغرنا
يتضاءل حجم عطائنا مقابل عطاءهم
مسرى المسلمين وقبلتهم الاولى
مكان مقدس واجب الدفاع عنه يشمل المسلمين كافة واختص به اهل فلسطين
شرف ما بعده شرف
فكان العطاء متنوع

فمنهم من ضحى بماله وارضه وبيته
ومنهم من ضحى بصحته وعضو من جسمه بتر او شل
ومنهم من ضحى بمستقبله فاقعدته الموانع والحصارات والحواجز عن اكمال تعليمه
ومنهم من ضحى باهله ورحمه فلم يراهم سنوات وسنوات واغترب عن بلده ونار الشوق تعصف به ليرى بسمة اخيه الصغير وضحكة اخته الحنونة
وقلبه مشتاق حد السماء ليضم والدته ووالده الى صدره ويشم ريحهما ويجلس بقربهما ينظر لهما دون كلل او ملل
وذاك ضحى بروحه فاختار ان يكون شهيدا ليحى غيره بعزة وكرامة
وذاك ضحى بحريته لينعم بها اهله وامته واقصاه فعاش اسيرا خلف القضبان يتحمل ذل سجانه وتحكمه فيه مرفوع الراس مبتسما راضيا

وذاك الطفل كان شريكا في كل تلك التضحيات
فكان الاسير والشهيد وكان المحروم من كلمة بابا او ماما وكان المريض الذي فقد يد او رجل وكان المحروم من لعبة وشهادة

لكننا لو نظرنا اليهم مرة اخرى
لراينا وسط الدموووع هالة من الرضا والفخر والاعتزاز
واصرار على المبدا واعادة الكرة مرة اخرى
ولراينا نفسا مشتاقة للمزيد من العطاء
ارايتم يوما طفل يفقد رجله فيتمنى ان يعود ليقاتل حتى ولو فقد رجله الاخرى؟
ارايتم يوما اما تشتاق لابنها الشهيد فتزفه لربه في عرس تتمنى لو ان اولادها كلهم معه
ارايتم يوما امة تحرر ارضها دون سيل من الدم؟
ارايتم امة تخلى عنها الكون كله فما هانت ولا استكانت بل عاهدت ربها ان تقوم بدور الامة كلها ولو ادى الامر ان تدفع هي ثمن ذلك وحدها؟
فهل
عرفتم من هي تلك الامة ومن هو هذا الشعب؟

تعليق