وبينما هو في تفكيره في ليلة من ليالي رمضان جاءه الوحي فقال
له اقرأ فأجاب ما أنا بقارىء وظل يكررها عليه ثلاثة ويضمه لصدره
ضمة قوية حتى قال له { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق }
تلك كانت أول صورة مشرقة يراها المسلم ببصيرته كلما طالعه هلال
شهر رمضان ويذكر في هذه الليلة المباركة التي حدثنا عنها
القرآن بقوله " حم والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين "
هذا هو الشهر الحبيب نزل فيه القرآن هدى ورحمة وتفريق للهدى عن
الضلال ولذا كرمه الله بالصيام وإحياء لياليه بالذكر والعبادة والتسابيح
ثم تأتي إلينا صورة أخرى من صورة المشرقه . إنها صورة الصراع
بين الحق والباطل بين المؤمنون وعلى رأسهم رسولنا الحبيب
وبين المشركين من صناديد قريس بمكة حيث التقى الفرقان ببدر
صورة نصر المؤمنون وهم قلة أمام جند الباطل وهو كثرة تزيد أعدادهم
على ثلاثة أضعاف جند الحق عددا وعدة وانتهى الصراع بنصر الله ورسوله
وأتباعه المؤمنون المخلصين
وصورة مشرقة أخرى نذكرها كلما لاح هلالك يارمضان
صورة ترسم البهجة والفرحة بنفوسنا إنها صورة جيش
المسلمين على رأسهم القائد العظيم محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام يدخل مكة فاتحا بعد أن خرج منها هو وصاحبه
مهاجرا من مكة إلى المدينة ثم يعود إليها بعد سنوات من الكفاح
والنضال ظافرا منتصرا مؤيدا من الله سبحانه وتعالى
تلك كانت صورا مشرقة أتذكرها كلما هل هلال الشهر الكريم
وبعد مرور أربعة عشر قرنا وأكثر نأمل أن يذكرنا آخرون في رمضان
بأن للعرب صورا مشرقة مضيئة في شهر الانتصارات
وكل رمضان وأنتن بخير
عهد الأماني
الروابط المفضلة