يا اخوات وجدت هدا الموضوع ....ونقلته عسى ان نجد له حلا.
طلبت مني صديقتي عرض مشكلتها عليكم لتساعدوها على حلها و لكم الأجر من الله إن شاء الله
ولدها الثاني عمره 13 سنة كان مطيعاً لها و مرتبطاً بها كثيراً و يحبها جداً و هي أيضاً تحبه
كثيراً و تحنو عليه خاصة أنه تعرض في صغره و عمره عام و نصف لإجراء عمليه في عينيه
تكررت هذه العملية لتصحيح بعض الخطأ في العملية الأولى و كان عمره أربع سنوات و في كلا
الحالتين كانوا يأخذونه منها قبل أن يتأثر تأثيراً كاملاً بالبنج فيصرخ طالباً البقاء معها و دخل
الخوف في نفسه من الأطباء و الممرضات اللاتي كن مضطرات لإجباره على وضع القطرة في
عينية كل ساعة من أول يوم و هكذا حتى خروجه من المستشفى بعد أربع أيام ، مما أثر في
نفسيته كثيراً جعله يخاف من الناس سواء الغرباء أو الأقارب و لا يتجاوب إلا مع الأطفال الذين
في مثل سنه و شجعها الطبيب على إدخاله الحضانة حتى يتعلم قليلاً ليستطيع معرفة الصور و
الإشارات التي سيحتاجه لعمل النظارة له و بالفعل أدخلته الحضانة و كانت في ذلك الوقت تعمل
موظفة و لذلك كانت تترك الخادمة معه حتى الساعة الثامنة أو التاسعة و عندما يغفل عنها تنسحب
من الفصل دون علمه و ما أن يعلم بخروجها حتى يبدأ في البكاء حتى نهاية الدوام و معظم
الأحيان يبكي و هو مستلقٍ على بلاط الفصل مما أدي إلى زيادة الحساسية في صدره ( التي ما
يزال يعاني منها حتى الآن ) و يعود للمنزل و قد بح صوته من كثرة البكاء كما أنه لا يتحدث مع
المُدرسة أو غيرها و في الطابور الصباحي لا يقف مع الأطفال و إنما يستمر في البكاء حتى
ينتهي الطابور و لم يستطع أحد إخراجه من الحالة التي هو فيها حتى مُدرسته في الحضانة ( ليس
عندها شهادة في التربية و إنما خريجة ثانوية عامة ) سامحها الله لم تستطيع التعامل معه أو دمجه
في الفصل و حاولت والدته تغيير فصله و لكن كان هو الفصل الوحيد للحضانة في هذه الروضة
( لا أعرف لماذا لم تنقله لروضة أخرى أكثر كفاءة ) ربما لأنها الأقرب و ربما كما قالت لي قلة
خبرتها في ذلك الوقت و عدم توقعها لما سيحدث له فيما بعد ... المهم في العام التالي أدخلته عند
مُدرسة قديرة و لديها خبرة كبيرة في التدريس في رياض الأطفال تعرفها شخصياً بحكم القرابة و
وعدتها المُدرسة أنها ستروضة أو كما قالت ( سأعسفه لك ) و أخرجه من صمته و بالفعل بدأ
محاولتها معه و لم تألوا جهداً في ذلك حتى جاء الوقت الذي اعترفت لها فيه بعجزها عن إخراجه
من صمته برغم استخدامها لكل طريقة ممكنة و أنها أول حالة تفشل فيها و التحسن الذي طرأ عليه
هو أنه أصبح يلعب و يتحدث مع الأطفال و لكنه لا يتحدث مع مُدرسته مباشرة و أصبح يتجرأ
على خلع حذائه و الجلوس على الطاولة أثناء الدرس فلا تزجره لأنها تريده أن يخرج مما هو فيه
و كان يدخل تحت طاولتها و يقرصها في قدمها فتتظاهر بعدم رؤيته و تسأل زملائه عنه
فيصرخون أنه تحت الطاولة فيجعله ذلك يضحك من كل قلبه و هكذا مرت الأيام حتى أدخلته في
مدرسة نموذجيه و طلبت من المديرة بعد شرح ظروفه لها و ضعه عند أفضل مُدرسة في
المدرسة و بالفعل تم لها ذلك و هي ذات خبرة طويلة في مجال تدريس اللغة العربية و عندما
ذهبت للسؤال عنه صدمت أنه مازال لا يتكلم مع المدرسات و أن مستواه ضعيف جداً و سبب
تفاجئها أنه في المنزل يقرأ معها و يكتب و يسمع الآيات و الأناشيد و لكن في المدرسة لا يتكلم و
لا يتجاوب مع المدرسات إلا في التسميع الجماعي و قد بذلت المُدرسة معه مجهود كبير دون فائدة
فهو يلعب مع الأطفال و يشخبط على السبورة و لكن عندما تطلب منه الكتابة على السبورة و
تضع الطبشورة في يده يترك الطfشورة تسقط من يده , و لا يكتب شئ و ما أن تغفل قليلاً حتى
تجده يشخبط بنفسه على السبورة و يتحدث مع زملاءه و رغم لطف المُدرسة في تعاملها معه و
لكن أيضاً اعترفت بأنها من الحالات النادرة التي مرت بها طوال فترة تدريسها الطويلة و فشلت
في احداث أي تغيير فيه ، و قد عرضته والدته على أخصائية نفسية و أكدت لها سلامة قواه
العقلية و قد اجتاز الاختبار النفسي الذي اجري له بحضور رئيس القسم بتقدير ممتاز ، و
أحضرت له مدرس في المنزل مشهود له بالكفاءة و أخذ منها مبلغ كبير ثلاثة آلاف خلال شهرين
مقابل تدريسه اللغة العربية و مساعدته على الكلام و كان لا يتحدث الطفل معه إلا بالهمس ثم و
ضعت له مدرس آخر يأخذ مبلغ أقل و هو كبير في السن و لطيف في تعامله معه و استمر معه
طوال الفصل الدراسي في الصف الأول و الثاني و ساعده هذا كثيراً ، و بعد أن كبر قليلاً أخبرها
أنه كان يريد أن يتكلم عندما كان في الصف الأول ولكن صرخت إحدى المدرسات عليه لتستعجله
في الإجابة فلم يستطع منذ ذلك الوقت الكلام حتى أن المدرسة تستدعي والدته في فترة الامتحانات
الشفوية لتحضر لتسمع له مع المُدرسة و ستر الله و نجح للصف الثاني و مع تغير المدرسات بدأ
يتكلم و يتجاوب أفضل من السابق و هكذا استمر الخوف معه من الظلام و الناس و البقاء بعيداً
عن أمه ثم نقلته في الصف الرابع لمدرسة يُدرس بها الرجال و كان معه أخوته الأكبر منه و
الأصغر منه في نفس المدرسة مما زاد نسبة الأمان لديه ، و يهتم جداً برأي الآخرين فيه و
يتضايق من بعض الملاحظات التي قد يتعرض لها كأي طالب آخر و عندما انتقل للمرحلة
الإعدادية زادت عصبيته و صراخه لأتفه الأسباب و مشاكله مع اخوته خاصة إذا أراد شيئاً و لم
يستجيبوا لطلبه كتغير محطة التلفزيون أو اللعب بالسوني أو مكان الجلوس أمام التلفزيون أو
السفرة أو المكان في السيارة و هكذا شجار دائم على كل شيء لا يسير على هواه و قد كانت
تحاول تهدئته و تنصح اخوته هي ووالده بالتسامح معه .. و لكن المشكلة زادت حيث أصبح لا
يتورع عن سب والديه خاصة أمه ( و يسب اخوته بألفاظ نابية لم تتعود العائلة على التلفظ بها)
خاصة في حالة الغضب إذا لم ينفذوا له ما يريد .. والده يحبه كثيراً و متعاطف معه بسبب
الظروف التي مر بها بالرغم من ذلك يحاول والديه معاقبته و توجيهه و لكن بدون جدوى فالحالة
تزداد سوءاً بالرغم من عودته و اعتذاره ( حتى الإعتذار يكون بحده و يجبر والدته بكثرة الإلحاح
على مسامحته )و لكنه لا يلبث يعود للسب والشتم و يبرر ذلك أنهم يحرقون أعصابه و أنهم لا
يفهمونه و لا يستجيبون لما يريد .. فهل هذه فترة مراهقة و تعدي و يعود له هدوئه و طيبته
السابقة أم أنها فترة حاسمة قد يعود و قد يستمر لما هو أسوأ من ذلك لا قدر الله كما قالت لها إحدى صديقاتها ..
أرجو التجاوب مع صديقتي لتصل لحل مع ولدها ( الذي يعترف لها في فترة الهدوء بأنه يعلم أنه
يخطئ و لكن لا يعرف كيف يتجنب الخطأ و أنه يتضايق إذا ذهب للمدرسة و هي غاضبة عليه و
قبل النوم يطلب منها أن تسامحه و تقبله لأنه يخاف أن يموت و هي غاضبة عليه و عموماً هو
لطيف و خفيف الدم و في حديثه كثير من البراءة و بعض الطفولة و السذاجة أحياناً و يكثر من
الاستفسار عن كثير من الأمور بطريقة عفوية ولكنه سريع الغضب و لا يهدأ حتى ينفذ ما يريد )
في انتظار مساعدتكم لتعود البسمة و السعادة لصديقتي و سامحوني على الإطالة و لكني أردت
شرح كل الظروف التي مرت حتى نعرف سبب العلة وكيفية العلاج بمساعدتكم إن شاء الله ..
الروابط المفضلة