إن طموحات الأطفال تتأثر إلى درجة كبيرة بالأهل أو بالأحرى بتعامل الأهل مع الأبناء وبخاصة خلال فترة الطفولة .
من خلال بحث ميداني طبق على 502 طالب من طلاب المتوسط الرابع في ثلاث وعشرين مدرسة تكميلية موزعة على كافة المناطق العكارية ، أن إثارة الأهل لأبنائهم منذ الصغر أي حثهم وتحريضهم ، تؤثر في مستوى طموحهم عندما يشبون، غذ إن درجات الطموح تتوزع لدى الأطفال من المستوى البسيط إلى المستوى الجيد والرفيع وفق ما تلقوا من إثارة محبطة أو مشجعة ، أي أن إثارة الأهل لأطفالهم منذ الطفولة توجه طموحهم وتزرع فيهم بحسب هذه الإثارة ، مستوى من الطموح يوازي درجة هذه الإثارة . وتاليا ينتج الاختلاف في مستوى الطموح من نوع هذه الإثارة واختلافها : فالإثارة المشجعة تحفز الطموح وتنشطه ، بينما الإثارة المحبطة تقوض الطموح وتخفضه ، ومن ثم ترسم نمط حياة الإنسان ومسارها في المستقبل .
يكفي لأب مثلا أن يقول لولده منذ الصغر بأنه سيصبح في المستقبل طبيبا ، وأن يحبب إليه هذه المهنة عند زيارته مع هذا الولد لعيادة الطبيب ن فيبين مركزه الاجتماعي وحاجة الناس إليه، ويبين له أثاث مكتبه الفخم ومدخوله ، ويوضح له كل تبعات هذه المهنة أو أي مهنة تشابهها ، يكفي ذلك لترتسم في مخيلة الطفل معالم الطموح فيسعى جاهدا لتحقيق هذا المثل الأعلى أو يقترب منه ، وتاليا يكون تشكل لديه مستوى رفيع من الطموح ودرجة تؤهله لبلوغ المراتب العليا .
وبعكس ذلك يكفي للأب أن يقول لإبنه ن، وهو في سن الطفولة ، أنه لاينفع للدراسة وأنه سيشتري له سيارة يعمل عليها أو إلحاقه كصانع في مرآب لتصليح السيارات أو من الأفضل له انتظار السن القانونية لدخول سلك الجندية ...يكفي ذلك ن وقد يكون ذلك أحيانا عن طريق المزاح ، ليدمر طموحه ويخنق طاقاته ويتكون لديه مستوى بسيط من الطموح يبقيه في المراتب الوسطى ومادون .
الروابط المفضلة