ربما لا يخطر على بال احد أن الأعراض التي يعاني بعض بعض اطفالنا منها ، من عدوانية وفقر دم وضعف التركيز و الفشل الدراسي وفقدان السمع وضعف النمو وآلام البطن ناجمة عن التسمم بالرصاص ، وربما لا يخطر على البال أن الهلوسة وفقدان الذاكرة وتلف الدماغ والشلول المختلفة ناجمة عنه أيضا . فحينما يراجع طفل بأعراض كهذه قد يفكر الاطباء في كل الاحتمالات ماعدا التسمم بالرصاص هذا التسمم ا لخطير المختفي عن الأنظار والذي يدخل إلى اجساد الاطفال والكبار خلسة كالسم في الحلوى أو الدسم دون أن يدري......
والواقع ان الرصاص معدن سهل التسرب إلى البدن عبر الأجهزة المختلفة كالجلد ( كحل حجري ، طلاء، أحرف الطباعة القديمة ) ، وجهاز الهضم ( ابتلاع الأغبرة وشرب الماء المار بأنابيب رصاصية ومص الأسرة والألعاب المطلية وتناول شراب بنت الذهب ) ، والرئتين ( استنشاق الأبخرة والأغبرة ) .. وهو - بالنسبة إلى الأطفال - أسرع امتصاصا واخطر لا سيما بوجود نقص الكلس ،إذ تمتص أمعاؤهم حتى 50% من الرصاص الوارد إليها ويتم الاحتفاظ ب 10- 25 % من الرصاص الكلي ، وتعتبر كمية الرصاص الداخلة عالية بالنسبة لأوزانهم ، فيما تكون تلك النسب أقل بكثير عند الكبار ..
ولنذكر أن تناول الرصاص بما يعادل 3 حبيبات من السكر يوميا ليعيق النمو عند الأطفال ويحد من قدراتهم العقلية.
والرصاص سم متراكم في البدن وأكثر ما يحتفظ به في العظام ( ربما لربع قرن ) ، لذا قد تغيب الاعراض حتى يتحرك الرصاص من العظم إلى الدم في اي وقت من الاوقات لا سيما حينما تضغف المقاومة .. لتحدث الأعراض التي سبقت الإشارة إليها .. وذلك بسبب اعتلال الدماغ والأعصاب والدم .... ويعتبر الصداع الشديد الذي يقلد الاورام الدماغية ، والإمساك المزري لأسبوع أو اثنين أو أكثر ، وألم البطن الحاد القولنجي ، والحموضة المعدية الشديدة من اهم الأعراض عند الكبار .. كما يمكن ان نرى فقر الدم والإعياء والتعب الشديدين ، وارتخاء اليدين والقدمين ، وتلون حواف الاسنان باللون الاسود .
تكحيل الولدان :
الكحل العربي المركب من الإثمد الصرف يجمل العينين ويمنع الرمد إذ يثبط نمو بعض الجراثيم .. غير ان الدراسات المختلفة تدل على احتواء الكحل المتوافر في الاسواق على نسبة عالية من كبريت الرصاص وقد أثبتت دراسات اخرى أذى الكحل البالغ على الاطفال ، منها دراسة الطبيبي الاميركي روبر غيتري على أطفال كويتيين متخلفين عقليا إذ وجمد في دمهم نسبة عالية من الرصاص فيما وجد في عظام أمهاتهم ترسبات كبريتيد الرصاص ، هذه التي تنتقل اثناء الحمل عبر المشيمة إلى الجنين مما يسبب له التسمم والتخلف العقلي
..... أما الوقاية فهي اهم بكثير .. وذلك بالانتباه لمصادر الرصاص السالفة الذكر والامتناع عنها . وهنا نذكر الاهل بضرورة عدم تكحيل اطفالهم وولدانهم بالكحل الحجري .. وضرورة تجنب الالعاب المطلية ، وإبعاد اطفالهم عن كل مصادر الطلاء كمال ينصح بالإكثار من المآكل قليلة الدسم الغنية بالكالسيوم كالحليب كي تقلل من امتصاص الرصاص وتزيد من طرحه
من كتاب اطفالنا بين الصحة والمرض للدكتور غالب خلايلي
الروابط المفضلة