بسم الله الرحمن الرحيم
ا
سأتحدث في موضوعي هذا عن ظاهرة أراها كثيرا في مجتمعي الذي أعيش فيه ،ألا وهي أنني أرى كثيرا من الأمهات ملتزمات فأراها تلبس اللباس الشرعي الساتر ثم أعجب عندما أرى ابنتها تسير معها وهي تلبس البنطال الضيق والقميص القصير، أو نرى الأب يحافظ على الصلوات في المسجد ثم تجد أن أبناءه لا يصلون،
أقول عندما أرى ذلك أن هؤلاء الأباء قد غفلوا وتناسوا أو جهلوا قضية مهمة ألا وهي أن أعمال الأبناء الصالحة أو السيئة تكون في موازين الوالدين.
فتربية الأبناء مهمة خطيرة وشاقة ومسؤولية عظيمة، فكما أنها تكون سببا لاستمرار الحسنات بعد موت الوالدين ،فهي كذلك تكون سببا لتحمل الوالدين الأوزار إلى يوم القيامة ،يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية . أو علم ينتفع به . أو ولد صالح يدعو له )
فإذا أحسن الوالدان تربية أبنائهما ،فكل أعمال الأبناء الصالحة ستكون في ميزان الوالدين ،فإذا صلى الابن كان له ولأبيه الأجر لأنه هو من علمه وحثه على الصلاة، وإذا قرأ القران كان له ولأبيه الأجر لأنه هو من علمه قراءته وهكذا.
وإذا ربى هذا الابن أبناءه على الطاعة والصلاة وقراءة القران، كان لهم ولأبيهم وجدهم الأجر وهكذا تستمر أجوره إلى يوم القيامة ،يقول صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء ).
وإذا أساء الوالدان تربية الأبناء، فكل أعمال الأبناء السيئة ستكون في صحيفة الوالدين ، فإذا ترك الابن الصلاة كان على الأب وزر لأنه لم يعلمه ولم يأمره بها ،وإذا خرجت الفتاة دون الحجاب الشرعي كان عليها وعلى والديها الوزر لأنهما لم يأمراها بالحجاب .
وهكذا إذا ربى هذا الابن أو البنت أبنائهما التربية الفاسدة فلم يعلموهم الحجاب والصلاة، كان على هؤلاء الأبناء وأبيهم وجدهم الوزر وهكذا تستمر أوزار الأبوين إلى يوم القيامة ،يقول صلى الله عليه وسلم ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء)
أما إذا أحسن الوالدان تربية أبنائهما منذ الصغر وبذلا الجهد ،لكن الله ابيلاهما بابن عاص فإنهما قد أديا ما عليهما وبرءا ذمتهما ،وإثم الابن ووزره على نفسه ولا شيء على أبويه.
فليحذر الأبوان كل الحذر من التقصير في تعليم الأبناء وإرشادهم،وليعلموا أن التربية تبدأ منذ الصغر فإذا صار عمر الطفل سبع سنوات أمر بالصلاة وإذا صار عمره عشر سنوات ضرب عليها وبالتالي ينشأ بإذن الله محافظا عليها أما إهمال الأبناء في الصغر فلا شك أنه سيؤدي الى عصيانهم وتمردهم وبالتالي يصعب تدارك الأمر والتوجيه .
الروابط المفضلة