أخواتي العزيزات
تناقشت مع ابنتي البارحة، عمرها 12 سنة، أي في مرحلة ما قبل المراهقة، ولو أنها بدأتها مبكرة، فمن صغرها واعية في كلامها وكأنها بالغة! وهذا يتعب بالفعل، أن تجدي طفلتك التي تصغرك بعقود تكلمك كأنها من عمرك، فعلاً متعب. ولكن هكذا سن المراهقة وعلينا أن نحتمل حتى تمر هذه المرحلة بسلام، سلام عقلي للأم!!!!!
سؤالي كالتالي، التلفزيون مساوئه لا تحصى ولا تعد، أطفالي يكبرون والبرامج المخصصة للأطفال أصبح يدخلها أفكاراً سيئة، ولهذا قررت منع مشاهدة أي برامج إلا المسابقات، وهذا يعني ساعة في النهار نجلس كلنا ونشاهد المسابقات. يا عالم حتى الدعايات لم نعد نتمكن من مشاهدتها لما يدخلها من أفكار مدمرة!
الكمبيوتر حددته بساعة في النهار لكل منهم، وبإشراف مني وهذا لشدة خوفي من أي موقع مفاجئ يفتح لهم ويكون فيه صوراً خليعة. على أي حال الكمبيوتر لسبب ما لم يعد يعمل هذه الأيام ولله الحمد، وبالتالي فهو حرمان تام من الكمبيوتر بلا تدخل مني!
وطبعاً الجو بارد، لا خروج من المنزل إلا للمدرسة.
وهذا يعني أن أطفالنا في البيت باستمرار، لا تلفزيون في النهار ولا كمبيوتر، فاشتريت العديد من الألعاب العائلية وألعب معهم باستمرار.. كما أنني خصصت يوم الجمعة لليوم العائلي بحيث إما آخذهم إلى مكان ما أو نلعب الكثير من الألعاب وهكذا...
المهم أن ابنتي تعترض أنها مكبوتة، أشجعها أن تكلم صديقاتها التي لم تعد تراهن على الهاتف، إلا أنها لا تفعل.
تقول أنها مكبوتة وأني حريصة عليهم بشكل خانق، فلا كمبيوتر ولا تلفاز ولا خروج، وأنها لا حياة لديها..
المشكلة أن كل الأطفال في هذه البلد لديهم نفس الحالة، ولا بد أنهم يشتكون نفس الشكوى..
استمعت إليها وجاوبتها واستمر النقاش لساعة على الأقل.
في السابق حدث هذا النقاش، فشعرت بالحزن عليهم، فسمحت لهم بمشاهدة التلفزيون لمدة أطول والكمبيوتر لمدة أطول، ماذا كانت النتيجة؟ ساعات متواصلة وخلال أقول عشر مرات منهم ليغلقوا التلفزيون أو الكمبيوتر.
تقول أن هذا لن يحدث مرة أخرى، إلا أنه حدث مراراً وتكراراً حتى وصلت إلى مرحلة "اللا" نهائياً.
منذ البارحة وأنا أفكر، ماذا أفعل؟ كيف أقنعها أن هذا لصالحهم؟
علماً أنني سمحت لهم باللعب بالبلاي ستيشن متى شاءوا، ولديهم لعبة رياضية على الشاشة يلعبونها أيضاً.
أحاول تعويضهم قدر الإمكان عن التلفزيون والكمبيوتر، إلا أنها تعتقد أنها مكبوتة ومحرومة ولا حياة لها..
والآن أنا حائرة، هل أنا فعلاً خانقة لحرية أطفالي؟
هل أنا فعلاً حريصة ومتشددة زيادة عن الحد؟
أفكر وأفكر وأرى أنني لو سمحت بما تريده سأندم كالعادة.
المشكلة أنني الأم والأب، أبوهم الله يخليه لنا يعمل في بلدة أخرى فيأتينا كل أسبوع يومين، والضغط كله علي، ولا أريد أن أُلام إن أخفقت في التربية لا قدر الله! يكفيني أنهم في مدرسة غير إسلامية لهذا العام، ودائماً أعصابي متوترة من القلق!
أطلت الكلام ولكن حتى أعطيكن الموضوع من كل الجوانب ليسهل الحكم.
الروابط المفضلة