كيف نحبب أطفالنا في القراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أنوه هنا على أهمية القراءة في حياة كل انسان وبداية أقول أن القراءة أمر وليس من منطلق حب القراءة فقط بل هو أمر واضح وهو أول أمر سماوي نزل به الوحي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لذا فالأمر هنا يشمل أن نقرأ وأن نعلم القراءة .. والقراءة في حد ذاتها للتعلم ليست بالكافية فنحن لن نتعلم تعاليم ديننا إن تعلمنا كيفية القراءة فقط .. فكم من مسلمين يعرفون القراءة والكتابة ومعهم شهادات أيضاً ولكنهم لا يقرأون .. هذا هو المؤسف .. لن نتقدم سوى باللبنة الأولى (القراءة).. لذا وجب علينا نحن الآباء والأمهات تنشئة جيل محب للقراءة .. جيل واعي قادر على اختيار الجيد لقراءته وهذا كله يأتي بالتدريب والصبر الطويل من قبلنا نحن الأباء.
تبدأ المرحلة الأولى من خطتنا أثناء فترة الحمل والتي هي من أهم الفترات في تنشئة عقل سليم قادر على استيعاب كل ما سيدور حوله فيما بعد .. وهذا يكون بالتغذية السليمة أثناء فترة الحمل والبعد عن التدخين والحفاظ على نفسية الحامل في حالة جيدة معظم الوقت لأن نفسية الحامل تؤثر كثيراً في تكوين الجنين حيث أن الدراسات الحديثة أوضحت أن نفسية الأم السيئة وحالات الاكتئاب التي تصيب بعض الحوامل أو البكاء الكثير من الأم الحامل له أثر كبير مما يولد طفل يعاني من (صعوبات التعلم) مثلاً.. وفي الشهور الأخيرة من الحمل تقول بعض الدراسات أن لقراءة الحامل لجنينها أثر كبير فيما بعد تجعل الطفل محب حقيقي للقراءة ..
وبعد الولادة تأتي شهور المحاكاة ليعتاد الطفل على حركات ونظرات وصوت أمه بعد ذلك تبأ الأم في سرد القصص المسلية للطفل المناسبة لعمره .. ثم بعد ذلك تبدأ في شراء القصص المصورة ذات الألوان الذاهية المصنوعة من القماش أو الكرتون المقوى وتحكي له أحداث القصة وهي تشير إلى كل ما تقوله في الصور.
ويجب أن ننوه هنا أهمية رؤية الطفل للأب أو للأم وهما يقرآن باستمرار لأن تكرار المشاهدة له تأثير قوي في محاكاة الطفل لما يفعله الأهل .. فمعروف أن الطفل مقلد من الدرجة الأولى وهذه من العادات التي نحب أن يكتسبها الطفل عنا .. وهو في البداية لا يعرف القراءة لذا فهو سيقلد الأم وهي تقرأ ويمسك بكتاب أو مجلة أو جريدة ويقلب فيها ويحاول أن يقطع الورق لذا يجب أن تكون المجلات التي في متناول يده نحن في غنا عنها حتى لا ننهره كثيراً لتقطيع الأوراق وحينما يمسك بكتاب ثمين وحاول تقطيع أوراقه فيجب أن نأخذه منه بهدوء ونلفت انتباهه لشيء آخر من حوله.
بعد فترة حينما يتعلم القراءة ويصبح قادر على القراءة نبدأ في اصطحابه إلى المكتبات ونحن نختار الكتب التي نقرأها ونترك لهم حرية الحركة في المكتبة وهم تحت نظرنا طبعاً وبالطبع سيختار الطفل لنفسه مجلة أو قصة ولنشاركه الاختيار بصورة غير مباشرة أي أنه إن لم يعجبنا اختياره نلفت انتباهه لاختيارات أخرى ونترك له حرية الاختيار من بينها.
كما أن القراءة المستمرة مع الطفل حتى لو أنه يجيد القراءة مهمة جداً فهي تشجعه على الاقبال على القراءة وتقرب فكر الأم من ابنها وتسمح لهم بالنقاش وتغذية أفكاره بما هو مناسب .. كما أنها تكون فرصة لتوفير جو من المرح بينهم.. خاصة إن كانوا يقرأون قصة ومثلوا أدوارها معاً.
ثم تبدأ مرحلة الاختيار الموجه لقراءات الطفل لقصص الأنبياء والصحابة والقصص القرآني هذا بجانب توجيههم للكتب العلمية التي تحاكي أعمراهم وتوضيح ما يصعب عليهم فهمه.. ومع الكتب العلمية يجب أن نذكر هنا أن الطفل يحب التجربة وهناك تجارب بسيطة يستطيع الطفل تطبيقها بنفسه لذا وجب على الآباء والأمهات توعية الطفل إلى ضرورة وجود أحدهما معه للاشراف على خطوات تجربته حتى ننمي روح البحث والتجربة في عقولهم دون خسائر.
ما سبق كان صورة لتنمية حب القراءة لدى الأطفال حتى نهاية مرحلة الطفولة وهي اللبنة الأولى التي بناءً عليها وعلى طريقتنا نحن أحب الطفل القراءة أو هجرها مدى الحياة .. فليكن لدينا وعي كافي بالأمانة التي بين يدينا لأننا سنسأل عليها يوم الحساب.
أرجو المشاركة من الجميع بخبراتهم وتجاربهم وعلوماتهم الثمينة عن تدريب الطفل على حب القراءة في هذه المرحلة العمرية حتى يعم النفع على الجميع .. وشكراً.
في المرة القادمة إن شاء الله سأذكر لكم تجربتي الخاصة لتوجيه قراءة المراهقين .. فلا تفوتكم لأنها رائعععععععععة.
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة