أختي هل حاولتِ بدلاً عن إظهار الأخطاء لديه، أن تظهري المحاسن؟ ابنك يسمع منك أنه أخطأ هنا وأخطأ هناك، فهل حاولت أن تراقبي المحاسن بدلاً عن المساوئ وتشكريه أنه قام بهذا العمل؟ كما أن تغيير الجمل تساعدك كثيراً. فإن قلتِ له مثلاً لا أحب مثل هذا الكلام ويمنع قوله، غير أن تقولي له كلمة طيبة عندما يقول كلمة شكراً مثلاً. فلا تعلقي على الكلام البذيء بل امدحي الكلام الطيب.
ابنك عمره 5 سنوات، وأتعجب من لعبه في الشارع في هذا العمر المبكر، وأظن أنك تكونين معه إذن، فحاولي أن تجنبيه الأطفال البذيئين، واستبدلي لعبه بالشارع بالذهاب معاً للحديقة واللعب معه.
هل تعملين خارج المنزل؟ هل تبتعدين عنه ساعات خلال النهار؟ إن كانت إجابتك بنعم فأنا أؤكد لكِ أن تصرفاته ما هي إلا صرخة يخبرك فيها أنه يحتاج إليكِ وإلى قربك منه، فحاولي تعويضه دائماً عن غيابك بقضاء وقت مخصص له كل يوم. تجدين دورات في الركن تفيدكِ بهذا الأمر.
كما أني أنصحك بعمل مثل حصالة نقود ولكن بها ستجمعين كل الأعمال الطيبة التي يقوم بها مهما كانت صغيرة، فذكركِ للعمل الطيب سيعززه ويزيد منه. كلما قام بعمل تؤيدينه أو كلمة حسنة، تكتبينها على ورقها صغيرة وتضعينها في الحصالة. تتفقان مسبقاً على هذه الفكرة وأؤكد لكِ أن هذه الفكرة حتى لو لم تكن في النهاية لها مكافأة مادية، فإن معنوياته سترتفع عندما يرى أن حصالة حسناته تمتلئ وسيرغب بالمزيد. وهنا يرى، بدلاً عن مساوئه، حسناته تتكاثر. سيقوم بأعمال أفضل عن عمد. وبإمكانك أن تذكّريه له مسبقاً أن كل ثلاث سيئات ستأخذين ورقة، لا نريد أن نجعله ييأس بسرعة تناقص الأوراق إن كانت واحدة بواحدة، ولهذا اجعليها كل ثلاث مساوئ تنقص ورقة. سيحاول أن لا يزيد إلى السيئة الثالثة بقدر المستطاع حتى لا تنقص الورقة. بإمكانك أيضاً أن تشتري الورق الملون وترسمين عليه ما شئتِ، مثل دوائر، مربعات، أوراق شجر، وكلما قام بعمل طيب، طلبتِ منه أن يقص رسمة لتكتبي عليها العمل الذي قام به. سيستمتع بالعمل جداً ويحاول أن يزيد من حسناته. وفي النهاية، آخر الشهر، تفتح الحصالة (الشفافة اللون) وتوضع الأوراق على طاولة، وتقرأينها له. لا تقولي له كلمات كثيرة المديح، بل اسأليه إن كان هو فخور بنفسه وكيف يشعر. هذه الفكرة جاءتني الآن وأنا أطبع لأني أحاول تطبيق عمل شبيه بها في الفصل الذي أتدرب فيه كمعلمة أطفال بعمر طفلك، ولكني سأقوم بعمل شجرة بدلاً عن الحصالة. وأظن أن في النهاية ستجدين النتيجة بصالحكما.
الروابط المفضلة