بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
يقول تعالى : [ و لكل وِجهةٌ هوَ موَلّيها ]
فمنّا من سلَكَ مسلك العلوم التقنية ،
و آخرون رأوا في كلّياتِ الطّبِّ خيرَ مُستقر
و فئةٌ اهتمّت باللّسانِيّاتِ ، فالتحقت بكليّاتِ الألسن
و كلُّ أبدع ، و كل يروجوا الخير و نفع الأمة
.
هناكَ من اختارَ العلم الشرعي فسلكَ سُبلهُ
فتجدُ هذا في كلية أصول الدين ، و الآخر في كلية الحديث
و الآخر في كلية الشريعة و القانون
كل له أهدافه ، و يحاول أن يسموا بدينه بأمته ،
و الكل مأجور إن شاء الله غيرَ مأزور
.
بيدَ أنّنا نجُد أناساً طلّقوا الدنيا ثلاثا
بل هجَروا مظاهرَ المدنية ، و ابتعدوا عن سبل الخلطة
و فارقوا ذوي القربى و الأحباب و الزّملاء و الأصحاب
تركوا الملبس الأنيق ، و المفرش الناعم ، و المكرب المريح
تركوا الدنيا بباهرجها و ملذّاتها ، بضيقها و مُنغّصاتها
.
اعتزلوا العالمَ من أجلِ العالمِ
فارقوهُ جُهّالا ليعودا إليه علماءَ
[ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ
مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ
إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ]
استقلّوا الخَطَرَ مَرْكباً ، و تزودا بالتوكّل قوتاً
افترشوا الأرضَ و التحَفُوا السمّاءَ
لا الجوعُ يُثنيهم ، و لا العطشُ يُضنيهم
فهدفهم أسمى ، و بُغيتهم أتقى و أرقى
و نيّاتهم في ذلك أنقى
سياط هِمَمِهِم
[ هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ]
و أسمى أمانيهم
" مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ
فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ "
فلله درّهم ، و عليه أجرهم
فيا سَعْدهم بحياتهم هذه !!
.
هُمْ خِرّيجوا جامعاتٍ كغيرهم
لكنهم طلابٌ غير الطّلابِ و جامعاتهم
غيرُ الجامعاتِ
.
فإليكم قصّتهم ، شاهدوا سيرتهم
الروابط المفضلة