بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق جل وعلا :{ إما يبلغن عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما ؛ فلا تقل لهما : أفٍ . }
الآن : بلغ – أمسِ ؛ هذا فعل ماض ، سيبلغ : هذا مضارع ، يبلغ—نَّ هذه نون التوكيد ، فهذا المضارع ؛ هل هو مرفوع ؟؟!
نحن نعرف أن المضارع مرفوع ؛ مثل أكثر الأسماء .
لكنَّ هنالك تنبيه ! بأنه قد يكون مبنياً أحياناً ؛ فهل هنا هو مبنيٌ أم لا؟!
الحقيقة أن نون التوكيد تجعله إذا ما اتصلت به مبنياً على الفتحة .
ونون النسوة تجعله مبنياً على السكون . إذاً : فهذه بغيتنا . أن المضارع هنا مبنيٌ على الفتح .
ثم لمزيد من الفهم : من الفاعل ؟ ؛ وهو الذي سنهتم به بالمرحلة الثانية بعد الفعل ؛ الفاعل هو أحدُ – هما ؛ او _ كلا --- هما .
هل من الممكن أن يكون المفعول – الكِبَرَ - قبل الفاعل ؟!
هل من المعقول أن يذهبَا إلى التقدم بالعمر – يعني : الكبر – أم هو يأتي إليهما . لو كان هو الذي يأتي ؛ لوجب أن نقول : يبلغن الكبرُ احدَ – هما ؛ أو كلي – هما ؛ بالفعل صحيح هما لايستطيعان رداً للمسير نحو زيادة العمر ؛ لا بد للإنسان أن يسير حتى يبلغ من الكبرِ عتياً ؛ وخاصة بعين ابنهما ؛ الذي يرى والديه ؛ يزدادان يوماً بعد يوم في السن ويزداد عمرهما
وها هو بعد أن كان يحتاجهما في كل شيء بغمضة عين أصبحا يحتاجانه في كل شيء ؛ فهل سيوفيهما حقهما ؛ أم سيعرض عنهما ؛ وكلما طلبا منه شيئاً ، تبرم بأمرهما ؛ وقطب وجهه ، وأعرض عن حوجتهما التي لن تبلغ قدر ما كان يحتاج إليهما ، بل ياقبح من نادته والدته فقط لتراه ؛ على الجوال ؛ وهو يرد وبقباحة ووقاحة : أنا مشغول ، أنا مش متفضي لك !!
هل أرسل لك صورة ؟ أياماً وأياماً ... بين أخذ ورد ؛ إنه قلب أم ؛ مع ما يقابله من جلمود طبع وجماد حس ؛ وارتكاس نفس من ابن لم يحتج إليه أحدٌ بشيء ؛ - لأنه من نعم الله – أن كان لها سواه ! ولكن ! حرمها رؤية وجه مسود سوَّده الله بالخزي ! ، ولكنه قلب أمٍ !
الروابط المفضلة